العلامة المنير: يطالب بمواثيق اجتماعية وتجريم الطائفية لاجتثاث الفكر التكفيري

شبكة المنير
العلامة المنير

دعا العلامة السيد منير الخباز لاجتماع العقلاء من السنة والشيعة من أبناء الوطن والتربة التي عاشوا عليها منذ قرون للمحافظة على النسيج الاجتماعي للقضاء على بؤر الطائفية.

وطالب بالإحساس بالمسؤولية اتجاه هذا التراب والمجتمع وعدم التغاضي عن حادثة الاعتداء على حسينية المصطفى بقرية «الدالوة» بمحافظة الأحساء والتي أسفرت عن شهادة 7 مواطنين.

وشدد في محاضرته التي ألقاها في ليلة الحادي عشر من محرم والتي حملت عنوان «الشهادة في القرآن الكريم» على ضرورة المساهمة بعمل جلسات وحوارات وزيارات متبادلة ومشتركة بين أبناء الوطن الواحد والمجتمع الواحد في سبيل أن يكون هناك مواثيق اجتماعية للقضاء على البؤر والإثارات والاستفزازات الطائفية.

وأردف قولًا في حديثه عن الخطوة الاجتماعية والتي تمثل إحدى سبل العلاج بأنه لا يمكن إلغاء السنة أو الشيعة من أبناء هذه التربة.

وأكد بأن العلاج الأمني المتمثل بالرقابة والتطويق للمنطقة بأسرها وتتبع كل «شاردة وواردة» على رغم ضرورته إلا إنه لا يكفي في علاج الجريمة.

وأشار إلى أن العلاج يفتقر لخطواتٍ أمنية واجتماعية، وقانونية تتمثل في تجريم كل من يدعو للطائفية ويتعامل مع أبناء الوطن بلغة التكفير والتحريض على الكراهية والحقد وإثارة النعرات الطائفية.

وبين حاجة المجتمع للخطوة الرابعة من العلاج والتي تتمحور حول العلاج الثقافي من اجتثاثٍ للفكر الطائفي واللغة التكفيرية.

وتحدث بأن هذه الكتب التي تتحدث عن «الروافض، الكفار، المشركين وأهل البدع» هي منشأ هذه الخطوة التكفيرية.

وقال «عندما تكون هنالك مشاريع فكرية من أجل تغيير لغة التكفير سنستطيع بأن نقول بأننا وضعنا أيدينا على الجرح ووصلنا لعلاجه».

وحذر من الاستجابة لهذا المشروع الذي يهدف لاستدراج الشيعة من أجل المبادرة بالرد نافيًا الاعتقاد بأنهم يمثلون الأخوة السنة قائلًا «هم لا يمثلون إلا الفكر التكفيري والأخوة السنة منهم براء».

واستشهد على ذلك بالتغريدات الكثيرة من الإخوان السنة ممن أدانوا الجريمة وطالبوا بسن قوانين تعالج مثل هذه الاستفزازات الطائفية مشيرًا إلى أنهم ارتكبوا جرائم في حق الشيعة والسنة في العراق ولبنان.

وحمَّل الفكر والخط التكفيري مسؤولية تربية هؤلاء الثلة وتنميتهم وإنتاجهم.

وأشاد العلامة المنير بما يحمله الشيعة من ذكاءٍ ونظرة بعيدة عن الوقوع في الاستدراج والاسترسال في أتون الاقتتال الطائفي والاستفزازات الطائفية.

ووصف الحادثة بالمشروع «الخبيث» الذي يرمي للقضاء على النسيج الاجتماعي وإشعال نار الاحتراب الطائفي بين أبناء التربة الواحدة والمجتمع الواحد الذي يضم السنة والشيعة منذ مئات السنين ممن كانوا يعيشون بتآخٍ وتزاور وعلاقاتٍ اجتماعية أخوية.

وأدان ما أسماه بالجريمة البشعة التي تتنافى مع الرحمة الإنسانية بكل المقاييس والموازين الشرعية والقانونية والأعراف الدولية والقيم الإنسانية.

وقدَّم تعازيه لصاحب العصر والزمان وعلماء المنطقة في الأحساء والقطيف والبحرين وجميع الأهالي في المنطقة وذوي الضحايا والشهداء، وهنأ الشهداء و«الصفوة الذين عرجت أرواحهم في ليلة المعراج في ليلة عاشوراء مع الملائكة والشهداء والمؤمنين وملايين الأرواح التي تخيم بقبر الحسين» ممن استشهدوا في سبيل مبادئهم.

كما تطرق لمفهوم الشهادة في محاضرته والتي عرفها بـ «نيل الشيء وحفظه»، وعدَّدها لقسمين: «الحفظ الحسي» المتمثل برؤية جريمة أو عمل معين، «والحفظ الوجداني» المتمثل بمرور خاطرة معينة من فرحٍ أو حزنٍ أو حبٍ أو بغضٍ.

وقسَّم الشهادة بحسب التنظير الفقهي القانوني لشهادتي «التحمل» المراد بها استدعاء الشهود عند الرغبة في كتابة وصية أو مبايعة مع شخص أو «الأداء» والتي تعني الشهادة اللفظية لإثبات حقٍ أو حدث.

وذكر بأن الشهادة اللفظية هي المعتبرة والمقدمة على غيرها في إثبات الحقوق لكونها أكثر دقة في تحديد الأمر المشهود عليه من غيرها من أنواع الشهادات.

وصنَّف الشهادة بالمنظور القرآني إلى شهادة ملكية والتي أشار إليها بالشهادة بالعنصر الشكلي والصوري للعمل، وشهادة ملكوتية والتي تعنى بحقيقة العمل وواقعيته، وقال بأن كل موجود من الموجودات له عنصر ملكي وعنصر ملكوتي.

ومثَّل بالشهادة الملكوتية بعدة أمثلة من القرآن كشهادة الرسل والأنبياء بحقائق الأعمال، وشهادة الجوارح، وشهادة الله بالوحدانية والرسالة.

وأشار إلى أنواع الشهادة بالمنظور الفلسفي والمتمحورة في النباتية المفتقدة للإحساس والإرادة، والحيوانية والمتمثلة بالإحساس والإرادة، والإنسانية المعنية بحياة العقل والتفكير والتي تعد من أرقى أنواع الحياة.

وأضاف بأن الشهادة الإنسانية تنقسم لحياة خَلقية وهي عالم المادة والدنيا، وحياة أمرية وهي عالم الأرواح قبل المجيء للدنيا وبعد فراقها.

وقال بأن الحياة الأمرية تنقسم لحياة انفصالية وهي التي تشمل أغلب الناس الموتى ومن بينهم المؤمنين الورعين الأتقياء وذلك بانفصالهم عن المادة والأرض لعالمٍ آخر بمجرد إغماض أعينهم.

وعرج للحياة الاتصالية والتي يحظى بها قسم من الموتى ممن لا ينقطعون عن الأرض وتظل ترفرف أرواحهم عليها ويشرفون على المجتمع البشري وهم متصلين بهم في عالم البرزخ وهم الشهداء المقتولين في سبيل الله سواءً في موكب أو معركة أو حسينية وهم يمارسون طاعة الله.

وأشار حفظ وحدة المجتمع في سبيل أن يمثل الشيعة آدب الائمة ومنهجهم اذ لم يكونوا رموز حرب وطائفية واقتتال بل كانوا يمثلون الابوة الرحيمة لكل المسلمين شيعة وسنة ويتعاملون مع الجميع بالشفقة والرحمة والعناية..