العبادة وظمأ الإحساس

شبكة المنير

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ [1] 

آمنا بالله صدق الله العلي العظيم

انطلاقًا من الآية المباركة نتحدث في محاور ثلاثة:

  • في الشخصية الإحساسية للإنسان.
  • وفي تناغم الإحساس مع العبادة.
  • وفي مرتبة الانصعاق بنور الله تبارك وتعالى.

المحور الأول: الشخصية الإحساسية للإنسان.

من أجل بيان هذه النقطة - وهي أن الإنسان شخصية إحساسية ومخلوقٌ إحساسيٌ - لابد لنا أن نذكر عدة أمور:

الأمر الأول: إنّ الله عز وجل خلق عوالم ثلاثة، كل عالم يكون منشأ وعلة للعالم الذي بعده، العالم الأول هو عالم العقول الكلية المجرّدة، وهذا ما يعبّر عنه ب «عالم الجبروت»، فعالم العقول الكلية هو أول عالم أفيض من قِبَلِ الله، وكان الإنسان في هذا العالم موجودًا وجودًا إجماليًا، أي: وجودًا ليس له حدودٌ وتفاصيلُ.

ثم يلي هذا العالم: عالم النفوس المعبّر عنه ب «عالم الملكوت»، وفي هذه العالم خرج الإنسان من الوجود الإجمالي الذي كان في العالم الأول - وهو عالم الجبروت - وأصبح ذا وجود تفصيلي في هذا العالم ألا وهو عالم الملكوت، إلا أنّ الإنسان في هذه العالم نورٌ يسبّح الله ويهلله ويشاهد ملكوت الله وجماله وجلاله.

ثم يلي هذا العالم: عالم المادة الذي نحن نعيش فيه، وعالم المادة هو عالم النقص وهو عالم الضيق؛ لأنّ المادة هي ما يشغل حيزًا من الفراغ، فلأنّ الإنسان انتقل من عالم العقول إلى عالم النفوس إلى عالم المادة المسمّى ب «عالم الناسوت» أصبح الإنسان في هذا العالم يعيش نقصًا وضيقًا؛ لأنّ المادة تفرض عليه أن يكون ناقصًا، فالمادة تفرض الحدود، فالإنسان المادي هو الإنسان المحدود بزمن ومكان لا يمكنه أن يتخطاهما ولا أن يقفز عليهما.

مثلاً: أنا الآن في الساعة الثامنة والربع مثلاَ، لا يمكنني أن أقفز على هذا الزمن فأحوّل نفسي إلى الساعة التاسعة، الزمن يقودني لا أنا أقود الزمن، الزمن يحكمني لا أنا أحكم الزمن، فلأني مادة لابد أن أخضع للزمن، وأيضًا المادة محدودة بالمكان، فأنا ككتلة تشغل حيزًا من الفراغ لا يمكن لهذه الكتلة أن تشتغل عدة أمكان في آنٍ واحدٍ، لا يمكن أن أكون هنا في المأتم وأكون في الشارع وأكون في السوق في وقتٍ واحدٍ، المادة محدودة بالمكان، لا يمكن أن تتخطى المكان.

إذن فالوجود المادي للإنسان في هذا العالم «عالم الناسوت» وجودٌ ناقصٌ، وجودٌ ضيّقٌ، لأنه وجودٌ محدودٌ بحد الزمان وبحد المكان بينما عالم العقول - الذي هو العالم الأول - كان عالمًا مجرّدًا تمامًا عن المادة فهو لا يحمل المادة لا في ذاته ولا في آثاره، فالإنسان عندما كان موجودًا في العالم الأول كان وجودًا مجرّدًا عن المادة وآثارها، فلم يكن يحمل كتلة ولم يكن يحمل أبعادًا من طول أو عرض أو عمق أو صورة أو شكل، ثم انتقل الإنسان إلى عالم الملكوت «عالم النفوس» وهو أيضًا ليس عالمًا ماديًا - يعني: ليس فيه كتلة - ولكن فيه آثار المادة، أي أن الإنسان عندما انتقل إلى عالم الملكوت اتسم بصورة فاكتسب آثار المادة «الصورة والشكل» ليس إلا، وإلا لم يكن له كتلة ولا عمق، وعندما وصل إلى هذا العالم الثالث «عالم المادة» اكتسب صورة وكتلة، فعالم المادة - وهو العالم الثالث - أنقص العوالم وأضيقها، بخلاف العالمَيْن الذين سبقاه، هذا الأمر الأول.

الأمر الثاني: بما أنّ الإنسان في عالم المادة ناقصٌ إذن هو محتاجٌ إلى الحركة؛ لأن الناقص يبحث عن الكمال، والكمال يحتاج إلى حركة تخرجه من القوة إلى الفعل، فلذلك الإنسان في هذا العالم يتحرك، بينما الإنسان في العوالم السابقة لم يكن متحركًا، الإنسان في عالم العقول كان كاملاً لا يحتاج إلى حركةٍ؛ لأنّ الحركة فرع النقص، والإنسان في عالم العقول لم يكن يعيش نقصًا حتى يحتاج إلى الحركة، إنّما لما نزل الإنسان إلى عالم المادة فصار ناقصًا محدودًا بزمن ومكان وصار لا يستطيع أن يكتشف ما وراء الزمن أو يكتشف ما وراء المكان فاضطر إلى الحركة حتى يكمل نفسه، فالحركة هي من شؤون عالم المادة لا من شؤون العوالم السابقة.

والحركة كما يعرّفها علماؤنا: الخروج من القوة إلى الفعل، كان الإنسان جاهلاً فكان عالمًا بالقوة، تحرك، أصبح عالمًا بالفعل، والحركة التي يحتاجها الإنسان قد تكون حركة زمانية، كأن ينتقل من الطفولة إلى الشباب إلى الكهولة إلى الشيخوخة، وهذه الحركة الزمانية تكسبه كمالاً لأنها تكسبه خبرة وتجربة، ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ [2] .

وقد يحتاج الإنسان إلى حركة مكانية كما ورد عن الرسول : ”اطلبوا العلم ولو في الصين“ أي: بالحركة المكانية يحصل الإنسان على الكمال.

وقد يحتاج الإنسان إلى حركة جوهرية، والحركة الجوهرية تعني حركة الوجود في صميم ذاته وجوهره، مثلاً: عندما تجلس أمامي في المحاضرة وتستمع المعلومات وينتقل ذهنك وفكرك من معلومة إلى أخرى ومن معلوم إلى مجهول ومن مقدمات إلى نتيجة فإنّ هذه الحركة الفكرية ليست حركة مكانية ولا حركة زمانية، إنها حركة جوهرية، حركة الروح في صميم ذاتها وجوهرها، فالإنسان لأنه ناقصٌ يحتاج إلى الكمال، والكمال يتوقف على الحركة، والحركة قد تكون زمانية، قد تكون مكانية، قد تكون جوهرية، كما شرحنا.

الأمر الثالث: أن الله عز وجل عندما خلق الإنسان وأودع فيه الدافعية نحو الحركة جهّزه بأجهزة تساعده على الحركة، وهذه الأجهزة والأدوات التي جهّز بها الإنسان هي التي نعبّر عنها بالشخصية الإحساسية للإنسان، فما معنى الشخصية الإحساسية للإنسان التي تعبّر عن أجهزة الحركة وأدوات الحركة؟ الشخصية الإحساسية هي عبارة عن أن الإنسان - كل إنسان منا - منذ طفولته يمرّ بحركةٍ دائريةٍ فكريةٍ تنطلق من الإحساس، كيف هذه الحركة؟ أضرب لك مثالاً: الطفل عندما يفتح عينه فيرى أمه تبتسم تبدأ عنده الحركة الفكرية، تمر هذه الحركة بعدة محطات هو لا يشعر بها:

المحطة الأولى تسمّى بالمعرفة الحسية، فصورة الابتسامة - ابتسامة أمه - تنقلها العين إلى الدماغ، هذه أول محطة، تسمّى بالمعرفة الحسية.

المحطة الثانية: المعرفة الخيالية.

يملك الإنسان قوة تسمّى «قوة الخيال» تقوم هذه القوة بالاحتفاظ بالصورة وبتكرارها، فالطفل عندما يدير وجهه يحتفظ بصورة أمه وهي تبتسم، وقد يكرّرها الذهن عدة مرات، قد يصوغ منها عدة صور، فهذه تسمّى: المعرفة الخيالية.

ثم ينتقل الإنسان إلى محطةٍ ثالثةٍ، وهي المعرفة الوهمية.

يمتلك الإنسان حاسة باطنية متوقدة تسمّى «الحدس»، ولا يخلو منها إنسانٌ، حتى الطفل وعمره سنة يملك هذه الحاسة، هذه الحاسة «حاسة الحدس» تنتزع من الصورة - صورة الأم وهي تبتسم - تنتزع منها معنى وجدانيًا وهو المحبة، من أين يكتشف الطفل محبة أمه؟ من صورة الابتسامة، من صورة التقبيل له، من صورة العناق له، فالطفل من دون أن يعلم، من دون أن يعرف، هو يمتلك حاسة سادسة وهي «حاسة الحدس»، هي التي تنتزع من الصورة - صورة الابتسامة - تنتزع منها هذا المعنى الوجداني، يعبر إلى قلبه من دون أن يشعر ألا وهو معنى المحبة.

ثم تنتقل النفس «تنتقل الروح» إلى المحطة الرابعة والأخيرة: وهي المعرفة العقلية.

والمعرفة العقلية تعني أن الروح تجمع عدة صور محسوسة وتستخرج من هذه الصور المحسوسة قاعدة عامة تسمى ب «الكليات»، مثلاً: الطفل يتذكر عدة صور: صورة أن هناك أمًا تبتسم، صورة أن هناك أمًا تقبّل، صورة أنّ هناك أمًا تعانق، صورة أن هناك أمًا تعتني... إذا جمع الطفل وهو ابن سنة أو أقل هذه الصور في ذهنه تذكرها، استخرج منها قاعدة، وهي أن الأم تحب طفلها، كل أم تحب طفلها، هذه قاعدة كلية، وهذه القوة التي تستخرج القاعدة الكلية تسمّى بقوة العقل.

إذن هناك شخصية إحساسية للإنسان، وهذه الشخصية الإحساسية تمر بالإنسان بحركة دائرية فكرية عبر محطات يمر بها الإنسان: محطة الحس، محطة الخيال، محطة الوهم، ثم يصل إلى محطة العقل، وهذه الشخصية الإحساسية هي الأداة والجهاز الذي يتحرّك به الإنسان ويكشف الأشياء، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [3] .

الأمر الرابع: نلاحظ أن القرآن الكريم يركز على السمع دائمًا أكثر من الحواس الأخرى، هناك أكثر من 130 آية في القرآن تركّز على السمع أكثر من أي حاسة أخرى، لماذا؟ ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ «يبدأ بالسمع» وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ وقال تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [4]  وقال تعالى: ﴿أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ [5] ، لماذا هذا التركيز على السمع؟!

لنكتتين: نكتة طبيعية، ونكتة نفسية.

1. أما النكتة الطبيعية: فهو ما أقره علم الطب الحديث، أول حاسة تعمل لدى الإنسان حاسة السمع، وآخر حاسة تنطفئ لدى الإنسان حاسة السمع، الطفل وهو جنينٌ في بطن أمه في ظلمات ثلاث أول حاسة هي حاسة السمع تعمل لديه، ولذلك ورد في الروايات الشريفة أنه يستحب للأم الحامل أن تقرأ القرآن دائمًا وأن تتلو ذكر محمّدٍ وآل محمّدٍ؛ لأن حاسة السمع لدى الطفل هي التي تتلقى، وهي التي تعي، وهي التي تعتمد عليها في هذه الفترة شخصية الإنسان، وآخر حاسة هي السمع، فإذا وُضِعَ الميتُ في قبره وأسْدِلَ عليه الترابُ فقد البصرَ والشمَ والذوقَ واللمسَ ولكن بقي له السمعُ، فقد ورد في الروايات: ”إنّ الميت ليسمع خفقَ نعال أهله وهم يغادرون قبره فتصيبه الحسرة والوحشة والآهة لأنّ أهله فارقوه“ هذه النكتة الطبيعية لذكر السمع قبل الحواس الأخرى.

2. وهناك نكتة نفسية في ذكر السمع: السمع هو البوّابة المباشرة إلى الروح، كيف؟!

لاحظوا: كثيرٌ منا إذا جمع بين السمع والبصر يرى أنّ التأثير على الروح أكثر مما لو اقتصر على البصر، أنت إذا أخذت كتابًا تقرؤه، فإذا كنتَ تقرؤه بصوتٍ بحيث تسمع صوتك وأنت تقرأ يكون تأثيره على النفس وعلى رسوخ المعلومة أكثر مما لو قرأت الكتاب صامتًا، ولو استذكرت بعض الآيات القرآنية أو بعض الأبيات من الشعر بينك وبين نفسك فعندما تستذكرها صامتًا يكون أثر الاستذكار أقل مما لو استذكرتها وأنت تتكلم بها بحيث تسمع صوتك، السمع بوّابة مؤثرة على النفس، ولذلك يركّز القرآن على تأثير السمع على الروح، يقول: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ [6] ، ويقول: ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا [7] ، ويقول القرآن الكريم: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ [8] ، ويقول القرآن: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [9] .

ولذلك إذا أرد الإنسان أن يتأثر قلبه فتح سمعه، وإذا أراد أن يسد على قلبه سد سمعه، لاحظوا القرآن الكريم ماذا يقول: ﴿وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ - لأنّ سد السمع يعني سد القلب - وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا [10] ، ويقول القرآن الكريم: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ [11]  لأنكم إذا سمعتم القرآن سوف ينفذ إلى قلوبكم، السمع بوّابة إلى القلب، ﴿لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لذلك اهتم القرآن الكريم بتأثير السمع على قلب الإنسان وعلى روح الإنسان.

المحور الثاني: في تناغم الإحساس مع العبادة.

القرآن الكريم يقول: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [12] ، كيف يتفاعل الإحساس مع العبادة؟

هناك ثلاثة تعريفات للعبادة:

التعريف الأول: ما ذكره السيد صاحب الميزان السيد الطباطبائي «قدّس سرّه»، قال: العبادة هي إظهار المملوكية، بمعنى أن الإنسان إذا أقرّ واعترف أنه مملوكٌ لله عز وجل فلابد أن يظهر هذه المملوكية، فإذا أظهر المملوكية والعبودية بالتسليم والإنابة كان ذلك التسليم والإنابة هو العبادة، فالعبادة الحقيقية هي إبراز وإظهار المملوكية، ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا [13] .

التعريف الثاني: ما ذكره سيدنا الخوئي «قدّس سرّه» في كتابه «البيان في تفسير القرآن»، قال: العبادة هي التأله، بمعنى: ليس كل صلاة عبادة، وليس كل خضوع عبادة، العبادة هي أن توحّد انقيادك القلبي إلى جهة الخالق فقط، فلا ينقاد قلبك ولا يتوجه إلا إلى جهة الخالق، توحيد الانقياد والجنوح القلبي إلى جهة الخالق فقط هذا التوحيد هو المعبّر عنه بالتأله وهو المعبر عنه بالعبادة، ﴿إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ [14]  ولذلك من توجه للدنيا فقط يقال: عبد الدنيا، ”الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم“ لأنهم حصروا توجّههم إلى الدنيا، ومن حصر توجّهه لشيء فقد عبده، ”الناس عبيد الدنيا“، فالعبادة الحقيقية أن تحصر توجّهك والتفاتك وجنوحك إلى جهة الخالق عز وجل.

المعنى الثالث: يذكره علماء العرفان، العبادة أن تنقل الخضوع من القلب إلى الحس، العبادة أن تبرز الخضوع إبرازًا حسيًا، كيف يعني أن تبرز الخضوع إبرازًا حسيًا؟ كيف ننقل الخضوع من قلوبنا إلى إحساسنا؟ كيف؟! هذا المعنى الذي يذكره علماء العرفان يذكره علماء النفس ويعبّرون عنه ب «التلقين الحسي» في مقابل «التلقين النفسي»، التلقين أمرٌ ضروريٌ لشخصية الإنسان، لكن هذا التلقين قد يكون نفسيًا، قد يكون حسيًا، مثلاً: إذا أنا وصلت إلى قاعة الامتحان في الجامعة وأنا مطلوبٌ بامتحان، ولكني مضطربٌ وغيرُ واثق من نفسي ومن معلوماتي، أنا أحتاج قبل أن أدخل قاعة الامتحان، أحتاج إلى خمس دقائق تلقين تسمّى بالتلقين النفسي، أتوسل بأهل البيت، أقرأ القرآن، أقول لنفسي: أنا فاهمٌ، أنا ملتفتٌ، أقول إلى نفسي: المعلومات حاضرة جاهزة، لا تخف، لا تقلق، أقدم على الامتحان بشجاعة، بإقدام، هذا النوع من التلقين ضروريٌ للولوج إلى ما يخاف منه الإنسان، ويسمّى بالتلقين النفسي، وقد ورد عن الإمام علي : ”إذا خفت من شيء فقَعْ فيه، فإنّ انتظارك له أشد من وقوعك فيه“.

القسم الثاني: التلقين الحسي، وما معنى التلقين الحسي؟

مثلاً: إذا أنا إنسانٌ فرح لا يمكن أن أنصهر بالفرح إلا إذا حوّلت الفرح من حالةٍ قلبيةٍ إلى حالةٍ حسيةٍ، زينتُ البيت، جعلتُ أناشيد داخل البيت، لبستُ ثيابًا جديدة... هذه الإثارة الحسية تنقل الفرح من داخل النفس إلى الأحاسيس، هذا يسمّى بالتلقين الحسي، وحينئذٍ سوف أنصهر بالفرح وأتفاعل معه، ونفس الشيء في الحزن، أنا أيام عاشوراء حزينٌ على الحسين لكنّ هذا الحزن حتى أنصهر به أحتاج أن أنقله من القلب إلى الإحساس، وكيف أنقله؟! ألبس ثوبًا أسودَ، أجعل على بيتي علمًا أسود، أذكر في بيتي مثلاً لطميات، مظاهر للأسى، مظاهر للحزن، هذه المظاهر والإثارات هي عبارة عن التلقين الحسي، نقل العزاء والحزن من القلب إلى الإحساس «إلى الحركات»، ”يا بن شبيب إن كنتَ باكيًا فابكِ الحسين“ يعني: انقل البكاء من حالةٍ نفسيةٍ إلى حالةٍ حسيةٍ، العبادة كذلك، العبادة هي نقل الخضوع من داخل النفس إلى الإحساس.

لاحظوا: الإنسان إذا أراد أن يعبد الله، إذا أراد أن يصلي، هناك من يصلي وكأن الصلاة عملٌ رياضيٌ، وهناك من يصلي كأن الصلاة عملٌ روتينيٌ، وهناك من يصلي والصلاة صخرة ثقيلة على صدره، لكنّ هناك من يصلي وهو ينقل الخضوع من قلبه إلى جوارحه، فهو الذي يعبد ربه عبادة حقيقية.

رأى الإمام أمير المؤمنين رجلاً يصلي وهو يعبث بلحيته، قال: ”لو خشع قلبه لخضعت جوارحه“ لو كان يعبد الله عبادة حقيقية لنقل الخضوع من قلبه إلى جوارحه، العبادة هي التلقين الحسي، العبادة هي أن تظهر الخضوع وتبرزه إبرازًا حسيًا، ﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا [15] .

المحور الثالث:

الليلة ليلة جمعة، ليلة العبادة، وأنا أريد أن أتحدث معك في معانٍ عباديةٍ عرفانيةٍ، أريد أن أتحدث معك عن درجة الانصعاق بنور الله تبارك وتعالى، العبادة والتوجه إلى الله لها ثلاث مراتب عند علماء العرفان:

  1. مرتبة الصعق.
  2. مرتبة المحو.
  3. مرتبة المحق.

ما المقصود بهذه المراتب؟

المرتبة الأولى للعبادة: مرتبة الصعق، ما معنى الصعق؟

الصعق: استيلاء مرتبة حسية على الجسم بحيث يستسلم الجسم لها وينهار أمامها، يقول القرآن الكريم: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ [16] ، يقول القرآن الكريم: ﴿فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ [17] ، ويقول القرآن الكريم وهو يتحدث عن الانصعاق بنور الله: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [18]  الصعق بنور الله.

المرتبة الثانية: المحو.

المقصود بالمحو: أن يستغرق الذهن في الله، فلا يفكر الإنسانُ إلا في الله، ولا يلتفت إلا لله، ولا يستأنس إلا بذكر الله، من استغرق في الله فقد حصل على مرتبة المحو، الإمام أمير المؤمنين علي يقول: ”ما رأيتُ شيئًا إلا ورأيتُ الله قبله وبعدة وفوقه وتحته وفيه“، ويقول الإمام الحسين : ”ومتى كانت الآثار هي التي توصل إليك“ فهو يشير إلى حالة الاستغراق في الله تبارك وتعالى.

المرتبة الثالثة: مرتبة المحق.

والمقصود بها ذوبان إنية العبد في ربه، فلا يرى العبدُ لنفسه شيئًا يسمّى «أنا»، ذابت إنيته في خالقه تبارك وتعالى، لم يبقَ بين العبد وخالقه إلا أن العبد مظهرٌ لجلال وجمال خالقه عز وجل، وهذه المرتبة التي وصل إليها الأوصياءُ والأولياءُ عبّرت عنها الزيارة زيارة أهل البيت: ”لا فرق بينك وبينهم إلا أنهم عبادك“ وصلوا إلى درجة أن لا حاجب بينك وبينهم - لا فرق بينك وبينهم - إلا أنهم عبادك، مظهر جلالك وجمالك، ”السلام على محال معرفة الله، ومساكن بركة الله، ومعادن حكمة الله، وحفظة سر الله، وحملة كتاب الله“.

نحن البشر العاديون يمكننا الوصول للمرتبة الأولى، وهي مرتبة الصعق، نحن نحتاج إلى الصعق، نحن نحتاج إلى أن ننصعق بذكر الله، نحن نحتاج إلى أن ننصعق بنور الله، نحن نحتاج هذه الليلة - ليلة الجمعة، ليلة العبادة، ليلة الارتباط بالله - نحتاج إلى الانصعاق بنور الله، الانصعاق يعني أن تستولي العبادة على أحاسيسنا، الانصعاق يعني أن نصل بالعبادة إلى درجة البكاء، إلى درجة النحيب، إلى درجة الضجيج، إذا وصل الإنسان في عبادته إلى مرحلة البكاء والنحيب والضجيج من ذنوبه ومعاصيه فقد وصل إلى مرحلة الانصعاق بنور الله، نحن نحتاج فعلاً إلى أن نحسّس أنفسنا بلدغ جهنم ولسعة العذاب، إلى أن نحسّس أنفسنا بلسعة الذنوب حتى نصل إلى مرحلة الانصعاق بنور الله عز وجل، لماذا نحن نحتاج إلى الانصعاق؟

قلوبنا قاسية، قلوبنا مملوءة بالغفلة والسهو، ولأن قلوبنا مملوءة بالغفلة لذلك أعيينا جامدة لا تبكي خوفًا من الله، ولا تبكي خشية من الله، جمود العين يكشف عن قسوة القلب، ولذلك يحتاج الإنسان إلى الانصعاق بذكر الله حتى تفيض دموعه ﴿وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ.

لاحظوا هذا الدعاء الشريف يعلمنا كيف نحتاج إلى الانصعاق بنور الله: ”إِلهي اِلَيْكَ اَشْكُو نَفْساً بِالسُّوءِ اَمّارَةً، وَاِلَى الْخَطيئَةِ مُبادِرَةً، وَبِمَعاصيكَ مُولَعَةً، وَلِسَخَطِكَ مُتَعَرِّضَةً، تَسْلُكُ بي مَسالِكَ الْمَهالِكِ، وَتَجْعَلُني عِنْدَكَ اَهْوَنَ هالِك، كَثيرَةَ الْعِلَلِ، طَويلَةَ الأمَلِ، اِنْ مَسَّهَا الشَّرُّ تَجْزَعُ، وَاِنْ مَسَّهَا الْخَيْرُ تَمْنَعُ، تُسْرعُ بي اِلَى الْحَوْبَةِ، وَتُسَوِّفُني بِالتَّوْبَةِ. اِلهي اِلَيْكَ اَشْكُو قَلْباً قاسِياً بالْوَسْواسِ مُتَقَلِّباً، وَبِالرَّيْنِ وَالطَّبْعِ مُتَلَبِّساً، وَعَيْناً «هذا المهم» وَعَيْناً عَنِ الْبُكاءِ مِنْ خَوْفِكَ جامِدَةً، وَإِلى مايَسُرُّها طامِحَةً“، أعيننا جامدة تحتاج إلى مَنْ يهزّها، تحتاج إلى ما يحرّكها، تحتاج إلى أن تنتقل إلى مرحلة الصعق كي تنصهر بالعبادة.

الإمام أمير المؤمنين يتحدث عن المتقين الذين وصلوا إلى مرحلة الصعق، يقول: ”أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ، تَالِينَ لأجزاء الْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلاً، يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ «إذا قرأنا القرآن لابد أن نقرأه قراءة حزينة حتى ننصعق به» يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ، وَيَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ، فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً، وَتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً، وَظَنُّوا أنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ، وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ، وَظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ“ هؤلاء المنصعقون بذكر الله، بقراءة القرآن، كيف نصل إلى مرحلة الصعق؟!

هناك خطوات نعبرها:

الخطوة الأولى: آهة الندم.

عليّ أن أتذكر ذنوبي في هذه اللحظة، عليّ أن أتذكر المعاصي التي اقترفتها في هذه الليلة، عليّ أن أسترجع الشريط الأسود المملوء بالذنوب في هذا الوقت، إذا استرجعتُ ذنوبي أخذتني الآهة «آهة الندم، آهة الحسرة»: ”إلَهِي إِنْ كَانَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْبِ تَوْبَةً فَإِنِّي وَ عِزَّتِكَ مِنَ النَّادِمِينَ، وَإِنْ كَانَ الاسْتِغْفَارُ مِنَ الْخَطِيئَةِ حِطَّةً فَإِنِّي لَكَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِينَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى“ آهة الندم أول خطوة من خطوات الانصعاق.

الخطو الثانية: القشعريرة.

الإنسان إذا اهتز بدنه عندما يتذكر ذنوبه فهذه القشعريرة هي قشعريرة التوبة، قشعريرة الإنابة التي يقول عنها القرآن الكريم: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّه [19]  الاقشعرار خطوة ضرورية في الانصعاق بنور الوحي.

الخطوة الثالثة: البكاء.

خطوة البكاء وخطوة النحيب على ما اقترفنا وصنعنا، الدعاء - دعاء أبي حمزة الثمالي - يعلمنا كيف ننصعق بنور العبادة، يثير فينا هذه الخطوات التي نحتاج إليها، يتحدث الدعاء عن هذه المرحلة: ”أَنا يارَبِّ الَّذِي لَمْ أَسْتَحْيِكَ فِي الخَلاءِ، وَلَمْ اُراقِبْكَ فِي المَلاءِ، أَنا صاحِبُ الدَّواهِي العُظْمى، أَنا الَّذِي عَلى سَيِّدِهِ اجْتّرى، أَنا الَّذِي عَصَيْتُ جَبَّارَ السَّماء“ أنا، أنا، أنا صاحب الذنوب، أنا صاحب المعاصي أنا صاحب الجرائر.

ثم ننتقل إلى المرحلة الأخرى، يقول: ”اِلهي مَا عَصَيْتُكَ إِذْ عَصَيْتُكَ وَاَنَا بِكَ شاكٌ، وَلاَ بِنَكَالِكَ جَاهِلٌ، وَلا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌّ، وَلكِنْ سَوَّلَتْ لي نَفْسي، وَاَعانَني عَلَيْها شِقْوَتي، وَغَرَّني سِتْرُكَ الْمُرْخى عَلَيَّ“ أريد من قلبك تطلع هذه الكلمات، من قلبك، من داخل روحك: ”فَأنا الاْنَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُني، وَبِحَبْلِ مَنْ أَتَّصِلُ إِنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي، فَواسَوْاَتاه غدًا من الوقوف بين يديك إِذَا قِيلَ لِلمْخُفِّينَ: جُوزُوا، ولِلْمُثْقِلِينَ: حُطُّوا، أَمَعَ المْخُفِّينَ أَجُوزُ اَمْ مَعَ الْمُثْقِلينَ اَحُطُّ؟!“ دعنا نقولها من قلبنا: ”وَيْحِي كُلَّما طالَ عُمْري كَثُرَتْ خَطَايَاي، أمَا آنَ لي أنْ أَسْتَحِيَ مِنْ رَبِي“.

ننتقل إلى مرحلة النحيب والبكاء: ”إلهي فَانْقُلْني اِلى دَرَجَةِ الَّتوْبَةِ اِلَيْكَ، وَاَعِنّي بِالْبُكاءِ عَلى نَفْسي، فَقَدْ أفنيتُ بِالتَّسْويفِ وَ الآمال عُمْري، فَمَنْ يَكُونُ اَسْوَأ حالاً مِنّي إذَا اَنَا نُقِلْتُ عَلى مِثْلِ حالي، اِلى قَبْر لَمْ اُمَهِّدْهُ لِرَقْدَتي، وَلَمْ اَفْرُشْهُ بِالْعَمَلِ الصّالِحِ لِضَجْعَتي، وَما لي لا اَبْكي وَلا اَدْري اِلى أَيْنَ مَصيري، وَقَدْ خَفَقَتْ عِنْدَ رَأسي اَجْنِحَةُ الْمَوْتِ، وما لي لا اَبْكي؟! اَبْكي لِخُروجِ نَفْسي، اَبْكي لِظُلْمَةِ قَبْري، اَبْكي لِضيقِ لَحَدي، اَبْكي لِسُؤالِ مُنْكَر وَنَكير اِيّايَ“.

هذا الانصعاق بالعبادة هو الذي جذب الشهداء والأصحاب إلى الإمام أمير المؤمنين علي الذي انصعق بالعبادة، هو الذي جعل حبيب ابن مظاهر الأسدي يتعلق بالشهادة لأنه انصعق بعبادة علي ...

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

[1]  المائدة: 83.
[2]  الأحقاف: 15.
[3]  النحل: 78.
[4]  الإسراء: 36.
[5]  المؤمنون: 78.
[6]  المائدة: 83.
[7]  آل عمران: 193.
[8]  الجن: 1 - 2.
[9]  الأعراف: 204.
[10]  نوح: 7.
[11]  فصلت: 26.
[12]  الذاريات: 56.
[13]  مريم: 93.
[14]  الرعد: 36.
[15]  مريم: 58.
[16]  الزمر: 68.
[17]  الطور: 45.
[18]  الأعراف: 143.
[19]  الزمر: 23.