ملخص: تجليات الحكمة في الشخصية النبوية

#كيف_تصبح_حكيمًا

شبكة المنير

﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ

2 محرم 1441

كيف يكون الإنسان حكيما؟

الحديث عبر أربعة منطلقات:

♦ الحكمة في التراث الروائي

♦ الحكمة في الإطار الفلسفي

♦ الحكمة في إطار علم النفس

♦ تجليات الحكمة في شخصية النبي

🔹 المنطلق الأول / في التراث الروائي لأهل البيت

ورد عن الصادق في تعريف الحكمة بأنها المعرفة والتفقه في الدين ”من فقه منكم فهو عليم“ وهو يريد أن يرشدنا بأن الحكمة في المعرفة التي لها أثر على سلوكنا

الطريق إلى الحكمة من خلال أمرين

▪العلاقة مع الله

وحددها أمير المؤمنين بعنصرين

▫ الخوف من الله، فقال «رأس الحكمة مخافة الله»

▫ عدم الإسترسال في الشهوات، فقال «حد الحكمة الاعراض عن دار الفناء والتوله بدار البقاء»

▪العلاقة مع المجتمع

عن أمير المؤمنين : ”الحكمة أن لاتنازع من فوقك ولا تذل من دونك ولاتتعاطى ماليس في قدرتك ولا يكن لسانك خلاف قلبك ولاقولك خلاف فعلك ولاتتكلم في ما لايعنيك“.

والطريق إلى الحكمة له دعامتين

▪عدم الاستغراق في الشهوات

عن علي : ”لاتجتمع الشهوة والحكمة“

▪الإخلاص

عن علي : ”من أخلص لله أربعين يوما، جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه“

🔹 المنطلق الثاني / في إطار المنظور الفلسفي

هناك ثلاث نظريات لتحديد معيار الحكمة العملية

▪ الهدف

تعرض لها ابن سينا وملا صدره وهي ان للإنسان مرتبتان

ترابية وهي ان جسم الإنسان محاط بزمن ومكان ولكي يعيش يحتاج إلى عدة متطلبات وملكوتية وهي عبارة عن وعاء الفطرة التي هي مجمع المثل والقيم.

ولكي يكون الإنسان حكيما عليه أن ينتقل من المرتبة الترابية إلى المرتبة الملكوتية.

فالعدل والصدق والأمانة كمالا للمرتبة الملكوتية فهي حكمة.

ولم يلحظ في هذه النظرية ماهو الأثر للحكمة على وجود الإنسان في المجتمع.

▪ الدافع

الفيلسوف الألماني «كانت» يقول بأن الدافع هو المحدد للحكمة فليس المهم أن تكون صادقا وعادلا بل المهم هو الدافع نحو الأمانة والعدالة فتتحدد الحكمة عندما يكون الفرد يشعر بالمسؤولية والتحرر من الأهداف الشخصية.

وهذه النظرية ناقصة كونها لم تضع ضوابط ومحددات للأفعال التي تدخل في جانب الشعور بالمسؤولية

▪ الرؤية

كل عمل يصب في المصلحة العامة وبناء الوطن والمجتمع هو حكمة.

فالحكمة لاتعني التحرر من الأهداف الشخصية بل الحكيم من يبني ذاته في ضمن بناءه لمجتمعه.

🔹 المنطلق الثالث / الحكمة في منظور علم النفس

الحكمة العملية تعالج من خلال ثلاث نقاط

▪ الحكمة العملية هي استثارة الحكمة الفطرية وتجسيدها من خلال القدرة على التوازن وتحقيق المهارة العملية.

﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا «7» فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا

▪أركان ودعائم الحكمة:

▫ رسم الأهداف العليا

▫قراءة الظروف

▫الانسجام مع المصالح العامة

▪ أدوات الحكمة:

▫الخبرة

▫الإرادة

▫إدراك ماحولك

🔹 المنطلق الرابع / تجليات الحكمة في شخصية النبي ص

▪بناء القاعدة

أي مشروع يحتاج إلى قاعدة وجناح، ويكون ذلك من خلال اختيار من هم أكثر فهما لأهدافك وأكثر إخلاصا لمشروعك. ولذلك النبي ص انطلق في بناء القاعدة من خلال أسرته.

﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ

▪ محو الطبقية

لأن مشروع النبي كان مشروعا تغييريا نهضويا قام بتحرير العبيد وجعلهم قادة في المجتمع معمار ابن ياسر، وبلال ابن رباح.

▪اختيار الموقع المناسب للمشروع

فعند مرحلة بناء الدولة انطلق النبي إلى المدينة المنورة لأنها المكان المناسب لمشروعه المبارك.

▪التربية العامة والخاصة

قام النبي بتربية عامة للجميع ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

وقام بتربية خاصة لمجموعة خاصة جعلها ككادر لحمل أعباء الرسالة ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا

▪الجمع بين التزكية والتعليم

فقد جمع النبي بين تهذيب الأخلاق واغداق المعارف

▪استيعاب المختلف

فقد جسدها النبي في تعامله مع المنافقين ﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

وكذلك عند فتحه مكة قال اذهبوا انتم الطلقاء.

وعندما نأتي للحسين نجد انه سار على نهج وخط جده رسول الله . فاختار أصحابه والمكان الذي ينطلق منه في مشروعه المبارك.