القيم الإنسانية والدين

1444-01-07

تحرير المحاضرات

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى «5» وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى «6» فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى «7» [الليل: 5 - 7]

صدق الله العلي العظيم

الأخلاق بحسب موسوعة كامبريدج هي المعايير الشخصية أو الاجتماعية التي تقوم بها الأفعال جمالاً وقبحاً، فعندما نقول بأن العدل حسن والظلم قبيح فهذا يعني أن هناك معيار قسنا به العدل والظلم فحكمنا على العدل بأنه جميل، وحكمنا على الظلم بأنه قبيح، وانطلاقاً من هذه النقطة نتحدث عن محاور ثلاثة:

  • في المدارس الأخلاقية.
  • العلاقة الوثيقة بين الدين والأخلاق.
  • منارات وقمم الأخلاق.
 المحور الأول: في المدارس الأخلاقية.

ما هي معايير الأخلاق بحسب المدارس الإنسانية؟

لدى الفلسفات الإنسانية أربع مدارس للأخلاق، وكل مدرسة تتخذ معياراً معيناً للأخلاق:

المدرسة الأولى: مدرسة الخيار العقلاني.

بدأت نظرية الخيار العقلاني من عالم الاقتصاد من نظرية آدم سميث وامتدت إلى العلوم الأخرى والأخلاق، يقول علماء الاجتماع ومنهم ماكس فيبر أن كل عمل له عاملان: عامل عقلاني، وعامل عاطفي، مثلاً عندما يقوم الإنسان بالتعلم والدراسة فهذا العمل عقلاني لأن الدافع له هو العقل، بينما عندما يقوم الإنسان بالرفق بالحيوان فهذا عمل عاطفي لأن العقل لا يأمر بالرفق بالحيوان وإنما تأمر به العاطفة، عاطفة الرقة والرحمة، فهناك عمل عقلاني وهناك عمل عاطفي.

أما نظرية الخيار العقلاني فترى أن كل عمل يصدر من الإنسان فإنه عمل عقلاني حتى الرفق بالحيوان، لأن الإنسان كائن عاقل راشد فلا يصدر منه عمل إلا بعد الموازنة بين الربح والخسارة، فإذا رأى الربح أهم بادر إلى العمل وهذا يعني أن لا يصدر عمل من الإنسان إلا بربح، ربح مادي، ربح نفسي، ربح اجتماعي، لا يصدر عمل من الإنسان إلا بهدف الربح، إذن كل عمل يصدر من الإنسان فهو عمل عقلاني لأنه يصدر منه بعد المقارنة بين الربح والخسارة، لكن متى يعد العمل فعلاً خلقياً؟

هنا يأتي عدة علماء منهم ستيورد ميل يقول: العمل الخلقي هو ما كان مرضياً للذات وموافقاً للعقد الاجتماعي، عندما يقوم الإنسان بمساعدة اليتيم فهو عمل يرضي الذات وفي نفس الوقت يوافق العقد الاجتماعي، لأن مساعدة اليتيم لا تؤذي أحد ولا تسيء لأحد، فكل عمل يرضي الذات ولا يسيء لأحد فهو خلق، هكذا بنت هذه المدرسة نظريتها.

المدرسة الثانية: مدرسة الفضيلة.

وهي المدرسة التي ينتمي إليها بعض فلاسفة الإغريق، تقول: لا يكفي أن يكون العمل مرضياً للذات وغير مسيء حتى نعتبره خلق، بل نحتاج إلى عامل إضافي، فلو فرضنا إنسان واقف في الحديقة يغني، الغناء يرضي ذاته ولا يسيء للآخرين ولكن هل هذا يعني أن الغناء خلق؟! لا ليس كل عمل يرضي الذات ولا يتضمن إساءة للغير فهو خلق، الخلق ما صدر بدافع الخير، الإنسان بطبعه يحب الخير، الإنسان بطبعه يحمل الخير يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ [العاديات: 8] فبما أن الإنسان بطبعه يحب الخير فالعمل الذي يصدر بدافع حب الخير وإيصال الخير للناس كمساعدة الفقراء والأيتام يعد خلقاً وليس كل ما يرضي النفس.

المدرسة الثالثة: مدرسة الواجب.

وهي مدرسة الفيلسوف الألماني كانت، يقول: الخلق هو ما يفرضه العقل لأجل التحرر من الذات، لا يكون العمل خلقاً إلا إذا كان تحرراً من الذات وتجاوزاً للأنانية، مالم يتجاوز العمل الأنانية فليس بخلق حتى لو نفع الملايين، لنفترض إنسان مثلاً أنشأ شركة مساهمة هو بالطبع ينفع الناس ولكنه قصد الربح، فبما أنه قصد الربح فعمله ليس خلقاً وإنما عمله يكرس الأنانية، أما مساعدة الفقراء بدون ربح فهذا هو الخلق، الخلق تجاوز الأنانية، وتجاوز المصالح الشخصية، ولا يكون العمل خلقاً إلا إذا تحرر من الأنانية وتجاوز المصالح الشخصية.

وأما الفعل العقلاني فإن العقلانية قد تكون عقلانية اقتصادية وقد تكون خلقية، فمن يفتح شركة مساهمات يشترك فيها الملايين من الناس ويربح أرباحاً كثيرة فعله عقلاني لكنها عقلانية اقتصادية تدور مدار الربح، العقلانية الخلقية هي العمل الذي يتحرر فيه الإنسان من نوازعه الشخصية كالصدق والأمانة والعدل ومساعدة الفقراء والمحتاجين.

المدرسة الرابعة: مدرسة تيار ما بعد الحداثة.

ذكرنا في المحاضرة السابقة أن تيار ما بعد الحداثة حدث منذ خمسينيات القرن الماضي، ومن رواده والمنظرين له فرانسو لابوتر، وله مدرسة في الأخلاق يقول: الخلق ما حقق الرفاه والسعادة، الخلق هو الذي يحقق للإنسان رفاه وسعادة مادية وليس الخلق هو عبارة عن تجاوز الذات كما عبر كانت، الخلق هو ما حقق الرفاه الاجتماعي والسعادة المادية لذلك هذه المدرسة ترى أن الأخلاق نسبية وليست ثابتة، ربَّ عمل في مجتمع هو خلق، وفي مجتمع آخر يعد عملاً قبيحاً، مثلاً القتل العمدي، في المجتمعات المحافظة يعتبر القتل العمدي جريمة وعمل قبيح، لكن في مجتمعات ما بعد الحداثة يعد مرضاً وليس جريمة، مرض يحتاج إلى علاج، حيث يُدخل القاتل العمدي مصحات علاجية ويعالج من المرض الذي تلبس به من دون حاجة إلى عقوبة صارمة ثم يخرج من المصحة كأي إنسان عادي.

أيضاً الإنسان الذي ينشئ شركة تعبر القارات وتجمع الملايين من الدولارات يومياً هو بنظر المجتمعات الدينية جشع واستئثار للثروة، بينما بحسب المجتمع الرأسمالي هو عمل جميل لأنه يحرك السوق ويوجب التنافس بين أرباب الأموال والثروات.

وكذلك الإنسان الذي ينشئ مستشفيات وملاجئ أيتام وجمعيات للفقراء بدافع الشهرة من أجل تخليد اسمه يعد في المجتمعات الدينية اغترار بالذات، بينما في المجتمعات الرأسمالية يعد عملاً عظيماً لأنه أنشأ مستشفيات وملاجئ أيتام وإن كان بهدف الشهرة والرياء، إذن الأخلاق نسبية من مجتمع لآخر تختلف باختلاف المجتمعات وليست ثابتة.

 المحور الثاني: العلاقة الوثيقة بين الدين والأخلاق.

الرؤية الدينية ترى أن هناك ارتباط وثيق بين الأخلاق والدين، فبدون دين لا يكون الخلق خلقاً كاملاً، قد يتساءل البعض ما هو ربط الأخلاق بالدين! ربما إنسان غير متدين ولكن عنده أمانة وعدالة، وربما إنسان متدين ولكنه إنسان لا قيم له ولا أخلاق، فما هو الرابط بين الأخلاق والدين؟

الرؤية الدينية ترى أن الدين والأخلاق مترابطان ترابطاً جوهرياً قانونياً فاعلياً، وهناك ثلاثة أنواع للارتباط:

  1. الارتباط الأول: الارتباط الجوهري؛ كل عمل ليس له هدف لا يعد خلق، الخلق ما كان منوطاً بهدف جميل، ولكل عمل هدفان: هدف أدنى، وهدف أقصى، ولا يكون العمل خلقاً جميلاً إلا إذا جمع هذين الهدفين، مثلاً مساعدة اليتيم، ما هو الهدف من مساعدته؟ لو لم تكن مساعدة اليتيم ذات هدف لكانت عمل عبثي، لا يمكن أن تكون مساعدة اليتيم خلق إلا إذا كانت بهدف، تقول المدارس الإنسانية أن الهدف من مساعدة اليتيم هو تحقيق الرفاه الاجتماعي، أو الهدف من مساعدته هو تجاوز الذات كما يقول كانت، ولكن يأتي السؤال ولماذا يكون الرفاه جميل؟ ما هو الهدف؟

    كل عمل جميل له هدفان هدف أدنى وهدف أقصى، ما لم يكن له هدف أقصى لا يكون جميلاً، مساعدة اليتيم خلق جميل لأن الهدف منه إنعاش اليتيم، ولكن من يقول بأن إنعاش اليتيم خلق جميل؟ إذن نحتاج إلى هدف آخر حتى يكون إنعاش اليتيم هدفاً جميلاً، جميع المدارس الخلقية الإنسانية تتوقف عند هذا الهدف بينما الدين يضيف هدف أقصى لكل فعل جميل، يقول أن الهدف الأقصى لكل فعل جميل كالعدل والأمانة ومساعدة اليتيم والإحسان هو القرب من الكمال، والقرب من الكمال كمال، الكمال المطلق في الكون هو الله، ولا يوجد وجود كله كمال إلا الله ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11] فالدين وضع هدفاً لكل أعمال البشرية هو الهدف الأقصى لكل فعل ولا يكون الفعل جميلاً إلا إذا نُظر إلى الهدف الأقصى لا إلى الهدف الأدنى فقط، وهنا جميع المدارس الإنسانية تتوقف عند الهدف الأدنى وهو الهدف الأول، لكن الدين يقول بأن ذلك ليس كافياً، فمن يقول بأن تجاوز الذات والرفاه عمل جميل إذا لم يكن له هدف آخر، لابد من وضع اليد على هدف آخر هو الذي يحول جميع الأفعال إلى أفعال جميلة، والهدف الآخر هو القرب من الله، لأن القرب من الله قرب من الكمال، والقرب من الكمال كمال، والكمال لا يحتاج إلى توجيه وتعليل، لذلك يقول القرآن الكريم: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا «8» إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا «9» [الإنسان: 8 - 9] إذن هناك ارتباط وثيق بين الدين والأخلاق لأن الدين يوفر هدفاً أعلى للأخلاق لا توفره المدارس الأخلاقية الأخرى.
     
  2. الارتباط الثاني: الارتباط القانوني؛ إذا تزاحمت الأخلاق فمن هو الحاكم في ترجيح أحدها على الآخر؟ مثلاً لو حصل التزاحم بين إنقاذ الجنين وإنقاذ الأم؟ إنقاذ الجنين خلق لأنه إنقاذ نفس إنسانية، وإنقاذ الأم أيضاً خلق، فلو شخَّص الطب أنه لا يجتمع الإنقاذان فإما الجنين أو الأم، أحدهما لابد من إنقاذه هنا يحصل تزاحم بين خلقين لأن كل إنقاذ خلق، كلاهما نفس إنسانية، وإنقاذ النفس الإنسانية من الموت خلق، فمن هو الحكم في ترجيح أحد الخلقين على الآخر؟

    المدارس الإنسانية لا تتدخل ولا ترجح أحد الفعلين على الآخر يقولون بأن ذلك يرجع فيه إلى القانون، أما الدين فلأنه يمتلك بعدين بعد قانوني وبعد خلقي فللدين القول الفصل في ترجيح أحد الخلقين على الآخر بناء على أهميته.

    ومثال آخر لو أن بنكاً فتح مجال للقروض الكبيرة والصغيرة بفائدة ربوية ولكنه تعهد بأداء الفائدة الربوية للفقراء فهل يكون العمل جائزاً؟ هنا يحصل تزاحم بين الخلق السيء وهو العمل الربوي، وبين الخلق الحسن وهو التبرع بهذه الأرباح الربوية على الفقراء، فمن هو له الحق في الحكم وترجيح أحد العملين على الآخر؟ نحتاج إلى الدين لأن الدين يمتلك رؤية خلقية ورؤية قانونية، ولأن الدين يمزج بين البعدين البعد الخلقي والبعد القانوني لذلك لابد من الرجوع إلى الدين في هذا المجال لتحديد الخلق الأهم من هذين الخلقين وهذا يؤيد الارتباط الوثيق بين الدين والأخلاق.
     
  3. الارتباط الثالث: الارتباط الفاعلي؛ الدين يشكل دافعية أخلاقية، وغير الدين لا يستطيع أن يوفر الدافعية الأخلاقية، انظر إلى البشر كلهم من هو المتخلق من غير المتخلق، نسبة المتخلقين لغيرهم ضئيلة جداً، فكيف نحرك الناس نحو الأخلاق إذا كان المتخلقين قليلاً! كيف نحرك الأمم نحو الاخلاق، كيف نشكل دافعية قوية نحو الأخلاق، من أين نأتي بهذه الدافعية؟ لو جمدنا على مدرسة كانت الذي يقول إن الأخلاق هي عبارة عن تجاوز الذات ولا يكون العمل خلقاً إلا إذا تجاوز الإنسان ذاته، فمن الذي سوف يتجاوز ذاته ويتجاوز غريزته وشهواته وعواطفه! هذه المدارس الإنسانية لا تستطيع أن تكون دافعية نحو الأخلاق، بينما الدين يستطيع ذلك لأن الدين يمتلك لغة الترهيب والترغيب، الدين لأنه يؤمن بيوم المعاد ويؤمن بمحكمة العدالة ويؤمن بيوم يجازى فيه كل إنسان على عمله لذلك هو يوفر دافعية نحو الأخلاق لا توفرها مدرسة أخرى، يقول الدين ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى «5» وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى «6» فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى «7» [الليل: 5 - 7] ترغيب نحو الأخلاق، ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر: 10] ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 134] الدين لأنه يستخدم لغة الترهيب والترغيب يعطي الإنسان دافعية نحو الأخلاق لا توفرها مدرسة أخرى لأن المدارس الأخرى لا تمتلك هذا البعد وهو بعد الإيمان بيوم الميعاد والجزاء في يوم الترغيب والترهيب، لذلك من يعمل خلقاً كمساعدة اليتيم والرفق بالحيوان لأجل تحصيل ثواب الله وأجره فهذا العمل خلق، وليس عملاً فيه تكريس للأنانية والمصلحة الشخصية كما يراه كانت، بل هذا العمل تكريس للذة الروحية كما ذكرنا في محاضرة سابقة.

    هناك لذة مادية ولذة روحية، الإنسان عندما يشرب العسل يحصل على لذة مادية، وعندما يمارس العلاقة يحصل على لذة جنسية، ولكن عندما يمارس العبادة يحصل على لذة روحية، الأخلاق التي يؤتى بها بداعي الثواب ليست تكريساً للأنانية وإن كانت تحقق رغبة ذاتية لكنها تكريس للذة روحية، واللذة الروحية كمال لأن القرب من الكمال كمال.
 المحور الثالث: منارات وقمم الأخلاق.

الدين لم يكتفي بطرح فلسفة للأخلاق ولا بعرض أطروحات في عالم الأخلاق، وإنما جمع بين البعد النظري والبعد العملي، الدين كما ذكر لنا خارطة في عالم الأخلاق، وذكر لنا فلسفته نحو الأخلاق وهو الوصول إلى الكمال بالقرب من الكمال، فهو في نفس الوقت وضع لنا قمماً وقدوات ورموزاً ومنارات في مجال الأخلاق، الدين طرح لنا محمد بن عبد الله ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء: 107] ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم: 4] ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة: 128] إذن القرآن ذكر فلسفة للأخلاق ووضع قدوة لها ألا وهي النبي .

علي رمز للأخلاق العالية كما ورد عن الرسول الأعظم : ”علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار“.

كذلك أبناء علي هم مجمع الخلائق الجميلة، ومجمع الخصال النبيلة، ترى أحدهم يجمع بين قمم الأخلاق، في الأخلاق الروحية هو رمز، وفي الأخلاق الاجتماعية هو رمز، وفي الأخلاق السلوكية هو رمز، عندما تنظر إلى شخصيته وتقرأ ما ذكر عنه في الزيارة: «أشهد لك بالتسليم والتصدق والوفاء والنصيحة لخلف النبي المرسل» التسليم والتصديق لأنه يمتلك أخلاق على مستوى العلاقة الروحية، الوفاء والنصيحة لأنه رمز للأخلاق الاجتماعية، وعندما تقرأ حديث الإمام الصادق : ”رحم الله عمي العباس كان نافذ البصيرة صلب الإيمان“ هذه أخلاق سلوكية.

كان العباس رمزاً لقوة الإرادة وقوة التحدي وعدم المبالاة والتنازل عن المبدأ، وعدم التنازل عن العقيدة، شخصية العباس تعلمنا وتربينا أن لا نتنازل عن مبادئنا وعقيدتنا من أجل أرباح مادية أو من أجل أن يرضى عنا الآخر ويفرح بنا، الدين مبدأ وعقيدة لا يتنازل عنها، ولذلك يظهر العباس بهذا المظهر «تالله إن قطعتم يميني، إني أحامي أبداً عن ديني».