العلامة المرهون أسوة حسنة

سماحة السيد منير الخباز ينعى العلامة الحجة الشيخ علي المرهون

شبكة المنير

بسم الله والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين

قال عزوجل: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً صدق الله العلي العظيم

بمزيد من الحزن والأسى تلقينا في قم المشرفة نبأ رحيل العلامة التقي الشيخ علي المرهون قدس سره إلى الملكوت الأعلى

وبهذه المناسبة الأليمة نرفع أحر التعازي لمقام صاحب الزمان «عج» والمراجع العظام وفي طليعتهم السيد الأستاذ الإمام السيستاني «دام ظله» ومشائخ البلاد سيما الوالد العلامة الحجة الشيخ حسين العمران وأهل العلم جميعا والأسرة المباركة الشريفة أسرة العلم والمنبر آل المرهون، وفي مقدمتهم الخطيب الفذ الشيخ سعيد المرهون والخطيب الكبير صاحب الفضيلة الشيخ عبد الحميد المرهون وبقية أخوة الفقيد وأبنائه الكرام وفي مقدمتهم الدكتور محمد وأهل القطيف عامة وأهل أم الحمام والشويكة خاصة.

ولا يرتاب أحد في أن فقده خسارة كبرى للمنطقة كلها لا تعوض كما ورد في الروايات «إذا مات العالم ثلم في الدين ثلمة لا يسدها شئ»، فإن وجود عالم بهذه الدرجة من التقوى‎‎والبعد عن الدنيا ‎‎نادر الوجود في العالم الإسلامي فقد كان الفقيد مثالاً رائعاً لقوله عزوجل ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء.

فقد عرف بالاستغراق والفناء في الله حتى انه صرف عمره في الحج والعمرة وزيارة الحسين ع كما كان مصداقاً بارزاً لقوله تعالى ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً، فهو في تواضعه وترفعه عن الانفعالات الشخصية مظهر جلي لعباد الرحمن كما‎‎انه كان أبا‎‎لأهل العلم في فيض حنانه ورعايته وبذلك جسد صورة مثالية لقوله عزوجل ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.

وقد خدم المنطقة بقلمه ومنبره ومسجده لأكثر من ستين عاما تطبيقا‎‎ للآية المباركة ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ، كما تحمل الآلام في سبيل دعم الكيان العلمي الحوزوي في القطيف فجدير بأهل العلم والمنبر والقلم الاهتداء بسيرته المشرقة ونهجه المعطاء الذي كان أسوة حسنة للمؤمنين وَ منارا للمتقين وَ معلماً للصادقين وَ السلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.

السيد منير السيد عدنان
27 محرم 1431هـ