القطيف وَالأحساء أصالة الماضي وَإشراقة الحاضر

القطيف والأحساء منبع الخير، ومنهل العطاء، فهي التي تغذي البلاد كلها، بمعادنها، وتمورها، وثمارها، وبالطاقات العملاقة الخلّاقة لأبنائها في مختلف التخصصات

شبكة المنير

في لقائه مع مجموعة من الشباب العامل في المجالات الخيرية في المنطقة؛ مساء يوم السبت الموافق 5 شوال لعام 1435، تحدث سماحة السيد منير الخباز «حفظه الله» في مجلسه بالقطيف عن: القطيف وَالأحساء أصالة الماضي وَ إشراقة الحاضر، واستهلّ سماحته حديثه بالقول: إن منطقتي القطيف والأحساء منبع الخير، ومنهل العطاء، فهي التي تغذي البلاد كلها، بمعادنها، وتمورها، وثمارها، وبالطاقات العملاقة الخلّاقة لأبنائها في مختلف التخصصات.

مؤكِّداً أنَّ: على الأجيال الصاعدة دراسة المعالم المشرقة للمنطقة. وعدَّد سماحته عدداً من تلك المعالم المضيئة في ماضي وحاضر المنطقة، في القطيف والأحساء، وأجمل ذلك في النقاط التالية:

1 - إن منطقتي القطيف والأحساء تعتبران مهد الولاء والتشيع لآل البيت ، منذ زمن النبي الأكرم ، وقد كلَّفها صمودها في خط التشيع أثمانا باهضة من التضحيات إلى يومنا هذا. وأكَّد على وجوب الثبات على هذا المبدأ الحق، مستشهداً بما قاله في أرجوزته في تاريخ المنطقة:

وبعدَ    رحلةِ    النَّبيِّ   iiالمُرسَلِ

فَحُورِبتْ    لذاكَ    حربَ   الرِّدهْ

 
تمسَّكتْ بالمُرتضى المولى عَليْ

وهيَ  يدُ  الإسلامِ  وهيَ  iiالنجدهْ

2 - إن منطقتي القطيف والأحساء مشرق الأدب والشعر الجذاب، بجميع مدارسه وحقوله، منذ زمن طرفة بن العبد، ومروراً بأبي البحر الخطي، إلى زمان أستاذ الجيل الشيخ عبد الحميد الخطي، ومن واكبه وتلاه من قمم شاعرية مرموقة، وفحولة أدبية عالية، ومن قلمٍ سيّالٍ بالأدب، والمعرفة، والتاريخ. 

وعدَّد سماحته الكثير من تلك الأسماء اللامعة التي يشار إليها بالبنان، في الماضي، والحاضر المعاصر، من القطيف، ومن الأحساء، في ساحتي الشعر، والقلم.

3 - إنَّ المنطقة هي «النجف الأخرى»، ولا أقول «الصغرى»، فقد ضمَّت قاماتٍ علميةً عاليةً، لا تقلُّ عن قامات النجف، علماً وفضلا، حتى طويت وسادة المرجعية لبعض منهم. وكذلك الأجيال الجديدة؛ فهي بحمد الله سائرة على خطا السلف الصالح من أرباب الفقاهة.

وعدَّد سماحته الكثير من تلك القامات السامقة، والقمم الشامخة، في منطقتي القطيف والأحساء.

4 - إن منطقتي القطيف والأحساء مصدر الخير الوفير، والعطاء الجزيل، فالجمعيات الخيرية، ولجان كافل اليتيم التي تنتشر في جميع المدن والمناطق، في الأحساء والقطيف، من الرجال والنساء، مشهد قرآني رائع، وحضاري لامع.

وأشاد سماحته بهذه اللحمة الرائعة، والتي لم يجد لها نظيراً في العراق أو إيران، والتي ما زال الأحفاد يواصلونها على هدي الأجداد.

5 - إن منطقتي القطيف والأحساء معدن التدين، فهذه مئات المساجد، والحسينيات، والمواكب، والمضايف، والقيم المثلى.

واستوقف سماحته مشهد المرأة الأحسائية والقطيفية، والتي وصفها بأنها: مظهر الحشمة، والعفة، والحجاب الفاطمي، والأدب الزينبي، والبُعد عن ميدان الاختلاط بالرجال، والتنزُّه عن مواطن الشبهة.

وتوجه سماحته بالنصيحة قائلاً: المأمول من أخواتنا وبناتنا؛ تربية بناتهن على هذا المنهج الفاطمي، ليبقى عنوان الأحساء والقطيف مثلًا رائعاً، يفخر به كل مؤمن ومؤمنة في هذا المجال.

6 - إن من سمات مجتمع الأحساء والقطيف أنه مجتمع ناقد، يرصد الظواهر السلبية المنافية للدين، أو للقيم الحسنة، وينقدها، ويمدح المشاريع الإيجابية ويدعمها، وهذه ظاهرة صحية سليمة.

وشدَّد سماحته على أن النقد المطلوب هو النقد البنّاء، والنقد الهادف، كما أن الحاجة إلى النقد ليست مبرراً للخوض في الكرامات، وهتك الأعراض، والقذف والاعتداء على الحرمات، فإن كلَّ ذلك من الكبائر المحرمة الموبقة للدين، أعاذنا الله وإياكم منها، وأعتقد أن غالبية المجتمع واعية لهذه الأمور، والحمد لله.

وما هو المشاهد في برامج وقنوات التواصل الاجتماعي من أساليب بذيئة في النقد؛ لا يمثل المجتمع القطيفي والأحسائي أبداً، وليست من قيمه.

واستذكر سماحته في ختام حديثه، دعاءه في أرجوزته لهذا الوطن العزيز:

وأسألُ    اللهَ   لهذا   iiالوطنِ   في غَدِهِ يَحظى بوضعٍ أحسنِ