كيان المرجعية صمام الامان

شبكة المنير

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ

أمنا بالله صدق الله العلي العظيم

لأنه منصب المرجعية هو أعظم منصب في الفكر الإمامي بل هو سر القوة للمذهب الإمامي بلحاظ أن هذا المنصب يضمن للمذهب الإمامي القوة الفكرية والمكانة العلمية لذلك أستحق أن نتعرض له في هذه الليلة بشيء من البحث، فعندنا محاور ثلاثة:

المحور الأول: المنطلق التخصصي لموقع المرجعية.

هنا أذكر أمور ثلاثة تتعلق بهذا المحور:

الأمر الأول: هناك عدة عناوين وردت في النصوص:

  1. عنوان التفقه في الدين.
  2. عنوان النظر.
  3. عنوان الأمانة.

وكل عنوان يحكي مرحلة وعن صفة.

العنوان الأول: عنوان التفقه.

المراد به الوصول إلى حقائق الدين هناك فرق بين التفقه في الدين وعلم الدين العلم بالدين: هو عبارة عن الإلمام بمعارف الإسلام إلمام عام وأما التفقه في الدين: فهو أعظم من العلم بالدين التفقه يعني الوصول إلى حقائق الدين، فالراغب الأصفهاني ذكر: التفقه هو التوسل بالظاهر للوصول إلى الباطن فالشخص الذي يدرس في الحوزة فترة طويلة إلى أن يصل إلى حقائق الأحكام ومعرفة أدلتها والربط بينها فقد وصل إلى مرحلة «التفقه في الدين».

العنوان الثاني: عنوان النظر.

في مقبولة عمر أبن حنظله قال: أنظروا إلى من كان منكم ممن روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا فرضوا به حكماً فأني قد جعلته عليكم حاكم، النظر ما هو معناه؟! نظر في حلالنا وحرامنا؟! النظر: هو القدرة على النقد والبناء إذا وصل العالم إلى مستوى أنه قادر على نقد أراء الأعلام وبناء رأي جديد فقد وصل إلى مرحلة النظر.

العنوان الثالث: عنوان الأمانة.

ورد عن الإمام الحسين : ”مجاري الأمور بيد العلماء بالله الأمناء على حلاله وحرامه“ العالم أمين ورد عن الإمام الرضا : ”خذ دينك من زكريا أبن آدم فأنه المأمون على الدين والدنيا“، إذن الصفة الثالثة هي الأمانة أمين على الدين أمين على الإسلام، ومعنى الأمانة: يعني الورع في مقام الإفتاء لا يفتي بدون دليل ولا يتسرع في الحكم إنسان محطاط متثبت يبدل جهده كله في سبيل استخراج الحكم الشرعي هذه الحالة من الورع والتثبت عبرت عنها الأحاديث بالأمانة أمين.

إذن هناك صفات ثلاث:

  1. متفقه في الدين.
  2. ناظر في الحلال والحرام.
  3. أمين.

الأمر الثاني: أن يكون موقع المرجعية هو موقع الأخبريه يعني هو الأخبر هو الأعرف بالدين، كيف؟!

هنا وجوه ثلاثة:

الوجوه الأول: مقبولة عمر أبن حنظله: قال فأن كان كل واحد منهما أختار رجل أصحابنا فرضيا أن يكونا الناظرين في أمرهما فاختلافا فيما حكما وكلاهما اختلافا في حديثكم ماذا نعمل؟! إذا أختلف العلماء ماذا نعمل؟! قال: الحكم ما حكم به أفقهما وأعدلهما الأفقهية أن يكون أكثر خبرة من غيره وأكثر دقة من غيره يعني الآن تقارن بين طبيبين طبيب عنده شهادة دكتوراه ولكن لا توجده عنده خبرة لا توجد عنده ممارسة وبين طبيب عنده ثلاثين سنة من الخبرة والممارسة مضافاً إلى الشهادة، أيهما أدق؟! أيهما أعرف؟! أيهما أكثر خبرة بالطب؟! طبعاً الثاني.

إذن المرجعية تعني الخبروية يعني رجل مارس التحقيق ومارس التدقيق ومارس عملية الاستنباط لمدة طويلة ثلاثين أربعين سنة إلى أن أصبح هو الأخبر هوالأعرف هو الأدق في مجال الدين.

الوجه الثاني: إذا أغمضنا عن مقبولة عمر أبن حنظله قلنا هذه واردة في باب القضاء لا نعممها للفتيه نأتي إلى سيرة العقلاء سيرة العقلاء جرت على تقديم الأخبر على غيره عند الاختلاف، مثلاً: إذا كان ليدك مريض وأختلف الأطباء في تشخيص مرضه أو أختلف الأطباء في تحديد علاجه إلى من يرجع العقلاء؟! يرجعون إلى الطبيب الأكثر خبرة يقولون لا نسلم أبداننا إلى أي طبيب لا نسلم أنفسنا إلى أي طبيب إذا أختلف الأطباء في تشخيص المرض أو تحديد العلاج العقلاء يقولون المرجع الطبيب الأخبر هو الأكثر ضمان وهذه السيرة أمضاها الإسلام لأنه لم يردع عنها مقتضى هذه السيرة أنه في الفقه أيضاً في الدين أيضاً إذا أختلف الفقهاء في تشخيص المسألة وتحديد الحكم الشرعي يرجع إلى من هو الاخبر ومن هو الأكثر دقة ومتانة في استخراج الحكم الشرعي.

الوجه الثالث: ما يعبر عنه بالعلماء بالأصل العقلي، ما معنى الأصل العقلي؟!

يعني إذا دار الأمر بين مشكوك الحجية ومتيقن الحجية أيهما يقدم؟! طبعاً يقدم متيقن الحجية الآن إذا أختلف عالمان أحدهما أعلم من الآخر وأعرف منه لا أشكال أن الأخذ بفتوى الأعلم متيقن الحجية يعني الأخذ بفتوى الأعلم والعمل بها قطعاً مبرئ للذمة أمام الله فهو متيقن الحجية أما الأخذ بفتوى غير الأعلم أخذ بما هو مشكوك الحجية يعني لا ندري أن هذا مبري للذمة أم لا وإذا دار الأمر بين طرفين متيقن الحجية ومشكوك الحجية فأن العقل في مقام المعذريه وبراءة الذمة يقدم ماذا؟! متيقن الحجية على ما هو مشكوك الحجية.

لأجل ذلك ذهب معظم علمائنا إلى أن المرجعية تعني الأخبرية الأكثر دقة الأكثر خبره فأنه هو المضمون طبعاً قد يختلف شخص يقول كيف يتحدد المرجعية مسألة عويصة يعرفها أهلها يعني مثل ما تشخيص الطبيب الأخبر من غيره يعرفه أهل الطب تشخيص الأعلم من غير يعرفه المجتهدون أهل الاختصاص وفي زماننا هذا الأمر أصبح أسهل لكثرة وسائل الاتصال وانتشار البحوث وانتشار الآراء ورواج الكتب فتحديد من هو الأخبر والأدق صار أسهل من الأزمنة السابقة لتوفر وسائل الاتصال.

نعم ربما يختلف أهل الخبره نتيجة الاختلاف في بعض المناهج قد يختلفون لكن لا يتعدى الاختلاف ثلاثة أو اربعة يعني لم يمر على الشيعة زمن كان المراجع كان أكثر من أربعة أو خمسة لم يمر لماذا؟ لأنه الأخبرية عادة تنحصر في عدد محدود يقل عن أصابع اليد أو بمقدار أصابع الأيد، إذن الاخبريه هي المساوقة إلى منصب المرجعية.

الأمر الثالث: هل يعتبر في المرجعية أن يكون هو الأقوى في كل شيء؟! الأقوى في الفقه الأقوى في الأصول الأقوى في الفلسفة الأقوى في علم الكلام الأقوى في التفسير الأقوى في سائر العلوم أم يكفي أن يكون أقوى في علم الفقه؟! التفت إليّ جيداً علم الفقه، الفقه هو علم تطبيقي وليس علم تنظيري يعني الفقه هو عبارة عن تطبيق أدوات لاستنباط الحكم الشرعي هذه الأدوات تأخذ من علم أخر غير علم الفقه، علم الفقه هو تطبيق للأدوات أما الأدوات من أين؟! تأخذ من علم أخر من علم اللغة من علم البلاغة من علم المنطق من علم الأصول من علم الرجال هذه العلوم الأخرى تتكفل بالأدوات وعلم الفقه يتكفل بكيفية تطبيق تلك الأدوات لأجل ذلك تلاحظ أن هذه العلوم تختلف بعضها دخيل دائماً في عملية الاستنباط بعضها كثير الدخل بعضها نادر الدخل أمثل لك بالأمثلة:

مثلاً: علم أصول الفقه هذا دائما دخيل في الاستنباط يعني لا توجد عملية استنباط تستغني عن علم الأصول إذن لابد أن يكون الفقيه متخصص ومتمرس في علم الأصول كما هو متخصص في علم الفقه لأنه علم الأصول دائماً ملاصق لعلم الفقه.

علم أخر عندنا علم اللغة أو علم الرجال هذا أيضاً دخيل لكن ليس دائماً كثيراً ما يكون علم اللغة وعلم الرجال دخيل في عملية الاستنباط كثير لا دائماً، إذن يشترط في الفقيه أن يكون متخصص في اللغة في علم الرجال لأنه هذا يتدخل كثيراً في مجال الاستنباط، وعندنا علم دخالته نادرة مثل ماذا؟! مثل علم الفلسفة، علم الفلسفة علم مهم لتحليل الأشياء لكن دخله في الاستنباط نادر يعني إذا ترجع إلى علم الاصول لعله ثلاث مسائل لا أكثر يكون علم الفلسفة دخيل فيها.

إذن بما أن الفلسفة نادرة الدخل في عملية الاستنباط لا يشترط في الفقيه أن يكون فيلسوف يشترط فيه أن يكون عارف بالفلسفة متمكن من هضمها قادر على تقويمها لكن لا يشترط فيها أن يكون فيلسوف، لماذا؟! لأنه الفلسفة دخلها نادر في عملية الاستنباط.

أما بالنسبة إلى علم الكلام: يسمونه علم العقائد لماذا يسمونه علم الكلام؟! لأنه أول مسألة في العقائد أثيرة هي كلام الله هل أن كلام الله مخلوق أو غير مخلوق؟! فلأنه أول مسألة أثيرة في العقائد في زمن العباسيين هي مسألة كلام الله سمي علم العقائد «علم الكلام» علم الكلم ليس شرط في حجية فتوى الفقيه لماذا؟!

لأنه هذا تخصص وهذا تخصص علم الكلام تخصص مستقل علم الفقه تخصص مستقل لا يشترط في الفقيه أن يكون متخصص في علم الكلام لا يشترط لأنهما تخصصان مختلفان لذلك نلاحظ الشهيد المطهري المفكر الكبير الشهيد مرتضى المطهري «رحمه الله» في كتابه «التجديد والاجتهاد في الاسلام» يذكر عن الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس الحوزة العملية في قم المقدسة ينقل عنه يقول أنه يدعو إلى فتح التخصصات حتى في الفقه يعني لابد أن يكون الفقه تخصصات كيف؟! ا

يعني الآن مثلاُ الطب قبل مائتين سنة ماذا كان؟! الطب كله تخصص واحد بعد أن تطور علم الطب وتوسع أصبح ماذا؟! تخصصات هناك متخصص في أمراض القلب، هناك متخصص في أمراض الجهاز الهضمي لا يشترط في الطبيب أن يكون جامع لكل التخصصات نقول هذا الطبيب لا يؤخذ برئيه إلا إذا كان متخصص في الجهاز الهضمي في العيون لا يشترط ذلك يكفي في قيمة رأيه أنه متخصص في أمراض القلب فيؤخذ برئيه في مجال تخصصه كذلك الفقه الشيخ عبد الكري الحائري يقول: لابد أن تكون هناك تخصصات لأنه بمرور الزمن سنحتاج إلى تخصصات مختلفة المهم الآن في زماننا الفقه تخصص وعلم الكلام تخصص أخر لا يعتبر في حجية رأي الفقيه أن يكون متخصص في علم الكلام لا يعتبر ذلك يعني لا دليل عليه هذا على المستوى النظري.

أما على المستوى الواقعي: كل فقهائنا والحمدالله يعني مراجعنا كلهم متخصصون في علم الكلام صحيح هو ليس شرط لا يشترط في المرجع أن يكون متخصص في علم الكلام لكن جميع مراجعنا يبدلون الوقت الكافي للتخصص في علم الكلام كالتخصص في ماذا؟! في علم الفقه، ولذلك ترى كتبهم هي خير شاهد على ما نقول الإمام الخميني «قدس سره» كتب في، العرفان، الآداب المعنوية اللصلاة، شرح الأربعين شرح الحديث، شرح دعاء السحر كتب في الأصول كتب في الفقه أيضاً له أراء في علم الكلام وفي علم الفلسفة جعها ضمن بحوثه الفقهيه وضمن بحوثه الأصولية صحيح ليس له كتاب مستقل في علم الكلام أو علم الفلسفة لكنه طرح أرائه الفلسفية والكلامية ضمن بحوثه الفقهية والأصولية.

الإمام الخوئي أيضاَ كذلك «قدس سره» كما أن الإمام الخوئي كان فارس متخصص في الفقه والأصول كان أيضاً متخصص في علم الكلام وكان فارس في الفلسفة شاهد بحوثه الأصولية مملوئه بآرائه في العقائد في الفلسفة ولذلك الشيخ إبراهيم الخزرشي جمع بحوث السيد الخوئي في العقائد وعلم الكلام وجعها في كتاب واحد سماه «بحوث عقائدية في ضوء مدرسة أهل البيت » للإمام الخوئي وطبعه وكذلك تلامذة الإمام الخميني وكذلك تلامذة الإمام الخوئي لا أحتاج أن أذكر أسماء جميع مراجعنا بدون استثناء الفعليين مهرة وأقوياء في «علم الفقه» في «علم الأصول» في «علم الكلام» وفي «علم الفلسفة» فلهم يد بارعة في ذلك والإنسان المنصف إذا راجع كتبهم سيجدها طافحة بآرائهم الكلامية والفلسفية، إذن هناك تخصصات مختلفة ومن هذا المنطلق التخصصي الذي تناولانها في المحور الأول أتضح لنا ما هو المقصود بالمرجعيه من حيث المجال العلمي.

المحور الثاني: الموقع القيادي للمرجعية:

سيدنا الخوئي «قدس سره» في كتابه «التنقيح» في الجزء الأول وكتاب «المستند» في الجزء الثاني ذكر أن للمرجعية ثلاثة مناصب:

المنصب الأول: حجية الفتوى، فتواه حجة على من ليس مجتهد.

المنصب الثاني: القضاء حكمه في القضاء نافذ بل أغلب مراجعنا يقول: يشترط في القاضي أن يكون مجتهد لا يجوز القضاء لغير المجتهد أي إنسان يتصدى للقضاء وهو غير مجتهد تصدى لما ليس له ولذلك الإمام أمير المؤمنين علي يخاطب شريح القاضي يقول له يا شريح جلست مجلساً لا يجلسه إلا نبي أو وصي نبي أو شقي"نبي معروف وصي نبي أما إمام أو نائب إمام فإذا كان مجتهد أصبح نائب الإمام دخل ضمن الوصي إذا هو مفلس لا هو نبي ولا هو إمام ولا هو مجتهد إذن هو ماذا؟! شقي.

إذا حكم حكمه نافذ بل يذكر الفقهاء أن الفقيه إذا حكم يحرم نقض حكمه حتى على فقيه أخر يعني لا يستطيع حتى الفقيه الآخر أن ينقض حكمه إلا إذا علم خطئه أو خطئ مستنده من أين هذا من مقبولة عمر أبن حنظله التي قراناها قال فيها «ينظران من كان منكم ممن روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكماً فأني قد جعلته «يعني أنا الإمام جعلت اللفقيه حاكما» عليكم حاكماً فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنما بحكمنا فلم يقبله منه فإنما استخف بحكم الله وعلينا رد والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله».

المنصب الثالث: منصب الولاية: ما معنى منصب الولاية؟!

فقهائنا اختلفوا على قولهم قول بالولاية العامة وقول بالولاية الخاصة، الإمام الخميني «قدس سره» وجمع من تلامذته ذهبوا إلى القول الولاية العامة الإمام الخوئي وأغلب تلامذته ذهبوا إلى القول بالولاية الخاصة، ما هو الفرق بين الولاية العامة والولاية الخاصة؟!

الولاية الخاصة: تعني ولاية الفقيه في الأمور الحسبية، ومعنى الأمور الحسبية: هي كل أمر دخيل في استقرار الحياة كل أمر دخيل في استقرار الحياة يسمى من الأمور الحسبية مثل الأموال حفظ الأموال العامة الخاصة هذا من الأمور الحسبية لأنه دخيل في استقرار الحياة، الامور الحسبية يعرفها السيد الخوئي يقول: كل أمر علم أن الشرع يريده ولم ينصب له مكلف معين فالفقيه له ولاية فيه، مثل ماذا؟!

أمثلة: تلميذ السيد الخوئي كالمقدس الشيخ التبريزي رحمه الله في «صراط النجاة» في الجز الأول صفحة عشرة يشرح كلام استاذه الخوئي يقول: الأمور الحسبية كل ما علم أن الشارع يريده ولم ينصب له مكلف معين ومن أهمها «إدارة نظام البلاد وتهيئة المعدات والاستعدادات للدفاع عن ثغور البلاد» يعني يردي أن يقول الشيخ التبريزي السيد الخوئي عندما يقول الفقيه له الولاية في الأمور الحسبية فقط ليس معناه أن الفقيه ليس له دور بعض الناس تتوهم أن الفقيه إذا لم يرى الولاية العامة مثل الإمام الخميني إذن هذا فقيه ليس له دور إذن هذا فقيه منعزل عن الحياة هذه فقيه فقط جالس في بيته يكتب ويكتب وخلاص ليس عنده شغل ثاني لأنه لا يرى الولاية العامة إذن لا دور له إلا أن يكتب رسالة عملية «لا» كل فقهائنا يقولون الفقيه قائد له موقع القيادة كل فقهائنا بدون استثناء إنما السيد الخوئي يقول قيادة الفقيه في كل أمر يدخل في استقرار الحياة الفقيه له القيادة وله الولاية مثلاً إدارة النظام نظام البلاد أفترض بلد صارت بيد الفقيه إذا لم يديرها الفقيه يحصل الهرج والمرج الفقيه له الولاية على إدارة شؤون البلاد ونظامها والدفاع عنها بكل الوسائل هذا المعنى يقول به حتى السيد الخوئي حتى تلامذته لا يختلفون في هذه النقطة.

من كلام السيد الخوئي في منهاج الصالحين صفحة 366 السيد الخوئي في منهاج الصالحين ذكر أمر لم يقل به الفقهاء الآخرون يعني أصبح أوسع مما يقوله الفقهاء الآخرون ما هو؟!

قال: يجب الجهاد الابتدائي في عصر غيبة الإمام، أصلا الجهاد واجب عنده إذا السيد الخوئي لا يرى الولاية العامة؟! كيف؟!

يقول بشيء أعظم جالس يقول بوجوب الجهاد يجب الجهاد الابتدائي في عصر الغيبة وأن المسلمين إذا امتلكوا العدة والعتاد والقدرة فأن جهاد الكفار لدعوتهم إلى الإسلام واجب عليهم ثم يقول وأن عملية هذا الأمر المهم الجهاد أمر مهم كيف تصير هذه العملية؟! وأن عملية هذا الأمر المهم في الخارج بحاجة إلى قائد وأمر يرى المسلمون نفوذ أمره عليهم، من هو القائد؟! فلا محال يتعين ذلك في الفقيه الجامع للشرائط فأنه يتصدى لتنفيذ هذا الأمر المهم من باب الحسبة على أساس أن تصدي غيره لذلك يوجب الهرج والمرج يعني ماذا خلصنا من كلام السيد الخوئي؟!

خلصنا إلى أنه حتى الفقيه الذي يرى الولاية الخاصة يرى لنفسه القيادة وأن له الولاية أن يقود الأمة حتى في الجهاد إذن لا يوجد عندنا فقيه يقول والله دور الفقيه فقط يكتب رسالة عملية لا يوجد عندنا فقيه كل فقهائنا بالإجماع يقولون الفقيه له قيادة، القيادة في حفظ النظام القيادة في كل أمر يدخل في استقرار الحياة وهو ما يعبرون عنه «بالأمور الحسبية» إذن ما هو الفرق بين الولاية العامة والولاية الخاصة؟!

إذا من يرى الولاية الخاصة يرى لنفسه الولاية على الجهاد وعلى حفظ النظام وعلى إدارة البلاد وعلى الدفاع عنها، إذن ما هو الفرق بين القول بالولاية الخاصة والولاية العامة؟! الفرق جداً بسيط في موقع معين كيف؟!

الذي يرى الولاية العامة مثل الإمام الخميني «قدس سره» يقول الفقيه له الولاية في كل أمر يرجع الناس فيه إلى ملوكهم ورؤسائهم فلا فرق مصلحة خاصة أو مصلحة عامة مصلحة ضرورية أو مصلحة كمالية كل أمر يرجع فيه الناس إلى رؤسائهم الفقيه له الولاية هنا السيد الخوئي يقول «لا» ليس كل أمر، كل أمر دخيل في استقرار الحياة يعني المصالح العامة أما لو كان مصلحة خاصة «لا» أو مصلحة كماليه ليست ضرورية «لا»، إذن الفرق بين الولايتين ضيق وإلا فكلاهما متفقان على أن للفقيه الولاية في إدارة نظام البلاد والدفاع عنها إذن الموقع القيادي للفقيه ليس موقع محصور بكتابة الرسالة العمليه.

المحور الثالث: الانجازات بين الطموح وأرض الواقع:

إذا نأتي على مستوى الطموح المفكر العظيم السيد الشهيد السيد محمد باقر الصدر ذهب إلى أنه نقترح أن تكون المرجعيه مؤسسه وليست فرد يعني عندنا مؤسس تتكون من عدة أجهزة جهاز إفتاء وهذا يقوم عليه الفقيه الأعلم، جهاز مالي يتكفل بإدارة الحقوق من قبل متخصصين في القضايا المالية جهاز إداري يتكلف إدارة القضايا الحقوقيه للمجتمع الإسلامي، جهاز فكري يتكفل المقارنة بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الغربية بين فلسفة الفكر الإمامي فلسفة المذاهب الأخرى، إذن اقترح أن تكون المرجعية مؤسسه طبعاً هذا الاقتراح لم تساعده الظروف على تحقيقه لا في العراق ولا في إيران.

فنحن الآن والمرجعية الموجودة على أرض الواقع، هل المرجعية الموجودة على أرض الواقع لا إنجاز لها؟! لا عمل لها؟! أم لا؟! المرجعية على أرض الواقع، المرجعية على مستوى الطموح لم تصير، نشوف المرجعية على أرض الواقع، المرجعية على أرض الواقع تمارس ثلاثة أدوار:

الدور الأول: تخريج الفقهاء وتربية المجتهدين.

المرجع ماذا يعمل؟! يربي فقهاء يربي مجتهدين والأمة في كل زمن تحتاج إلى وجود الفقهاء والمجتهدين، من هو مصدرهم؟! مصدرهم هذا المرجع إذن المرجع أتى يقوم بدور كبير وعظيم وهو تخريج الفقهاء والمجتهدين من تحت منبره من تحت لسانه ومن بين يديه.

تأتي مثلاً إلى السيد الخوئي، السيد الخوئي درس أكثر من سبعين سنة مدرس كل يوم يصعد على المنبر كل يوم ماذا يحدث؟! طبعاً هذه خبرة كبيرة جداَ بالفقه بالأصول بالرجال بالتفسير سبعين سنة ماذا يعني هذه السبعين سنة ماذا قدمت؟!

الآن في زماننا لا يوجد مرجع جميع مراجعنا بلا استثناء في قم طهران في مشهد في النجف في أي مكان جميع مراجعنا بلا استثناء أما تلامذة السيد الخوئي أو تلامذة تلامذته لا يوجد مرجع الآن إلا ويرجع إلى السيد الخوئي أما درس على يديه أو درس على يد من درس على يديه لا يوجد جميع المراجع بلا استثناء بل كل علماء المناطق الشيعه في كل مكان الآن جميع علماء مناطق الشيعه حتى القادة السياسيين البارزين في عالم الشيعه لا قائد سياسي لا عالم منطقة لا مرجع لا مدرس حوزة إلا وقد درس على السيد الخوئي أو درس على يد تلميذ له، إذن أين ذهبت السبعين سنة؟!

لم تذهب هباء منثورة إذن يعتبر السيد الخوئي اليوم المنبع الأول لجميع المراجع وجميع علماء المناطق بلا استثناء فهو المنبع وهو المدد كتبه الآن كتب السيد الخوئي أكثر من ستين مجلد في الفقه وفي الأصول وفي علم الرجال وفي التفسير وفي علم الكلام لا يستغني عنها باحث على الإطلاق ولا يستغني عنها استاذ جوزه تعال أنت زور قم كم بحث في قم؟! لعله مئة بحث في قم أي بحث تدخله تسمع قال السيد الخوئي لا يوجد أي بحث تدخله في النجف تسمع قال السيد الخوئي لا يوجد استاذ لا يرجع إلى بحوثه.

إذن تربية الفضلاء والمجتهدين وتخريج العلماء دور عظيم على مذهب التشيع لا يمكن احتقار هذا الدور والاستخفاف بهذا الدور هذا إنجاز عظيم لعالم التشيع أن إنسان يخرج إلينا مئات المجتهدين ومئات العلماء على مدى ستين سبعين سنة من تدريسه وبيانه إذن هذا إنجاز، أنا خصصت السيد الخوئي بالذكر لأنه الأبرز في هذا المجال من غيره وإلا جميع مراجعنا يقومون بهذا الدور دور تربية الفقهاء والمجتهدين السيد الخوئي أصبح أكثر من غيره في هذا المجال يعني ضرب الرقم القياسي.

الدور الثاني: تأصيل الفقه.

الفكر الامامي يمتاز على بقية الفكر المذاهب بماذا؟! بالعمق، حتى أصحاب المذاهب الأخرى يعترفون بذلك أنت الآن شاهد أسمع محاضرات من علماء من غير الامامية واسمع محاضرات علماء الامامية وقارن، يمتاز الفكر الإمامي على غيره من المذاهب بالعمق والغزارة والدقة هذه من أين أتيت بها؟! نحن أتينا بها من عندنا! لا جاءت من عقول المجتهدين جاءت من عقول المراجع منذ زمان الشيخ المفيد، السيد المرتضى، الشيخ الطوسي، العلامة الحلي، محقق الحلي، محقق الكركي الشيخ الأنصاري هكذا عمالقة الإمام الخميني الإمام الخوئي عمالقة لولا هؤلاء العملاقة لتضعضع المذهب من زمان هؤلاء حفظوا للمذهب فكره قيمة المفيد ماذا؟! قيمة المرتضى ماذا؟! قيمتهم بفكرهم ربما بعضهم يكون لهم دور سياسي واجتماعي في زمانه لكن الذي بقى منه ماذا؟! فكره ما الذي بقي من الشيخ المفيد صحيح في زمانه كان له دور سياسي الذي بقي منه ماذا؟! فكره وكتبه الذي بقي من العلامة الحلي فكره وكتبه الذي بقي من الشيخ الانصاري فكره وكتبه، إذن هؤلاء العمالقة أسسوا للمذهب الامامي بنية فكرية رصينة وسار تلامذتهم على ضوئهم تلامذة الإمام الخميني وتلامذة الإمام الخوئي وتلامذة وتلامذة ساروا على ضوئهم فالدور الذي يقوم به المرجع لا تقول هذا ليس انجاز، ما هو الانجاز؟!

تأصيل الفكر هو الانجاز تعميق الفكر هو الانجاز الضخم تقول هذا المرجع كم حسينية بنى! كل شخص يستطيع أن يبني حسينية هذا المرجع كم حسينية بنى؟! كم صندوق خيري عمل؟! كم جمعية خيرية عمل؟! هذه أشياء مهمة لا نحتقرها لكن هناك إنجاز أعظم من هذا الإنجاز وهو تعميق الفكر الإمامي وتأصيله هؤلاء العمالقة أنجزوا إنجازات فكرية هي التي حفظت للمذهب هيبته هي التي حفظت للمذهب قوته ومتانته لذلك في الرواية الشريفه: ”يوزن مداد العلماء مع دماء الشهداء يوم القيامة فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء“ دم الشهيد يخدم الإسلام لكن هذا الفكر الذي يكتبه الفقيه اللي يقولون عنه قابع في زقاق من أزقة قم أو قابع في زقاق من أزقة النجف هذا الفكر الذي يكتبه يخدم الإسلام إلى خمسمائة قدام يخدم الإسلام إلى ألف سنة قدام أنظر إلى المفيد فكره من متى؟! فكره إلى الآن الإمام الخميني والإمام الخوئي يبقى فكرهم إلى ألف سنة تاليه هذا بكتابه بقلمه يخدم الإسلام لأنه يعمق دعائم الإسلام إلى مئات السنين القادمة ”يوزن دماء الشهداء ومداد العلماء فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء“.

لاحظ هذه الرواية عن الصادق قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد واحد ووضعت الموازين فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء هذا الانجاز الثاني الدور الثاني.

الدور الثالث: القيادة.

القيادة الاجتماعية والسياسية: لم يمر مرجع على الشيعه لم تكن له قيادة لا يوجد إذا كان مرجع عام يقلده أكثر الشيعه لا يوجد مرجع عام يقلده أكثر الشيعه إلا وله موقع قيادي لم نوجد مرجع منعزل ولا مرجع مستتر أطلاقاً، الآن أضرب لك أمثلة: السيد المجدد السيد محمد حسن الشيرازي قبل أكثر من مئة سنة الذي حرم التنباك وأفشل مخطط الاستعمار في إيران، الشيخ محمد تقي الشيرازي الذي أقام دورة العشرين على اكتافه الإمام السيد محسن الحكيم الذي كان بكلمة منه يسقط حكومة ويقيم حكومة في العراق وبقوله: ”الشيوعية كفر وإلحاد“ قضى على المد الشيوعي في العراق، الإمام الخيميني الذي ببركة ثورته أسس كيان إسلامي لم يسبق له نظير الشهيد الصدر الذي بدل ذمه في سبيل كرامة الشعب العراقي وحريته، الإمام الخوئي بعضهم يستضعف الإمام الخوئي «لا».

الذي عاش في العراق يعرف الدور الذي قام به هذا الإنسان عاش السيد الخوئي تحت أكبر طاغية في زمانه لا يوجد طاغية مثل صدام أبداَ كما عاش الصادق تحت المنصور كما عاش الإمام الهادي والعسكري تحت المتوكل العباسي عاش تحت أكبر طاغية في زمانه إلا وهو الشيطان الرجيم وكان قتل حاشيته ضيق على الحوزة العلمية ضيق عليه الخناق حتى في بيته وكل ذلك لأجل حرف تأيد لم يستطيع أن يحصل منه حرف تأيد ضيق عليه الخناق وهو صابر صامد لم يستطيع النظام في ذلك الوقت من أن يحصل من السيد الخوئي على كلمة واحدة تؤيده ليس مثل زماننا الآن «لا» السيد الخوئي ما مدح ظالم قط ولم تصدر منه كلمة مدح لظالم قط رغم التضييق رغم الارهاق رغم ما صنع به ضل صابر صامد ولم يصدر منه كلمة أو حرف تأييد لذلك النظام أطلاقاٌ يعني هذا الصبر والصمود أليس أنجاز؟! هذه القوة والإرادة التي تتحدى الظلم مهما فعل أليس أنجاز؟!

وقامت حرب شنتها العراق على إيران ثمان سنوات وحوصر السيد الخوئي على أن يقول كلمة تأييد للعراق أو كلمة ضد للنظام في إيران ولا كلمة لمدة ثمان سنوات مهما صنعوا به لم تصدر منه كلمة يستفيد منها النظام أطلاقاً، إذن هذا الصمود إنجاز السيد الخوئي عندما حدثت الانتفاضة الشعبانية من الذي تصدى لها؟! من الذي احتواها؟! صرفت ملايين الأموال من قبله في الانتفاضة وشراء الاسلحة والمعددات والاستعدادات ونصب هيئة لإدارة النظام راجع الانتفاضة وبياناتهاأنظر إلى بيانات السيد الخوئي في الانتفاضه الشعبانية نصب هيئة لإدارة العراق من قبله.

إذن هذه الموقف كلها نضرب بها عرض الحائط نقول هؤلا رجعيين لم يكن دورهم إلا رسالة عملية هل هذا أنصاف؟! فيه هذا موضوعية؟! هؤلاء الذي عاشوا على خط الصبر والصمود هؤلاء الذين تحملوا المحن في سبيل أن يبقى المذهب في العراق هؤلاء الذين تحملوا كل ما جرت عليها الانتفاضة وما ترتب عليه.

إذن بالنتيجة: المرجعية هي صمام الأمان للشيعة الامامية في كل زمن لم نوجد مرجع منعزل، الآن مرجعية النجف حمت الشعب العراقي من الاختلاف حمت دماء العراقيين احتضنت بروحها الأبوية أبناء العراق من مسيحيين من شيعة من سنة من صابئة احتضنت الجميع وبدلت المرجعية في العراق الآن الأموال الطائله حتى للمسيحيين حتى للصابئة في سبيل حفظ دمائهم في سبيل وحدة الشعب العراقي أن يبقى متوحد، إذن لا يمكن إغفال هذه الأدوار.

نحن نقول المرجعيه صمام الأمان نحترم كل المراجع أنا ذكرت أسماء صحيح لكنني لا أغفل مقام المراجع الآخرين أبداً أنا أقل الخدمة أقل الطلبه في خدمة جميع المراجع كلهم مقدسون كلهم محترمون عندي وإنما ذكرت بعض الأسماء لدفع بعض الشبهات والأفكار ليس إلا، وهناك كتاب هو مجموعة من محاضراتي جمعت أسمه «معالم المرجعية الرشيدة» تتحدث فيه عن المرجعيه بصفة عامة الكتاب موجود يباع هنا في المآتم أيضاً «معالم المرجعية الرشيدة» تحدث فيه عن المرجعيه بصفة عامة ومشاريعها وخططها وأصولها الفكرية والقيادية بالإمكان مراجعة هذا الكتاب.

نحن نقدس المرجعيه لأنها تمثيل للإمامة لأنها امتداد للإمام القائم «عجل الله تعالى فرجه الشريف» فالتقديس لها هو في الواقع تقديس للإمام والإجلال لها هو في الواقع إجلال للإمام نفسه لأنه الدفاع عن منصب الإمامة واجب وهذا ما جرت عليه سيرة أهل البيت من الدفاع عن منصب الإمامة، الزهراء بذلت دمها في سبيل الدفاع عن الإمام أمير المؤمنين علي أم البنين الأربعة بذلت أولادها في سبيل الدفاع عن منصب الإمامة الدفاع عن الإمامة.

وصلى الله على محمد وآل محمد