العقل والقلب في ليلة القدر

1443-09-23

تحرير المحاضرات

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ «1» وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ «2» لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ «3» تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ «4» سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ «5» [القدر: 1 - 5]

صدق الله العلي العظيم

حديثنا انطلاقاً من السورة المباركة في ثلاثة محاور:

  • في تفسير السورة المباركة.
  • التقاء القلب والعقل في رحاب ليلة القدر.
  • برنامج المؤمن في مثل هذه الليلة المباركة.
المحور الأول: في تفسير السورة المباركة.

إذا تأملنا في السورة المباركة من خلال عدة مفردات تناولتها الآية:

المفردة الأولى:

﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ذكر المفسرون أن هناك فرقاً بين الإنزال والتنزيل، فأحياناً يعبِّر القرآن بالإنزال ﴿حم «1» وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ «2» إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ «3» [الدخان: 1 - 3]، وأحياناً يعبر القرآن بالتنزيل ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر: 9]، ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا [الإسراء: 106]

فما هو الفرق بين الإنزال والتنزيل؟ 

الإنزال هو عبارة عن نزول القرآن الكريم دفعة واحدة بتمام مضامينه، والتنزيل هو عبارة عن نزول القرآن تنجيماً لمدة ثلاث وعشرين سنة؛ وهي عمر الرسالة المحمدية، فالقرآن نزل مرتين: نزل مرة دفعة واحدة على قلب النبي المصطفى وذلك في ليلة القدر كما قال: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ «193» عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ «194» بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ «195» [الشعراء: 193 - 195]، ثم بدأ ينزل مرة أخرى بشكل تدريجي لمدة ثلاث وعشرين سنة ﴿وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا [الإسراء: 106]، ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر: 9].

المفردة الثانية:

﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فما المقصود بليلة القدر؟

ليلة القدر هي ليلة التقدير، ورد عن الإمام الصادق في رواية حماد بن عثمان قال: ”اطلبها  اطلب ليلة القدر  في ليلة تسعة عشر، وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، ففي ليلة التاسع عشر التقدير وفي ليلة الواحد وعشرين القضاء، وفي ليلة الثالث والعشرين الإمضاء“.

أي أن مسيرة الإنسان تبرمج على مدى ثلاث ليال: تسع عشر، واحد وعشرين، ثلاث وعشرين، ويكون فيها: تقدير، قضاء إمضاء،

ما هو الفرق بين هذه العناوين الثلاثة؟ 

مثال: إذا اجتمع الذكر بالأنثى وعلقت النطفة المنوية للمولود في جدار رحم الأنثى بدأت مسيرة الإنسان، بمجرد أن تعلق النطفة في رحم الأم تبدأ مرحلة التقدير؛ تقدير هذا الجنين، عمره، ميلاده، وفاته، رزقه، جسمه، عقله، مناياه، بلاياه، كلها تُرسم في هذه اللحظة وهي مرحلة التقدير.

ثم تأتي مرحلة القضاء، وهي إعداد الخطوات لوجوده ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ «12» ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ «13» ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا [المؤمنون: 12 - 14] هذه كلها تسمى مرحلة القضاء أي المسيرة التدريجية لوجود الإنسان.

والمرحلة الثالثة مرحلة التنفيذ وتسمى بمرحلة الإمضاء ﴿ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ «14» [المؤمنون - 14] اليوم الذي يصبح فيه إنسان متكامل يبدأ فيه مرحلة الإمضاء.

إذن أنت تمر بثلاث ليالي، ليلة تُقدر فيها كل مسيرتك في السنة، والليلة واحد وعشرين تقضى هذه المسيرة وتعد خطواتها ومسيرتها التدريجية، والليلة الثالث والعشرين يصدر الإمضاء وتنفيذ هذه المسيرة لمدة سنة كاملة.

المفردة الثالثة:

﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر: 3] أي أن عبادة ليلة القدر أفضل من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة قدر.

المفردة الرابعة: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [القدر: 4] كأنه قال تتنزل الملائكة إلى الأرض والروح فيها بإذن ربك من كل أمر، والأرض بالنسبة إلى الكون كذرة غبار بالنسبة للأرض كلها، ولكن القرآن يركز على الأرض ﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ [غافر: 57] أو يقول: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ [الجمعة: 1] أو يقول: ﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ [الذاريات: 20]

ومن هنا تتبين لنا قيمة الأرض وذلك لأن الأرض هي منزل حجة الله وخليفته في الأرض ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً [البقرة: 30] لذلك اكتسبت الأرض هذه المكانة من بين الكواكب كلها، وخليفة الله له عدة مهام وعدة وظائف، ومن وظائفه ومهماته وظيفة الشهادة، والشهادة تعني أن تُعرض عليه صحائف أعمال الخلائق فينظر فيها، عيسى بن مريم كان شهيداً ولكن في مدة حياته، يقول: ﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ [المائدة: 117]، وأما النبي محمد فشهادته مطلقة، يقول القرآن الكريم: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [النساء: 41]، ويقول القرآن: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [البقرة: 143]

صحائف الأعمال تُعرض على خليفة الله في الأرض فيطَّلع عليها وهذه هي الشهادة، ولأجل ذلك تتنزل عليه الملائكة في ليلة القدر لعرض أعمال الخلائق عليه، ولهذا عبرت الآية بالفعل المضارع ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [القدر: 4] والروح ليس جبرئيل، ورد في الرواية عن أبي بصير عن الإمام الصادق : ”أليس الروح جبرئيل؟ قال: لا، الروح أعظم شأناً من الملائكة“ لذلك قال: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [القدر: 4] أي تتنزل ملائكة من كل مجال، ملائكة الرزق، ملائكة الحياة، ملائكة الموت، ملائكة البلايا، ملائكةً في كل مجال تتنزل في ليلة القدر.

المفردة الخامسة:

﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر: 5] سلام هي، رحمة هي، مغفرة هي، نعمة هي حتى مطلع الفجر.

المحور الثاني: التقاء القلب والعقل في رحاب ليلة القدر.

القلب والعقل يلتقيان في هذه الليلة، القلب هو وعاء المشاعر كالحب والحزن والفرح، ووعاء الميول كميل الإنسان للفن أو ميل الإنسان للرياضة، أو ميل الإنسان للبحث، ووعاء الغرائز كغريزة الجنس، والتملك، والغضب، فالقلب هو وعاء المشاعر والميول والغرائز.

والعقل وعاء الإدراك سواء كان إدراكاً وهمياً أو خيالياً أو حدسياً أو فكرياً، العقل مجمع الإدراكات، وقد يفترق القلب عن العقل وقد يجتمعان، أحيانا العقل يختلف عن القلب، مثلاً يقول العقل للمدخن التدخين مضر، لكن القلب لا يطاوع العقل لأنه يحب التدخين فيستمر فيه، هنا يفترق القلب عن العقل، جاء رجل إلى الإمام الصادق قال: سيدي إني أحب أكل الطين فلا أستطيع أن أتركه. قال: إنها عزمة من عزمات الرجال. أي إذا كنت رجلاً حقيقياً تتبين بعزمك ورجولتك وقوة إرادتك.

في هذه الليلة ليلة القدر يوجد من يقول لا أستطيع ترك بعض الذنوب، لدي معاصي لا أستطيع تركها مع أني إنسان مؤمن ملتزم وموالي لأهل البيت ولكن لدي بعض الذنوب لا أستطيع تركها، مهما تبت عنها رجعت إليها، وكلما تبت وأقلعت عنها رجعت إليها مرة أخرى، نقول له هذا لا يفيد، أنت لديك إرادة، ورجولتك وشخصيتك بقوة إرادتك، إنها عزمة من عزمات الرجال، كما ورد عن الإمام أمير المؤمنين علي : ”وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى“.

إذن قد يفترق القلب عن العقل ولهذا يقال القلب لا يفقه، القلب لا يعقل، يقول القرآن الكريم: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا [الحج: 46] ويكون القلب عاقلاً وفقهياً إذا خضع القلب للعقل، وأما إذا افترق القلب عن العقل فهنا الإنسان يعيش في متاهة وضلال لأن قلبه مفترق عن عقله ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا [النمل: 14]

المحور الثالث: برنامج المؤمن في مثل هذه الليلة المباركة.

كل إنسان منا هذه الليلة يطلب السعادة، السعادة التي وعد الله بها عباده «اللهم إن كنت عندك في أم الكتاب شقياً أو محروماً أو مقتراً علي رزقي فامحُ من أم الكتاب شقائي وحرماني واجعلني عندك سعيداً مرزوقاً موفقاً للخيرات»

السعادة باطمئنان القلب، السعادة باستقراء هذه القطعة ألا وهي قطعة القلب، إذا كان قلبك مستقراً فأنت سعيد وإلا فكمن ثري وكمن عظيم يعيش توتراً وقلقاً ولا يعيش ذرة من السعادة، السعادة هي استقرار القلب، لذلك يقول الله تبارك وتعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ [الأنعام: 125] انشراح الصدر يعني إقبال القلب على العبادة، إذا وجدت قلبك هذه الليلة مقبلاً على العبادة ومطمئناً بها فأنت تعيش ذرة من السعادة، درجة من السعادة، ﴿وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ [الأنعام: 125]

وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد: 28]

هذه هي السعادة الحقيقية وهذا هو المقصود بقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا «2» وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ «3» [الطلاق: 2 - 3] اطمئنان القلب أعظم الرزق وأعظم السعادة في مسيرة الإنسان.

إذن أمامك هذه الليلة خطوات للوصول إلى السعادة الحقيقية:

الخطوة الأولى: مبدأ المحاسبة.

 حاول هذه الليلة أن تحاسب نفسك على ما مضى في سنة كاملة، ففي هذه الليلة تبدأ سنتك الحقيقية، ويبدأ عمرك وتقديرك وقضاؤك وإمضاؤك، ورد عن الرسول : ”حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا“ ولو مقدار عشر دقائق تجلس بينك وبين نفسك وتحاسب نفسك الليلة على ما مضى من الشريط الأسود الذي تضمن الذنوب والمعاصي والأخطاء ”ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم فإن عمل حسنة استزاد الله منها، وإن عمل سيئة استغفر الله وتاب إليه“

الخطوة الثانية: التوبة.

بادر هذه الليلة إلى التوبة، حاول في هذه الليلة أن تبكي وتذرف دمعة من عيونك حزناً على معاصيك، حزناً على الأخطاء التي ارتكبتها طوال السنة، تقرأ في دعاء أبي حمزة: «وَانْقُلْنِي إِلى دَرّجَةِ التَوْبَةِ إِلَيْكَ، وَأَعِنِّي بِالبُكاءِ عَلى نَفْسِي، فَقَدْ أَفْنَيْتُ بِالتَّسْوِيفِ وَالآمالِ عُمْرِي فَما لي لا أَبْكِي؟ أَبْكِي لِخُرُوجِ نَفْسِي، أَبْكِي لِظُلْمَةِ قَبْرِي، أَبْكِي لِضِيقِ لَحْدِي، أَبْكِي لِسُؤالِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ إِيايَ، أَبْكِي لِخُرُوجِي مِنْ قَبْرِي عُرْياناً ذَلِيلاً حامِلاً ثِقْلِي عَلى ظَهْرِي، أَنْظُرُ مَرَّةً عَنْ يَمِينِي وَاُخْرى عَنْ شَمالِي، إِذِ الخَلائِقُ فِي شَأْنٍ غَيْرِ شَأْنِي، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ» توبوا إلى الله توبة نصوحاً.

الخطوة الثالثة: طهارة القلب.

حاول هذه الليلة أن تعفو عمن ظلمك وعمن أخطأ عليك، تذكر من أساؤوا إليك ومن ظلموك فاغفر لهم واستغفر لهم، ادعو لهم، تصدق عنهم، هذه نهاية التقرب إلى الله أن تتقرب إلى الله بالعفو عمن أساء إليك وظلمك، ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر: 10] ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 134] طهارة قلبك هذه الليلة علامة قبول أعمالك وحسناتك.

الخطوة الرابعة: صلة الرحم.

بر الوالدين فإذا كانا حيين تزورهما، وإن كانا ميتين تصلي لهما وتتصدق عنهما، وتستغفر لهما، وكذلك أرحامك، ورد عن الصادق : ”تنزل الملائكة هذه الليلة فتضيق بهم الأرض وتستغفر لكل من أذنب إلا شارب الخمر وقاطع الرحم“ ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ [محمد: 22]

ومن أعظم أعمال هذه الليلة الصلاة، خير موضوع، من شاء استقل ومن شاء استكثر، صلاة مئة ركعة تجعلها نوافل، أو تجعلها قضاء أما في الذمة.

ومن أفضل أعمال هذه الليلة زيارة الحسين ، ورد عن الإمام الجواد : ”إذا كانت ليلة الثالث والعشرين من زار الحسين فيها صافحه أربع وعشرون ألف نبي يستأذنون لزيارة الحسين“ الأنبياء يطلبون الإذن لزيارة الحسين في مثل هذه الليلة، وورد عن الصادق : ”إذا كانت ليلة الثالث والعشرين نادى منادٍ من السماء السابعة من بطنان العرش إن الله غفر لمن أتى قبر الحسين“ فألا تريد هذه الليلة أن تزور الحسين! ألا تريد هذه الليلة أن تكون مع الأصوات! ألا تريد هذه الليلة أن تكون مع الداعين حول قبره! ألا تريد أن يشركك الله هذه الليلة ثواب زواره!