المشاريع التعليمية في المنطقة

شبكة المنير

المستوى العلمي والثقافي في المنطقة وما يتطلع إليه من محاولات تطوير وتنمية؟

نتحدث عن كل مجال من مجالات التعليم والثقافة وما يرجى لهذا المجال من تطور ونمو وتكافل؟

المجال الدراسي:

يشمل المرحلة الابتدائية، المتوسطة، الثانوية، فهل حركة التعليم في هذا المجال كافية لتنتج لنا طالباً مؤهلاً للدراسة الجامعية وهل هو مؤهلاً لبناء حضارة لمجتمع متكامل أو لا؟

نحن نقول المعلون والمدرسون في هذه المراحل الثلاث يبذلون أقصى جهدهم ووقتهم على مستوى الجنسين «ذكوراً وإناثاً» في سبيل تطوير وتنمية هذه الطاقة الإنسانية من الناحية التعليمية، ولكن نحن نحتاج إلى عدة نوافذ أخرى في المجال الدراسي لنستفيد منها في تطوير المستوى التعليمي لأبناء المنطقة.

الباب الأول:

نحن نحتاج كما ورد عن الإمام علي إلى العلم المطبوع: العلم علمان علمٌ مسموع وعلمٌ مطبوع ولا ينفع المسموع دون المطبوع، نحن في مدارسنا نركز على العلم المسموع نركز على أن يكون الطالب متلقياً أخذاً لا مُعطياً، هو مطالب بحفظها بإتقانها وأدائها كما سمعها أثناء الإمتحان، دور الطالب دور شريط الكاسيت يتلقى المعلومات ويحفظها ويختزنها لأيام الإمتحان، وهذا إغفال للعلم المطبوع، العلم المطبوع هو ملكة التعلم، الإمام أمير المؤمنين يقول: «ولا ينفع المسموع دون المطبوع»، الإنسان ولد وعنده ملكة التعلم والاكتساب، القدرة على اقتناص المعلومات، نحتاج إلى أن نربي أبنائنا خصوصاً في «المتوسطة والثانوية» على مهارة وملكة التعلم، كيف يكتسب المعلومات بنفسه ويدرس نفسه بنفسه؟! كيف نسلمه الكتاب سواء كان كتاب في المجال الديني أو المجال الاجتماعي أو علم الرياضيات وفي أي مجال؟! تعليم الطالب مهارة التعلم وملكة التعلم هذا بابٌ ضروري لتكامل المسيرة التعليمية.

الباب الثاني:

نحن نحتاج إلى ما يعبر عنه علماء التربية إلى التربية المستترة، التربية يقسمونها قسمين:

1/ تربية مباشرة

2/ تربية مستترة.

1 - التربية المباشرة:

هي ما يمليه المعلم خلال الفصل ومن التوجيهات والإرشادات، أو المشرف الاجتماعي في المدرسة «هذه تربية مباشرة»، لكننا نحتاج إلى تربية مستترة، التربية المستترة أكثر تأثيراً وفعالية في سلوك الطالب خصوصاً إذا كان الطالب في الثانوية يحتاج إلى سلوك وأدب وأن يتعلم كيف يخوض صراع الحياة وحركتها، هنا الطالب في هذه المرحلة يحتاج إلى تربية مستترة لا تربية مباشرة، يمل الطلاب من الكلام الكثير، أن نقف ونوجههم ونملي عليهم الأوامر والنواهي والإرشادات والتوجيهات، الطالب في هذه المرحلة كي يتفعل سلوكه ويتغير يحتاج إلى تربية مستترة.

2 - التربية المستترة:

هي شخصية الأستاذ، نحن نحتاج إلى شخصيات متخلقة في حد ذاتها، إذا كانت شخصية الأستاذة متخلقة بالأخلاق الفاضلة ولا يتكلف يكون بنفسه فاضلٌ خُلقياً بتواضعه وابتسامته وأدبه وحنانه هي التربية المستترة هو يؤثر من حيث لا يشعر هذا الأستاذ المتخلق يبدر خلقه، ويبدر سلوكه ويبدر ويغرس تعاليمه الخلقية الفاضلة من حيث لا يشعر هو شخصية امتدادية، الشخصية المتألقة شخصية امتدادية شخصية يمتد تأثيرها إلى الناس وإلى القلوب من حيث لا يشعر، وهذا ما ركز عليه الإمام أمير المؤمنين «صلوات الله وسلامه عليه» في حديثه عن علاقته مع النبي محمد «وكان يرفع ليّ في كل يوم علماً من أخلاقه ويأمرني بالاقتداء به وكنت أتبعه «هناك مرحلة أتباع واقتداء» وكنت أتبعه أتباع الفصيل أثر أمه» هذا هو الباب الأخر وهو الحاجة إلى التربية المستترة.

الباب الثالث:

إلى المرشد الروحي، مرحلة الثانوية مرحلة خطره جداً مرحلة في معرض الأمراض الخلقية في مرحلة الانحرافات السلوكية الطالب في هذه المرحلة يعيش غليان المراهقة، إذن هو في معرض الزلل، في معرض الخطأ يحتاج حاجة ماسة في هذه المرحلة إلى «المرشد الروحي»، ما هي وظيفة المرشد الروحي؟

المرشد الروحي وظيفته: استقراء أوضاع الطلاب، الطلاب يحتاجون إلى مسح ميداني، أسرهم المستوى الإيماني لأسرهم، كل طالب ما هي أسرت؟، ما هو المستوى الإيماني لأسرته؟ ما هي الروافد والمصادر التي يأخذ الطالب منها إيمانه وسلوكه؟

عندما يكون هناك مسح ميداني للمستوى الروحي والإيماني لطلاب هذه المدرسة من حيث أسرهم ظروفهم أصدقائهم عندما يكون هناك مسح ميداني يأتي دور المرشد الروحي، المرشد الروحي عندنا رجال كثيرون نحتاج إلى رجال دين يكونون في المدارس خصوصاً مدارس الثانوية، كما أن مثلاً: الحكومة تضع للسجناء مرشد روحي هذا السجين إذا كان سجين في مخدرات، إذا كان سجين في قضايا انحرفيه تضع له مرشد روحي رجل دين يتحدث معه حديثاً روحياً من القلب إلى القلب، حديثاً يستند إلى الأذكار، يستند إلى الأدعية، يستند إلى تعاليم وتراث أهل البيت في هذا المجال حينا إذن يستطيع التأثير في بناء شخصيته.

كل مدرسة تحتاج إلى «مرشد روحي» وظيفته استقصاء الطلاب الذين هم في معرض الزلل في معرض المعرض السلوكي، قراءة تاريخهم، قراءة أوضاعهم، قراءة شؤونه السلوكية والإيمانية ثم بدء المشوار التربوي معهم من خلال تراث أهل البيت «صلوات الله وسلامه عليهم».

الباب الرابع:

الذي نحتاج إليه في الحقل الدراسي «اكتشاف الطاقات» نحن نحتاج إلى مؤسسات تكتشف طاقات أبنائنا، أبنائنا يحملون طاقات أبداعية هائلة منذُ الطفولة وحتى مرحلة المراهقة هذه المواهب والملكات الإبداعية نحن لا نمتلك مؤسسات تكتشفها، لا نمتلك مؤسسات تراعها، هذا الطفل ولد وهو طفل رياضي لماذا نضيع وقته في الجغرافيا وفي الفقه والتوحيد؟! هذا الطفل ولد وعقله عقليه أدبيه لماذا نضيع وقته في علم الرياضيات؟! هذا الطفل ولد مثلاً وعقله عقليه فيزيائية لماذا يضيع وقته في التاريخ والجغرافيا؟!

اكتشاف طاقة الطفل الإبداعية يحتاج إلى مراكز يحتاج إلى مؤسسات، لكل مؤسسة فرع في هذه المدرسة يكتشف مواهب الأطفال، يكتشف مواطن إبداعهم، يكتشف مستوى طاقاتهم، ثم هذا الطفل يفرغ للدراسة التي ينسجم مع طاقته الإبداعية تتجسم مع قدرته وملكته التي وهبت له من قبل الله تبارك وتعالى لكي نختصر الطريق، ولكي نحصل في المستقبل القريب في عشر سنوات في عشرين سنه نحصل على نماذج أبداعية في مجلات عديدة، وفي مجلات مختلفة لأننا راعينا هذه الطاقات ولأننا اكتشفناها وساهمنا في تنميتها وتربيتها هذا ما نقترحه على المستوى الدراسي.

الحقل الأكاديمي:

أبنائنا في الجامعات أخواننا في الجامعات الذين يعيشون المرحلة الأكاديمية بواقعها نحن هنا نسجل ملاحظتين:

الملاحظة الأولى:

هي مسألة التنظير هذا الطالب يحتاج أن يتعلم التنظير، كيف يطرح رأيه، كيف يقول رأيه؟ الطالب مع الأسف في المرحلة الأكاديمية يطالب بكتابة بحث أن يكتب بحث يحصل به على شهادة بكلوريه أو ماجستير أو أي شيء أخر، يكتب بحثه عندما نقوم بعملية استقراء نرى اغلب البحوث بحوث تجمعيه، يعني الطالب يعنى بالناحية الكمية أكثر مما يعني بالناحية الكيفية هذا الطالب كي يأخذ الشهادة يكتب بحث بحث تجميعي معلومات من هانا وهانا ومصادر شتى يحصل عليها يجمع منها معلومات متناثرة يؤلف ما بينهم يرتب لها نقاط ثم جعلها رسالة يأخذ من خلالها على شهادة معينة هذه الكتابة التجميعية لا تخدم مجتمعنا، لا تخدم حضارتنا، لا يمكن بناء الحضارة على بحوث تجميعية، لا يمكن بناء مجتمع علمي على بحوث علمية نحن نتحاج إلى أن نعلم الطالب القدرة على التنظير كيف ينظر يستخرج رأياً؟ كيف يقتنص رأياً وفكراً؟ يحتاج الطالب أن يتعلم ذلك، الطالب في الحرم الجامعي في المرحلة الأكاديمية يحتاج إلى أن يعلم آليات اقتناص الرأي، آليات أعطاء رأي ونظر، يحتاج إلى أن يمر بتدريبات تعلمه على التنظير وهذا أمر ضروري جداً لبناء المجتمع.

الملاحظة الثانية:

كما أنتم تعلمون أنا أن أخبركم هذا موجود في الغرب وموجود في بعض البلدان العربية، الطالب يقطع دراسته الأكاديمية بزمن معين لتطبيق ولأخذ الخبرة التطبيقية، يعني الآن موجود عندنا في الطب إذا أكمل كذا سنه بعدين يدخل مرحلة لتدريب والتطبيق في مستشفى من المستشفيات لا المطلوب في وسط الدراسة في أي مجال طالب رياضيات، طالب فيزياء، طالب علوم أدبية، طالب تكنولوجية معينة، طالب هندسة أي مجال بعد أن يدرس سنتين يدخل مرحلة تدريبية لمدة ستة أشهر أو لمدة تسعة أشهر هذه المرحلة التدريبية تفصل بين فصلين تفصل بين طرفين من الدراسة الفصل الأول «أن يأخذ المبادئ العامة» ثم يدخل في المرحلة التدريبية من خلال انضمامه إلى شركة من الشركات من خلال هذه الشركة يدخل مرحلة تدريبية معينة ثم يرجع إلى الدراسة مرة أخرى، إذا رجع إلى الدراسة بعد أن قطع مرحلة تدريبية يكون رجوعه أكثر تركيز وأكثر تأمل وأكثر سيطرة على المعلومات لأن الواقع التجريبي التي مر به فرض عليه أن يدقق في الزوايا وأن يدقق في المعلومات وأن يدقق فيما يستفيد وما يمر عليه.

إذن مرور الطالب الأكاديمي بفترة تدريبيه تطبيقيه أثناء دراسته الأولية هذه عنصر ضروري جدا لخلق طالب أكاديمي قادر على البناء، وقادر على العطاء لا مجرد طالب يحمل شهادة من دون أن تكون هناك قدرة واضحة على البناء وعلى العطاء هذه بالنسبة للحقل الأكاديمي.

الحقل الثقافي:

هناك فرق بين العلم والثقافة العلم شيء والثقافة شيء أخر، ما هو الفرق بين العلم والثقافة؟!

العلم: هو دراسة مادة تخصصية معينة كأن يدرس هذا الإنسان مادة الرياضيات، أو يدرس مادة الفقه، أو يدرس مادة الفيزياء مثلاً دراسة المادة التخصصية المعينة هذا تعلم وهذه المادة تسمى علم إما الثقافة تختلف عن العلم.

الثقافة: هي استغلال المعلومات في بناء الحياة والإنسان اللي يقدر أن يوظف معلوماته لبناء الحياة هذه شخص مثقف فليس كل متعلم مثقف، هناك إنسان عنده اختصاص في الرياضيات لكن ليس مثقف، هناك إنسان طيب ولكن ليس مثقف، هناك فقيه ولكن ليس مثقف، المثقف: من يستغل ويستثمر المعلومات عنده معلومات في الرياضيات عنده معلومات في علم النفس، عنده معلومات في الأحياء، عنده معلومات في الفقه من يستثمر المعلومات لبناء الحياة لتطبيقات حيوية معاصرة لقيام بتجربة حيوية معاصرة استثمار المعلومات في مرحلة التطبيق والبناء هي الثقافة، فالثقافة تختلف عن العلم لذلك كما نحتاج إلى علم وإلى تخصص نحن نحتاج أيضاً إلى ثقافة.

عندما نأتي إلى الثقافة الحمد لله مجتمعنا يقول عنه مثقف، ثقافتنا الدينية ثقافة جداً جيدة أنا بحكم تجربتي مع مجتمعات كثيرة أقول بأن الثقافة الدينية في «المنطقة الشرقية» أكبر بكثير من الثقافة الدينية في المناطق الأخرى الثقافة الدينية في المنطقة ثقافة جيدة سواء كانت ثقافة فقهية أو كانت ثقافة عقائدية، الثقافة الدينية ثقافة جيدة ومتميزة على المجمعات الأخرى، فنحن من هذا المجال لا نريد أن نزيد شيئاً كلما قوية الثقافة الدينية وتكاملت أتت ثمارها، لكن نحن نحتاج إلى مجموعة ثقافات أخرى غير الثقافة الدينية، غير الثقافة العقائدية والفقهية، نحن نحتاج إلى ثقافات أخرى ما هي هذه الثقافات؟!

الثقافة الأولى: ثقافة الحوار:

نحن نحتاج أولاً إلى ثقافة الحوار نحن لا نمتلك ثقافة الحوار مجتمعنا يعيش تشنج، يعيش حالة من التوتر يعيش حالة من الانفصام والتباعد طبعاً هذه ليس مشكلة مجمعنا فقط المنقطة الشرقية لا، المجتمعات الإسلامية والشيعية بصفة عامة تعيش حالة توترات تعيش حالة تشنجات، هناك جزر مختلفة في هذه المجتمعات وهناك حالة قلق وتوتر بين هذه الجزر ومن يعيش ويستظل بظلال هذه الجزر حالة التشنج لا يمكن انتزعاها ولا يمكن اقتلعها إلا بثقافة الحوار نحن نحتاج إلى أن نتعلم الحوار نحتاج إلى أن نفتح على بعضنا ونتحاور، هناك أمور نشترك فيها فنمشي فيها، وهناك أمور نختلف فيها فتبقي في دائرة المحيط الاختلاف الفكري والتنظيري.

نحن نفتقر إلى ثقافة الحوار افتقار أساسياً لذلك مع الأسف ترانا جزر مستقلة منفصلة هذا المسجد له أتباعه وهذا المنبر له أتباعه لا توجد بيننا لغة التنسيق والبناء المشترك لأنه لا توجد بيننا لغة الحوار ونحن نحتاج إلى هذه اللغة، وأنتم سمعتم من كثير من المحاضرين وقرأتم في كثير من الكتاب أن هذه الآية المباركة التي تقول: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ، هذه الآية نزلت في مكة يعني في بداية الدعوة المحمدية نزلت هذه الآية لكي يبلغ النبي أمته أول أدب من آداب الحوار أول أدب أنتم مسلمون الآن الإسلام يبدأ فليبدأ الإسلام بأدب الحوار من أوليات الإسلام من مبادئ مسيرة الإسلام «أدب الحوار»، أدب الحوار شرك وإسلام ومع ذلك كان بينهما حوار، كفر ودين ومع ذلك كان بينهما حوار فكيف بشخصين من مذهبين واحد أو من دين واحد لا يكون بينهما لغة حوار مع أن الكفر والدين كان بينهما لغة حوار من أول يوم قال تعالى:: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ، بدأت المسيرة الإسلامية بأدب الحوار، افترض أن مؤمن بأن كلامي صحيح وفكري صحيح ولكن أفترض في نفسي مخطأ أفترض فيك مصيب حتى تبدأ عملية الحوار كما نقل عن الإمام الشافعي «كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب» هذه الثقافة الأولى ثقافة الحوار.

الثقافة الثانية: ثقافة راعية الطاقات وتأهيل الطاقات:

كما ذكرت أنا في عدة محاضرات عندنا طاقة في المنطقة غربية جداً نحن نلاحظها من خلال معاشرتنا واحتكاكنا بين الناس نلحظ طاقات قوية، نلحظ طاقات عملاقة هذه الطاقات من المسؤول عن تنميتها؟! من المسؤول عن راعيتها؟ ّ من المسؤول عن متابعتها بالسقي والعناية والاهتمام حتى تنتج قال تعالى: ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ، خصوصاَ الطاقات الأدبية عندنا شعر في المنطقة، عندنا نثر، عندنا قصه، عندنا فن، عندنا قدرة مسرحية وتمثلية هائلة هذه القدرات الفنية والأدبية على مستوى المنطقة قدرات هائلة جداً، قدرات ضخمة جداً لكن لا توجد عندنا مراكز لراعية هذه الطاقات للعناية بهذه الطاقات للاهتمام بهذه الطاقات ضرورة تمنية هذه الطاقات.

أنتم تعرفون أن مجموعة عندنا في المنطقة مثلوا فلم «رب ارجعون» وهذا الفلم أخذ صداه في باكستان، في إيران، في بريطانيا في كثير من مناطق العالم فلم قامة به مجموعة أخذه صداه في مناطق عالمية وبدءوا يترجمونه بلغات مختلفة ويستفيدون من فكرت الفلم وهؤلاء الجماعة حقبوه بأفلام أخرى، هؤلاء الطاقات هذه الملكات المتنامية، الملكات العملاقة تحتاج إلى مراكز راعية، مراكز تدريب، مراكز اهتمام ونحن لا نمتلك الثقافة، نحن عندنا أموال، عندنا ثقافة لبناء حسينية، أموال لبناء مسجد يالله تبرعوا لبناء مسجد تتبرع الناس، يالله تبرعوا لبناء حسينية تتبرع الناس، يالله تبرعوا فقير محتاج تتبرع الناس، جمعية خيرية تبرع الناس، كل جمعة في بعض المساجد كل جمعة صدقة صندوق صدقات ثقافة الصدقة والمسجد والحسينية موجودة عندنا أما ثقافة بناء مركز لراعية الطاقات الأدبية لرعاية الطاقات الفنية لا توجد عندنا!

هذا العطاء وهذه الصدقة لبناء مراكز حيوية يمتد أثرها إلى خمسين سنة مقبله لا توجد عندنا هذه الثقافة مع الأسف هذه الثقافة الثانية نحتاج أليها.

الثقافة الثالثة: ثقافة قراءة التجربة:

نحن لا نقرأ تجاربنا مع الأسف أبداً، لا يوجد عندنا شيء أسمة نقد الذات أو قراءة التجربة مع أن طريقة تكامل يعتمد على قراءة التجربة، يعتمد على نقد الذات نحن لا ننقذ دواتنا نحن لا نقرأ تجاربنا، ربما أنا أسئل فقط هل وجدت عالم دين يقرأ تجربته في منطقتنا؟ يقول أنا رجل دين صار ليّ عشرين سنة ثلاثين سنه في هذه المنطقة أصلي جماعة أرشد الناس أفقههم فأقرأ تجربتي لمدة ثلاثين سنة ماذا أنتجت؟ ماذا أعطيت؟ ما هي السلبيات؟ ما هي الإيجابيات؟ ما هي الأخطاء؟ ما هي العثرات؟ ما هي مواقع القوة؟ ما هي مواقع الضعف؟ لا يوجد عندنا قراءة تجربة.

أنا مثلاً خطيب أرقى المنبر لمدة عشرين سنة أتكلم أطرح أفكار مختلفة، اطرح قضايا مختلفة، هل قرأت تجربتي على مدى خمس سنوات، على مدى عشر سنوات ماذا أعطيت ماذا قدمت، ماذا أنتجت، لماذا وصلت قراءة التجربة ضرورية جمعيتنا الخيرية تحتاج أن تقرا تجربتها. للجاننا الأهلية تحتاج أن تقرأ تجربتها، رجال ديننا، منابرنا، مساجدنا مأئمنا، نوادينا الرياضية تحتاج أن تقرأ تجربتها، كل رافد ثقافي اجتماعي يحتاج أن يقرأ تجربته ما لم يقرأ التجربة لا يمكنه أن يتطور لا يمكنه أن يتكامل ويتغير، إذن ثقافة قراءة التجربة «ثقافة ضعيفة» عندنا.

الثقافة الرابعة: ثقافة الإستراتجيات:

لا توجد عندنا إستراتجية كلن منا يعمل مفرداً، لجنة مسجد الشيخ عقيل تعمل بمفردها، لجنة مسجد الإمام علي بالقطيف تعمل بمفردها، لجنة مسجد الحمزة في سيهات تعمل بمفردها وهكذا، لجان كل لجنة تعمل بشكل منفرد، ليس عندنا إستراتجية متكاملة الأطراف لنستفيد من غيرنا فلنذهب إلى لبنان فلنذهب على حركة حزب الله في لبنان، فلنذهب إلى المشاريع الاجتماعية والثقافية لأغيرها من الحركات لأغيرها من المواقع في لبنان لنقرأ التجربة وإذا قرائنا تجارب غيرنا ووجدنا أن غيرنا يفكر لمدة خمسين سنة مقبلة كيف ينمو؟ كيف يخطط مراحل مرحلة بعد مرحله؟ كيف جمع قدراته وطاقاته مسيرة طويلة الأمد لنتعلم على الأقل من الأخريين؟ كيف نفكر فكراً استراتجي مبين على أساس ومراحل وتفاصيل وجمع عدة وعتاد؟ حين إذن ثقافة الاستراتجيات أيضاً مفقودة عندنا هذا على مستوى المجال الثقافي والأدبي.

المجال الحوزوي:

الحوزة جامعة خلاقه جبارة عملاقة سواء في النجف الأشرف أو في قم المقدسة، الحوزة قدمت علماء وجهابذة ومحققين وباحثين بشكل يقل نظيره في الجامعات الأخرى لكن أيضاً مازلت الحوزة تحتاج إلى تطوير وتحتاج إلى تكميل، الأمور التي تحتاجها الحوزة:

الأمر الأولى:

تحتاج الحوزة إلى إضافة العلوم الإنسانية لموادها الدراسية يحتاج الحوزوي إلى الإلمام بعلم النفس، وعلم الاجتماع وعلم الإدارة، يحتاج إلى علم القانون، يحتاج إلى أن يلم بمجموعة من العلوم الإنسانية ولو على نحو المبادئ العامة لأنه ما يتطلع إليه من رجل الدين الحوزوي أنه إنسان منظر يطرح فكرا ديني ولا يمكن طرح الفكر الديني إلا بالمقارنة مع الأفكار الأخرى والأيديولوجيات الأخرى والمقارنة مع الأفكار الأخرى تحتاج إلى معرفة وإلمام بالعلوم الإنسانية المختلفة حتى يمكن وضع النظريات حتى يمكن وضع فكر ديني رصين مستند إلى الكتاب والسنة المحمدية والمعصومية لأئمة أهل البيت «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين».

الأمر الثاني:

فتح باب التخصصات الحوزة ما زالت كما كان الأطباء من قديم يعني طبيب في كل أبواب الطب هنا أيضاً الفقيه في الحوزة إلى الآن يكون فقيه في جميع أبواب الفقه من كتاب الطهارة إلى كتاب الديات كل هذه الأبواب يكون فقيه متمكن منها، المسيرة الفقيه في زمانا هذا نتيجة إلى سعة وكثرة العلوم الحوزوية كعلم الأصول، وعلم الفلسفة وعلم الرجال، وعلم اللغة والبلاغة نتيجة توسع هذه العلوم بمرور الزمن أصبحت المسيرة الفقيه مسيرة طويلة جداً ومترامية الأطراف وأصبحت القدرة والوصول إلى أن يكون فقيه متمكن من أبواب الفقه يحتاج إلى مسيرة ثلاثين سنة على الأقل، هذه أصبحت المسيرة طويلة جداً وصعبة وشاقة على الكثيرين لذلك الحوزة تحتاج إلى فتح باب التخصصات يعني أن يتخصص من البداية في فقه الصلاة، أن يتخصص من البداية في فقه الحج، أن يتخصص من البداية في فقه المعاملات، أن يتخصص من البداية في فقه الاجتماعي، فقه الاجتهاد، فقه الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر.. وأمثال ذلك.

الأمر الثالث:

التي تحتاجه الحوزة العلمية مسالة المؤتمرات الفقيهة التي تعالج الموضوعات المستجدة، يعني كثير من الموضوعات تحتاج إلى أثراء وهذا الإثراء من المعلومات يتوقف على وجود مؤتمرات فقهية، الآن مثلاً: مسألة المسعى، المسعى وسع وحدث حالة أخد ورد لا فقط بين علماء الشيعة حتى بين علماء أخوانا السنة نفس الشيء عندهم اختلاف في أن المسعى الجديد من المسعى يعني بين الجبلين الصفا والمرور أو خارج من الجبلين هذا الخلاف لا يختص بنا موجود حتى أخواننا أهل السنة.

هذا موضوع من الموضوعات المستجدة التي حدثت أخيراً هذا الموضع بدل أن تختلف فتاوى الفقهاء فيه هذا يقول يجوز، وهذا يقول لا يجوز، وهذا يقول أحوط وجوباً، وهذا يقول ليس عندي فتوى هناك مؤتمرات فقيهة تعقد لبحث هذا الموضوع المستجد مؤتمر يقعد في قم أو النجف يبحث موضوع المسعى يجمع جميع المعلومات الجغرافية، جميع المعلومات التاريخية المتعلقة بالمسعى ثم توضع بشكل مؤتمر يستفيد منه جميع الفقهاء بحيث تكون فتاواهم مبنية على معلومات وافره وواضحة.

مثلاً: افترض مثلاً مسألة المسائل البنكية نحن المسائل البنكية عندنا مشكلة جداً، يعني الإنسان يعامل البنك يومياً ومسائل البنوك كثيرة والفقهاء مختلفون في أجوبة المسائل بكثرة، إذا كانت عندنا مؤتمرات فقهية بين فترة وأخرى تطرح المسائل البنكية وتبحثها بحثاً وافراً هناك متخصصين يتحدثون عن المعاملات البنكية عن نظمها وإطارها الاقتصادي والقانوني فتتوفر المعلومات الواضحة للفقيه من خلال هذه المؤتمرات لكي تكون فتواه منسجمة مع الواقع ومواكبة للواقع.

إذن الحاجة إلى المؤتمرات الفقهية التي تعالج الموضوعات المستجدة حاجة ماسة لتطوير ونمو الحوزة العلمية.


بعض المداخلات:

هل من الممكن أن يكون فتح التخصصات في الحوزة أمتدد إلى المرجعية وتكون مؤسسة وقد أشرت إلى ذلك من خلال مثال المسعى وتوحيد الرأي الفقهي؟

مسألة المؤسسة المرجعية تختلف عن مسألة التخصصات الفقهية يعني هذا مشروع أخر يختلف عن هذا المشروع.

هو امتداد تقريباً؟

ليس امتداد يمكن أن نلتزم بفتح باب التخصصات من دون أن تتحول المرجعية إلى مؤسسة تبقي المرجعية على حالها المرجعية الفردية ولكن كل مرجع مرجع في تخصصه يعني هذا مرجع في فقه العبادات، وهذا مرجع في فقه المعاملات، وهذا مرجع في فقه الحدود والديات وأشباه ذلك، وهذا ما يلتزم به فقهائنا وحتى فقهائنا يقولون يجب الرجوع إلى الأعلم فيما ما هو أعلم فيه يعني المشهور بين فقهائنا هكذا، إذا افترضنا أن هذا أعلم في باب العبادات، وذاك اعلم في باب المعاملات يجب الرجوع إلى هذا في باب العبادات ولذلك في باب المعاملات، وإذا كان أعلم في تمام الأبواب نعم يجب الرجوع إليه في تمام الأبواب هذا مشروع ليس له علاقة بمؤسسة المرجعية، مشروع المؤسسة المرجعية مشروع طرحه السيد الشهيد السيد الصدر «قدس سره» السيد محمد باقر الصدر وهو أن المرجعية تتحول إلى مؤسسة دور الفقهية فيها أحد أعضاء المؤسسة يعني المرجعية مؤسسة مثلاً مركز للإدارة الحقوق الشرعية، مركز للإدارة القضايا السياسية في العالم الشيعي، مركز لإصلاح الأمور الاجتماعية في العالم الإسلامي الفقهي مجرد مفتي ترجع إليه المؤسسة لأخذ الفتاوى وإذا مات الفقيه المؤسسة باقية لأنه المركز باقية المتخصصين على ما هم عليه فقط يتغير المفتي وإلا مؤسسة المرجعية هي مؤسسة باقية هذا مشروع أخر يختلف عن مشروع التخصصات.

كل عام وأنتم طيبون، بان حديثك سماحة السيد عن المدرسي ذكرت أننا نحتاج إلى ما عبرت عنه بالمرشد الروحي وحقيقة الوظيفة التي ذكرتها هي وظيفة المرشد الطلابي والذي هو موجود فعلاً في المدرسة وليس مفعلاً ومن الصعب بمكان أن نطالب حكومتنا أن تجعل في كل مدرسة رجل دين شيعي يكون مرشد روحي، لكن لا أجد من الصعوبة أبداً أن تكون هناك لجنة مكونه تعنى بهذه الشريحة من قبلكم أنتم رجالات الدين على غرار ما قام به السيد حفظه الله في دعم وتطوير المركز الصيفية يتم الأعداد لهذه الجنة والاتصال والتواصل لا يعد أعطاهم فقط معلومات في البداية وإهمالهم ووفقكم الله؟ جمعياً أن شاء الله.

تفضلتم بهذا المرشد الطلابي جيد يعني المرشد الطلابي يقوم بالدخول في دوره تربوييه روحية لكي يختزن كثير من المعلومات الروحية المأخوذة من تراث أهل البيت من روايتهم من أدعيتهم ويتعلم من خلال هذه الدورة كيف يمارس الإرشاد الروحي والتأثير الروحي على الطالب المراهق بالذات الذي هو في مرحلة الثانوية.

بالنسبة سيدنا إلى ثقافة الحوار يعني يلاحظ بأن ثقافة الحوار في فتره من الفترات يكون هناك تفاؤل للمجتمع وفي فتره يكون تشاؤم كبير ربما هذه الأيام نحن في وقت التشاؤم للأسف، سماحة السيد إلا تلاحظ بأن خطابكم ربما يوجه في الدرجة الأولى إلى طلاب العلم والعلماء باعتبار أن الجمهور هو في أغلب الأحيان تابع إذا كان القائد يدعوا إلى الحوار فإن التابع سيذهب، كما رأينا في لبنان مثلاً أمس جميع الشعارات السياسية والصور أزيلت من بيروت لأنه القيادة السياسية طلبت ذلك، إذن نحن نوجه هذه الكرة إلى ملعبكم سماحة السيد، للأسف الشديد أكثر وكثير من الشكليات تنطلق من طالب العلم أو من العالم طبعاً للأسف الشديد وإلا فإن الجمهور أبسط من أن لا يكون مع صاحبة أولا يكون مع جاره وهكذا؟

أحسنت سيدنا، أنا أقول أن الجمهور يشكل حالة ضغط يعني الجمهور إذا حمل ثقافة الحوار طالبه المعنيين بها يعني الجمهور يشكل رقابة، كل مسجد جمهور وجمهور المسجد يشكل رقابة على إمام المسجد، يشكل رقابة على خطيب المنبر من خلال هذه الرقابة من خلال هذا الضغط أين الحوار؟ أين أنتم عن الحوار؟ أين أنتم عن مجالس الحوار وحلقات الحوار، الجمهور إذا حمل ثقافة الحوار سوف يكون عاملاً دافعاً لكثير من رجال الدين أن ينحوا هذا المنحى.