س2: ذكرتم ان بقاء الحجة طوال هذه الفترة الزمينة الطويلة مندرج تحت العوامل البشرية الاعتيادية لا الاعجازية، واثبتم ذلك بعدة ادلة، وهو عقد لكنكم اغفلتم الحل في المسالة بتبيان نقض الادلة للمعجز، وانتم ذكرتم دليل واحد لكنه لم يكن موافقا، فدعائنا لله بحفظه لا يعني انه غير محفوظ بقدرة الله «اللهم كن» لان كل شيء بامره، فدعائنا هو طلب لتحقيق امر هو متحقق بالاصالة، ثم ان امكانية استمراره لهذه الفترة الطويلة دون عناية غيبية سماوية تحفظه هو امر صعب التمكين، خصوصا مع تطور وسائل الاتصال والمخابرات، وامكانية الكشف عنه من قبل الدول الاستكبارية، فبقائه رهن ظروف بشرية قابل لامكانية وقوعه بيدهم وهو المحال، اذا نتسنتج من المقدمة ان حفظه باسباب غيبية، ولا تعارض، لان قولكم سيدنا بانه لو كان باسباب غيبية لكان حفظ جده اولى، هو من الافتراضات التي لا تناسب جنس القضية، فالله اعلم بسر التسلسل في هذه السلسة الذهبية وعدم الاكتفاء بالنور المحمدي، وعدم حفظ الله للنبي محمد صلى الله عليه واله او الامام علي بالمعجز لا يعني نفيه عن القائم، لان لكل وضع متطلب، فكما انه حفظ النبي بالمعجز اثناء هجرته، ولولا المعجز لقبض عليه، ولم يحفظه في احد فكسرت رباعيته، فموضع الحدث شاهد على الامر،
والسلام
فهو مقبول في حدود أمرين: 1 - زرع الثقة بالنفس، 2 - الاعتماد على الوسائل الغيبية، راجع كتاب قوة التحكم بالذات للدكتور إبراهيم الفقي.
فالنتيجة أن حفظ الإمام حتمي لأسباب منها دعاء المؤمنين، وأما دعائنا له بالحفظ والنصر علمنا أنه محفوظ منصور فإن له أثراً في تأكد حفظة وزيادة الملائكة الموكلين بحفظه نظير دعائنا للنبي بقولنا - صلِ وسلم وبارك على محمد وآله - ولكن كل هذا لا يجعل غيبته اعجازية لآن الإعجاز يعني أنه غائب بطريقة خارقة للعادة وهذا إلا دليل عليه بل هو غائب بطريقة طبيعية إلا أن حفظه من قبل الله مع غيبته الطبيعية حتمي لأسباب منها دعاء المؤمنين.
فإن المقصود من الغيبة الاعجازية الغيبة بأسباب لا يستطيع البشر نيلها ولا خرقها بينما المقصود بالغيبة الطبيعية أنه غاب بالطريقة المتعارفة للتخفي والتحرز عن أعين الظالمين إلا أن الغيب دخيلة في حفظه بدعاء المؤمنين.
مثلاً: شفاء الإنسان من المرض أحياناً ببركة دعاء والديه شفاء غير إعجازي لكنه شفاء بتدخل الغيب بسبب دعاء الوالدين.