فلسفة الابتلاء
أمة الله - 08/03/2015م
السلام عليكم ورحمة الله

أنا مريضة بمرض اسمه ثنائي القطب، محتاجة أن أفهم هل البلاء مباشر من الله كأن يقول الله له كن فيكون أم له أسباب ومسببات.
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

لا إشكال أن البلاء له أسباب، قد تكون مادية كما إذا أخطأ الإنسان في طعام أو في حركة أو في علاقة ما فأوجب له ذلك حدوث البلاء، أو نتيجة خطأ من غيره من الناس أو عمد، وتارة تكون له أسباب غيبية كأن يكون الإنسان عاقّاً لوالدية، أو ظالماً أو قاسياً على أهله، وأحيانا يكون البلاء امتحاناً من قِبَل الله لإيمان المؤمن، فقد ورد عن الرسول الأعظم : ”فإذا أحبَّ الله عبداً ابتلاه بعظيم البلاء“[1] ، ولا يوجد شخصٌ - إلاّ ما ندر - إلاّ وهو مبتلى بنوعٍ من أنواع البلاء، وقد قال تبارك وتعالى: ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا، فالابتلاء يمحِّص الإيمان فيربط الإنسان بالله، فيعمر الدار الآخرة، وقد ورد عن الحسين : ”نصبر على بلائه، ويوفينا أجور الصابرين، لن تشذَّ عن رسول الله لحمته، وهي مجموعةٌ له في حظيرة القدس تقرّ بهم عينه، وتنجز لهم وعده“[2] .

السيد منير الخباز
[1] - الكافي، ج2، ص253 -، [2] - بحار الأنوار، ج44، ص367 -.
أرسل استفسارك