العلامة الخباز يطالب بأهمية استشعار خطر الذنوب

شبكة المنير إيمان الشايب

شدد العلامة المنير على ضرورة استشعار المسؤولية اتجاه الذنوب المتراكمة بصورة ملفٍ أسود يتمثل فيه شريط من ذكريات الذنوب المقترفة في الماضي.

وطالب في ظل أجواءٍ اتسمت بالخشوع والروحانية تخللها مقاطع لدعاء عرفة للإمام الحسين بالإسراع للمبادرة للتوبة والإنابة والحسرة والحزن لما أسماه بِ «جرائم الذنوب».

عبَّر عن أسفه بالانغماس والتركيز على القضايا الحسية والاستهانة بالقضايا المعنوية.وأبدى العلامة الخباز امتعاضه في محاضرته في الليلة السادسة من محرم الحرام التي حملت عنوان «خطر الذنوب على الشخصيّة الإنسانيّة» من خلو المسؤولية وعدم تحملها فيما يخص اقتراف الذنوب وعدم الاكتراث لإقامة أي وزنٍ لها.

وجاءت مطالبته هذه في المحور الثالث الذي تَعَنْوَن بِ «علاقتنا بالذُّنوب: علاقة مسؤوليّة، أم تبرير؟» والذي نوه خلاله إلى وجود عدة مظاهر لعدم الإحساس بالمسؤولية اتجاه الذنوب والتي تتجسد في التبرير، والانشغال بعيوب الآخرين، وعدم الإصغاء للموعظة التي تؤدي لقسوة القلب وعدم الاكتراث بالخطيئة.

ودعا للتأمل في المساوئ والذنوب التي تعد رائحتها النتنة أشد من رائحة البدن والسعي للتفكر فيها.

وتطرق العلامة الخباز الى خطوات الاستشعار بالمسؤولية والتي تتمثل في الاعتراف الحقيقي بالذنب والتفاعل مع الحدث بالفزع وإذابة الكبرياء والغطرسة والخضوع، إلى جانب الاستغاثة، والانكسار، وتذكر الآخرة.

وعبَّر عن أسفه بالانغماس والتركيز على القضايا الحسية والاستهانة بالقضايا المعنوية.

وقال في المحور الذي تحدث فيه عن «خطر الذنب في خطورة رؤيته» بأن خطورته تكمن في الاستهانة به واحتقاره في ظل اجتذاره في القلب وامتداده في الروح وتشكيله الظلمة في القلب والنفس.

ونوه العلامة الخباز إلى أن مكمن الخطورة فيه يتمثل في التعامل معه وكيفية قراءته إذ من خلال طريقة القراءة يعبر الشيطان إلى النفس.

وأوضح الأبواب الثلاثة التي يعبر منها الشيطان إلى قلب المؤمن والتي تتمحور في التركيز على الشكليات وتغييب الجوهريات، والفرق بين الكبائر والصغائر وذلك بالاستهانة بارتكاب الصغائر، والفرق بين الأعراض وغيرها على نحو تقشعر البدن من جريمة الهتك الحسي كالزنا، واستسهال النفس لجريمة هتك العرض المعنوي كالغيبة.

وبين أن مقتضى القراءة الواعية العرفانية للذنب تكمن في التركيز على الذنوب الخطيرة العظيمة الجسيمة وعدم التركيز على قضايا وإغفال قضايا أخرى.

وذكر في محور «الفرق بين القراءة الفقهية والعرفانية» والتي تختلف باختلاف الآثار بأن للذنب نوعين أحدهما اجتماعي، وآخر روحي.

وفرَّق بين الذنب الاجتماعي الذي يختص بالقراءة الفقهية على نحو التفريق في التعامل مع المذنب وغيره بتحديد العدالة، وبين الذنب المختص بالقراءة العرفانية والمتمثلة بالآثار الروحية وأثر الذنب على روح وسلوك وقلب الإنسان.

وسلط الضوء على أهمية قراءة الذنوب قراءة تحليلية حسب ما تدعو له القراءة العرفانية إذ تعد الذنوب بمثابة الأعراض والآثار لمرض واحد وهو «الاستخفاف بحرمة المؤمن».

وأكد العلامة الخباز على أهمية السعي لاستئصال المرض عوضًا من الانشغال بعلاج أعراضه.

واستنكر التركيز على بعض الذنوب الجسيمة التي تعد ظاهرية كالغيبة والفاحشة وشرب الخمر والكذب، والاستهانة بالذنوب الباطنية التي قد تكون أشد فتكًا وتدميرًا للروح ولطهارة الإنسان ونقاء قلبه على سبيل الحسد والحقد وسوء الظن.