تفرد الإمام الرضا (ع) بقبول ولاية

بسم الله والصلاة على المصطفى وآله الطاهرين..

لقد تفرد الإمام الرضا من بين آبائه بقبول ولاية عهد المأمون العباسي مما أثار السؤال بأن قبوله سوف يضفي شرعية على حكومة المأمون...

لكن الامام الرضا أجاب عن ذلك في عدة روايات بأن هناك جانب سلبي مهم وهو استفادة المأمون إعلامياً من هذه الخطوة، ولكن هناك جانب إيجابي أهم وبيان الجانب الايجابي أنه في ذلك الزمن كان أغلب علماء الأديان والمذاهب مرتبطين ببلاط الخلافة من أجل تأمين لقمة العيش، فرأى الإمام الرضا أن أسلوب الدعوة لمذهب أهل البيت لا يتم إلا بإجراء حوار فكري مع هؤلاء العلماء وإفحامهم من أجل نشر المذهب، وحيث لا يمكن تحقق الحوار بالشكل الجامع إلا من خلال السلطة، لذلك كان قبول ولاية العهد طريقاً لهذا المشروع المهم...

ولذلك نقل الطبرسي في كتاب الاحتجاج أن أكثر الأئمة حواراً مع علماء الأديان والمذاهب هو الرضا ، ونقل عنه كثيراً من الحوارات في فترة ولايته وببركة قبوله للولاية انتشر التشيع في أرجاء إيران وما حولها...

فالرضا قدم الأهم وهو نشر المذهب على المهم وهو استفادة المأمون من قبوله الولاية، فهو نظير النبي يوسف الذي قبل ولاية عهد الملك الكافر من أجل نشر التوحيد في أرض مصر مضافاً إلى أن الرضا اشترط على المأمون أن لا يدخل الإمام في أمور الحكم كي لا يستفيد المأمون منه شيئا..