العلامة الخباز: احتكار الصواب يقود للطائفية بين المذاهب الاسلامية

مستنكراً ما يجري في المجتمع من اتخاذ الاختلاف وسيلة للطعن بين البعض لمجرد الاختلاف في المرجعية والرؤية السياسية ومنهج العمل.

شبكة المنير إيمان الشايب

استنكر العلامة المنير ما يجري في المجتمع من اتخاذ الاختلاف وسيلة للطعن بين البعض لمجرد الاختلاف في المرجعية والرؤية السياسية ومنهج العمل.

وذكر ممتعظًا بأن لا موجب للطعن بسبب لاختلافٍ حاصل في التقليد.

وأوضح في محاضرته التي ألقاها في ليلة السابع من محرم والتي حملت عنوان «الأُخوَّة الإسلامية وإعصار الطائفية» بأن الدرجة العليا من الأخوة هي الأخوة الحقة المتمثلة في الفناء والإيثار لأجل إنسانٍ آخر وبذل النفس من أجله وذلك ما يختص بالأخوة العامة.

ونوه إلى أن الأخوة الخاصة والمعبر عنها بالصداقة ترتكز على خمس أسس تحذر من مصاحبة الكاذب، والفاسق، والبخيل، والأحمق، والقاطع.

وعبر عن امتعاضه من المفاهيم الجديدة التي دخلت «للجسم الشيعي» والتي يسعى البعض من الناس فيها لممارسة «ظاهرة البراءة» من إخوانهم المؤمنين لاختلافاتهم البسيطة في نقاطٍ معينة في إحدى الشعائر كالتطبير مثلًا.

وبين بأن تلك الاختلافات البسيطة لا توجب البراءة ما دام هنالك اشتراك في العقائد المسلمة في جميع التفاصيل.

وفيما يتعلق بإعصار الطائفية وخطره أشار إلى أن مقتضى الأخوة الدينية احترام كل مذهب من المذاهب الإسلامية وإعطائه الحرية التامة في ممارسة شعائره وطقوسه وتعاليم مذهبه.

وأردف قولاً بأنه لا يجب أن يطلب من مذهب أن يتنازل عن شعائره وطقوسه لأجل مذهب آخر ولا يفرض مذهب على مذهبٍ آخر بالقوة.

ومثَّل الإعصار الطائفي بحركة داعش وغيرها من فرق القاعدة التي استباحت الدماء وهتكت الأعراض وقتلت الحياة وأبادت الحضارة.

وأرجع منشأ وخطر الإعصار الطائفي إلى الاحتكار الحقيقي الذي يدعي الصواب في مذهبه ولا يبقي معذورية للآخر في اعتناق أي شيء آخر غيره.

وأكد على اعتقاد المذهب الإمامي بالاشتراك بينه وبين المذاهب الأخرى في الأسس العقائدية والأصول الإيمانية دون إهمالها أو رفع اليد عنهما لإيمانهم بأنهم أخوانهم في الإسلام.

وتطرق إلى أن التصويب لا يلغي الآخر ويحتفظ مع الآخر بزاويتي الأخوة الإسلامية وهي الاشتراك بالأصول والإيمان بالله والرسول والميعاد والمعذورية لمن لم يصل للحق لعجزه للوصول إليه.

وقال بأن الإعصار الطائفي والذي تولد منه الحركة الداعشية له أخطار تمثلت في لغة التكفير، وإهدار الحياة، وفرض الدين والفكر الداعشي بالقوة.

وعرج نحو أدب أهل البيت مع كل الناس والمذاهب والملل.

وتحدث عن معالم الأخوة الإيمانية والمتمثلة في ثلاث درجات نحو حقوقٍ عامة تتمحور حول حب الخير للغير وسؤاله وقت الحاجة وحفظ غيبته وإكرامه وإعطاءه وقت سؤاله، وحقوق خاصة تتمثل في الصفح عن المسيء والعفو دون عتاب واجتناب الخصومة بين المؤمنين وحق التواصل مع الإخوان المؤمنين وحفظ الكرامة.

وبين ضرورة قضاء حاجة المؤمن وحفظ كرامته والاهتمام بشأنه الذي يعد من خصائص العلاقة الإخوانية والتي لا يمكن إغفالها.