ندوة: القضية المهدوية وعاصفة الحداثة

شبكة المنير شبكة جهينة الإخبارية

استضاف مركز الممهد للأبحاث العقائدية بمحافظة القطيف المحقق السيد منير الخباز مساء السبت وألقى ندوة بعنوان «القضية المهدوية وعاصفة الحداثة».

بدأ السيد الخباز الندوة بالحديث حول التساؤل عن كون القضية المهدوية لها مناشيء نفسية وإعلامية أم أن لها منطلقات عقلية، مشيرا الى أن هذا التساؤل شبيه لاتهام الدين بأنه فكرة اخترعها الفكر البشري من أجل ترويض الإنسان للقيم.

وطرح الدليل العقلي لوجود الإمام المهدي «عج» وما يقوله علماء الكلام في ذلك، لافتا الى أن المجتمع البشري بحاجة لنظام وبيّن قدرة الله وحكمته على سد هذه الحاجة.

واشار السيد الخباز الى الأدلة العقلية والقرآنية، مبينا ان اليوم الذي تتحقق فيه حاجات البشرية المتغيرة والثابتة وهو يوم المهدي.

كما تطرق الى أن العقل يقول: بأنه لابد من وجود يوم يتقص فيه من الظالم ويعطى حق المظلوم من الظالم وأن هذا الدليل هو نفسه الذي يثبت وجود المهدي «عج» وهو صيانة الكون عن اللغوية.

وتحدث السيد الخباز عن طاقات الكون وكنوزه من كائنات وأفلاك «والتي للآن لا مفاد منها فلابد من يوم تستنفذ فيه هذه الطاقات»، مشيرا الى ان العقل يفترض بأن الحياة وجود هادف وأن هذا الكون وجود هادف لافتا الى ذلك اليوم الذي يستفاد فيه من هذه الطاقات هو اليوم المهدوي.

وبين بأن القضية المهدوية ليست من ادعاء وافتراض الشيعة ليكونوا على بصحيح أمل، واستشهد لإثبات ذلك بالدليل العقلي والقرآني، كما بين بأن تكذّيب القضية المهدوية هو تكذيب للقرآن لأن إخبارات القرآن الكريم لم تتحقق، مستشهدا بعدد من الايات.

وقال السيد الخباز أن القيادة هي إحدى أهداف منصب الإمامة ولا تتوقف الإمامة عليها وأنها ليست الدليل على الخلافة وأن كثير من الأنبياء لم يعطوا مركز سياسي وهم خلفاء، وبين بأن قوام الإمامة في مبدأ الحجية وحفظ التشريع والهداية، وطرح الأدلة القرآنية لكل نقطة مع شرح يزيل كل اللبس والشبهات، واضّح فيها كيف يقوم الإمام بهذه القوام وهو غائب وأن غيبته غيبة عنوانية وليست شخصية.

وتفاعل الجمهور بطرح عدد من الأسئلة منها، عن كون فكرة القضية المهدوية تسبب الإحباط فأجاب مستشهداً بعلم الاجتماع في رد الإشكال، كما سئل عن الفرق بين الإمامي المعتقد بوجود الإمام وغيبته وبين المنكر لذلك من المسلمين.

واشار السيد الخباز الى أن السؤال مشابه لمن يسأل عن الفرق بين من يؤمن بالله والملحد فكلاهما يمارسان أنماط الحياة، ثم أجاب بالحل مستشهداً بما يطرحه علماء النفس والاجتماع وبالقرآن الكريم.

وسئل عن رواية «أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج» هل زمان الانتظار في عهد النبي أيضاً أو فقط في زمن الغيبة، فأجاب السيد الخباز بأن الانتظار في كل زمان وبيّن ما هو الانتظار وكيفية الانتظار ولماذا عبرت الرواية بمصطلح الانتظار.

كما سئل عن كون الحركة المهدوية قائمة على الانتقام والثأر من العرب وقريش وشعار يالثارات الحسين ، فأجاب عن معنى الثأر وأنه الانتصار وأن ذلك دليل بأن المهدي «عج» هو امتداد للحسين وأن الحسين هو ثأر الله كما في زيارة وارث.

وبيّن بأن القتل والاستئصال ليس شيء وحشي دامئاً بل هو علاج عقلائي لاجتثاث الظلم وذكر شواهد لذلك، مختتما الندوة بنصيحة للحضور حول علاقتهم مع الإمام «عج».