سؤال مهم: في مايتعلق بقضية البخاري

شبكة المنير

سماحة السيد حفظه الله السلام عليكم; ذكرت في أحد المحاضرات أن البخاري يعتمد على غيره في تصحيح الروايات مثل الذهبي وبن حجر كيف يعتمدون عليهم وهم جاؤ بعدهم؟ البخاري توفى سنة 256 وبن حجر 852 والذهبي 748؟

بيان ذلك أن إثبات صحة أحاديث البخاري له طرق ثلاثة:

الأول: شهادة البخاري نفسه بصحة كتابه، وهذا لايمكن قبوله لأنه إما أن يشهد بصدورالأحاديث، أو يشهد بوثاقة الرواة، فإن شهد بالصدور فلا حجية لشهادته لعدم معاصرته للرسول فشهادته حدسية تعني قطعه بصدورها، وَالقطع حجة على صاحبه لا على غيره. وَإن شهد بالوثاقة فشهادته خاطئة لروايته عن الكذابين جزماً نحو عكرمة وَعمران بن حطان.

الثاني: أن يكون معتمد في توثيق رواة كتابه على علماء الرجال في زمانه وَهذا مما لا يمكن قبوله أيضاً، لأنه لم يصرح بأسماء من اعتمد عليهم فهم مجهولون لا يعرف حالهم من جهة الوثاقة وَعدمها.

الثالث: أن يقال أن شهادة الذهبي وَابن حجر وَأمثالهم من المتأخرين بوثاقة رواة كتابه تكشف أن البخاري في زمانه السابق عليهم اعتمد على نفس الشهادات الموثقة التي اعتمد عليها المتأخرون عنه، بمعنى أن المصدر له وَلهم واحد، فالمقصود بإعتماد البخاري على شهادة الذهبي اعتماده على المصدر الذي اعتمده الذهبي نفسه وهذا باطل أيضاً لأن ميزان التوثيق وَالتضعيف لدى هؤلاء لا يبتني على الوثاقة اللسانية بدليل اقحامهم المذهب في قبول الراوي وَردهم بعض الرواة لانه رافضي.

وقد فصلنا ذلك في المحاضرة بهذا الرابط.