نص الشريط
خطر لغة التكفير
المؤلف: سماحة السيد منير الخباز
المكان: مسجد الإمام علي (ع) بالقطيف
التاريخ: 27/9/1429 هـ
مرات العرض: 3597
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (1209)
تشغيل:

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ

كلامنا في مسألة الإمامة في عدة مطالب:

المطلب الأول:

في نفي بعض الشبهات عن كون الإمامة جعلاً إلهياً وتنصيب إلهياً.

الشبهة الأولى:

أننا ذكرنا في ما سبق أن الدليل العقلي والنقلي قائم على أن الإمام جعل إلهياً وتنصيبا إلهياً كما في قوله تبارك وتعالى: ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًاوكما في قولة تعالى: ﴿وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا فهذه الآيات تدل على أن الإمامة جعل من الله، ربما يقال هنا بأن هناك آيات أخرى عبرت بالجعل مع أنه ليس هناك نص وتنصيب مثلاً قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّار، فهناك من هم أئمة يدعون إلى النار أئمة ضلال وقد دلت الآية على أن الله جعلهم أئمة يدعون إلى النار وليس الجعل هنا بمعنى التنصيص والتعين من قبلها تبارك وتعالى إذ لا يعقل أن الله ينصب أئمة يدعون على النار فإن هذا أضلال إلى العباد وأضلال العباد ظلم، والظلم لا يصدر منه تبارك وتعالى فما معنى ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّار، إذن التعبير بالعجلفي القرآن لا يدل على التنصيب لأنه أستخدم في موارد ليس فيها تنصيب ولا تعين كما في جعل الأئمة الذين يدعون إلى الضلال أو يدعون إلى النار؟!

الجواب عن هذه الشبه: يحتاج إلى بيان أمرين:

الأمر الأول:

هناك عدة آيات في القرآن تنسب الفعل إلى الله تبارك وتعالى كما في قوله تعالى: ﴿يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وظاهروه أن الظلال من قبل الله تبارك وتعالى مع أن الضلال لا يتصور صدوره منه جل وعلى مثلاً قوله تعالى: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًاظاهروه أن الهلاك من الله تبارك وتعالى: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا...هذه الموارد التي تنسب الفعل إلى الله كالضلال كالإهلاك المراد من نسبتها إلى الله أنه مصدر أعدادها لكن بشرط إرادة الإنسان، أي أن الإنسان إذا أرد أن يضل، إذا أرد أن ينحرف الله يمنع عنه الفيض يمنع عنه فيض الرحمة يمنع عنه فيض الهداية لأنه أرد أن يضل وأرد أن ينحرف تماماً كما لو أن الإنسان أراد الهداية الله يفيض عليه نبع الهداية قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَاإذا أراد الإنسان الهداية وصمم على الهداية يفتح له الله أبواب الهداية، يفتح له فيض الرحمة ونبع الرحمة، كذلك إذا أرد الإنسان الضلال وأصر على الضلال يحبسوا عنه فيض الرحمة، يحبسوا عنه نبع الرحمة فيضل ويتجاوز ويتعدى في ضلاله.

إذن هذه الآيات التي تقول: ﴿يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء يضله إذا هو أراد الضلال إذا الإنسان أراد الضلال يضله الله أضله الله يعني حبس عنه فيض الرحمة لأنه هو أراد الضلال هذا من أين نستفيد؟! من آيات أخرى من قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا أزاغوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْهم بدءوا البداية منهم لأنهم أردوا الزيغ حبس عنهم الفيض قال تعالى: ﴿فَلَمَّا أزاغوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وقال في آية أخرى: ﴿نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْلأنهم أعرضوا عن الله تبارك وتعالى أعرض عنهم حبس عنهم فيض الرحمة قال تعالى: ﴿نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ.

إذن الله تبارك وتعالى يقول إرادة العبد هي المحك أن أراد هداية فتحنا له الأبواب وأن أراد ضلال أعددنا له الضلال يعني حبسنا عنه الفيض والرحمة إلى أن يضل ويتجاوز ويتعدى عن ضلاله نحن نعد المقدمات والإرهاصات لمن أراد الهدايه ولمن أراد الضلال ولكن الإرادة منه قال تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ لأنه هو يريد الدنياوقصور وأموال وثورة قال تعالى: ﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا «18» وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا «19» كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا.

إذن إذا أراد العبد الفسق والضلالة أعدت له المقدمات يعني حبس الفيض فينحرف هذا معنى هذه الآيات﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّار، لأنهم أرادوا أن يكونوا أئمة الضلال، لأنهم أرادوا أن يكونوا شياطين الضلال، لأنهم أرادوا أن يكونوا أئمة الجور والانحراف حبسنا عنهم الفيض فترتبت لهم المقدمات فأصبحوا أئمة الظلال وأصبحوا يقودون أمم نحو الضلال ونحو الانحراف ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ، الجعل هنابمعنى الأعداد وحسب فيض الرحمة ونبع الرحمة تتهيأ المقدمات فيصبحوا ماذا؟ أئمة ظلال لأنهم أرادوا ذلك هذا هو الأمر الأول.

الأمر الثاني:

العجل بمعنى التنصيب والتعين قال تعالى: ﴿قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًايعني أنا أنصبك قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا يعني نحن نصبناهم نحن عيناهم الجعل ظاهر في التعين ولكن في هذه الآية ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّار، أنما حملنا الجعل وفسرنا الجعل بمعنى الأعداد، أعداد المقدمات وحبس الفيض ولم نفسره بالتعين والتنصيب لوجود قرينة عقلية وإلا لولا هذه القرنية العقلية لقلنا أن العجل بمعنى التعين ظاهر العجل في القرآن هو التعين والتنصيب إنما قلنا في هذه الآيةبأن العجل﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّاربأن العجل هنا بمعنى الأعداد لا بمعنى التنصيب والتعين لوجود قرينة جعلتنا نفسره بذلك والقرنية: هي أن الله لا يمكنه أن يعجل أئمة ضلال فإن جعل أمة ضلال فإن عجل أئمة ضلال ظلم للعباد والظلم لا يصدر منه تبارك وتعالى هذه قرينة عقلية صرفت الفظه عن ظاهره تما كما إذا قلنا القرآن الكريم يقول: ﴿وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا، جاء يعني مشى لو فسرنا هذه الآية بظاهرها اللغوي قلنا بأن «الله يمشى والملائكة تضرب له تحية وتعمل له استقبال عسكري» ﴿وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا، ولكن لوجود قرينة عقلية وهي أن الله لا يعقل فيه «المشي» لأنه ليس بجسم حتى يعقل فيه المشي بما أنه ليس بجسم فلا يعقل فيه عوارض الجسم من المشي والقيام والقعود والمجيء والذهاب.

إذن لا محالة المراد بمجيء الله تبارك وتعالى في الآية مجيء رحمته: «وَجَاء رَبُّكَ» يعني وجاءت رحمة ربك أو وجاء أمر ربك «وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا»، إذن الآية صرفناها عن ظاهرها لقرينة عقلية، هنا أيضاً الآية﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّار صر فناها عن ظاهرها لقرينة عقلية.

إما في الآيات كقوله﴿وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا أو قال:: ﴿قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ما قمت قرينة عقلية على خلافها فنبقيها على ظهورها ونقول ظاهرها التعين والتنصيب فتدل على أن الإمامة جعل وتنصيب من قبل الله تبارك وتعالى.

الشبهة الثانية:

الإمام عليه نفسه لو كان منصوب ومعين ونصوص عليه من قبل الله ومن قبل الرسول لطالب بالخلافة، الإمام علي لم يطالب بالخلافة ما ورد عنه أنه يطالب بالخلافة حتى يقال بأنه منصوب من قبل الله ومن قبل الرسول الإمام لم يطالب بنفسه بل الإمام نفسه كتب إلى معاوية بن أبي سفيان «لقد لزمتك بيعتي وأنا في المدينة وأنت في الشام فإنه قد بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإذا اجتمعوا على رجل وسموه إمام لم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد» الإمام يقول المسألة مسألة شورى إذا الناس اجتمعوا على شخص وسموه إمام فهو إمام، إذن الإمام يحتج بالشورى ولو كان إمام منصوص عليه لاحتج بأنه منصوص عليه لكنه أحتج بالشورى والبيعة فهذا دليل على أن الإمام لا يرى المسألة مسالة جعل وتنصيب وإنما يراها بالانتخاب والشورى هذه الشبه؟

الجواب عن هذه الشبه:

أولاً: الإمام أمير المؤمنين في عدة أحاديث أحتج وطالب بمسألة حقه أو وتشكى من أخد حقه في مسألة الإمام والخلافة، لاحظوا ما يرويه الإمام أحمد أبن حنبل في مسنده: «أن الإمام جمع الناس في الرحبة «منطقة أسمها الرحبة في العراق» قال: أنشدكم الله من منك حضر يوم الغدير وسمع حديث رسول الله أن يقوم ويشهد بما سمع، فقام ثلاثون بدريً وتبعهم كثير من الناس وقالوا: رأينا رسول الله يوم غدير خم أخد بعضدك قائلاً: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللّهم والي من والاه، وعاد من عاداه، وأنصر من نصره، وأخذل من خذله، وأدر الحق معه أينما دار».

إلا في بعض الروايات أنس في بعض روايات زيد بن أرقم، ما قام ولا شهد قال: لماذا يا شيخ؟ أنت كنت حاضر؟ قال يا أمير المؤمنين أني كبرت ونسيت؟! قال: اللهم أنا كان كاذب فضربه ببيضاء لا تواريها عمامته فأصيب بالبرص قال: سبقتني دعوة العبد الصالح:

ويوم الدوح دوح غدير خم

ولكن الرجال تبايعوها iiفلم

 
أبان  له  الولاية لو iiأطيعا

أر    مثلها   خطرا   مبيعا

الإمام أمير المؤمنين راجع نهج البلاغة في عدة خطب ليس في خطبة واحدة نص على مسألة حقه في الخلافة مثلاً الخطبة الشقشقية المشهورة»: أمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا فلان وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ وَ لَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَ طَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً وَ طَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَ يَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ وَ يَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَ فِي الْعَيْنِ قَذًى وَ فِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً» تراثي: يعني حقي في الخلافة وكيف يكون له حق في الخلافة إذا لم يكن منصوص عليه! مثله مثل غيره من المسلمين أرى تراثي نهباً.

الإمام أمير المؤمنين في الخطبة الثانية من خطب نهج البلاغة يذكر هذه المسألة مسألة الخلافة وينص عليها ويقول: «إن الله حينما قبض نبيه استأثرت علينا قريش بالأمر، ودفعتنا عن حق لنا، فرأيت أن الصبر أفضل من تفريق كلمة المسلمين، وسفك دمائهم، والناس حديثو عهد بالإسلام، والدين يمخض كما يمخض الرطب يفسده أدني وهن»، يقول أنا المسألة دارت عندي بين الأهم والمهم جلوسي على كرسي الخلافة أمراً مهم لقيادة الأمة قيادة رشيدة نحو الخير ونحو السعادة ولكن لا يمكن وصولي إلى كرسي الخلافة مع وجود هذه الاختلافات مع وجود هذه الصراعات التي ستؤدي بالنتيجة إلى إراقة الدماء وحدوث الفتنة بين المسلمين والناس حديثو عهد بالإسلام والدين يمخص كما يمخض الرطب يفسده أدنى وهن، إذن أنا رأيت أن الوصل إلى كرسي الخلافة عبر الدماء، وعبر الحروب، وعبر الصراعات أوصل ليس ما أوصل هذا مهم ولكن حفظ المجتمع الإسلامي أن يبقى مجتمعاً متماسك، أن يبقي مجتمع موحد، لا يعيش اختلاف، لا يعيش سفك دماء والدين ينمو بشكل طبيعي وبشكل تدريجي هذا أهم فرجحت الأهم على المهم وتركت المطالبة في حقي في الخلافة.

الإمام أمير المؤمنين في خطبة 186 من نهج البلاغة أيضاً يقول: «اللهم إني أشكو إليك من قريش ومن أعانها على ذلك فإنها قطعة رحمي، وحقروا عظيم منزلتي»، الإمام تعرض إلى محاولات تحقير، ومحاولات تشويه ومحاولات استصغار أن هذا الرجل لا يوجد عنده شيء هذا شاب وهذا الشاب لا توجد عنده خبره في الحياة ولا توجد عنده تجربه في الحياة ولا يوجد عنده بعد في السياسية ولا توجد عنده بعد في الأمور ليس أهل للخلافة! الخلافة يمسكها شخص ناضج صاحب تجربة وحقروا عظيم منزلتي مع أن الإمام رافق رسول الله منذ صباه إلى أن بلغ 34 من عمرة اختمرت في قلبه تجربة رسول الله، الأمام هو الذي حمل خزانة تجربة النبي هو الذي استلهم تجربة النبي، وسياسته وحكمته، وحنكته لأنها كان معه كالظل هذه المدة الطويلة فالتجربة السياسية المحكمة التي كانت لرسول الله كانت مختزنة في قلب أمير المؤمنين .

أنا شاهدت على التلفزيون في «قناة العربية» برنامج في العام الماضي في شهر رمضان العام الماضي هذا البرنامج يتحدث عن آثار المدينة المنورة وآثار مكة المكرمة الآثار النبوية والدينية في هاتين المدينتين في يوم من الأيام كان يتحدث عن موقع الصلح «صلح الحديبية» الذي صالح فيه النبي المشركين فتحدث هذا المتحدث في هذه الحلقة وذكر مسألة الصلح بتفاصيلها، ثم لما وصل إلى مسألة التوقيع هو يقول: قال رسول الله أكتبوا هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله رسول الله كذا وكذا قال المشركون: لا كلمة رسول الله نحن لم نؤمن بك ولم نعترف بأنك رسول كيف يكتب في الوثيقة رسول الله؟! الإمام علي كتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله كتب كلمة «رسول الله»، قال رسول الله: نحن في سبيل الحوار وفي سبيل تهدئة الأمور نحذف هذه الكلمة «أنا شهدت سمعت هذه النقطة بنفسي» قال رسول الله: يا علي أحذف كلمة رسول الله، قال علي: لا تطاوعني يدي أن أحذف، قال رسول الله: أحذف أنت بعدك صبي ما تفهم الأمور «بنفسي سمعتها» ما هذا التحقير؟!

أولاً: الإمام علي لم يكن صغير في ذلك الوقت كان رجل متزوج عنده أولاد.

ثانياً: هذا الاستصغار للإمام علي لو لم يكن له جذور لما ظهر هذا الشخص لو لم يكن لهذا الاستصغار والاحتقار هذه الجذور لم ظهر على لسان هذا الشخص أنت بعدك صبي لا تفهم الأمور.

«وحقرت عظيم منزلتي، وأجمعت على منازعتي أمرا هو لي»، هذا موجود، عندما يقول لنا قائلطيب إذا الإمام هو بنفسه تنازل لأجل وحدة كلمة المسلمين، الإمام بنفسه لأجل وحدة كلمة المسلمين أعرض عن حقه في الخلافة ولم يطالب في الخلافة من أجل وحدة كلمة المسلمين وعدم سفك دمائهم وعدم حدوث الفتن بينهم، لماذا أنتم يا أتباع علي تضخمون الأمور وتصرون على هذه المسألة مسألة الخلافة وتشددون عليها وتبحثونها في منابركم ومساجدكم وتخطئون الآخرين من المذاهب الإسلامية، والإمام بنفسه أعرض عن حقه وتنازل عن حقه فلماذا هذا التضخيم والتهويل والإصرار على بحث هذه المسألة؟!

الجواب:

نحن أول من يدعوا إلى وحدة كلمة المسلمين، ونحن أول من يلبي نداء القرآن الكريم: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ونحن نقول: ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ، نحن ندعو إلى وحدة كلمة المسلمين وحدة اجتماعية أي أن المجتمع الإسلامي يخلوا من السباب، والشم والتعريض بالرموز الدينية، وأن يكون المجتمع الإسلامي على وئام أخوي وأن تتضافر الجهود والتنسيق بين علماء المسلمين في الدفاع عن الإسلام الذي يتعرض لهجمات شرسة في الدفاع عن حريم الفكر الإسلامي الذي يتعرض إلى مواجهات عنيفة ومظلله نحن ندعو إلى الوحدة الاجتماعية والوحدة الإسلامية بين المسلمين ولكن هذا ليس على حساب العقيدة وليس على حساب المعتقد كم أن من حق أي مسلم من المذاهب الإسلامية الأخرى من حقه أن يرقى المنبر في المسجد ويذكر الخلفاء كما يعتقد، وينقل عنهم الأحاديث كما يعتقد، ويدافع عن حقهم وشرعيتهم في الخلافة كما يعتقد بالطرق المختلفة أيضاً من حقنا أن نتحدث عن عقيدتنا ونذكر الأدلة والبراهين التي تدعم عقيدتنا من دون سباب أو شتم أو تعريض بالرموز للمذاهب الإسلامية الأخرى هذا من حقنا ولا تمنع الوحدة الاجتماعية والسياسية أن نبرز عقيدتنا كما نريد.

مسألة البحث حول الإمامة: ليست مسألة تاريخية بعضهم يقول مسألة تاريخية كل سنه تتكلمون عنها الإمام علي هو أحق بالخلافة والإمام علي منصوص عليه والإمام علي كذا... خلاص أنظروا إلى أحاديث أخرى تحدثوا فيها عن موضوع أخرى لا عن هذا الموضوع.

الجواب:

نخن نعتقد بأن سعادة المسلمين في الرجوع إلى المصدر الذي جعله رسول الله في قوله: «أني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، وأنهما قد أنبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»، ما زال كثير من المسلمين محروماً من تراث أهل البيت، «نهج البلاغة» تراث عظيم كثير من المسلمين لا يستفيد من هذا التراث تراث فكري أصيل كثير من المسلمين لا يستفيد منه، و«الصحيفة السجادية» أدعية الإمام زين العابدين هذا التراث العظيم كثير من المسلمين لا يستفيد منه ولا ينتفع منه بشيء لماذا؟!

لأن هناك موقف نفسي بينه وبين الأئمة الطاهرين «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين»، نحن عندما نبحث مسألة الإمامة في كل سنة، بل في كل شهر، بل في كل يوم ليس دعوة للخلاف وإنما هو دعوة للمسلمين لأن يستفيدوا من تراث أهل البيت تراث فكري لو أستقى منه المسلمون واستفاد منه المسلمون لاستطاعوا من خلاله دفع كثير من شبهات الكفر والظلال لاستفادوا من خلاله رصيداً روحياً ورصيداً فكرياً يجعل الإنسان في مطلع الإيديولوجيات المسيطرة على الفلسفة العالمية وعلى الفكر العالمي تراث أهل البيت تراث فكري ضخم نحن عندما نبحث مسألة الإمامة نريد أن نقول أن هؤلاء الأئمة الطاهرين علي وأبنائه المعصومين، يأيها المسلمون أنتم تعاملتم مع هؤلاء معاملة أنهم علماء عادين كسائر علماء الأمة! لا، هؤلاء حملة تراث النبي وهؤلاء حملة تراث السماء هؤلاء حملة فكر السماء استفيدوا منهم أرجعوا إليهم خذوا منهم نحن لا نريد أكثر من ذلك، لا نريد كما يقال عملية تبشير ونحول السنة إلى شيعة هذه الأفكار المكذوبة والمزعومة نحن لا نقول بها ولا نقوم بعمليات تبشير أصلاً، وإنما نريد أن نقول من يريد أن يبقى على مذهبيه يبقى على مذهبه على الأقل يستفيد منه فكر أهل البيت يستفيد منه، تراث أهل البيت يستفيدا منه، عطاء أهل البيت «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين» فليرجع إلى هذا العطاء، فليرجع إلى هذا التراث فليرجع إلى هذا الفكر فيستفيد منه.

فإذا ألتفت للأحاديث الواردة عن النبي في عظمة أهل البيت كحديث الثقلين الذي قال فيه ابن حجر حديث صحيح لا ريب فيه ولا شبه تعتريه، كحديث السفينة: «مثل أهل بتي كسفينة نوح من تمسك بها من ركب نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى» إذا ألتفت إلى الأحاديث الواردة في علي أصبح قريب من أهل البيت وزالت منه عقدة التوقف والتردد في الأخذ بتراث أهل البيت والاستفادة من نمير أهل البيت «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين».

هذا هو كان كلامنا في المطلب الأول إلا وهو المتكفل بنفي الشبهات عن مسألة كون الإمامة جعل وتنصيب إلهياً.

المطلب الثاني:

عندما نقول بأن الإمامة أصلاً من أصول الدين هنا سؤال يوجه لنا كل مسلم ومن حقه أن يوجه لنا هذا السؤال إذا قلتم بأن الإمامة أصلاً من أصول الدين معناه أنكم تعتبرون أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى لا دين لهم وخارجين عن ربقة الإسلام لماذا؟ لأنهم لا يقولون بالإمامة وأنتم ترون أن الإمامة أًصل من أصول الدين؟

الجواب:

هنا عدنا جوابان أساسيان نذكرهما هناك أجوبة كثيرة أقتصر على جوابين.

الجواب الأول:

ما ذكره بعض علمائنا الأبرار «رضوان الله تعالى عليهم» من وجود فرق بين الإمامة والإمام، مسألة الإمامة شيء ون هو الإمام هذا شيء أخر، مسالة الإمامة: نعم أصل من أصول الدين، الإمامة امتداد للنبوة في المناصب الثلاثة منصب الحجية كما أن النبي حجة مطلقة في قولة وفعله وتقريره الإمام كذلك، منصب القضاء بين الناس، منصب الحكومة نفوذ الحكم والأمر بين الناس ما كان للنبي هو للإمام من بعده هذه مسألة الإمامة، مسألة الإمامة أصل من أصول الدين ومن لا يعتقد بها لا دين له لكن أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى يعتقدون بالإمامة هم يعتقدون بالإمامة هم أيضاً يعتقدون لا بد للناس من إمام وهم يقولون أيضاً هناك أحاديث كثيرة يوردونها في صحاح بخاري ومسلم ومستدر الحاكم وغيره: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» ميتة الجاهلية: يعني لا دين له «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»، المذاهب الإسلامية الأخرى تقر بمبدأ الإمامة، تقر بضرورة الإمامة، تقر بأنه لا بد للناس من إمام، إنما الخلاف بين الشيعة وغيرهم في مسألة ثانيه من هو الإمام؟!

فعندما نقول بأن الإمامة أصل من أصول الدين يعني ضرورة وجود شخص بعد رسول الله يقوم بنفس الأدوار والمناصب التي قام بها رسول الله هذه المسألة مسألة الإمامة أصل من أصول الدين والمذاهب الأخرى تقر بها وتعترف إنما الخلاف بين الشيعة وغيرهم من هو هذا الإمام؟!

فالمذاهب الإسلامية الأخرى تقول هذا الإمام مثلاً الخلفاء بالشورى والبيعة والشيعة تقول الإمام علي بن أبي طالب «صلوات الله وسلامه عليه» بالتنصيب والتعين.

سبقتكم    إلى    الإسلام   طرا

صليت   الصلاة   وكنت   iiطفلا

فأوجب    لي    ولايته   iiعليكم

فويل     ثم     ويل    ثم    iiويل





 
على ما كان من فهمي وعلمي

صغيرا  ما  بلغت  أوان  حلمي

رسول   الله   يوم   غدير   iiخم

لمن   يلقى  الإله  غدا  iiبظلمي

إذن هناك فرق بين الإمامة وشخص الإمام، نحن لماذا نقول بأن الإمامة أصل من أصول الدين؟

هناك أية في القرن إذا تأملنا فيها نجد أن هذه الآية تدل على أن العدل من أصول الدين والإمامة من أصول الدين ما هي؟! قوله تبارك وتعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِما معني هذه الآية؟! معناها الهدف من جعل النبوة إقامة العدالة ﴿لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ يعني العدالة هدف للنبوة لولا العدالة لكانت النبوة لغواً لا أثر لها فالهدف من عجل النبوة إقامة العدالة إذا كانت النبوة أصل فهدفها أيضاً أصل من أصول الدين، إذا تقول النبوة أصل من أصول الدين كيف النبوة أصل والهدف منها وهو العدل ليس أصل من أصول الدين هولا يجتمعان، لا يعقل أن تكون النبوة أصل من أصول الدين مع أن هدفها الذي لولاه لكانت النبوة لغواً ليس من أصول الدين وهذا لا يعقل.

إذن الآية تقول هناك ارتباط وثيق بين النبوة وبين العدل، النبوة مقدمة والعدل نتيجة، النبوة مقدمة والعدل هدف فكما أن النبوة أصل من أصول الدين فالعدل أيضاً أصل من أصول الدين إذ لولا العدل لكانت النبوة لغواً لا أثر لها، عرفنا الآن الهدف من النبوة هو العدل وأن هذا الهدف هو الذي جعل النبوة أصل من الأصول هذا الهدف نفسه وهو أقامة العدالة هو الذي أقتضى الإمامة لأن عمر النبوة كان 23 سنة، 23 سنه ما كانت كافية لترسيخ العدالة تشريعاً وتطبيقاً كما أن العدالة جعلت النبوة أصل فالعدالة جعلت الإمامة أصل إذ لا يمكن تطبيق العدالة إلا بنبوة وإمامة إلا بني ووصي نبي، العدالة لا يمكن تطبيقها تشريعاُ، العدالة لا يمكن ترسيمها تشريعاً وتطبيقاً إلا بمرحلتين: مرحلة نبوة، مرحلة إمامة التي هي امتداد للنبوة فكما أن النبوة أصل لأنها تحقق العدالة، الإمامة أًصل تحقق العدالة وحدة الهدف يدل على وحدة الدرجة والمرتبة.

الجواب الثاني:

لاحظوا معي يا أخوان جواب سيدنا وسيد أساتذتنا ومن له الفضل على الحوزة العلمية والشيعة الإمامية في كل زمان السيد أبو القاسم الخوئي «قدس سره الشريف»، السيد الخوئي في كتابه «التنقيح» في شرح العروة الوثقى تعرض إلى هذه المسألة تفصيلاً وذكر هناك بأنه نعم الإمامة أصل من أصول الدين نحن لا نرفع أيدينا عن الإمامة، ولكن هناك فرق بين الدين الظاهري والدين الواقعي:

الدين الظاهري: شهادة إلا إله إلا الله وأن محمد رسول الله كل من شهد الشهادتين فهو مسلم حتى لو نحن نعرف أنه منافق هذا كذاب يقولها كذا بس ولكن مع ذلك نحن مأمورون بأن نعامله معاملة الإسلام أنت مثلاً: عندما تأتي بشغالة من الخارج، أو عامل سائق من الخارج كان بودي كان مسيحي ويأتي ويقول لك بابا أنا مسلم إلا إله إلا الله محمد رسول الله إذا قالها خلاص يعتبر مسلم تجري عليه أحكام الإسلام وأن كنت تعرف أنه قالها كلاوات حتى يرتب وضعه ما دام موجود عندك ما دام شهد الشهادتين نحن مأمورون أن نعامله معاملة الإسلام هذا مسلم، إذن الدين الظاهري بمعنى الإسلام الذي تترتب عليه الآثار كما ورد عن النبي في أحاديث معتبر: «الإسلام شهادة إلا إله إلا الله محمد رسول الله، به حقنت الدماء «إذا شهد الشهادتين دمه محترم» به حقنت الدماء وجرت المناكح والمواريث» خلاص له حرمة، لا يقتل الإنسان لأنه شيعي رافضي ولا يجوز قتله لأنه سني أبداً ما دام قال الشهادتين فله حرمة الدم والمال والعرض هذا الإسلام الظاهري ونحن مأمورون أن نتعامل مع سائر المسلمين معاملة الإسلام هم مسلمون.

الدين الواقعي: الدين الواقعي هو ما يرتبط بالآخرة نحن عندما نقول بأن الإمامة أصل من أًصول الدين ليست أصل من أصول الدين الظاهري لا، من لم يقل بالإمامة فهو مسلم يعامل معاملة المسلمين أصل من أًصول الدين الواقعي بمعنى أن من لم يعتقد بالإمامة فاقد للدين الواقعي بحسب الآخرة وليس فاقد للدين بحسب عالم الدنيا وعالم ترتيب الآثار في هذه الدنيا هذا الكلام يحتاج إلى توضيح أكثر أذكر أمور مختصره:

الأمر الأول:

ربما تجدون في بعض الزيارة أو بعض التصريحات كلمة «كافر» مثلاً: «ومن جحدكم كافر» مثلا: ًً في زيارة الجامعة «من لم يقول بإمامتهم فهو كافر» أو بعض الفقهاء القدماء يقولون «من لم يقل بإمامة الأئمة فهو كافر» ما المقصود بالكفر؟

اترك وسائل الإعلام التي تريد تثير بعض الفتن بين المسلمين وتريد أن تركز على بعض الكلمات وتستغلها من أجل تأجيج نار الفتنه بين المسلمين، الكفر لها ثلاث معاني:

1/ الكفر مقابل الإسلام: كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ، قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ «1» لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ» هنا الكفر مقابل الإسلام.

2/ الكفر مقابل الشكر: قال تعالى: ﴿وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِقال تعالى: ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌالكفر هنا بمعنى عدم شكر النعمة ليس معنى الكفر بأن هذا ملحد لا، مثلاً لو قلت أنا ولدي كافر يعني لا يشكر النعمة يلعب بالأموال.

3/ الكفر مقابل الإيمان: ليس مؤمن لا أنه ليس مسلم قال تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْلا بمعنى أنه يخرج من الإسلام بمعنى أنه يخرج عن الإيمان.

أقرا كتبنا كتب علمائنا دقق فيها فكر تأمل علمائنا يقولون الكفر له ثلاث معاني ونحن عندما نقول «من لم يعتقد بالإمامة فهو كافر» كما في بعض الزيارات والتصريحات لا نقصد «الكفر مقابل الإسلام» وإنما نقصد الكفر مقابل شكر النعمة أهل البيت نعمة أنعم الله بها على المسلمين إذا لم يعتقد بالإمامة ولم يستفد من تراث أهل البيت فقد كفر بهذه النعمة لأنه لم يشكرها، «الكفر مقابل الإيمان» يعني لم يؤمن بهؤلاء لا أن الكفر مقابل الإسلام.

الأمر الثاني:

نحن عندما نقول هذا الشخص كافر يعني كل شخص نحكم عليه بالكفر؟ لا لابد من التفصيل بين المنكر وبين الجاهل كيف؟! هناك صحيحة معتبرة صحيحة الفضيل بن يسار عن الإمام الصادق : «أن الله نصب عليا علماً بينه وبين خلقه، فمن عرفه كان مؤمن ومن أنكره كان كافرا «كافر يعني ليس بمؤمن وليس كافر ليس مسلم هناك فرق بين الإسلام والإيمان قال تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَاهناك إسلام وهناك إيمان فمن عرفه كان مؤمن ومن أنكره كان كافرا، ومن جهله كان ضالاً «هذا لم ينكر كان جاهل كان ضال تائه» فإن يمت على ضلاله يفعل به الله ما يشاء».

نحن لا نقول جميع وكل شخص من المذاهب الإسلامية الأخرى إذا لم يقل بإمامة الإمام علي فهو كافر يعني ليس بمؤمن لا، نحن نقول هناك قسمان:

1/ قسم جاهل: لم توصل له الأدلة لم توصل له البراهين، عاش بين أبوين جاهلين، عاش في بيئة لم تصل إليها الأدلة والبراهين، أو أنه شخص سعى وما وفق للوصل إلى أهل البيت هذا الشخص الجاهل جهلاً قصوري لا تقصيراً هذا الشخص الجاهل ليس بكافر وأن لم يقل بإمامة الإمام علي هذا شخص ضال تائه يعامله الله كما يشاء.

2/هناك فرقة ألتفت إلى الأدلة: هناك جماعة من المسلمين التفتوا إلى وجود أدلة وبراهين على إمامة الإمام علي عرفوا هناك أدلة وبراهين ولكن في النفس شيء أغرضوا عنها لخلل في النفس لشيء في النفس هذا هو الذي يعد كافر ومع ذلك نحن لا نعتبره كافر ليس بمسلم كافر ليس بمؤمن، كافر يعني لم يشكر النعمة.

الأمر الثالث:

نحن نقول بأنه ليس كل شخص نحكم علية بالضلال الشخص الذي لم يوفق لشيء يعامله الله بلطفه مثلاً: شخص لم يؤمن بنبوة النبي محمد في أعظم من نبوة النبي لنفترض شخص لم يؤمن بنبوة النبي لكن لم يؤمن لقصور لا لتقصير، شخص عاش في غابات أو عاش في أماكن لا يصل إليه عاش في الغرب في بيئة فكرية مختلفة ما وصل له أي نور أي بصيص نور عن النبي ، أو شخص بحث ونقب وحقق وما أوصله التحقيق إلى شيء ما أمن بنبوة النبي ماذا يحدث له؟! هذا يعامله الله بلطفه قال تعالى: ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِالقرآن الكريم يقول: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَاالله لا يكلف شخص إلا بما أعلمه بمقدار ما عرفه إذا ما عرفه وما علمه لا يحاسبه: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا، قال تعالى: ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ، قال تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًانبعث رسولا يعني نوصل علم، الرسول كناية عن العلم والبيان لا نعذب بدون علم.

إذن هؤلاء الأشخاص الذين لم يصلوا إلى النبوة فضلاً عن الإمامة ما أمن بالنبي فضلاً عن الإمام إذا لم يؤمن بالنبي لقصور لا لتقصير لله يعامله بلطفه كذلك من لم يعتقد بالإمامة لقصور لا لتقصير الله أيضاً يعامله بلطفه.

إذن نحن لا توجد عندنا لغة التكفير نصدر بيانات وتكفيرات لأبناء المذاهب الإسلامية الأخرى أو نستغل القنوات في تكفير المذاهب الإسلامية الأخرى لا، نحن كما أدبنا أهل البيت «كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم»، «كونوا زينا لنا ولا تكونوا شيناً علينا» نحن دعاة وحدة، نحن دعاة أولفه، نحن دعاة خلق، نحن كما ورد عن الإمام الصادق : «أن الرجل منكم إذا صدق في حديثه وورعه في دينه وأدى الأمانة، وحسن خلقه مع الناس قيل هذا جعفري وقيل هذا أدب جعفر فيسرني ذلك وإذا كان على خلاف ذلك قيل فعل الله بجعفر ما فعل ما كان أسوى ما يؤدب به أصحابة» نحن ندعو للخلق مع جميع المسلمين بل مع حتى غير المسلمين نحن ندعو للتعامل معهم بالخلق قال تعالى: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَتعاملوا حتى مع الكفار معاملة العدالة والخلق والرحمة والسماحة فضلاً عن أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى ليست لغتنا لغة تكفير وإنما لغتنا لغة توحيد وتوعية ودلاله على تراث أهل البيت

الموازين العلمية والفقه الاسلامي
دعاء وداع شهر رمضان