إطلالة على زيارة وارث

بسم الله والصلاة على المصطفى وآله المنتجبين المعصومين

نحن نعيش ذكرى شهادة الإمام باقر العلوم ، وَنقوم بتسلية مولانا صاحب الزمان في هذه الفاجعة الأليمة.

نلاحظ أن زيارة وارث التي زار الصادق بها جده الحسين ، قد وردت عن الإمام الباقر ، وَالإمام الرضا ، مما يكشف عن عموم معانيها لجميع الأئمة سلام الله عليهم، وَلهذه الفقرة من الزيارة معانٍ عديدة:

أولها: أن المراد الإرث الحقيقي المنقول بإنتقال شيء من شخص لآخر، وَالمنتقل للأئمة علهم السلام من الأنبياء هي الكتب السماوية وَمواطن الإعجاز، نحو عصا موسى وقميص يوسف وغيرها.

وَثانيها: إرث العلم، فللإمام قسمان من العلم:

1/ لدني إلهامي: وَهذا لا معنى لإرثه لأنه مفاض من قبل الله.

2/ وَاكتسابي: كعلم التشريع؛ وَهذا هو الموروث للائمة عن النبي وَمن قبله بالنسبة للقواعد العامة وَمراحل التشريع.

وَثالثها: إرث الصفة، بمعنى أن يرث الإمام من آدم صفته الخاصة به وَهي سجود الملائكة له، وَمن إبراهيم الخلة، وَمن موسى أنه كليم الله، وَمن كل نبي أبرز خصائصه وَهو إرث مجازي لا حقيقي.

وَرابعها: تفعيل نتائج الجهود، فمثلاً قوله عزوجل ﴿تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا، وَقوله ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا بمعنى أن نتيجة الجهود الشاقة وَالمضنية تفعلت وَتجسدت في حصول الجنة للمتقين وَقيادة الأرض للمصطفين. وَكذلك نتيجة جهود الأنبياء وَالمرسلين تجسدت في ثورة الحسين ، وَجامعة الباقر العلمية.

وَخامسها: إرث القيادة بأبعادها المختلفة من الحجية وَالولاية وَنفوذ الأمر، فوارث الأنبياء في كل هذه المناصب هم الأئمة .

وإنما عبر بالإرث مع أن ثبوت القيادة للإمام بالأصالة وَبنحو أقوى من ثبوتها للأنبياء السابقين على المصطفى ، لوقوع قيادة الأئمة بحسب مسيرة الزمن وَتدرج التشريع السماوي في طول قيادة الأنبياء .

رزقنا الله شفاعة الجميع وَرضاهم وَالاقتداء بهم في الحياة إنه السميع الوهاب