في ظلال خطاب الحسين (ع)

تحرير المحاضرات

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته.

ورد عن النبي أنه قال: ”حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا وأبغض الله من أبغض حسينا حسين سبط من الأسباط“

حديثنا حول الثورة الحسينية في محورين، في أهداف هذه الثورة، وفي خصائص قائد الثورة:

المحور الأول: أهداف هذه الثورة ومعالمها

نرجع إلى خطابات الإمام الحسين نفسه كيف تحدث عن حركته وثورته، الحسين بن علي وضع هدفا عاما ثم فصل هذا الهدف العام إلى أهداف خاصة.

الهدف العام: فقد صرح به حينما كتب رسالته إلى أخيه محمد بن الحنفية قائلا له: ”إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر“ فهو بهذه الفقرة المختصرة أوضح أن هدفه هو هدف القرآن ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وقال الله عز وجل: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ فيريد الحسين أن يقول ليس هدفي خارجا عن نطاق هدف القرآن الكريم، أريد أن أصلح في أمة جدي عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الحسين في عدة مواقع طرح أهدافا خاصة كأمثلة ومصاديق لهذا الهدف العام الذي رسمه:

الهدف الأول: تربية الأمة على مبدأ العزة

الحسين في أول يوم عرض عليه والي المدينة من قبل يزيد بن معاوية أن يبايع يزيد بن معاوية وإذا بايع سينجو، الحسين من أول يوم أعلنها قال: ”يا أمير إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح الله بنا يختم ويزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل للنفس المحترمة معلن للفسق ومثلي لا يبايع مثله“ فهو بهذا رسم الطريق أمام الأمة الإسلامية، أن عزتها في عدم خضوعها ليزيد بن معاوية، وفي يوم عاشوراء أعاد هذا الهدف مرة أخرى قال: ”ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وجذور طابت وحجور طهرت وأنوف حمية ونفوس أبية أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام“ وهو بهذا يطبق مبدأ قرآنيا لم يأتي بشيء خارج القرآن ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ رسم مبدأ العزة إلى الأمة، وأراد تربيتها على هذا المبدأ، فإن تربيتها على مبدأ العزة هو طريق من طرق الإصلاح في أمة جده رسول الله .

الهدف الثاني: تربية الأمة على رفض الظلم والطغيان مهما كان مصدره

الحسين أصر على هذا الهدف وكرره في عدة مواقع، قال من جملة ماقال: لقد سمعنا ممن قد سمع عن رسول الله أنه قال: ”من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء ربه ألا وإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما“ وكان يقول صلى الله عليه وعلى جده وأبيه وأمه والتسعة من بنيه: ”ألا فمن كان فينا باذلا مهجته موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحل مصبحا إن شاء الله تعالى“.

الهدف الثالث: القيادة الرشيدة

أصر الحسين على أن تبحث الأمة عن القيادة الرشيدة، أصر الحسين على أن يزيد بن معاوية لا يمثل القيادة الرشيدة، ولابد للأمة أن تبحث عن القيادة الرشيدة، فكان يقول: ”ولعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب القائم بالقسط الدائن بدين الحق الحابس نفسه على ذات الله“ هذا هو الإمام وهذا لا يتجسد في يزيد بن معاوية ثم قال: ”ألا وإني زاحف بهذه الأسرة مع قلة العدد وخذلان الناصر وأيم الله لا تلبثون بعدها إلا كريثما يركب الفرس حتى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور عهد عهده إلي أبي عن جدي رسول الله

المحور الثاني: معرفة خصائص القائد طريق لمعرفة الثورة نفسها ماهي خصائص قائد الثورة، ملامحه، ومعالمه

الحسين بن علي لخص خصائصه ومواصفاته في خطابه الذي ألقاه في مكة المكرمة عند خروجه إلى العراق، فقال: ”خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف وخير لي مصرع أنا لاقيه كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلا بين النواويس وكربلا فيملأن مني أكراشا جوفا وأجربة سغبا لا محيص عن يوم خط بالقلم رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين لن تشذ عن رسول الله لحمته وهي مجموعة له في حظيرة القدس تسر بهم نفسه وتقر بهم عينه ألا فمن كان فينا باذلا مهجته موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحل مصبحا إن شاء الله“

هذا الخطاب تضمن عدة مضامين:

المضمون الأول: الواقعية

قائد يتعامل بواقعية لا يخدع لا يغش لا يتلون، قائد يتكلم بصراحة وواقعية يقول طريقي طريق الموت ليس لدي طريق آخر ”خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة“ في هذه العبارة يشبه الموت بالقلادة، الموت محيط بالإنسان كما تحيط القلادة بعنق الفتاة ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ الموت محيط بالإنسان إنما إذا مات الإنسان عن مغفرة أو عن شهادة كان الموت وساما رائعا عبر عنه القرآن الكريم ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ وإذا كان الموت عن معصية أو عن ظلم فإنه طوق من النار كما ذكر القرآن الكريم في قوله عز وجل: ﴿الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا.

المضمون الثاني: وله الحسين إلى الشهادة

عندنا حب وعندنا عشق وعندنا وله، الوله أشد، الحب: ميل الإنسان إلى شيء معين، العشق: تعلق القلب بذلك الشيء بحيث لا ينساه ولا يفارق ذكره، وأما الوله: فهو أن تتفاعل جميع قواك وجميع جوانحك بهذا الشيء دائما تلهج بذكره وتتصوره.

كان الحسين ولها بالشهادة، ولها باللحوق بأجداده وأسلافه ”وما أولهني إلى أسلافي“ أسلافه محمد ، علي ، فاطمة ، حسن ”وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف“ شوق القائد إلى الشهادة يعطي أتباعه تحفيزا، وحماسا، ولهيبا نحو الهدف الذي يريد الوصول إليه.

المضمون الثالث: تمثيل الإرادة الإلهية

قال : ”وخير لي مصرع أنا لاقيه كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلا بين النواويس وكربلا“ العسلان تعني الذئاب، يعني أن الذين قتلوا الإمام الحسين كانوا ذئاب جائعة للمال والدراهم، متعطشة لإراقة الدماء ”عسلان الفلا بين النواويس وكربلا فيملأن مني أكراشا جوفا وأجربة سغبا“

كيف يمثل الإرادة الإلهية؟

كلمة ”وخير لي“ هذه الفقرة نستطيع قراءتها ”وخِيرَ لي“ ونستطيع قراءتها ”وخَيرٌ لي“

”وخِيرَ لي“ أي أن هذا المصرع اختيار من الله عز وجل، أي من إرادته، الإرادة الإلهية على قسمين:

1 - إرادة تكوينية، كما في قوله تعالى: ﴿إنَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئًا أن يقولَ لَهُ كُنْ فَيَكون.

2 - إرادة تشريعية، وهي تشريع الأمر والنهي، كما في قوله عز وجل: ﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ الحسين عندما قال: ”شاء الله أن يراني قتيلا شاء الله أن يرى النساء سبايا خير لي مصرع أنا لاقيه“ يقصد الإرادة التشريعية أي أنه مأمور بذلك لا سبيل لإصلاح أمر الأمة إلا بأن يتقدم بهذه الخطوة كما قال لأخيه محمد بن الحنفية: ”لقد أمرني رسول الله بأمر وأنا ماض فيه“.

ويمكن قراءتها ”وخَيرٌ لي مصرع أنا لاقيه“ أي أن مصرعي هذا خير لي وإذا كان خيرا لي فهو خير للأمة بأسرها، كيف ذلك؟

مصرع الحسين حرك الثورات، قبل مصرع الحسين كانت إرادة الأمة مغلفة، كان ضمير الأمة ميتا، كانت الحركة خامدة، كان الناس في عهد معاوية يطلبون قوتهم ورزقهم ليسلموا على أنفسهم، لكن الذي حرك إرادة الأمة وأيقظ عزائمها وبعثها نحو مواجهة الأمويين آن ذاك هو دم الحسين ، عندما قتل الحسين ثار أهل الكوفة، ثورة عبيد الله بن عفيف الأزدي كانت أول ثورة، ثورة أهل المدينة في معركة فخ بقيادة عبيد الله ابن حنظلة في وقعة الحرة، الثورة الثانية ثورة التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي، الثالثة ثورة المختار الثقفي، ثورة زيد ابن علي، ثورة الحسين بن علي صاحب معركة فخ إلى أن سقط عرش الأمويين بكثرة الثورات والحركات التي كانت تنطلق من قبر الحسين، من ضريح الحسين

لذلك اعتبر مصرع الحسين خيرا للأمة ”وخير لي مصرع أنا لاقيه“ وهذه الحقيقة تحدثت عنها العقيلة زينب للإمام زين العابدين لما أرادوا الخروج من كربلاء مروا على جسد الحسين وكان صريعا على الأرض التفتت زينب إلى ابن أخيها تخبره أن هذا الجسد سيكون له شأن عظيم قالت يا ابن أخي: حدثني أبي أمير المؤمنين عن جدي رسول الله قال: ”إن الله أخذ ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة الأرض وهم معروفون عند أهل السماوات أن يجمعوا هذه الأعضاء المفرقة والأجساد المضرجة فيوارونها وينصبون بالطف علما لقبر أبيك الحسين لا يدرس أثره ولا يعفى أمره بكرور الليالي والأيام وليجهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة على طمسه وعلى محوه فلا يزداد أثره إلا سموا ولا يزداد أمره إلا علوا سيبقى قبره قبلة للثائرين“

وهذا ما تحدث عنه الإمام الصادق يقول معاوية بن وهب دخلت على الصادق يوم عاشوراء وكان في مصلاه فسمعته يدعو ويقول: ”اللهم اغفر لي ولإخواني ولزوار قبر جدي الحسين الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم رغبة في برنا اللهم إنك تعلم أن أعدائنا عابوا عليهم خروجهم فلم يمنعهم ذلك من الشخوص إلينا“ ثم قال: ”اللهم ارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس وارحم تلك الخدود التي تقلبت على حفرة أبي عبدالله وارحم تلك العيون التي جرت دموعها حسرة لنا وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت من أجلنا وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا“.

المضمون الرابع: التسليم

”لا محيص عن يوم خط بالقلم“ هذه الفقرة إشارة إلى التسليم، التعلق بالله عز وجل له مراتب ثلاث:

المرتبة الأولى: التوكل، بمعنى أن تثق بالله أن لا يفعل بك إلا ما هو صلاحك ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.

المرتبة الثانية: الرضا، أن تطمئن لقضاء الله وقدره، قال تعالى: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي.

المرتبة الثالثة: التسليم وهي أعلى المراتب، التسليم: أن تبذل كل ما عندك في سبيل رضا الله عز وجل الحسين يعبر عن مرتبة التسليم ”لا محيص عن يوم خط بالقلم“ ويقول يوم عاشوراء: ”اللهم رضا بقضائك وتسليما لأمرك يا غياث المستغيثين“.

المضمون الخامس: الإمامة

الحسين يعبر عن مواصفات الإمامة يقول بطريقة غير مباشرة أنا إمام وإن مواصفات الإمامة متوفرة في شخصي، مواصفات الإمامة أهمها مؤهلان:

المؤهل الأول: العصمة

”رضا الله رضانا أهل البيت“ تعبير عن العصمة، لأنهم معصومون عن الزلل، فإذا كان المورد مورد رضا الله فهو مورد رضانا.

المؤهل الثاني: قوة الإرادة

الإمام من مواصفاته أنه أقوى الناس صبرا وأشدهم إرادة وحزما، كما كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، أيضا القرآن الكريم عندما تحدث عن أئمة بني إسرائيل قال: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ الحسين يشير إلى صبره، يقول: ”نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين“.

المضمون السادس: الحسين يتحدث عن امتداد الرسالة

يقول نحن امتداد لجدنا رسول الله ”لن تشذ عن رسول الله لحمته بل هي مجموعة له في حظيرة القدس تسر بهم نفسه وتقر بهم عينه“ ثم يعبر عن القيادة الأبوية الرحيمة ”ألا فمن كان فينا باذلا مهجته موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحل مصبحا إن شاء الله تعالى“

طارق بن زياد عندما أراد جنوده أن ينقضوا ويقاوموا، تجاوز بهم البحر وأغرق السفن وأحرقها، وقال لهم: البحر من ورائكم والعدو أمامكم ولا مجال لكم إلا القتال، فقاتلوا مضطرين مكرهين، أما الحسين بن علي فأراد أن يقاتل أصحابه عن رغبة وحب للشهادة، وإقبال وقناعة لا عن إكراه، لذلك قال: ”ألا فمن كان فينا باذلا مهجته موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحل مصبحا إن شاء الله تعالى“ وقال في ليلة عاشوراء: ”هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وليأخذ كل رجل منكم يد رجل من أهل بيتي وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم فإن القوم لا يريدون غيري ولو حصلوا علي للفوا عن غيري“

وسامته     يركب     إحدى     iiاثنتين

فإما     يرى     مذعنا     أو    تموت

فقال      لها      اعتصمي      بالإباء

وأضرمها         لعنان         iiالسماء

تزيد       الطلاقة       في       iiوجهه

إلى     أن     قضى     للعلى    iiحقها

ترجل       للموت       عن      iiسابق

فما     أجلت    الحرب    عن    iiمثله

عفيرا      متى      عاينته      iiالكماة

فأبى     أن     يعيش     إلا    iiعزيزا

كيف    يلوي    على    الدنية    iiجيدا

فتلقى            الجموع            iiفردا

وطفت      بقبرك      طوف     الخيال

وقد            طارت           iiالذكريات

كأن     يدا    من    وراء    iiالضريح

تمد        إلى       عالم       iiبالخنوع

لتبدل       منه      جديب      iiالضمير

تعاليت      من      مفزع     iiللحتوف

تلوذ       الدهور       فمن       iiسجد

وأبنت      للأجيال      حين      يلزها

جثث    الضحايا    من   بنيك   iiتريهم







































 
وقد      صرت      الحرب     iiأسنانها

نفس       أبى       العز       iiإذعانها

فنفس        الأبي       وما       زانها

حمراء            تلفح           iiأعنانها

إذا       غير       الخوف      iiألوانها

وشيد           بالسيف           iiبنيانها

له       أخلت       الخيل       iiميدانها

صريعا           يجبن          شجعانها

يختطف          الرعب          iiألوانها

أو    تجلى    الكفاح    وهو    صريع

لسوى    الله    ما    لواه    iiالخضوع

ولكن كل عضو في الروع منه جموع

بصومعة          الملهم         iiالمبدع

بقلبي        إلى        عالم       iiأرفع

حمراء          مبتورة          iiالإصبع

والضيم       ذي      شرق      iiمترع

بآخر          معشوشب          iiممرع

وبورك       قبرك       من      iiمفزع

على        جانبيه       ومن       ركع

عنت   الثرى  ويضيق  فيها  iiالمهرب

أن     الحقوق    بمثل    ذلك    تطلب

الحسين بن علي فجرها صرخة مدوية بقي امتدادها إلى أبد الدهر، وكانت تلك المجزرة الوحشية وتلك المذبحة العظيمة التي اقترفها الأمويون وأتباعهم في الكوفة، قاموا بتلك المجزرة الشنيعة في ذرية رسول الله وقد خاطبهم الحسين وقال لهم يوم عاشوراء: ”يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين فارجعوا لأحسابكم إن كنتم عربا“.