في ظلال الشخصية العلوية

1441-12-30

تحرير المحاضرات

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ

روى الرازي في تفسيره الكبير عن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه قال: رأيت بهاتين وإلّا عميتا وسمعت بهاتين وإلّا صمّتا رسول الله يقول: «عليٌّ قاتل البررة، عليٌّ قاتل الفجرة، منصورٌ من نصره، مخذولٌ من خذله. وذلك إنّ سائلًا أتى مسجد رسول الله فلم يكن لدى الرسول ما يعطيه، فأومأ عليٌّ إليه بخنصره وهو راكع، فأخذ السائل خاتمه واشترى بثمنه طعامًا له، فنزلت هذه الآية الشريفة: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ».

في حديثنا حول المسيرة المشرقة المعطاء للإمام أمير المؤمنين عليّ خلال موسم محرم الحرام لهذا العام، ننطلق من محورين:

  • ماذا قال عشّاق العظمة في عظمة الإمام أمير المؤمنين عليّ ؟
  • ركائز منهجية قراءة المسيرة العلوية المشرقة.

المحور الأول: ماذا قال عشّاق العظمة في عظمة الإمام أمير المؤمنين عليّ ؟

نقرأ بعض الكلمات التي سجّلها عشّاق عظمة الإمام عليّ في حديثهم عن أمير المؤمنين وإمام المتّقين .

1/ قال جبران خليل جبران المفكّر العربي الكبير: «في عقيدتي أنّ علي بن أبي طالب أوّل عربيّ لازم الروح الكلّية وجاورها وسامرها»، إنّ روح الكلّية هي روح الملكوت التي إذا تغلغلت في أعماق الإنسان انطلقت الحكمة على لسانه، وأصبح رمزًا للقيم الإنسانية والمفاهيم الحكمية التي يحتاجها المجتمع البشري.

وقال جبران: «مات الإمام عليٌّ شأنَ جميع الأنبياء الباصرين، الذين يأتون إلى بلدٍ ليس ببلدهم، وإلى قوم ليسوا بقومهم، وفي زمن ليس بزمنهم»، إنّ جبران يريد أن يقول إنَّ الإمام عليًا هو الفكر الذي تجاوز بيئته زمانًا ومكانًا، بل هو الفكر الذي جاء ليسقي الإنسان - كلّ إنسان - إلى نهاية الحياة على الأرض.

2/ قال ميخائيل نعيمة الأديب المعروف: «إنّ الإمام عليًّا كرّم الله وجهه من بعد النبي سيّد العرب على الإطلاق، بلاغةً وحكمةً، وتفهّمًا للدين، وتحمّسًا للحق، وتساميًا عن الدنايا»، ثم ترقّى وقال: «ليس بين العرب من صفت بصيرته صفاءَ بصيرة الإمام عليّ، ولا من دانت له اللغة مثلما دانت لابن أبي طالب، ولا من أوتي المقدرة في اقتناص الصور التي انعكست على بصيرته وعرضها في إطار من الروعة، هو السحر الحلال»، إنّه يريد أن يقول أنّ تميّز علي بن أبي طالب على العرب أجمع أو على أئمة البلاغة أنّ بلاغته بلاغة نبعت عن البصيرة، ولم تنبع عن فنّ أدبي أو مهارة أدبية، إنما هي بلاغة تفرّعت وانحدرت عن البصيرة الملكوتية التي كان يمتلكها ابن أبي طالب، ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي.

وقال أيضًا ميخائيل: «إنَّ عليًّا لمن عمالقة الفكر والروح والبيان في كلّ زمان ومكان»، جبران وضع عليًّا مع الأنبياء، قال: عليٌّ شأنه شأن الأنبياء الباصرين، وميخائيل رآه مرآة ومصدرًا ثريًّا في جميع الحقول الإنسانية المتنوّعة، في الفكر والقيم الروحية وفي عالم الأدب وفي عالم البيان.

3/ قال فيه جورج جرداق في «صوت العدالة الإنسانيّة»: «إذا ضربت بعينيك صفحات التاريخ، فإنّك قلّما تجد في شخصياته العظيمة من أجمع الناس على حبّه وإجلاله والانتصار له إجماعَهم على عليّ بن أبي طالب، وإنّهم ليلتقون جميعًا عند حكم واحد، وهو أنَّ عليّ بن أبي طالب عملاق فكرٍ وبيانٍ، وشخصية تتدفق بنور الوجدان، وفي عداد هؤلاء من تتّسم نظرته إلى عليّ بطابع النبوّة - كما ذكر جبران أنَّ عليًا شأنه شأن الأنبياء - ولا غرو في ذلك، فمن أظهر صفات ابن أبي طالب ما يلتقي به الرجال والقمم، بل إنّ أبوّته مظهر اندماج الإنسان بالإنسان وصلة الحياة بالحياة، فهي بذلك أشمل وأعمق، إنّ آباء الإنسانية أكبر من أن يحصَروا في نطاق الطائفية أو العنصرية، لقد انطلقوا من كلّ نطاق، وانزوى التاريخ. إنّ صلة الكثيرين بالإمام عليّ على اختلاف مهودهم المذهبية إنّما هي صلة الابن بأبيه، يصطفيه ويرجوه، فهو العظيم الذي مدّ الأفكار والضمائر بما لا ينضب له معين، وبما لا يؤثر فيه زمان، وهو الملاذ الذي يلجأ إليه طلّاب الحقّ والعدل في الناس».

إنّه يصوّر لنا عليًّا منهلًا للمجتمع الإنساني في أبعاده المفاهيمية والفلسفية والقيمية والروحية، لا لطائفة ولا لدين ولا لقوميّة ولا للغة معيّنة، إنَّ عليًّا تجاوز كلّ هذه الحدود، وأصبح رمزًا للإنسانية متى ما عرفت هذه الإنسانية معنى الفكر والقيم.

4/ قال الفيلسوف الفرنسي «كارديفو»: «عليٌّ هو ذلك البطل الموجَع المتألّم، والفارس الصوفيّ، والإمام الشهيد، ذو الروح العميقة القرار، التي يكمن في مطاويها سرّ العذاب الإلهي»، عليٌّ في نظر هذا الفيلسوف مرآة ومظهرٌ لله في رضاه وغضبه وفي عذابه ونعيمه، عليٌّ في نظر هذا الفيلسوف جمع بين الفروسية والضمير الاجتماعي الحيّ والشهادة والإمامة.

5/ قال الفيلسوف الإنجليزي «توماس كارليل» في كتابه «محمد المثل الأعلى»: «أمّا عليٌّ فلا يسعنا إلّا أن نحبّه - من يحب القيم والإنسانية يحبّ عليًّا - ونتعشقه؛ فإنّه الفتى الشريف القدر، العالي النفس، الذي يفيض وجدانه رحمةً وبرًا، ويتلظّى فؤاده نجدةً وحماسةً».

المحور الثاني: ركائز منهجية قراءة المسيرة العلوية المشرقة.

ما هي المبرّرات لأن نتناول الإمام عليًّا بهذه الصورة؟ وما هي الركائز التي نعتمد عليها كمنهج في تحليل سيرته ونميره وعطر عطائه المبارك؟ فهنا نقطتان:

النقطة الأولى: مبرّرات تناول المسيرة العلوية.

ونذكر منها ثلاثة:

المبرّر الأوّل: الحاجة إلى قراءة عليّ من خلال الثقافة المعاصرة.

عليٌّ هو الإمام المعصوم الحجّة على الخلق الذي لا حدّ لعلمه وحلمه وورعه وتقواه، ولا حدّ لعطائه، ولا يمكن اختصار عليّ في سنة فضلًا عن اختصاره في عشر ليالٍ، وإنّما نحن نتحدّث عن عليّ بالثقافة المعاصرة واللغة المعاصرة، ومعنى ذلك: نحن عندما نريد أن نتحدّث عن عليّ نتحدّث عنه من خلال آفاق الثقافة المعاصرة، في مجال حقوق الإنسان ماذا أعطى عليّ؟ وفي مجال القيادة الرشيدة ماذا أنتج عليٌّ؟ وفي مجال الدولة المدنية ما هي الدعائم التي أرساها عليٌّ؟ ةفي مجال معايير نجاح الشخصية ماذا قدّم الإمام عليّ؟ وفي مجال التربية الأسرية والاجتماعية، عندما يتحدّث علم النفس عن مجال التربية، ماذا يتحدّث عليّ؟ وفي مجال إدارة الأزمات، كيف كانت إدارة عليّ للأزمات والظروف الخانقة التي مرّت بها دولته ومجتمعه؟ إذن، نحن نطرق أبواب السيرة العلوية من خلال آفاق الثقافة المعاصرة باللغة المعاصرة؛ لأنَّ ذلك أقرب لفهم شخصية عليّ وعطائه .

المبرّر الثاني: أهمّية إبراز الفلسفة العلويّة.

هناك سؤالٌ يطرحه أبناء شيعة عليّ قبل أن يطرحه الآخرون: ماذا قدّم عليٌّ للإنسانية؟ هناك من قدّم في مجال الاختراع في وسائل التواصل والنقل ووسائل الحياة المرفّهة ما أنقذ الإنسانية، وهناك من بذل فكره في مجال العلوم الإنسانية كعلم النفس والاجتماع وعلم الإدارة، فما هي نسبة نتاج علي لهذا النتاج الإنساني الضخم؟ وما هي نسبة المفاهيم والمفردات المتنوّعة التي نثرها عليٌّ في خطبه وكلماته وحكمه القصار بالنسبة لهذا النتاج الإنساني المتراكم منذ ألفي سنة إلى يومنا هذا؟ ما هي النسبة بين العطاءين والنتاجين؟ حتى نعرف مدى غور عليّ في هذه المجالات.

عليٌّ لم يكن عالم فيزياء ولا طب، ولا كان أستاذًا في مجال علم من العلوم الإنسانية، عليٌّ يمتلك رؤيةً وفلسفةً للحياة، ومن خلال رؤيته للحياة وفلسفته لها وضع عليٌّ الخطوط العامّة لبناء دولة مدنية، ووضع الركائز العامّة لاقتصاد مذهبيّ، ووضع قيمًا تنظّم العلاقات والحياة الاجتماعية، ومن خلال ما يعيشه وجدان عليّ من علاقة روحية بالسماء قدّم لنا صورًا رائعة في كيفية مناجاة السماء والارتباط بها. إذن، عليٌّ فيلسوفٌ صاغ الحياة وصاغ المجتمع وصاغ المفاهيم التي تبنى بها الحياة القيمية في شتّى المجالات، لذلك لا بدّ أن نقرأ عليًّا من هذه الزاوية، ولا بدّ أن نتأمّل عليًّا من هذا المنطلق.

المبرّر الثالث: الحاجة إلى المنبر الفكريّ.

هناك إشكالات واعتراضات على وجود الخالق، وعلى النبوة، وعلى القرآن، وعلى الإمامة، وعلى تاريخ عليّ ومواقفه، وهذه الإشكالات والاعتراضات والأسئلة منثورة وموجودة في جميع مواطن التواصل، وتحتاج إلى إجابات مقنعة وافية، فالأجيال المعاصرة أصبحت أجيالًا واعية ناقدة تضع أسئلة واضحة تحتاج إلى إجابات مقنعة، ولا يمكن أن يكتفى بعرض السيرة الحسينية أو العلوية كما كان يعرضها آباؤنا - رحمهم الله - وأرباب المنبر الحسيني في سابق الزمان.

ولذلك ذكرنا في عدّة حوارات أننا نحتاج إلى المنبر الفكري الذي يقدّم أجوبة علمية تحليلية تعالج كثيرًا من الأسئلة وتجيب عن كثير من الأطروحات والإشكالات، نعم نحن نحتاج إلى المنبر الوعظي وإلى المنبر الحسيني الناعي وإلى المنبر التاريخي وإلى المنبر الفقهي، نحن نحتاج إلى هذه المنابر المتنوّعة، ونحتاج حاجة ملحّة إلى المنبر الفكري، وانطلاقًا من المنبر الفكري نجيب عن كثير من الأسئلة التي تتّجه نحو الإمامة وركائزها، وحول تاريخ عليّ وسيرته ومواقفه، من خلال عرض تأصيلي لمسيرة الإمام أمير المؤمنين .

النقطة الثانية: ركائز المنهجية.

ما هو منهجنا في تناول سيرة الإمام عليّ ؟ نتعرّض إلى أربع ركائز:

الركيزة الأولى: المقارنة.

سوف نتحدّث عن القيادة العلوية، فلا بدّ من أن يكون عندنا مقارنة بين فكرين، بحيث نتحدّث عن القيادة من منطلق علم الاجتماع، ثم نتحدّث عن القيادة الرشيدة في فكر عليّ بن أبي طالب، لتقع المقارنة بين النتاجين والفكرين في مجال معالم القيادة الحكيمة الرشيدة. وعندما نريد أن نتحدّث مثلًا عن معالم التربية نطرح كلا الفكرين، ماذا يقول علماء التربية، وماذا يقول الفيلسوف المربّي عليّ بن أبي طالب ؟ إذن ركيزة من ركائز المنهج هي المقارنة بين فكر عليّ وأيّ فكر إنسانيّ آخر، ونحاول أن نستفيد من إيجابيات هذه المقارنة.

الركيزة الثانية: ربط المسيرة العلوية بالفكر القرآني.

المنطلق لعليّ هو المنطلق القرآني، فإنَّ عليًّا هو ابن القرآن وترجمانه.

ساووا   كتاب   الله   إلّا  iiأنّه   هو صامتٌ وهم الكتاب الناطقُ

عليّ كتاب الله الناطق، ترجمان القرآن، «سلوني قبل أن تفقدوني، فوالله الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن آيةٍ آيةٍ في ليل أنزلت أو في نهار أنزلت، مكّيها ومدنيها، سفريها وحضريها، ناسخها ومنسوخها، محكمها ومتشابهها، وتأويلها وتنزيلها، لأخبرتكم»، عليٌّ ابن القرآن، ثقافة القرآن بين جنبيه، مضامين القرآن على لسانه، لذلك عندما نتحدّث عن فكر عليّ نربط بين عليّ والمعين الذي انطلق منه عليٌّ، ألا وهو معين القرآن الكريم الذي انحدر منه عليٌّ في تربيته الفكرية والقيمية.

الركيزة الثالثة: القراءة التحليلية.

قراءتنا لتاريخ عليّ هي قراءة تحليلية وليست قراءة حرفية، فمثلًا: عليٌّ تحدّث عن المرأة وذمّها، حيث وردت عنه أحاديث تحتاج إلى غربلة، وسنتعرّض لها في ليلة من الليالي عندما نتحدّث عن نهج البلاغة وما ورد في نهج البلاغة، فورد عنه في وصف المرأة: «نواقص عقل ودين»، «إياكم وشرار النساء، وكونوا من خيارهن على حذر»، «شاوروهن وخالفوهن»، «المرأة شرٌّ وشرٌّ منها أنّه لا بدّ منها»، فما معنى هذه الكلمات؟! هل عليٌّ يطلق قاعدة في ذمّ المرأة التي هي نصف البشرية والتي تقوم بأعباء التربية والإدارة للأسرة في المجتمع البشري؟!

عليٌّ ابن المرأة وزوج المرأة وأبو المرأة، عليٌّ ابن فاطمة وزوج فاطمة وأبو زينب، النساء اللاتي قعدن مسيرة جهادية في التاريخ، فكيف يذمّ عليٌّ المرأة؟! إذن، هذه الأحاديث تحتاج إلى قراءة تحليلية لا إلى قراءة حرفية، والقراءة التحليلية هي أن تقرأ النصوص من خلال اللغة ومن خلال الظروف الموضوعية التي حفّت بهذه النصوص، في أيّ فترة حصلت؟ في أيّ أحداث صدرت؟ كانت ناظرة إلى ملابسات معيّنة حفّت بها، القراءة التحليلية للنصوص هي التي توصلنا إلى لباب وعمق فهم ما صدر عن عليّ بن أبي طالب.

عندما نريد أن نقرأ حديث الغدير، قد يأتي شخص ويقرأ حديث الغدير منفصلًا عن كلّ شيء، ويقول: حديث الغدير قال: «من كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه» وانتهى الأمر! لا يمكن أن تقرأ حديث الغدير منفصلًا عن ظروفه وملابساته، ولا يمكن أن تقرأ حديث الغدير من دون أن تقرأ شخصية النبي وشخصية عليّ وماذا كان للنبي حتى يجب أن يكون لعليّ بن أبي طالب ، فالقراءة التحليلية ركيزة ضروريّة في فهم مسيرة الإمام عليّ .

الركيزة الرابعة: المنطلقات الإنسانيّة.

عندما نريد أن نتحدّث عن عليّ فنحن ننطلق من المنطلقات الإنسانية، ليس عليٌّ ملكًا لطائفة، وليس عليٌّ حصرًا في دين، وليس عليٌّ حكرًا على قوميّة أو لغة معيّنة، عليٌّ رمزٌ للإنسانية كلّها، ولذلك ركيزةٌ من الركائز التي نتّكئ عليها هي الفكر الإنساني في تراث عليّ ومواقفه، العطاء للإنسانية كلّ الإنسانيّة الذي تحتاجه الإنسانيّة في كلّ زمن وفي كلّ مكان ومنه زماننا، ننطلق في شخصيّة علي من خلال هذه المعايير الإنسانية.

أهل البيت رموز إنسانية، أهل البيت رموز للعطاء الإنساني، وسوف نتحدّث أيضًا عن علاقة عليّ بالحسين، كيف يمثّل الحسين فعلًا صورة واضحة عن أبيه الإمام عليّ ؟ كما كان عليٌّ رمزًا للإنسانية فالحسين ثورة إنسانية، الحسين حركة إنسانية، الحسين مشروع إصلاحي إنساني، «ما خرجت أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح»، أنا مصلح إنساني، وقال : «ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة»، الإنسان يرفض الذلّ ويتوق إلى العزّ، ومن هنا انطلق الحسين : «والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ إقرار العبيد».