التأمل في تاريخ الأئمة الطاهرين

بسم الله والصلاة والسلام على النبي وآله وبعد..

فإذا تأملنا تاريخ الأئمة الطاهرين نجد أن العلاقة بين أدوارهم هي علاقة التكامل بحيث يكون دور السابق منهم ممهداً لدور اللاحق، فلولا المتأخر لكان دور المتقدم لغواً وبالعكس فلولا صلح الحسن لما وجد الحسين قاعدة من الأنصار لثورته، ولولا ثورة الإمام الحسين لكان صلح الإمام الحسن بلا هدف، ولولا الدور الإعلامي للأئمة بعد الحسين لتبخرت ثورة الحسين ...

ومن هنا يتبين لنا بوضوح دور الإمام العسكري فإن غيبة الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف حدث جديد على التشيع فما لم يمهد له يقع ارتداد عن المذهب من قبل أغلب الشيعة...

لذلك ركز على التمهيد للغيبة بعدة خطوات منها إرجاع الأمة للفقهاء ليعتادوا على ذلك ومنها تغيبه عدة مرات وجعل الوساطة بينهم وبينه كالعُمَري مثلاً، ومنها اعتماد المكاتبات في أجوبة المسائل ومنها الحديث عن الغيبة وتحفيز الشيعة على استقبالها بصبر وحزم ووحدة فلذلك كان للإمام العسكري أكبر الفضل على غيبة الامام المهدي وحفظه عن الأعداء وربط المسلمين به...

ونسأل الله أن يوفقنا للسير على هداهم وصلى الله على محمد واله الطاهرين