نص الشريط
أهمية هدوء العلاقة الزوجية في تربية الأبناء
المؤلف: سماحة السيد منير الخباز
التاريخ: 8/1/1418 هـ
مرات العرض: 3297
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (1762)
تشغيل:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا

صدق الله العلي العظيم

العلاقه الزوجيه هي مفتاح العلاقات السعيدة والهادئه أهم علاقة بين بشرين هي علاقة الزوج لزوجته وعلاقة الزوجه بالزوج، القرآن الكريم يركز على هذه العلاقه ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ وقال القرآن الكريم: ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا إذا حافظ الزوج والزوجه على هدوء العلاقه وعلى حسن مسيرة العلاقه بينهما فإن هذه العلاقه الطيبه والهادئه تنعكس على الأبناء، الذين ينشأون في أسره هادئه ومتعاطفه ينشأ الأبناء رجالاً هادئين مستقرين واثقين بأنفسهم.

الإحصائيات العالميه تقول أغلب الأطفال الفاشلين في دراستهم أو المتأخرين في دراساتهم يعيشون في أسر تعيش مشاكل بين الأب والأم، بين الزوج والزوجه، نتيجته فشل الطفل في دراسته أو في التمهيد لمستقبله، بل كثير من الأطفال الذين يعيشون في جو أسري متوتر يُصابون بأمراض نفسيه مزمنه تظهر عليهم وتؤثر على سلوكهم وتؤثر على علاقتهم بأصدقائهم وبالمجتمع بل وبزوجاتهم بعد ذلك.

الزوج والزوجه يا أخي ويا أختي يختلفان، اختلاف الزوجين أمر طبيعي جدا نتيجة إختلافهما في الأمزجه وفي المستوى الذهني وإختلافهما في الظروف. الزوج يختلف عن زوجته في الذوق والمزاج، يختلف عن زوجته حسب إرهاق العمل وكمية العمل، يختلف عنها في مستوى التفكير والوعي، بين الزوج والزوجه يوجد اختلاف هذا الاختلاف طبيعي ينشأ منه اختلاف في الرأي وفي النظر، اختلاف الزوجين في الرأي والنظر في تحديد بعض الأمور أمر طبيعي جدا، والأسرة التي لا تختلف هي التي تكون غير طبيعيه فلا يوجد داعي الزوج يضخم المسأله أو الزوجه تضخم القضيه إلى حد يحصل بركان من الهياج والغليان. لا، يتصور الزوج أنه يعيش مشاكل لا يعيشها أحد، يقول لك أنا إنسان ولو أن زوجتي كانت عند غيري لن يتحملها أحد أنا الوحيد الذي أتحملها، والزوجه كذلك تتصور أنها تعيش حياة تعيسة لا يعيشها أحد وأن زوجها لا يمكن أن يتحمله أحد وكلاهما مخطئان في هذا التصور بل في هذا الوهم والخيال، كثير من الأزواج يعيشون مشاكل واختلافات في وجهات النظر، لا داعي لأن اعتبر نفسي أتعس إنسان لأني أعيش بعض المشاكل أو الإختلافات مع زوجتي، أو الزوجه تعتبر نفسها أتعس شابه لأنها تعيش مشاكل مع زوجها.

وجود المشاكل والإختلافات أمر طبيعي جدا، إنما على الزوجين التقليل والتخفيف وتفادي أسباب حدوث هذه المشاكل.

حديثنا هذه الليله عن الأسباب والمناشئ، مناشئ المشاكل الزوجيه بين الزوجين، وطرق العلاج التي يمكن أن تتبع في سبيل التخفيف والتقليل من هذه المشاكل والإختلافات.

أسباب حدوث المشاكل والإختلافات الزوجيه:

السبب الأول: عدم كون الزوج والزوجه في مستوى المسؤوليه

الكثير من شبابنا وشاباتنا يتزوجون وهم لا يملكون مسؤولية الزواج يعني لا يملك نضجاً ولا وعياً يؤهله للزواج، يعتبر الزواج مجرد لذه نفسيه وجنسيه يمارسها ويحصل عليها يظن أن الزواج هو أن يلتذ بهذه المعاشره والعلاقه على مستواه النفسي والجنسي هو هذا الزواج، وبالتالي هو لا يملك مسؤولية الزواج ومسؤولية الأسرة، وهذا السبب يجر إلى أمور أخرى ويجر إلى أشياء كثيرة عندما لايكون الزوج مؤهلا لإنشاء أسرة أو لاتكون الزوجه مؤهلةً لإنشاء أسرة، شي طبيعي تراهما يركزان على القضايا التافهه والصغيره ويجعلان منها مشاكل أساسيه تصل بهما إلى حد الإنفصال والطلاق وشيء مرعب جدا أنك تراجع المحكمه فيصدر التقرير من المحكمه أن نسبة الطلاق إلى الزواج نسبة 77% هذه نسبة خطيرة، مثلاً أفترض ألف عقد زواج خلال شهرين نسبه 77%، طلاق نسبه جدا خطيره، هل هي مجتمعات إسلاميه أم غربيه نحن لا نعلم نتيجة ماذا نتيجة التركيز على القضايا الصغيره، هذه السنه أين نسافر يختلفون وتحدث مشكله، اليوم ماذا نأكل ومن نزور، على أساسها تحدث مشكله قضايا جدا تافهه الزوجه نسيت مثلا ولم تطبخ الطعام جيدا صارت كارثه بالأسره، الزوج نسي بعض الحاجيات من الجمعيه صارت مشكله. لأجل بعض القضايا التافهه والصغيره كون الزوجه قصرت أو قصُرت عن القيام ببعض مسؤوليات المنزل أو كون الزوج قصر في شراء بعض الحاجيات أو الأغراض أو اختلف الرأيان في تذوق بعض الأمور تحصل كارثه ومشكله في الأسرة تصل إلى حد الإنفصال أو إلى حد رفع الدعوه إلى المحكمه هذا نتيجة ماذا؟ نتيجة أن الزوج والزوجه غير مؤهلين للزواج يعني أن الأب والأم لا يؤهلان أبناءهما لقيادة الأسره، يبقى الأب يعامل البنت طفله يدللها وينعم ويغدق عليها، ماذا تريد من دون أن يجلس معها يوما من الأيام ليُعلمها دور الأمومه، الأم تعامل بنتها معاملة طفله من دون أن تجلس معها، وتُفهمها أنها مُستقبلا ستكون أم ومربيه، ستقوم بدور خطير ألا وهو دور الأمومه والتربيه، وكذلك الولد تُربيه المدرسه والشارع والتلفزيون والإنترنت وتُربيه الوسائل الأخرى، أنا لا أربيه وبالتالي هذا الولد الذي لايُعلمه أبوه معنى الأبوه ودور الأبوه، وهذه البنت التي لا تعلمها أمها معنى الأمومه ودورها، كيف يكونان مؤهلين لقيادة الأسره؟ طبعا هذا الولد من أين يفهم الأسره؟ يفهمها من خلال الأفلام التلفزيونيه من المجلات والجرائد، يتشبع ذهنه بأن الأسره تعني لذه جنسيه ونفسيه وانتهت العلاقه.

لابد للأب والأم أن يُعلما أبناءهما على دور الأسره منذ صغرهما، يُعلمان الطفل على الإحساس بأنه رجل يتحمل مهام الرجوله ويتحمل أعباء الرجوله، ويُعلمان البنت على أنها أم في المستقبل تتحمل أعباء الأمومه وتقوم بدور الأمومه، وعن الإمام زين العابدين : ”وأما حق ولدك عليك فأن تعلم أنه منك مضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وأنك مسؤول عما وليت من حُسن الأدب والدلالة له على ربه فأعمل في أمره عمل من يعلم بأنه مثاب على الإحسان إليه ومعاقب على الإساءة إليه“ أعظم تربيه للولد وأعظم إحسان تقدمه لولدك أن تحسسه بمهام الرجوله منذ صغره، وأعظم إحسان تقدمه الأم لبنتها أن تعلمها دور الأمومه منذ صغرها.

السبب الثاني: عمل المرأة:

المرأه ذات وظيفه مثل الرجل، هي تعمل كما أن الرجل يعمل أنا لا أحارب عمل المرأه لكن أذكر لك كيف تأثير عمل المرأة على حدوث المشاكل الزوجيه في كثير من الأحيان، المرأة العامله من الطبيعي أن العمل يُصيبها بالإرهاق وتعود إلى منزلها مصابه بالإرهاق وبالتوتر النفسي مصابه بالضيق نتيجة العمل المتراكم، وبالتالي هذه المرأة ليس لديها روح الإنفتاح لا على زوجها ولا على أبناءها وأسرتها تغيب روح الإنفتاح فيها وإذا غابت روح الإنفتاح تتوتر لإدنى سبب وتكفهر لأدنى كلمه وتتغير لأدنى أسلوب وعمل، وهنا تبدأ المشاكل الكثيره بينها وبين زوجها، لماذا؟ لأنها لا تتحمل كلمه أو حرف لاتتحمل معامله نتيجة توترها النفسي نتيجة إرهاقها البدني، تحصل المشاكل بينها وبين زوجها، لا مانع من أن تعمل المرأة ولكن لايكون العمل على حساب دور الأمومه، المرأة ماخ ُلقت للعمل المرأة خُلقت لأن تكون أُماً، المرأة خُلقت لأن تكون سكناً للزوج وللأسرة لتسكنوا إليها ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ لم يقل لتعمل لكم، الدور الطبيعي للمرأة الذي يتناسب مع أنثويتها مع مشاعرها وعواطفها هو دور الأمومه اذا كانت الوظيفه على حساب دور الأمومه ومسببه لخلل لدور الأمومه، فإن المرأة قد خرجت عن الحد الطبيعي الذي خلقها الله فيه وجعلها فيه لتسكنوا إليها، إذا كانت المرأة عامله وموظفه وجالسه مع الرجل على طاوله واحده وصفا إلى صف شيء طبيعي العمل يخلق علاقه إبتسامه وكلام وسؤال عن الأحوال، أخذ التلفون مراسلات مكالمات وتبدأ العِلاقات الغير مشروعه مع أنها امرأة متزوجه، نظرةٌ فإبتسامه فسلام فكلام فموعد فلقاء، وهذا لا يختص بالمرأة.

كذلك الرجل الذي يعمل وجهاً لوجه مع المرأة شيء طبيعي تجره أجواء العمل شيئاً فشيئاً إلى العلاقه الغير مشروعه وقد تصل والعياذ بالله إلى الزنا وجريمة الزنا بذات البعل من أعظم الحُرمات الذي يوجب الحُرمة الأبدية، إذا إنسان زنا بإمرأة متزوجه حرم عليه الزواج منها مؤبداً حتى ولو طلقها زوجها. إذاً نحن لا ننكر أن عمل المرأة أنه حرام ولكن يجب أن يتوازن عمل المرأة مع دور الأمومه ومع البعد عن الإغراءات والبعد عن المثيرات ويتوازن مع تربيه أطفالها وأجيالها، وإلا فهي غارقة في العمل والتربيه والعنايه والتغذية بيد الخادمة أو المربية الأجنبيه التي تزرع عاداتها وتقاليدها ومفاهيمها في قلب هذا الطفل من حيث لا يشعر فإن الطفل ينجذب لمن يُعنى به ولمن يهتم بشؤونه ويتأثر به قهراً.

السبب الثالث: تدخل الأطراف الأخرى في الحياة الزوجية:

هما متزوجين فهو لم يتزوج أمها يبتلي هو بأمها بليه أو هي تزوجت أمه تبتلي بها، فلان تزوج فلانه تزوجها لأنه رجل كفؤ وتزوجته لأنها امرأة كفؤ وهي ليست طفله حتى تتدخل أمها في حياتها، وهو كذلك.

هذا رجل وهذه امرأه هما يُعالجان مشاكلهما بأنفسهما الزوج بالتفاهم مع زوجها، من الغلط الكبير أن تلجأ الزوجه لأمها أو يلجأ الزوج لأمه في حل المشاكل غلط جداً، إذا يحاول الزوج والزوجه تحديد المشاكل داخل الأسرة وجعلها داخل المنزل وعلاجها بالتفاهم بينهما إدخال عنصر الأم أو الأب يزيد المشاكل توتراً وسعةً ويؤدي للإنفصال لأن أم الزوجه تعتبر نفسها لها الولايه على الزوجه والزوج معاً، وتقول لأبنتها أنا لا أسامحك ولا أرضى عنك ولا ولا... إلا أن تقولي كذا لأم الزوج، لا طاعه لمخلوق في معصية الخالق، يجب على الزوج أن يعامل زوجته بالمعروف إمساك بمعروف وعاشروهن بالمعروف إذا طلبت منه أمه أن يعاملها بخشونة أو بإساءة لحدوث سوء تفاهم بينها وبين أمه، لا يجوز له إطاعة أمه في خلق إيذاء لمؤمنة أخرى، وكذلك العكس لا يجوز للزوجه إطاعة أمها في خلق مشاكل وإيذاء زوجها، حرام، فتدخل غير الزوجين في مشاكل الزوجين من الأسباب الكبيرة التي تؤدي إلى تضخم الخلاف والوصول إلى مرحلة الإنفصال.

السبب الرابع: تحكيم وسائل الإعلام:

ماذا لدينا؟ ليس لدينا أصاله ولا جذور إسلاميه حتى نعتمد على وسائل الإعلام في حل مشاكلنا وفي حل قضاينا ماذا يعني؟ تنظر للمجلات رسائل القُراء لمن يحل مشاكل القراء هذه لديها مشكله مع زوجها تلك مع ولدها، أو هذه الأفلام التي تعالج مشاكل إجتماعيه، المشاكل الإجتماعيه موجودة ولكن ماهو العلاج لها، هذا الكاتب الذي كتب هذا الفلم وأنشأ هذا العلاج ماذا يملك من عمق في الرؤيه ودقه في النظر، وماذا يعرف عن المفاهيم الإسلاميه في حل المشاكل بين الزوج والزوجه، ماذا يعرف؟ هذا الذي يتصدى لكتابة الأفلام وكتابة المسلسلات التي تعالج المشاكل الإجتماعيه، ماهي حصيلته الثقافيه أساسا؟ ماذا يعرف عن الإسلام ومبادئ الإسلام وقوانينها ودساتيرها في حل المشاكل الزوجيه؟ رجل عرف بعض المفاهيم القانونيه والحقوقيه وعرف بعض النظريات من علم النفس أو علم التربيه وتصدى لحل مشاكل الأمة الإسلاميه، هذا المقدار ليس كافياً في حل المشاكل يجب أن يكون خبيراً لمبادئ الإسلام ومفاهيم الإسلام، في طرح علاج يتناسب مع الرؤية الإسلاميه ويتناسب مع القانون الإسلامي، الإعتماد على الإعلام جدا مشكله، ذاك الفلم انتهت العلاقه بهذا الشكل إذاً لابد لعلاقتنا تنتهي بهذا الشكل، وهكذا شبعنا الإعلام وشبعتنا هذه المسلسلات التافهه التي لا محصل لها أن الزواج والعلاقه الأسرية مُجرد علاقه جنسيه أو غراميه ليس إلا، إما أن تُحل بكذا حل أو أن تنتهي بالطلاق.

هذه جمله من الأسباب التي أحببت التعرض لها كمناشئ لحدوث المشاكل الأسريه والزوجية.

المحور الثاني: بعض طرق العلاج أو بعض طرق الوقايه من حدوث المشاكل أو التقليل والتخفيف منها.

أولاً: ينبغي للزوجين المسلمين المتدينين أن يُحسنوا الظن كل منهما للآخر مرض سوء الظن هو الذي يقتل الأسرة بل يقتل المجتمع ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ أنا أي حركه منك تُسيء الظن فيها، أنت أي حركه مني تُسيء الظن، سوء الظن يقود إلى تطور المشكله يسمع زوجته تكلم بالتلفون قد يسيء الظن فيها تنظر إلى زوجها يُنظف حاله وتقول هذا يخطط لعلاقه، فتبدأ تسيء الظن به ويبدأ يُسيء الظن بها، ونتيجة مرض سوء الظن حصول الكارثه في الأسرة. فأين التوصيات الإسلاميه، ورد عن الإمام علي : ”ضع أمر أخيك على أحسنه ولا تظنن بكلمة صدرت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير سبيلا“ "إحمل أخاك المؤمن على سبعين محملا من الخير.

وورد في الحديث الشريف: ”من إتهم أخاه المؤمن إن مات الإيمان من قلبه ينماث الملح في الماء“ الإمام الكاظم يقول أحد الأصحاب: حجزت سنه من السنين وصعدنا على الجمال للحج وكان معنا في القافله رجل يظهر عليه آثار التصوف دائماً يُسبح ويذكر الله قلت هذا متصوف لأذهبن إليه وأوبخنه، نزلنا في مكان اسمه واقصه رأيت هذا الرجل جلس إلى جهه يُصلي والحجاج مشغولون بطعامهم وشرابهم، يقول جئت إليه حتى أوبخه، فرغ من صلاته وإذا به يقول يا شقيق إجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم، قلت سبحان الله كيف عرف إسمي وعرف مافي نفسي، سلمت عليه رد علي السلام ثم تركته، صعدنا على الجمال مرةً أخرى نزلنا في مكان آخر، قلت أنا أسأت الظن بهذا الرجل سأذهب إليه وألطف الأجواء أعتذر منه، يقول جئت إليه وهو يصلي لمجرد أن فرغ من صلاته، قال: يا شقيق وإني لغفارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى، قلت سبحان الله كيف عرف مافي نفسي مرة أخرى، يقول إلى أن وصلنا مكه نزل الرجل وإذا بجماعه يستقبلونه إستقبالاً حسناً ويحفونه به إحتفاءاً واضحاً، قلت يا هذا من هذا الرجل قالوا هذا موسى بن جعفر.

إذا سوء الظن من الأمراض القاتله من الأمراض الفاتك بالأُسر والمجتمع.

ثانياً: الصفح والتنازل، حدثت بيني وبين زوجتي مُشكله إذا تنازلت هذا لا يعد انكسار في رجولتي وانفصام في شخصيتي وتحطم في كياني لا، هذا التنازل لأجل المحافظه على هدوء الأسرة والمحافظه على مسيرة الأسرة هذا لا يُعد تنازلا، هذا صفح جميل يأمر به القرآن الكريم: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ أحسن إليها أنت تُحسن إلى الآخرين فكيف بزوجتك أقرب الناس إليك أحسن إليها، الإحسان والصفح الجميل مرغوب في الإسلام إذا كنت في كل الأمور معاتبا صديقك لم تلقى الذي تعاتبه ومن ذا الذي ترضي سجاياه كلها كفى المرأ نبلا أن تعد معائبه..... فعش واحدا أو صل أخاك فإنه مقارف ذنب مرة ومجانبه هل تريد العيش وحيد؟ شيء طبيعي من الزوجه أن تغلط تكون متعبه مرهقه متوتره نفسيا تصدر منها كلمه نابيه ضد الزوج الزوج يتحمل يصفح ليس عيبا هذا وكذلك الزوجه، الزوج أحيانا يغضب يكون مرهق ومتعب يأتي من العمل يريد الراحه يواجه عمل سيء تصدر منه كلمه نابيه تجرح الزوجه، على الزوجه أن تسامح وأن تغتفر هذا الخطأ تباعاً لتعاليم أهل البيت ورد عن الإمام الصادق : ”من صبر على أذى زوجته أعطاه الله مثل ما أعطى داوود على إبتلائه، ومن صبرت على أذى زوجها أعطاها الله أجر آسيه بنت مزاحم التي صبرت على أذى فرعون“ ينبغي المعاشره الجميله، جاء رجل إلى رسول الله قال يا رسول الله إن لي زوجةً إذا خرجت شيعتني توصلني إلى الباب وإذا أتيت استقبلتني" استقبلته بالبسمه وبرحابه الصدر وليس بالسؤال عن أشياء طلبتها للمنزل، فإنه ورد في الأحاديث الكثيره أن المرأة يستحب لها أن تتطيب وتتعطر لزوجها وتتجمل بأحسن جمالها وأن تستقبله بالبسمه أحاديث كثيرة تأمر بذلك، وإذا أقبلت استقبلتني وإذا رأتني مهموماً قالت: ما يهمك، قال بشّرها بالجنه هذه امرأة من أهل الجنه.

أسماء بنت يزيد الأنصاري جاءت إلى رسول الله قالت: يارسول إن الله بعثك إلينا وآمنا بك وصدقناك وإنا معاشر النساء محصورات «في البيت» قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم وقد فُضل الرجال علينا بشهود الجمع «صلاه الجمعه» وعيادة المرضى وحضور الجنائز، والجهاد في سبيل الله فهل لنا شيء من الأجر؟ قال الرسول الأعظم لأصحابه: هل سمعتم مقاله لامرأه أحسن من هذه المقاله، قالوا: لا، قال: يا أسماء إذهبي وأبلغي النساء أن المرأة التي أحسنت التبعل مع زوجها فلها من الأجر كأجر المجاهد في سبيل الله «جهاد المرأة حسن التبعل» وكذلك للرجال كثير من الأزواج مع الأسف يستغل جانب الرجوله يقول أنا رجل لا يهمني شيء إن فعلت كذا تزوجت عليها، لا، أنت مسؤول أمام الله تبارك وتعالى هذا مخلوق ضعيف يعيش بين يديك الإمام أمير المؤمنين يقول: ”المرأة ريحانه وليست كهرومانه“ الريحانه تُعامل باللطف تُعامل بالحنان وبالرأفه، متى ما عُملت الريحانه بالقسوة ذبلت وإضمحلت، ورد عن الرسول : ”خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله“ على الزوج أن يُغدق على المرأة حنانه وعطفه ورأفته وعينايته ويهتم بمشاعرها وعواطفها، هذا مخلوق ضعيف بين يديه يجب عليه مراعاته والإهتمام به.

إذاً لا فرق في هذه الجهه بين الرجل والمرأة مع الأسف بعض الرجال يستغل بعض الجوانب الشرعيه الآن مثلاً: لا يجوز للمرأه أن تخرج من البيت إلا بإذن الزوج هذا حكم شرعي ورد عن الرسول : ”من حق الزوج على زوجته أن تُطيعه ولا تعصيه وأن لاتصدق من بيته إلا بإذنه فإن هي خرجت بدون إذنه لعنتها ملائكه السماء وملائكه الأرض حتى تعود إلى بيتها“ ليس مفتاح السيارة بيديها وأين ما أرادت أن تذهب ذهبت، أنت أيها الزوج مسؤول أمام الله إذا خرجت أو عملت أعمال لا تليق بشأنك وشرفك أنت مسؤول ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ إذاً أنت مسؤول عن مراقبتها ومعرفة أين تذهب وإلى من تمضي، لكن لا تستغل هذا الحق الشرعي في التحجير على المرأة، فهي تريد أن تزور أمها وتزور صديقتها، تريد أن تذهب إلى المأتم الحسيني تريد الذهاب للمسجد للصلاه، لا تستغل هذا الحق الشرعي في التضييق على المرأة وحبس المرأة، المرأة ليست غساله أو ثلاجه ولا جهاز تلفزيون يُحصر في البيت ولاتحفه يحافظ عليها في المنزل إجعل لها نوع من الفرصه ومقدار من الفرصه الإجتماعيه فهذا نوع من المعاشرة بالمعروف، ولون من ألوان المعالمه بالمعروف، ومن الأمور التي يجب التركيز عليها، التركيز على أخلاق المرأة قبل الزواج منها هذا مع الأسف كثير منا يُقصر في هذه الجهه هو المهم الجوانب الماديه والجماليه إذا جاء الرجل خاطباً يُسأل عن ماذا؟ كم رصيدك في البنك أو نوع سيارتك، ماذا تملك من شقه، هذه هي كفاءة الزوج بنظر المرأة والإسلام يقول عن الرسول : ”إذا جاءكم من ترضون خُلقه ودينه فزوجوه“ لابد أن يُدرس خُلقه ودينه دراسه تامه تعرف الرجل صاحب خلق أو لا، يسأل أصدقائه ومن يعاشره يَسأل أقرب الناس إليه، ليُعرف خلقه ودينه، ”إلا تفعلوا ذلك تكن فتنةٌ في الأرض وفساد كبير“ وأما المرأة يُركز دائماً على الشكل والجمال نحن لا نقول أن تأخذ امرأة قبيحه لكن لا تجعل الجمال هو العنصر الأساسي.

ورد عن الرسول الأعظم : ”من تزوج امرأة لجمالها لم يلقى منها ما يُحب“ وهذا شيء مجرب بالوجدان أغلب الناس الذين يتزوجون لأجل الجمال ولأجل الحب تنتهي العلاقه بالفشل، هو تزوجها من أجل اللذه، اللذه انتهت أو تعرّف على غيرها أو أجمل منها أو تعرفت على غيره ففضلته عليه وهكذا ”من تزوج امرأة لجمالها لم يلقى منها مايحب ومن تزوج امرأة لمالها أوكله الله إليه، عليكم بذات الخلق والدين“ أدرس أخلاقها أسأل عنها سؤال حسيس لا تقتحم بسرعه، لا تتقدم بسرعه، لا تورط نفسك أولاً إعرف أخلاقها معرفه تامه لا تقل غدا أن لسانها طويل تسب وتشتم، مسببه لي بمشاكل، من البدايه كان عليك أن تدرس أخلاقها وأن تدرس بيئتها أن تكون بيئة أخلاق وآداب وبيئة معاملات حسنه أو لا، تعرف البنت طبيعة أخلاقها وطبيعة تصرفاتها، لا تُقدم على الأمر قبل دراسة الموضوع دراسه تامه ”عليكم بذات الخلق والدين“.

والإسلام عندما يحث على الزواج ”تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم في يوم القيامه حتى بالتقت“ الزواج بشروطه الزواج بمواصفاته، الزواج بما ذكرنا من مواصفات وخصائص للزواج المثمر والزواج السعيد والزواج المنتج، وطبعا في ليلة الثامن من المحرم تعارف عند أهل الخليج الإحتفال بزفاف القاسم بن الحسن وهذا الأمر وإن لم توجد فيه روايه مُعتبره إلا أنه لعله كان أمنيه في قلب الحسين وفي قلب أمه رمله، فهي كانت تتمنى كسائر الأمهات أن تبلغ في ولدها وأن ترى زفاف ولدها، والحسين أيضاً بما أنه بمثابةً الأب له لأنه يتيم القاسم فقد أباه الحسن وهو في السنه الأولى من عمره، تربى على يد الحسين فهو بمثابة أبيه والأب يُحب أن يرى أولاده وقد بلغوا سن الزواج وزفوا بين يديه هذه أمنيه يعيشها الحسين وتعشيها رمله أمنيه، لأجل هذه الأمنيه الشعراء والخطباء ذكروا بعض الطرائف وذكروا بعض النُكات من باب تصوير هذه الأمنيه.

بعض الرواة يذكر هكذا أن الإمام الحسين أخذ القاسم بن الحسن طفل لم يبلغ الحُلم أخذه ألبسه لباس أبيه الحسن وعمامة الحسن ألبسه قباء الحسن، ثم قال: يا بني أخرج على عماتك وأخواتك حتى يروك بهذا اللباس خرج على عماته وأخواته أخذ الحسين بيده كأني به أقبل به إلى جسد أبي الفضل العباس أريد من يزف هذا الشباب.

تزييف نظرية عصمة صحيح البخاري
الأمة الوسط ومقام الشهادة