الشيخ الأوحد في أفق الإنصاف

تحرير المحاضرات

بسم الله الرّحمن الرّحيم

والصّلاة والسّلام على المصطفى وآله المعصومين الطاهرين واللعنة الدّائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدّين

عنوان كلمتي في هذا المؤتمر الشّريف: ”الأوحد في أفق الإنصاف“.

إنّنا عندما نتحدّث عن السّمة العلميّة للشّيخ الأحمد المعروف بالأوحد قدّس سرّه، فإنّما نتحدّث عنه بما هو أحد العلماء والأقطاب في ساحة الفكر الإمامي، مع غمض النظر عن مواطن الاختلاف الفكري بينه وبين الاتجاه المعروف حوزويًا، ومع غمض النظر عمّا نسب لمدرسته بعد موته من قِبَلِ بعض مؤيديه أو بعض معارضيه فالحديث، عنه يقتصر على العنصر العلمي في شخصيته.

كالحديث عن الشّيخ الصّدوق عليه الرّحمة في فقهه وإنْ اختلفنا معه في بعض المعتقدات والآراء، أو كالحديث عن المحدّث الفيض في فلسفته وإنْ اختلفنا معه في بعض أطروحاته ونظريّاته فإنّ اعترافنا بوجود مواطن اختلافٍ بين الاتجاه الفكري الحوزوي وبين الاتجاه الفكري للأوحد قدّس سرّه لا يمنعنا من قول كلمة إنصافٍ في المقام.

فلقد تميّز الشّيخ الأوحد قدّس سرّه ببراعةٍ فكريّةٍ ومطالبَ علميّةٍ جليلةٍ فيما طرقه من حقول العرفان والحكمة والكلام، ففي:

حقل العرفان، تناول قدّس سرّه باقة من المعارف المستفادة من شمس الحكمة من مشرق نور أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم أجمعين مؤكّدًا بنفسه على ضرورة اقترانها بالمجاهدة الرّياضيّة وتهذيب النفس، ومن الشّواهد على ذلك ما أفاه قدّس سرّه من أنّ مضمون الآية المباركة: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل: 125] هو مضمون قوله : ”آية محكمة وفريضة عادلة وسنة قائمة وما خلا ذلك فهو فضلٌ“.

وبيان ذلك أنّ الأدلّة على الحقّ ثلاثة:

1 - دليل الحكمة، وهو الدّليل العياني الحاصل بمشاهدة عالم الجبروت، عالم العقل والمعاني، وهو آلة المعارف الإلهيّة الحقيّة فبغير هذا الدّليل لا يعرف الله عزّ وجلّ معرفة حقيقيّة حقّة ومثال هذا الدّليل ما ورد عن سيّد الشّهداء الحسين عليه السّلام ”أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك؟! متى غبت حتى تحتاج إلى دليلٍ يدلّ عليك؟!“ ودليل الحكمة هو مضمون ما ورد عن الصّادق عليه السّلام في قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا [البقرة: 269] فقال عليه السّلام: ”طاعة الله ومعرفة الإمام“ حيث إنّ الأوّل حكمة عمليّة، والثاني وهو معرفة الإمام حكمة علميّة ووعاء هذا الدّليل هو الفؤاد.

فإنّ المشاعر في الإنسان ثلاثة:

1 - الصّدر، وهو النفس الكليّة التي هي محلّ الصّور العلميّة التي ترد على ذهن الإنسان.

2 - هو القلب، وهو محلّ اليقين والإذعان بالنسب الحكميّة.

3 - هو الفؤاد، وهو محلّ المعارف الإلهيّة المجرّدة، قال عزّ وجلّ: ﴿كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ [الفرقان: 32] والفؤاد هو الوجود المحض في كيان الإنسان فهو نور الله الذي أشار إليه في قوله: اتقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله.

2 - دليل الموعظة الحسنة، وهو آلة علم الطريقة المساوق لعلم اليقين ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ [التكاثر: 5] كما أشارت إليه الرّوايات الشّريفة، منها ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السّلام: ”العلم ليس في السّماء فينزل إليكم ولا في الأرض فيصعد إليكم، العلم في إنفسكم، تخلقوا بأخلاق الرّوحانيين يظهره الله لكم“ وورد عن الصّادق عليه السّلام: ”أقلّ ما قسم اللهُ بين عباده اليقين“ فالناس تتفاوت في درجات اليقين بين علم اليقين وعين اليقين وحقّ اليقين وصدق اليقين، وقيل للصّادق عليه السّلام: فما حدّ اليقين؟ فقال عليه السّلام: ”ألا يخاف شيئًا“.

ووعاء هذا الدّليل - دليل الموعظة الحسنة - القلب المعتمد والمستند للكتاب والسّنة ومثال هذا الدّليل ما قاله الصّادق عليه السّلام في حواره لابن أبي العوجاء أمام الكعبة المشرّفة حيث استهزأ ابنُ أبي العوجاء بطواف الحجيج حول الكعبة وطلب من الإمام عليه السّلام أنْ يقنعه بدليلٍ على صحّة ذلك، فقال له عليه السّلام: ”إنْ كان الأمر كما تقول وليس كما نقول نجونا ونجوت وإنْ كان الأمر كما نقول وهو كما نقول نجونا وهلكت“، فهذا ما يعبّر عنه بدليل الموعظة الحسنة.

3 - دليل المجادلة بالتي هي أحسن، وهو دليل العلم والصّور الذهنيّة ولذلك أصبح هذا الدّليل آلة لعلوم الشّريعة فقهًا أو كلامًا ومن أمثلة هذا الدّليل قوله عزّ وجلّ: ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [يونس: 35] ووعاء هذا الدّليل النفس الكليّة التي هي محلّ الصّور العلميّة.

هذا ما ذكره قدّس سرّه ببيانٍ مني في شرح الأدلّة على الحقّ تبارك وتعالى.

وأمّا الحقل الثاني وهو مجال الحكمة، فإنّ كثيرًا من أهل العلم خاض بحرَ الفلسفة ولكن أخذته الهيبة والخشوع منه وصعب عليه السيطرة على أمواجه المتلاطمة فأذعن بتراثه كما يذعن بالوحي مع أنّ بعض نظريّات الفلسفة ممّا لم يدعمها البرهانُ القاطع بل جاءت مصادمة لظاهر النّصّ السّاطع كقولهم - أي الفلاسفة - بأنّ تقدّم الخالق عزّ وجلّ على الوجود الإمكاني تقدّم العليّة بينما ظاهر النّصوص أنّه من قبيل الخالقيّة والإبداع ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ [غافر: 62] كما ورد عن الصّديقة الشّهيدة فاطمة الزّهراء عليها السّلام: ”ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها“

وكقولهم بأنّ إرادته جلّ وعلا علمه بالنظام الأصلح بينما ظاهر النّصوص أنّ إرادته فعله، وكقولهم بخضوع الإيجاد الإلهي لقاعدة أنّ الواحد لا يصدر منه إلا الواحد ولذلك اضطروا للقول بنظريّة العقول العشرة مع أنّ مستند قاعدة أنّ الواحد لا يصدر منه إلا الواحد كون المعلول وجودًا نازلاً للعلة والحال أنّ نسبة الباري عزّ وجلّ ليست نسبة العلة للمعلول بل نسبة الفاعل لفعله فلا يكون إيجاده خاضعًا لهذه النظريّة.

وكقول جمعٍ منهم - من الفلاسفة - بأصالة الوجود وحده مع أنّ من القضايا الحقانيّة الصّادقة عقلاً ما ليس له وعاءٌ في ساحة الوجود لا الذهني ولا الخارجي كإذعان العقل بامتناع اجتماع النقيضين، وإذعان العقل بالإمكان الماهوي ونحو ذلك من القضايا ممّا يفرض علينا القول بأنّ لوح الواقع أوسع من لوح الوجود الخارجي.

وهذا الاختلاف بين بعض النّظريّات الفلسفيّة وبين ما قضى به الوجدان في بعض الموارد وقضت به النّصوص المعتبر في مواردَ أخرى ممّا حدى ببعض العلماء كالميرزا مهدي الأصفهاني المشهدي قدّس سرّه والسّيّد المرجع السّيّد عبد الأعلى السّبزواري وغيرهم ومنهم الشّيخ الأوحد قدّس سرّه على التّركيز على استقاء هذه المعارف الوجوديّة من عين الوجود ومنبع الفيض بتمام مراتبه وأصقاعه وهو نبع أهل بيت الوحي والعصمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لا من كلمات غيرهم من الفلاسفة اليونانيّين أو غيرهم.

ومن الأمثال الواضحة على ذلك من كلامه قدّس سرّه ما ذكره في تقسيم الوجود بلحاظ أنّ الشّيء إمّا صانعٌ أو صنعٌ أو مصنوعٌ:

فالأوّل: هو الوجود الحقّ الواجب، الذات البحت، المجهول النعت.

والثاني: وهو الصّنع، هو الوجود المطلق الذي لا يتوقف على شرطٍ وهو التعيّن الأوّل المعبّر عنه في النّصوص الشّريفة بالمشيئة: ”خلق الأشياء بالمشيئة، وخلق المشيئة بنفسها“ وهذا الوجود المطلق هو الرّحمة الكليّة المستفادة من قوله عزّ وجلّ: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه: 5] وهو الحقيقة المحمّديّة على بعض الآراء المكنونة هذه الحقيقة في قوله جلّ وعلا في الحديث القدسي: ”فأحببتُ أنْ أعرف“ فهو خيط المحبّة صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيّبين الطاهرين.

وهذا القسم من الوجود المعبّر عنه بالوجود المطلق هو عالم الأمر الذي أشارت إليه الآية المباركة: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ [الأعراف: 54] كما أنّ فعله جلّ وعلا بلحاظٍ آخر وبتقسيم آخر ذو منازل، أوّلها المشيئة التي هي بالنسبة لغير الله عبارة عمّا يبدو للفاعل من الفعل، وأمّا بالنسبة لله فمشيئته هي الفعل الذي يكون به الشّيء شيئًا مذكورًا ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا [الإنسان: 1]

وثانيهما الإرادة وهي في غير الله عزّ وجلّ هي العزيمة على ما شاء، وأمّا بالنسبة للباري تبارك وتعالى فإرادته ما تلزم به الماهية للوجود وتكون حدًا وموضوعًا للوجود،

والمنزل الثالث من فعله التقدير وهو إيجاد الحدود كما قال عزّ وجلّ: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر: 49] المحقّق للخلق الثاني بعد الخلق الأوّل بالمشيئة.

ورابعها القضاء وهو إتمام ما قدّر كما في إتمام المادّة الهيولائيّة بالصّورة المرادة لها كما قال عزّ وجلّ تعبيرًا عن هذه المرحلة وهي مرحلة القضاء: ﴿فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ [فصلت: 12].

وخامس هذه المنازل الإمضاء الذي تكون نسبته للأعمدة الأربعة السّابقة نسبة البيان فالأعمدة الأربعة السّابقة مقوّمات الوجود لكنّ بيان هذه المقوّمات يتمّ بالإمضاء فهو إظهار الأشياء بجميع ما لها من العلل وما عليها من المعلولات لتصبح بذلك دليلاً ومدلولاً عليه.

وأمّا القسم الثالث من الوجود فهو الوجود المقيّد، لأنّه المادّة الأولى لكلّ مخلوق التي تفتقر في مقام التعيّن للصّورة وهذا القسم المعبّر عنه بلحاظ مقام الظهور والبروز بالنور كما عن أمير المؤمنين عليه السّلام: ”إنّ أوّل ما خلق الله النور“ وهو المعبّر عنه بلحاظ قابليتّه لأنْ يتصوّر وأنْ يتشأن بصورٍ وشؤونٍ مختلفةٍ بالماء كما يتشكّل الماءُ بصورٍ مختلفةٍ، قال عزّ وجلّ: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ [الأنبياء: 30]

وأوّل هذا القسم من الوجود المقيّد الدرّة وهي العقل الكلي الذي أشار إليه المصطفى بقوله: ”أوّل ما خلق الله عقلي، وآخره الذرّة والهباء“، هذا بالنسبة لما ذكره في مجال علم الحكمة.

وأمّا الحقل الثالث الذي طرقه، وهو مجال علم الكلام المتضمّن لمعارف العقيدة خصوصًا ما يرتبط بالعقيدة بمقام أهل بيت الوحي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فقد طرح فيه الأوحدُ قدّس سرّه بعضَ المقامات العليّة للنبي فقد ورد في النّصوص الشّريفة أنّ المصطفى أوّل صادرٍ فسبقه على عالم الوجود بجميع مراتبه سبقٌ حقيقيٌ وبذلك اتّصف المصطفى بكونه علة مادّيّة للوجود، وهذا لا يختصّ بالشّيخ الأوحد فقد أشار إليه العلامة الحجّة الشّيخ علي الجشي القطيفي قدّس سرّه في منظومته عندما قال:

كلّ نورٍ في ساحة الكون بادي

أحمد  المصطفى من الله iiقدمًا

 
هو  من  فضل نور خير العباد

قبل    خلق    الآزال   iiوالآبادِ

كما أنّ جميع المظاهر والتجليات البارزة في عالم الوجود التي تحكي عظمة الخالق جلّ وعلا انعكاسٌ للصّور القائمة بعالم المشيئة والوجود المطلق، وحيث إنّ عالم الوجود المطلق هو الحقيقة المحمّديّة فالصّور في هذا العالم انعكاسٌ لصورٍ في الحقيقة المحمّديّة فلذلك كان نور المصطفى علة صوريّة للوجود، وهذا ما أشار إليه ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السّلام في وصف النبي : ”نورٌ أشرق من صبح الأزل فيلوح على هيكل التّوحيد آثاره“.

وحيث إنّه ثبت لنبي الله عيسى عليه السّلام العليّة الفاعليّة غير المستقلة المفوّض إليها من قبل الله بتفويض إذني لا بتفويض عزلي كما هو المستفاد من قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي [المائدة: 110] فإذا ثبت ذلك للمسيح عيسى بن مريم عليه السّلام ثبت للمصطفى بمقتضى كونه أفضل الخلق وأشرفهم بالضّرورة.

وبما أنّ المستفاد من حديث الكساء وزيارة الجامعة وغيرها من النّصوص أنّه العلة الغائيّة للوجود المعبّر عنها في قول الله عزّ وجلّ في الحديث القدسي: ”لولاك ما خلقتُ الأفلاك“ كان مقامه جامعًا للعلل الأربع باختلاف الجهات والحيثيّات وقد أشار إلى جامعيّة المصطفى لهذا المقامات المحقق الأصفهاني أستاذ سيّدنا الخوئي قدّس سرّه ولم يختص ذلك بالشّيخ الأوحد قدّس سرّه، حيث قال الأصفهاني في منظومته المعروفة:

أشرق   كالشمس   بغير  iiحاجب

أو   من   سماء  عالم  iiالأسماء

لقد      تجلى     مبدأ     المبادي

هو  التجلي  التام والمجلى iiالأتم

أبو   العقول   والنفوس  والبشر

أصل   الأصول  فهو  علة  العلل









 
من مشرق الوجوب نور الواجب

نور       المحمّديّة       iiالبيضاء

من   مصدر   الوجود   iiوالإيجادِ

ومالك   الحدوث   سلطان  iiالقدم

وقوّة   القوى   وصورة  iiالصور

عقل   العقول   فهو   أول  الأول

وما أفاده قدّس سرّه من حيث العلة الماديّة والعليّة الغائيّة تامٌ لا يشكّك فيه أحدٌ من علماء الإماميّة، وأمّا من جهة العليّة الصّوريّة فربما تفتقر عند بعض العلماء إلى شواهدَ أوضح ممّا ذكر من الشواهد، وأمّا من جهة العليّة الفاعليّة فما قام عليه الدّليل القاطع والواضح هو كونهم عليهم السّلام علة فاعليّة بمعنى أنّهم واسطة الفيض والشّرط المتمّم لقابليّة القابل، لا العلة الفاعل بمعنى المقتضي أو الشرط المصحّح لفاعليّة الفاعل، والحديث عن مقامات الأئمة المعصومين عليهم السّلام ممّا يجفّ عنه قلمُ الوجود.

قال عزّ وجلّ: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا [الكهف: 109]، نسأل الله تعالى أنْ يبصّرنا بعيوب أنفسنا، وأنْ يوفقنا لاستفاضة معرفة مقامات واسطة الفيض محمّدٍ المصطفى وآله المعصومين، وأنْ يرزقنا لطف علومهم في الدّنيا وبرد شفاعتهم في الآخرة.

والحمد لله ربّ العالمين

والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمّدٍ وآله الطيّبين الطاهرين.