محاضرة الغيبة بين النسبية والحقيقة «الدين ناقص»
احمد يوسف - الكويت استراليا - 04/01/2015م
قال السيد في الدقيقة 17 تقريبا: النبي لم يبلغ الدين كله وبغيت فراغات من الدين لم يبلغها النبي وكل المسلمين يعترفون بذلك ان امكن توضيح هذه النقطة كيف ناقص؟ لانني بحثت على النت في صفحات مواقع الشيعة ولم اجد شئ يدل على ذلك «ربما جديدة على مسمعي» وبحثت في مواقع السنة فهم يقولون ان اية «اليوم اكملت لكم ديني» تعني ان الدين كامل فاعتقد انه نحن الشيعة فقط نعتقد ذلك؟

اتمنى منكم توضيح هذه النقطة مولانا

شكرا لكم
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

هناك فرق بين كمال الدين وبين كمال تبليغ الدين، فجميع المسلمين يعتقدون - وهذا من ضروريات الإسلام - أن الدين كامل، بمعنى أن الدين منذ نزوله على النبي محمد مستوعب لجميع مفاصل الحياة الإنسانية، الفردية والإجتماعية ولا نقص فيه أبداً.

وإنما الكلام في التبليغ لا في الدين نفسه، فهل أن العشر سنوات التي عاشها النبي في المدينة كانت كافية لتبليغ الدين بتمام أحكامه وقوانينه للأمة أم لا؟؛ حيث إن عمر الرسالة المحمدية هو ثلاث وعشرون سنة، عاش منها رسول الله ثلاث عشرة سنة محاصراً ولم يكن قادراً على تبليغ الدين، بل لم يكن الدين قد نزل بتمامه عليه في تلك الفترة؛ لأن نزول الدين كان بشكل تدريجي لا بشكل دفعي، والعشرة الباقية من عمر الرسالة عاشها في المدينة، وهو وإن كان في هذه الفترة متمكناً إلا أن الدين الذي يسع الحياة بكل مفاصلها لا يمكن تبليغه في عشر سنوات.

فالمسألة مسألة عقلية وليست مسألة تاريخية أو نقلية حتى نبحث عن المصادر التاريخية التي تثبت لنا ذلك أو لا تثبت، فإن العقل يقرر أنه لا يمكن تبليغ الدين بتمام قوانينه وأحكامه خلال عشر سنوات.

ولذلك نجد أن الروايات الواردة عن الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين منذ الإمام الباقر إلى زمان الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف مع أنها روايات كثيرة مع ذلك استغرق تبليغ الدين من خلال هذه الروايات مائتي سنة، فإذا كان تبليغ الدين بتمام قوانينه استغرق من الأئمة مائتي سنة وبروايات كثيرة جداً فكيف يمكن للنبي تبليغه في عشر سنوات بالشكل الطبيعي المتعارف، ولا نقصد بشكل الإعجاز حيث إن النبي لم يمارس الإعجاز في تبليغ الرسالة وإنما بلغها بالطرق البشرية المتعارفة، نعم أبلغ النبي الدين بتمامه للإمام أمير المؤمنين علي ، وهذا ما ورد عنه «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة من بابها»، وورد عن الإمام علي «علمني رسول الله ألف باب من العلم يُفتح لي من كل باب ألف باب».

وأما تبليغ الدين لجميع الأمة من خلال منبر المسجد أو من خلال مجالسه فإن الفترة الزمنية لم تكن تسع ذلك، فهذا هو المقصود والذي لا يمكن لمسلم أن يُنكره؛ لأن هذه المسألة مسألة عقلية وليست مسألة نقلية أو تاريخية.

من هنا احتجنا إلى وجود الإمام المعصوم الذي يشكل امتداداً للنبي من أجل تبليغ تمام قوانين الدين ودساتيره وأحكامه.

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك