صرف والدي علي
ب - 08/11/2012م
ما مدى صدق الحديث (أنت ومالك لأبيك )؟ فأنا طالبة أستلم مكافئة تكفيني وتزيد عن حاجتي وغير متزوجة، والدي إنسان مقتدر تماماً، هل يجوز له مطالبتي بدفع ثمن الأكل داخل البيت والسكن بالرغم من أنني أرفض ذلك، وهو يصرف على إخوتي الذكور بالرغم من أنهم متزوجون ويسكنون معنا دون ثمن؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
أما هذه الرواية الواردة عن النبي وهي قوله «أنت ومالك لأبيك» فقد تعرض لها الإمام الصادق وقال بأن المقصود منها أن شخصاً جاء إلى النبي يشكو على أبيه، ويقول بأن أبي ظلمني ميراثي من أمي، فسأل النبي أباه عن ذلك، فقال الأب بأنني صرفته عليه، فقال الرسول إن أباك صرف هذا المال عليك في صغرك، فلم يقبل الغلام بذلك، فقال له الرسول «اذهب، أنت ومالك لأبيك»، أوَكان رسول الله يحبس الأب للإبن.
فإن ظاهر هذه الرواية الصادقية أن هذه الفقرة صدرت على سبيل الحكم الأخلاقي، بمعنى أن مقتضى الأدب والخلق أن لا يواجه الولد أباه لأنه أخذ من أمواله شيئاً، وأن لو أراد الأب أن يأخذ من أموال الولد مع قدرة الولد على ذلك فمقتضى الأدب وليس على نحو الحكم الإلزامي أن لا يمنعه من الأخذ ما دام قادراً على ذلك إلا أنه لا يجب عليه شرعا إعطاؤه.
نعم لو أن الأب طلب من الإبن أن يدفع له إيجاراً على السكنى معه مثلاً بحيث إنه لا يجيز له البقاء في داره من دون إعطاء الأجرة فله ذلك، مع فرض أن الولد قادر على إعداد السكنى لنفسه وفرض أن خروجه عن بيت أبيه لا يكون موجباً لمهانة اجتماعية أو ضرر عليه كما فيما إذا كان الولد أنثى.
السيد منير الخباز
أرسل استفسارك