كلمة | ختام دورة الإمام علي (ع) الثقافية بالقطيف

شبكة المنير

المقدم: يتحفنا سماحة العلامة السيد منير الخباز - حفظه الله - بكلمة نستسقي منها روح الحماس لمواصلة مثل هذه الأعمال من أجل إنجاح العمل الاجتماعي في بلدنا العزيز القطيف، فليتفضل مصحوبًا بالصلاة على محمد وآل محمد.

سماحة السيد: بسم الله الرحمن، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ. هناك مسألتان أود أن ألفت النظر إليهما:

المسألة الأولى:

هي أن يتحول مسجد الإمام علي إلى واحةٍ للمعتكفين، ومدرسةٍ للأجيال الصاعدة. مسجد الإمام علي في هذا اليوم يتميز على باقي مساجد المنطقة ومشارق المنطقة بأنه واحةٌ للمعتكفين، وأنه مدرسةٌ للأجيال الظامئة للعلم والمعرفة، فعلينا نحن القائمين على بلورة وفعّالية عمل هذا المسجد أن نفعّل من هاتين الصفتين في الأعوام الآتية، بأن يتحول هذا المسجد في الأعوام الآتية وفي السنين المقبلة إلى أن يكون شهر رمضان في هذا المسجد شهرَ العطاء الروحي، بكثرة المعتكفين في هذا المسجد الشريف، وأن يتحول إلى مدرسة ثقافية معطاء، نتيجة كثرة المرتبطتين بالبرامج الثقافية والتعليمية من خلال هذا المسجد الشريف. إذن، فهذه الخطوة، وهذه النقطة يجب التركيز عليها، ومواصلة الجهود في سبيل تنميتها، وفي سبيل أن تبلغ الدرجة العالية الكاملة في هذا المشوار وفي هذا الطريق.

المسألة الثانية:

هؤلاء الأجيال الذين نلتقي بهم في شهر رمضان، ونقوم بتعليمهم بعض الأحكام الفقهية، أو بعض الفصول العقائدية، هذه الأجيال حتى تتحول إلى أجيال للمسجد، لا نريد أن تكون أجيالًا نقترب منها شهرًا في السنة ونبتعد عنها أحد عشر شهرًا آخر، نريد أن تتحول هذه الأجيال إلى أجيال مسجد الإمام علي، إلى أجيال الإمام علي، إلى أجيال الثقافة العلوية، إلى أجيال الثقافة الروحية، حتى نحول هذه الأجيال إلى أجيال مسجدية لا بد من الارتباط معها طول السنة، لا الارتباط معها فقط في شهر رمضان المبارك، وبمناسبة دورة ثقافية نقيمها في هذا المسجد.

نأخذ الأسماء - أسماء هؤلاء الأجيال - ونرتبط معهم طول السنة بهدايا، نرتبط معهم طول السنة بأشرطة، نرتبط معهم طول السنة بكتيبات، نجمعهم بين فترة وأخرى، بين شهرين أو ثلاثة في رحلة، في تجمع، نجمعهم لبعض الإرشادات، لبعض النصائح، أن تكون بيننا وبين هذه الأجيال علاقة، علاقة ودية، علاقة شعورية، علاقة وجدانية، وعلاقة أيضًا ثقافية وتربوية وروحية، فإذن ينبغي أن يكون طموحنا - نحن القائمين على العمل الثقافي في مسجد الإمام علي - أكبر من دورة ثقافية خلال شهر رمضان، ينبغي أن يكون طموحنا هو إعداد أجيال لفترات سنين قادمة، تكون هذه الأجيال أجيالًا مسجدية، أجيالًا علوية، أجيالًا هي تقوم بمسؤولية الثقافة، وبمسؤولية العطاء في السنين المقبلة إن شاء الله، وذلك بالمواصلة معهم بمختلف أنواع التواصل.

نشكر القائمين على هذا العمل الجبّار، شكرًا جزيلًا، ونشكر الآباء الذين قاموا ببذل الجهد وببذل الطاقة في سبيل إعداد أبنائهم للدخول في هذه البرامج الثقافية المعطاءة، ونشكر الجميع على حضورهم وتفاعلهم وتواصلهم مع هذا المشروع المبارك المعطاء، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق لمرضاته، وأن يجعلنا مصداقًا للآية المباركة: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.