المجتمع وقصور الثقافة الفقهية

شبكة المنير

... يسمى ببرهان حساب الإحتمالات الإجماع يكتسب قيمتة من دليل حساب الاحتمالات، تصاعد الاحتمال وتراكم الاحتمالات حول محوراً معينن كما يعبر السيد الاستاذ السيد السيستاني ”دام ظله“ تراكم الاحتمالات حول محوراً معينن يؤدي إلى اليقين الرياضي بذلك المحور وبتلك الجهه. مثلاً عندما تتفق جميع وسائل الاعلام على أن هناك حدثاً دموياً مثلاً حصل في كربلاء المقدسة أو حصل في مكاناً آخر، هنا عندك تتفق جميع وسائل الإعلام على نقل الموضوع وبمصادر مختلفة وبمراسلين متعددين يحصل للإنسان اليقين الرياضي بحدوث هذا الحدث، هذا يسمى بدليل حساب الإحتمالات. يعني بنقل واحد بصير 2% احتمال وقوع الحدث بالنقل الثاني يتصاعد الإحتمال الى أن يصير 10% بالنقل الثالث يتصاعد الإحتمال إلى أن يصير 20%. فأذا تراكمت الإحتمالات في نقل حدث معين حصل للإنسان اليقين الرياضي بحدوث هذا الأمر.

إذاً الإجماع يكتسب قيمتة من دليل حساب الإحتمالات ولكن الشهره من أين تكتسب قيمتها.؟.. الشهره تختلف عن الإجماع أن هناك معوقين أمام الشهره.

المعوق الأول ان الشهره لا تملك الرقم، لاتملك الكم الذي يملكه الإجماع. والإجماع يعني إتفاق الكل، والشهره تعني إتفاق الاغلب. فا الشهره لاتملك رقماً بمقدار الرقم الذي يملكة الإجماع وهذا معوقاً أول.

المعوق الثاني أن الشهره تعني وجود فئة معارضة. هناك فئة معارضة وإن كانت قليلة، وجود الفئة المعارضة يجعل الشهرة أقل كشفاً وأقل قيمة من كاشفية الإجماع ومن إمارية الإجماع فالشهرة أقل قيمتاً من الإجماع ومن هنا يبحث الفقهاء الذين يبحثون عن الشهرة يبحث الفقهاء عن مخرجاً كيف تكون الشهرة ذات قيمة مع أنها معارضة بفئة إخرى، مع أنها لاتملك كمية من الأصوات التي يملكها الإجماع. من أين نبحث عن تخريجاً لهذه الشهرة؟. من هنا يقول الفقهاء إحنا نسميهم في الحوزة المشهوريون هناك فقهاء مشهوريون يعني يمشون على المشهور. فهناك فقهاء غير مشهوريين يعني لايعتدون بالشهرة ولا يقيمون لها وزناً. من الفقهاء المشبوريين السيد الحكيم ”قدس سره“، والسيد السفزواري ”قدس سره“. ومن الفقهاء الذين لايعتنون بالمشهور السيد الخوئي ”قدس سره“. فهناك نظريتان متعاكستان في مجال الإستدلال وفي مجال الإستنباط بين طرفين من الفقهاء.

الفقهاء المشهوريون عندما يريدون أن يجعلوا للشهرة قيمة علمية يعتدون بها، يقولون المجتمع العقلائي عندما ترجع إلية المجتمع العقلائي نفسة يرى الشهرة دليلاً مسانداً لادليلاً قاطعاً. يعني إذا وجد إحتمالان إحتمال مشهور وإحتمال غير مشهور العلماء يقولون إذا لم يوجد دليل على الإحتمال الثاني يعني الدليل الغير مشهور فيرجح الإحتمال المشهور علية. إذاً العلماء لايجدون الشهرة دليلاً قاطعاً وبرهاناً قاطعاً وإنما يرونها دليلاً مسانداً يعني يرجح إحتمال على إحتمالاً آخر. يقوي إحتمال على إحتمالاً أخرى. أضرب لك أمثلة، مثلاً هناك أمور إجماعية لنفترض مثلاً زينب العقيلة ”سلام الله عليها“ أجمع المؤرخون على أنها نفيت من المدينة، هذا أي أمراً قطعين زينب العقيلة بعد مقتل أخيها الحسين بسنة واحدة إخرجت من المدينة قسراً نفيت من المدينة، هذا مما أجمع علية المؤرخون فهذا لا شك فيه. هناك مسئلة إخرى ليست إجماعية أن زينب لما إخرجت من المدينة ذهبت إلى الشام فتوفيت فيها حيث أن قبرها الآن، أما أنها ذهبت إلى مصر وتوفيت فيها حيث مايوجد لها هناك من قبراً، ومشهداً، ومقامٍ. الشهرة على القول الأول يعني الرأي المشهور بين العلماء أنها توفيت في الشام في قرية راوية إحدى البساتين التي تتبع زوجها عبد الله ابن جعفر، وتوفيت هناك ودفنت حيث قبرها الآن هذا هو القول المشهور بل يبقى رأي آخر أقل أصواتاً وأقصر منة كمية يعارض هذا الرأي ويقول لا زينب العقيلة ذهبت إلى مصر وتوفيت ودفنت فيها حيث مشهدها الآن.

هنا الشهرة لاتكتسب القيمة العلمية بالإجماع لأن هناك فئة معارضة ولكن إذا كان أماماً إحتمالان. إحتمال أنها دفنت في مصر، إحتمال أنها دفنت في الشام. بما أنا الإحتمال الثاني وهو أنها دفنت في مصر وليس علية دليل قاطع إذاً الشهرة ترجع الإحتمال الأول. يعني قول المشهور يعد مرجحاً للإحتمال الأول فنحن عندما نعتمد على الشهرة لانعتمد عليها كدليل قاطع وإنما نعتمد عليها كدليل مساند، يعني كمرجحاً لأحد الإحتمالين على الأخر عندما لايكون الإحتمال الثاني ذا دليل وذا برهان. هذا الذي يذكرة العلماء في مسئلة حجية الشهرة وأنا لا أدخل في البحث العلمي بتمام تفاصيلة، لا وإنما أتكلم عن أموراً عامة وإجمالية، هذه هي المفردة الأولى، هذا هو الاًصل الأول الذي لابد أن نلاحظة.

الأصل الثاني العلماء يقسمون الشهره على ثلاثة أقسام شهرة فتوائية، وشهرة عملية، وشهرة روائية.

خلنا نوضح لك هذه الأقسام بالأمثلة. الشهرة الفتوائية، يعني أن تشتهر الفتوة بين العلماء وإن لم يكن علية أي دليل ماعندنا أي رواية وأي دليل ومع ذلك أشتهرت به الفتوة بين العلماء. مثلاً العلماء إشتهر بينهم اشتهر بين العلماء مثلاً أنة إبن الزنى لا تصح الصلاة خلفه لا يصح الإتمام به، الإتمام بإبن الزنى لايصح، هذه شهرة فتوائية يعني إشتهرت هذه الفتوة بين العلماء هذه تسمى شهرة فتوائية.

القسم الثاني من أقسام الشهرة، الشهرة الروائية بمعنى أن توجد روايتان إحداهما رواية مشهورة والإخرى رواية غير مشهورة. مثل ما مثلنا عندنا رواية أن زينب دفنت في الشام، عندنا رواية أن زينب دفنت في مصر، الرواية ألاولى أكثر شهرة من الرواية الثانية هذي نسميها شهرة روائية.

عندنا قسم ثالث شهرة عملية، يعني رواية ضعيفة لكن المشهور عمل بها مع أنها ضعيفة عمل بها، هل تنظم الشهرة وتؤيد الرواية؟. أضرب لكم مثال الآن مثلاً أنت تقدر توجد معاملة ربوية بينك وبين شخص غير مسلم. افترض بنك يملك ميزانيتة مثلاً الكفار بنك ليس مشترك بين المسلمين وبين الكفار لا، مثلاً أنت تريد أن تقرض البنك البريطاني في بريطانيا، أو البنك الأمريكي في أمريكا، أو البنك الفرنسي في فرنسا، بحيث تكون ميزانيتة خالصة لمن؟. لغير المسلمين.

يعني ميزانية البنك، رأس المال، رأس مال البنك يملكة غير المسلمين ملكاً خالصاً. طيب أنا إذا أردت أن أقرض هؤلاء، هذا بنك يملك رأس مالة غير المسلمين أنا أريد أن أقرضهم والايداع هو قرض، أنا أريد أن أقرضهم مثلاً مئة ألف وأأخد عليهم لأني أنا المقرض، أأخد عليهم عشرين ألف زيادة، القرض الربوي مع المسلم مو لايق إذا كان البنك ترجع ميزانيتة ورأس مالة إلى المسلمين لايجوز القرض الربوي، ولكن إذا كان لا لغير المسلمين هل يجوز؟

عندنا رواية رواية ياسين الضرير ”ليس بينانا، إن الإمام الصادق“ علية السلام ”:“ ليس بينانا وبين أهل حربنا ربا نأخد منهم ولانعطيهم ”،“ ليس بينانا وبين أهل حربنا ربا ”، يعني الكافر المحارب ليس بيناناً وبينة ربا نأخد منة يعني نقرضة ونأخذ الفائدة علية ولا العكس،“ ولا نعطية ”يعني مانقترض منة وتعطية فائدة لا نقرضة ونأخد منة الفائدة،“ ليس بينانا وبين أهل حربنا ربا نأخد منهم ولا نعطيهم "، طيب هذة رواية يقول العلماء بأنها ضعيفة السيد الخوئي يقول لا أعمل بهذه الرواية لأنها ضعيفة السند، العلماء الأخرون كالسيد الحكيم، وكالسيد السفزواري والسيد السيستاني أيضاً على نفي النفس يقولون لا المشهور عملوا بهذه الرواية يعني مشهور الفقهاء الكليني، الطوسي، المفيد، العلامة، السيد المرتضى مشهور علماء الطائفة. علماء الطائفة إشتهر بينهم العمل بهذه الرواية هذا يسمى شهرة عملية، اشتهر بينهم العمل بهذة الرواية عمل المشهور برواية ولو كانت ضعيفة يعطيها قيمة علمية يجعلها سنداً للأستدلال، يجعلها سنداً في مقام الفتوة، فهنا تسمى القتوة شهرة عملية هذه هي المفردة الثانية.

المفردة الثالثة التي نريد أن نتحدث عنها هناك شهرة، وهناك إعراض ماهو الفرق بينهما. يعني تارة عندنا رواية ضعيفة يعمل بها المشهور هذي نسميها شهره، وتارة بالعكس عندنا رواية صحيحة لكن يعرض عنها المشهور مايعملوا بها مع أنها رواية صحيحة. يعرضون عنها ولا يلتفتون إليها رواية بها يعمل المشهور مثلنا ياسين الضرير يروي عن الإمام الصادق ”ليس بينانا وبين أهل حربنا ربا نأخد منهم ولا نعطيهم“، رواية ضعيفة ولكن المشهور أفتو بها بالعكس رواية صحيحة لكن المشهور تركوها وهجروها مثل ماهو محل كلامنا صحيحة محمد إبن مرازم، رجل ثقة عن الإمام الصادق ”علية السلام“ يقول: ”إذا تطوق الهلال فهو لليلتين، وإذا رأيت ظل رأسك فيه فهو لثلاث ليالاً“.

شنو معنى هذا الكلام خل أشرح المفردات هذي، مفردات فقهيه فرق بين التطويق والتطبيق، شنو الفرق بين التطويق والتطبيق؟

الهلال بعد كذا ليلة من الشهر إذا أنت تتأمل فية تشوف مقدار منه واضح الضوء والمقدار الباقي خفي، يعني انت إذا تتأملة خصوصاً بالدوربين تجد أنة هو دائرة كاملة لكن أكو منها مقدار واضح ’ وأكو مقدار منها خفي هذا يسموة تطبيق هذا ما إلة قيمة هذا في أكثر الليالي يحصل. وأكو هناك تطويق، التطويق غير التطبيق. التطويق هو مايحدث في الليلة الثانية من الشهر الليلة الثانية من الشهر تحدث ظاهرة التطويق، ظاهرة التطويق يعني أن أنت إذا تأملت في جرم الهلال شفت جرم الهلال قوس ضعيف ولكن حول هذا القوس الضعيف مثل الأسنان، من هنا وهاهنا حول هذا القوس الضعيف هالة من النور، هالة من النور تشكل لجرم الهلال قوساً مسنوناً من الأيمن والأيسر، هناك هالة من النور تحيط جرم الهلال تشكل لة كالقوس، كالقوس المحيط بجرم الهلال هذا يسمى التطويق ظاهرة فلكية تحدث في الليلة الثانية من ليالي الشهر. طيب هل التطويق يعتمد علية؟، الرؤية إذا رأينا الهلال في أول ليلة الرؤية دليل يعتمد عليها، لكن إذا لم يرى في الليلة الثانية رؤية الهلال مطوقاً هل يعتمد على ذلك كأمارة شرعية لإثبات دخول الشهر وأن الليلة هي الليلة الثانية؟، صحيفة محمد إبن مرازم تقول هكذا، إذا تطوق الهلال فهمو لليلتين وإذا رأيت ظل رأسك فيه، يعني إذا وقفت في الظلام وكان الهلال مشعاً تشوف ظلك، ظلك مو في الهلال ظلك في الأرض وإذا رأيت ظل رأسك فيه فهو لثلاث ليالاً. السيد الخوئي فقيه مو مشهوري ما هو يعتمد على الرواية. رواية صحيحة السند يعمل بها وإن لم يعمل بها أحد، رواية ضعيفة السند يتركها وإن عمل بها الكل. هو يمشي طريقتة منهجة هو هذا، هو والرواية إن كانت رواية تامة سنداً عمل بها وإن لم يشاركة أحد وإن كانت الرواية ضعيفة سنداً تركها وإن أطبق عليها الكل لايبالي بهذا. الفقهاء الأخرون لا، ينطلقون من عمل المشهور يسمون مشهوريين يركزون على عمل المشهور، المشهور ماذا يقولون؟ المشهور من الفقهاء أعرضو عن هذه الرواية مع أنها رواية صحيحة وموجودة في كتبهم ولاكنهم لم يفتوا بها ولم يستندو إليها، إعراض المشهور وهجر المشهور للرواية مع أنها صحيحة يمنع عند هؤلاء الفقهاء من العمل بها، لايعملون بها مادام المشهور قد أعرضوا عنها. ماهو السر في ذلك؟. السر في ذلك يقولون بما أن عمل الفقهاء بالرواية الضعيفة، إذا وجدنا فقهائنا الطوسي، والمرتضى، والمفيد، والعلامة، وفلان وفلان مع شده إحتياطهم وورعهم ومع دقتهم في مجال الأستنباط ومع إختلافهم الكثير في الأرآء إذا وجدناهم أفتو على طبق رواية وإن كانت ضعيفة إفتائهم على طبق الرواية يكشف عن وجود سنداً لها لم يصل إلى ذلك، وصلهم ولم يصلنا، إفتائهم على طبق الرواية وإن كانت ضعيفة يكشف عن أنهم وصلوا إلى قرينة تدل على صدورها وإن لم تصلنا هذه القرينة نتيجة البعد الزمني، نتيجة الفاصل الزمني وفقدان كثير من الوثائق، وفقدان كثير من المصادر والعكس بالعكس. هي رواية صحيحة موجودة عندنا، لكنهم تركوها، تركهم لها يكشف عن وجود غمزاً لما يصلنا، وصلهم الغمز ولكن لم يصلنا نحن، هجرهم للرواية، إعراضهم عن الرواية مع أنهم من الفقهاء الورعين، المحتاطين، الدقيقين، ومع كثرة إختلافهم إتفقوا على أن لا يعملوا بهذة الرواية، يعني إتفق المشهور منهم على أن لا يعملوا بهذة الرواية هذا يكشف عن وجود غمز، ويكشف عن وجود قدح في الرواية لم نلتفت إلية أو لم يصلنا، وبالتالي هكذا يعبر الفقهاء، عمل المشهور جابر، مو جابر ابن عبدالله الأنصاري لا، عمل المشهور جابر، يعني يجبر ضعف الرواية، وإعراضهم كاسر يعني إعراضهم عن العمل بالرواية يكسرها يوهن العمل بها، لذلك علامة المقدس الشيخ منصور البيات ”رحمة الله“ كان على هذا النفس، كان مقتنعاً ومعتقداً بإن الملك الأوفق هو المسلك المشهوري، وبما أن المسلك المشهوري هكذا نظرتة، المشهور من الفقهاء أعرضوا عن العمل بهذة الرواية مع أنها صحيحة وتامة، ولكن بما أن المشهور أعرضوا عن هنها فهذا يكشف عن قدح أو غمز في هذة الرواية لم يصل إلينا، ولذلك لانعتمد عليها لا نظراً ولا عملاً، هو هكذا كانت سيرتة وكثيراً من الأهلة والشهور والسنين، ماكان يعتد بظاهرة التطويق.

نحن غرضنا من التعرض لهذة المفردات والوصول إلى هذة النتيجة، نريد أن نلفت إلى أن العلماء لايتبنون رأياً جزافاً، ولا يصلون إلى نظرية لأنها أنسب لمزاجهم أو أقرب إلى عواطفهم أو أقرب لطريقتهم الحياتية، لا إنما يتبنون الرأي ويختارون النظرية ضمن أصول علمية، يبحثونها أصلاً أصلاً، إلى أن يصلو إلى النتيجة، إلى أن يختارو النظرية، من هنا ننطلق إلى أن مجتمعاتنا الشيعية العامة، أو مجتمعاتنا الخاصة هذة المنطقة التي نعيش فيها، مجتمعاتنا تحتاج إلى العالم كما تحتاج إلى التقي، الإنسان التقي الورع الذي يضفي إلى الأجواء هالة من روحانيتة ويسبغ على النفوس نميراً فياضاً من عطائة الروحي ومن أنفاسة الروحانية، فأن هذة المنطقة وهذة المجتمعات تحتاج إلى العالم، الفقية، الخبير الذي يضع النقاط على الحروف، الذي يتأمل ويرصد كل فكرة وكل ظاهرة وكل مقالة، المجتمعات لاتحتاج فقط إلى خطباء، أو إلى مثقفين أو إلى سياسين، وإنما كما تحتاج هذة الروافد وإلى هذة العناصر، تحتاج إلى ماذا؟

تحتاج إلى العلم، تحتاج إلى العلماء المتبحرين الذين يضعون النقاط على الحروف، يبحثون كل فكرة من جذورها ومن إسسها وينخلونها نخلاً دقيقاً حتى يصلوا من صحيحها إلى سقيمها وإلى واقعها من زائفها، إذاً القطيف وغيرها من المجتمعات الشيعية، عندما تفقد عالماً فأنها تفقد مصدراً فياضاً بالعلم والخبرة، من هنا نقول أننا بعد هذة السنوات التي فقدنا فيها العلامة المقدس الشيخ منصور البيات ”قدس سره“، فأننا مضافاً إلى أننا فقدنا محراباً إلهياً ونفساً عرفانين ودعاءً ملائكياً وشخصية فريدةً في ورعها وتقواها، فاننا فقدنا مصدراً ثراً نت مصادر العلم ومنهلاً فضفاضاً من مناهل الفكر والمعرفة التي تنير الدرب وتضيء الخط وتوصل الناس إلى مشارق النور وإلى كنه الحقيقة وجوهر الواقع، وبالتالي نسأل الله تبارك وتعالى وندعوه ونبتهل إلية أن يعوض الأمة ويعوض هذة المجتمعات بالعلماء الفقهاء، المتبحرين، المتأملين، العاملين بعلمهم، والسائرين على خطى أئمة الهدى صلوات الله وسلامة عليهم أجمعين، ونسأل الله تبارك وتعالي أن يرزقنا شفاعة هذا العلامة المقدس، فأنة من الشفعاء المشفعين، لما كان لة من علمٍ، وعملاً أصبح بة مصداقاً رائعاً، ومثلاً واضحاً للآية المباركة ”إنما يخشى الله من عبادة العلماء“.