نص الشريط
جمال المحبة وقدسيتها
المؤلف: سماحة السيد منير الخباز
التاريخ: 2/1/1430 هـ
مرات العرض: 5137
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (11773)
تشغيل:

﴿‏قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى

من القيم الجمالية التي تمثلت في مدرسة كربلاء «قيمة الحب» هذه القيمة التي عبر عنها عابس بن أبي شبيب الشاكري أحد أنصار الإمام الحسين عندما قال: ”حب الحسين اجنني“ حديثنا في هذه الليلة عن قيمة الحب وذلك من خلال عدة محاور:

  • المحور الأول: حقيقة الحب وأقسامه.
  • المحور الثاني: حاجة الإنسانية لمبدأ الحب.
  • المحور الثالث: أهمية حب آل البيت .

المحور الأول: حقيقة الحب وأقسامه.

عندنا هنا أسئلة نجيب عليها ما هي حقيقة الحب؟ وما هو الفرق بين حب الإنسان للإنسان؟! وحب الله للإنسان؟! وما هو الفرق بين عنوان المحبة وعنوان المودة؟!

السؤال الأول ما هو حقيقة الحب؟!

الفلاسفة يقولون: الحب علقة وجودية بين المستكمل والمكمل هناك طرفان مستكمل ومكمل وبينهما علقة وجودية تسمى بالحب مثلاً: الإنسان عندما يحب الطعام يميل إلى الطعام لماذا؟! إذا أحس الإنسان بنقص غذائي أحب الطعام لأن هنا مستكمل ومكمل، المستكمل هو: الإنسان الذي يشعر بالنقص الغذائي، المكمل هو: الطعام لأنه يعوض النقص الغذائي وهذه الميول وهذا النزوع بين الإنسان المستكمل وبين الطعام المكمل هذه النزوع يعبر عنه بالحب فالحب علقة وجودية بين مستكمل ومكمل.

مثال أخر: الإنسان يجب المرأة، متى يحب المرآة؟! الإنسان بطبيعته يشعر بأن هناك اضطراباً عاطفياً وأن هناك ناقصاً عاطفياً لا يمكن تعويضه إلا بالمرآة، المرأة تزيل الاضطراب العاطفي المرأة تكمل النقص العاطفي لأجل ذلك الإنسان يحب المرأة فالرجل: مستكمل لأنه يعيش نقصاً عاطفياً والمرأة: مكمل لأنها تشبع هذا النقص العاطفي والميول بينهما يسمى بالحب.

إذن الحب علقة وجودية بين مستكمل ومكمل هذا يعبر عنه بالحب، لذلك يقسم الفلاسفة الحب إلى:

  1. حب طبعي.
  2. حب عقلي.
  3. حب خيالي، لماذا؟!

الفلاسفة يقولون: الإنسان يحب شيء واحد ولا يحب أشياء متعددة أنت تفكر الإنسان يحب أشياء متعددة يحب المرأة ويحب الطعام ويحب العلم ويحب المنصب «لا» يحب لإنسان شيء واحداً وهو: «الكمال» ولكن إذا أصيب بنقص مادي أحب الطعام لأن في الطعام كمال مادي، إذا أحس بنقص عاطفي أحب المرأة لأن في المرأة كمال عاطفي ويحب المال قال تعالى: ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّالأن في المال كمال لثروته ولوجوده المادي فهو يحب أولاً وبالذات «الكمال» ولأجل حبه للكمال يحب هذه الأشياء، ذلك هناك حب طبعي: الرجل يحب المرأة بطبعه لأنه يعيش نقص طبيعي تشبعه المرأة، وهناك حب عقلي: أحب العلم، العلم كمال عقلي فحبه حب عقلي وليس حب طبعي، هناك حب خيالي: الإنسان أحياناً يحب المنصب مع أن المنصب لا أثر له وأحياناً لا يحصل الإنسان من المنصب على أي منفعة وعلى أي أثر ومع ذلك يحب المنصب لماذا؟! لأنه يتوهم أن في المنصب كمال لذلك حب المنصب حب خيالي حب وهمي.

الإنسان يحب الكمال فيحب كل ما يوفر له الكمال، إذن الحب علقة وجودية بين مستكمل: وهو إنسان يحب الكمال وبين مكمل: وهو شيء يعطيه الكمال سواء كان كمال مادي، كمال غذائي، كمال عاطفي، كمال عقلي إلى غير ذلك.

السؤال الثاني ما هو الفرق بين حب الإنسان وحب الله؟! حب الإنسان للإنسان وحب الله للإنسان؟!

أولاً حب الإنسان للإنسان أمر انفعالي أي نتيجة علاقة بيني وبينك أحبك فالحب انفعال عن العلاقة، الله تبارك وتعالى لا يعرض عليه الانفعال الله فاعل وليس منفعل، الله مؤثر وليس متأثر الله مجرد قوة تفيض الوجود قوة حكيمة عالمة تفيض الوجود فلا يتأثر بشيء ولا ينفعل بشيء، إذن الله منزه عن الانفعالات لذلك حب الله يعني ثناؤه الله لا يوجد عنده ميل نفسي ولا يوجد عنده انفعال نفسي حب الله للمؤمن يعني ثناؤه على المؤمن حب الله لذاته يعني ثناؤه على ذاته قال تعالى: ﴿مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ.

وقال رسول الله يوم خيبر: ”لأعطينا الراية غداَ رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه“ يقول بن عباس فشرئبت أعناق القوم أيهم يعطاها فما أصبح الصباح نادي أين علي بن أبي طالب فقيل أرمل العين فسقاه بريقه فشفاها وقدمه لخيبر ففتحها بيديه المباركتين"

حب الله للإنسان يعني ثناؤه، لكن لماذا يحب الله الإنسان؟! لماذا يحب الله المؤمن؟! لماذا يحب الله الأنبياء والمؤمنين لماذا؟!

نفس الشيء مثل ما شرحنا في الإنسان يأتي في الله الإنسان لا يحب إلا شيء واحد وهو «الكمال» الله كذلك يحب شيء واحد وهو «الكمال» الله يحب ذاته لأن ذاته عين الكمال، مصدر الكمال، محض الكمال الله يحب ذاته لأن ذاته عين الكمال ويحب ما يشبه ذاته كل مخلوق فيه كمال يحبه الله لأن المخلوق الذي يحمل الكمال فهو مسانخ لله مشابه لله في صفة الكمال وأن كان كماله تعالى لا محدود وكمال المخلوق محدود لكن الله يحب المخلوق إذا حمل المخلوق كمالاً متى ما حمل المخلوق كمالاً أحبه الله قال تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ

السؤال الثالث ما هو الفرق بين المحبة والمودة؟!

ربما يختلط على الناس أن المحبة هي المودة «لا» هناك فرق بين المودة والمحبة، الفرق بين المحبة والمودة هو الفرق بين المؤثر وأثره، كيف يكون الفرق بين المؤثر وأثره؟!

مثلاً: ما هو الفرق بين الخضوع والخشوع قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ «1» الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ما هو الفرق بين الخشوع والخضوع؟! الخشوع: مؤثر، الخضوع: اثر يعني إذا خشع قلبي خضعت جوارحي فالخشوع صفة للقلب والخضوع صفة للبدن فالخشوع أولاً والخضوع ثانياً، الإمام أمير المؤمنين نظر إلى رجل يصلي وهو يبعث بلحيته قال: ”لو خشع قلبك لخضعت جوارحك“ إذن خشوع أولاً خضوع ثانياً.

نفس الشيء المودة والمحبة، المحبة: صفة نفسية، والمودة: صفة عملية من أحب شخص وده، فالحب: هو المؤثر، المودة: هو أثر للحب، المحبة لابد من ورآها المودة علامة الحب هو المودة، إذن الحب صفة نفسية عاطفة قلبية وأما المودة فهي أثر سلوكي أثر عملي متفرع على الحب، لذلك لاحظ القرآن عندما تحدث عن علاقة الزوج بالزوجة لم يعبر بالمحبة وإنما عبر بالمودة قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةًلماذا؟ يريد أن يقول علاقة الزوجة ليست علاقة عاطفية محضة بل علاقة سلوكية ليس مجرد حب الزوجة حرارة عاطفية داخلية حب الزوجة عاطفة وعمل، عاطفة وسلوك حب الزوجة لزوجها أيضاً ليس مجرد حرارة عاطفية حب الزوجة لزوجها عمل وسلوك، إذن المودة سلوك متبادل بين الزوجة والزوج.

أيضاً لما تحدث القرآن عن علاقة المسلم بأهل البيت عبر بالمودة ولم يعبر بالمودة قال تعالى: ﴿‏قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى لبيان ماذا؟! يريد أن يقول ليس المطلوب من المسلم اتجاه أهل البيت مجرد حرارة عاطفيه مجرد إقبال عاطفي، المطلوب من المسلم اتجاه أهل البيت أكثر من ذلك سلوك عملي تبادل عملي المطلوب هو المودة وليس مجرد المحبة.

مثلاً: أنت ترى كثير من المسلمين تتحدث معهم ويقولون لك ليس فقط أنتم الشيعة تحبون أهل البيت نحن أيضاً نحب أهل البيت طيب أين السلوك العملي؟! من يحب أهل البيت يحمل مودة لأهل البيت ما هي المودة التي تحملها اتجاه أهل البيت؟! أنا أحضر مواليدهم وأحضر وفياتهم أذكر فضائلهم أزور قبورهم أما أني أقول أنا أحبهم وأنا لا ازور قبورهم ولا أحي وفياتهم ولا أحي مواليدهم ولا أذكر فضائلهم لا اذكر مناقبهم أذن أين المودة؟!

من الغريب جداً إنسان تلفته هذه الظاهرة أغلب كتب التاريخ المقررات المدرسية في علم التاريخ في الدول العربية خاليه عن ذكر أهل البيت تتحدث بتفصيل عن التاريخ الأموي وعن التاريخ العباسي كأن الفضيلة والقيم هي في الخلافة الأموية والخلافة العباسية فإذا لقيت مسلم تقول له هل تعرف الحسن؟! قال لا أعرف الحسن ولا أعرف الحسين لم أسمعه إلا منك هل تعرف من السجاد ومن الباقر؟! لا اعرفهم، هذه معذور لأن الثقافة التي يتعامل معها لا تتحدث عن أهل البيت كأن أهل البيت ليسوا موجودين ولم يمروا في التاريخ، إذن أين المودة؟! ليست المسألة مسألة محبة المطلوب هو المودة، والمودة يعني عمل أنشر تاريخ أهل البيت أحث الناس على حب آل البيت أذكر فضائلهم ومناقبهم حتى يتطور ويتجسد الحب ويتحول إلى مودة هذا تمام كلامنا في المحور الأول إلا وهو البحث عن حقيقة الحب وأقسامه.

المحور الثاني: حاجة الإنسانية لقيمة الحب.

هنا أيضاً نطرح ثلاثة أسئلة ونجيب عنها، ما هي حاجة الإنسانية لقيمة الحب؟! وما هو الفرق بين الشخصية السوية والشخصية المتوترة؟! وما دخل الحب في السلم الاجتماعي والأمن الاجتماعي؟!

السؤال الأول هل نحن نحتاج إلى الحب؟ هل أحتاج أن أحبك وتحتاج أن تحبني أم لا؟!

نطرح السؤال بطريقة فلسفية: لماذا خلق الله الإنسان عاطفياً ولم يخلقه عقلانياً؟! نحن عندما نقارن بين الإنسان وبين الملك، الملك: عقلاني لا توجد عنده عاطفة، بينما الإنسان: خلق مركب من عقل وعاطفة، لماذا خلق الإنسان عاطفي ولم يخلق كالملك عقلاني محضاًً؟! سؤال فلسفي نحن نجيب عليه بوجهين:

الوجه الأول:

اختلاف الهدف هو الذي فرض اختلاف التركيب واختلاف الجهاز، ما هو الهدف من خلق الملك وما هو الهدف من خلق الإنسان؟!

الهدف من خلق الملك: التدبير الملك دوره دور بسيط الملك مجرد واسطة مثل ساعي البريد واسطة بين المرسل والمرسل إليه الملك مثل ساعي البريد واسطة في الخلق واسطة في الرزق واسطة في الأحياء واسطة في الإماتة بما أن الملك دوره دور الواسطة في التدبير الواسطة لا تحتاج إلا إلى عنصر واحد إلا وهو عنصر العقل فملك مخلوق عقلاني.

الهدف من خلق الإنسان: الهدف من وجود الإنسان أن يصنع الحياة دور الإنسان أكبر بكثير من دور الملك، الملك أصلاً الملك خادم للإنسان:

قيل لي أنت أوحد الناسِ طراً

فعلام تركت مدح ابن موسى

قلت   لا  اهتدي  لمدحِ  إمام



 
في  فنونٍ  من  الكلامِ iiالنبيهِ

والخصالِ  التي  تجمعنَ iiفيهِ

كان    جبريل   خادماً   لأبيهِ

دور الإنسان أعظم من دور الملك الإنسان خلق لكي يبدع الحياة لكي يصنع الحياة لاحظ القرآن كيف يعبر عن الإنسان وكيف يعبر عن الملك القرآن عندما يذكر الملك يقول: ﴿بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ «26» لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، وقال تعالى: ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ هذا دور الملك.

أما الإنسان قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً الهدف أن تبدع الأحسن وليس الهدف أن تعمل الحسن لا المطلوب منك الأحسن أن تبدع الأحسن وأن تصنع الحياة الهدف من الإنسان أن يصنع الحياة ولأجل ذلك لا يمكن للإنسان أن يبدع الحياة إلا بعنصرين: 1/عقل 2/وعاطفة، لا يكفي في صنع الحياة العقل لماذا؟!

المثال الأول: ما هي علاقة المعلم بالطالب؟! بعض الأخوة من المدرسين يضن أن علاقة المعلم بالطالب علاقة آلية ميكانيكية يدخل الفصل ويشرح المادة ويخرج هذه العلاقة، إذن ما هو الفرق بينك وبين الكمبيوتر! امثل الطالب يجلس أمام الكمبيوتر ويأخذ المعلومات إذن لا يوجد فرق بينك وبين الكمبيوتر «لا» ليس دور المعلم أن يزرق معلومات وإلا لم يكن هناك فرق بينه وبين الأجهزة الكمبيوترية، دور المعلم أن يصنع الحياة يعني يبني حياة ثقافية في شخصية الطالب، دور المعلم صنع الحياة ولأجل ذلك مستحيل أنت يبنيك معلم ما لم تكن بينك وبينه علاقة نفسية، المعلم لا يربي حتى يحبه الطالب المعلم لا يستطيع أن يبني الطالب حياة ثقافية حتى تكون بينه وبين الطالب محبة تبادلية وحتى تكون بينه وبين الطلاب علاقة نفسية وإلا لا يمكنه أن يبني في الطالب حياة علمية أبداً، بناء الحياة يحتاج إلى «عقل وعاطفة».

القرآن الكريم عندما تحدث عن المعلم عن النبي قال: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ.

لاحظ أمير الشعراء أحمد شوقي:

قُمْ     للمعلّمِ    وَفِّهِ    iiالتبجيلا

سبحانكَ    اللهمَّ    خيرَ   iiمعلّمٍ

أرسلتَ بالتوراةِ موسى مُرشداً

وفجرتَ  ينبوعَ  البيانِ  iiمحمّداً





 
كادَ  المعلّمُ  أن  يكونَ  iiرسولا

علَّمتَ  بالقلمِ  القرونَ  iiالأولى

وابنَ    البتولِ   فعلَّمَ   الإنجيلا

فسقى  الحديثَ  وناولَ iiالتنزيلا

المثال الثاني: نأتي إلى العلاقة بين الزوج والزوجة هل هي آلية ميكانيكية «لا» علاقة الزوج بالزوجة علاقة بناء يبنيان أسرة يبنيان حياة يبنيان أجيال لأن علاقتهم علاقة بناء لذلك تعتمد هذه الحياة على عنصرين «عقل وعاطفة» لا يمكن للزوج والزوجة أن يبنيان أسرة مستقرة مؤهلة للعلم والمعرفة إلا إذا كان هناك عنصرين «عقل وعاطفة» إذن هناك حاجة ماسة للعاطفة لم يخلق الله الإنسان عقلانياً لو خلقه عقلانياً لم يستطع بناء الحياة ولم يستطيع تحديد الهدف لوجوده.

الوجه الثاني:

الإنسان جبله على حب الذات، خلق وعنده غريزة وهي غريزة حب الذات لماذا؟! لو لم يعطي الإنسان غريزة حب الذات لم يتمكن من جلب المنافع ودفع المفاسد الإنسان يخوض الحياة لماذا يخوض الحياة يدرس ويتخصص ويشتغل لماذا؟! ليجلب المنافع ويدفع المفاسد لو لم تكن عنده غريزة حب الذات ما استطاع جلب المنافع ودفع المفاسد.

بما أن الإنسان أعطي حب الذات فهو يحب الآخرين مستحيل هناك ملازمه «من أحب ذاته أحب الآخرين» لا يمكن للإنسان أن يحب ذاته دون أن يحب الآخرين هناك ملازمة، إذن كما أن الإنسان مجبول على حب ذاته فالإنسان مجبول على حب الآخرين يعني مضطراً إلى حب الآخرين لماذا؟! لأن الآخرين يوفرون لك راحة واستقراراً.

يقسمون الحب إلى:

  1. حب تبادلي.
  2. حب أحادي.
حب أحادي:

حب الأم لطفلها حب أحادي لأن الطفل لا يستطيع أن يبادل الأم ما دام رضيعاً هذه «حب أحادي» الأم تحب الطفل كما يحب الإنسان الطبيعية الجميلة الطبيعية لا تعطيك حب أنت تحب الطبيعية حبك لطبيعية «حب أحادي» حب الأم لطفلها الرضيع حب أحادي لأنها تراه ضلع من أضلعها وعرق من عروقها وجزء من جسمها فهي كمل تحب ذاتها تحب هذا الطفل.

حب تبادلي:

كذلك الحب التبادلي بين الزوج والزوجة بينهم حب تبادلي والصديق وصديقه بينهما حب تبادلي أنا أحب صديقي وهو يحبني لماذا؟! لأنه يخدم ذاتي وأنا أخدم ذاته حبي لذاتي فرض عليّ أن أحب صديقي لأن صديقي يريح ذاتي وكذلك صديقي.

إذن بالنتيجة: حب الإنسان لذاته هو الذي فرض عليه حب الآخرين يوفرون استقرار لذاته ولذلك ورد عن النبي : ”خيركم من يألف ويؤلف“، وورد عن النبي : ”أفضلكم أحسنكم أخلاقاً الموّطئون أكتافاً الّذين يألفون ويؤلفون“.

السؤال الثاني ما هو الفرق بين الشخصية السوية والشخصية المتوترة؟! هذه اصطلاح في علم النفس التحليلي يقولون عندنا شخصية سوية وشخصية متوترة ما هو الفرق بينهما؟!

الشخصية السوية: هي التي تحمل توافق مع الآخرين موقفه من الأخر موقف توافقي.

الشخصية المتوترة: موقفها من الآخرين موقف متشنج متأزم.

اذكر لك درجات الاستواء هل أنا شخصية سويه؟! سوف أذكر لك الشخصية السوية وكل شخص يسأل نفسه هل أنا شخصية سويه أو شخصية متوترة؟! ما هي ملامح درجات الاستواء ملامح الشخصية السوية بنظر علماء النفس التحليل ونظر القرآن الكريم؟! القرآن الكريم أقر ذلك قبل علماء النفس التحليلين.

الدرجة الأولى صفاء النفس:

أن لا أحمل في قلبي حقد ولا كراهية على أحد أنا إنسان سوي، الإنسان المتوترة حقود الإنسان السوي هو الذي يعيش صفاءاً اتجاه الآخرين القرآن الكريم يؤكد هذه الصفة قال تعالى: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.

الدرجة الثانية العفو عن الآخرين:

أنا أعيش مع الناس أكيد الناس تسيء لي الحياة كلها اصطدام واحتكاك طبيعي هذا يسيء لي بكلمه وهذا سيء لي بعمل وأنا من يسيء لي أرفع يدي عليه؟! لم تكن هذه حياة، أعفو عن الآخرين ولا أرد الإساءة بالإساءة لا تظن أني حجر لا أتأثر لا، ولا تظن أني جدار لا أسمع لا ولكني أتعالى عن الإساءة، الشخصية السوية هي التي تتعالى عن الإساءات وترى أن الانتقام تفاهة وتضيع للوقت لذلك القرآن الكريم يقول: ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً وقال تعالى: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماًيترفعون على هذه الحزازات وعلى هذه الانفعالات﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً إما الشخصية المتوترة فهي تعيش حالة انتقام وحالة ردة فعل متجددة اتجاه الإساءات.

المرتبة الثالثة الإحسان:

يعني أعطي الناس بلا مقابل القرآن الكريم ذكر هذه الصفات الثلاث بالترتيب قال تعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، جارية من جواري الإمام الحسين كانت تخدم الإمام تصب الإبريق علي يده ووقع الإبراق من يدها أصاب رأس الحسين رفع الحسين طرفه إليها قالت:: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ قال: كظمت غيضي، قالت: ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِقال: عفوت عنكِ، قالت: ﴿وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، قال: أنتِ حرة لوجه الله.

إذن هذا هو الفرق بين الشخصية السوية والشخصية المتوترة.

السؤال الثالث: هل المحبة دخيلة في السلم الاجتماعي؟!

مجتمعنا الإسلامي مليء بالحزازات مليء بالتحاملات هذا المجتمع يحتاج إلى تطهير يحتاج إلى غسيل من الحقد والكراهية المجتمع لا يعيش سلم ولا يعش أمن ولا يعيش استقرار إلا بالمحبة، الحب هو العلاج الوحيد ليستقر المجتمع الحب هو الذي يذوب الحزازات هو الذي يزيل الحقد والكراهية الحب هو المؤثر الوحيد في السلم والأمن الاجتماعي نحن نحتاج إلى الحب، أنا أحتاج إلى أن أحبك وأنت تحتاج إلى أن تحبني.

كيف نجسد الحب تجسيداً عملياً؟ كيف تجسد حبك لي وحبي لك تجسيداً عملياً؟!

هناك تعبيران للحب:

  1. تعبير حركي.
  2. تعبير لفظي.
التعبير الحركي:

أفضل تعبير حركي عن الحب البسمة نحن نحتاج إلى البسمة، بسمتك ضروري جداً البسمة شيء مهم جداً في الاستقرار والسلم الاجتماعي كيف؟! عندما يأتي شخص يقابلني لأول مره ما هي مشاعره؟! عندما يقابل شخص أي شخص لأول مرة يعيش توتراً يعيش هاجساً كما يعبر علماء النفس بين خوف الاصطدام ورجاء الانسجام هو يرجوا أن ينسجم ولكن يخاف أن يصطدم هو يعيش توتر، هذا التوتر كيف نزيله؟! أفضل علاج لأزالت التوتر البسمة، تعويد الفم على البسمة تعويد لقلب على الرأفة والرحمة هذا تعويد للقلب وليس تعويد للفم.

إذن البسمة تزيل التوتر والتشنج من الطرف المقابل هذا ما تحدث عنه الإمام أمير المؤمنين عندما قال: ”قلوب الرجال وحشية فمن تألفها أقبلت عليه“، وورد عنه : ”الانقباض من الناس مكسبه للعداوة“.

إذن البسمة علاج حاسم لتوتر والاحتقان ولذلك ورد عن النبي محمد : ”أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم“

قال الشاعر:

قال السماء كئيبة وتجهما قلت   ابتسم  يكفي التجهم في iiالسما

حتى المصافحة التي تحسسك بالمحبة هي مع الغمز مع الضغط، أحد أصحاب الإمام الباقر يقول دخلت عليه فناولته يدي فغمزها حتى وجدت الأذى في أصابعي فغمز لتحسيسي بالمحبة والرحمة والمودة هذه طريقة تعبير حركي عن الحب.

التعبير الفظي:

أنا عندما أقابلك وأريد أن أحسسك بالمحبة التعبير الفظي عن المحبة القرآن الكريم يبين يقول: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناًوقال تعالى: ﴿إِلَيْهِيَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ما معنى: ﴿إِلَيْهِيَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ؟! يعني الكلم الطيب عبادة هناك من الناس تضن العبادة فقط في الصلاة أعبد الله يعني أصلي النافلة أعبد الله يعني اقرأ القرآن وأعبد الله يعني اقرأ دعاء كميل «لا» حسن الخلق أكثر ثواباً من الدعاء، حسن الخلق أكثر ثواباً من قراءة القرآن، ورد عن النبي محمد : ”أفضل العبادة حسن الخلق“، الكلمة الطيبة عبادة﴿إِلَيْهِيَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ.

إذن هذا هو التعبير الفظي والتعبير الحركي عن التوافق الاجتماعي عن المحبة الاجتماعية التي تحقق السلم والأمن الاجتماعي.

المحور الثالث: أهمية حب آل البيت «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين».

القرآن الكريم يقول: ﴿‏قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىهناكفريقان من المفسرين:

الفريق الأول: يقول: المراد بـ ﴿الْقُرْبَى عشيرة النبي كل العشيرة كل بني هاشم.

الفريق الثاني: يقول: المراد بـ ﴿الْقُرْبَى خصوص المعصومين .

طبعاً نحن مع الفريق الثاني ليس فقط نحن أيضاً الزمخشري من علما أخواننا أهل السنة في كتابه «تفسير الكشاف» يقول: ﴿الْقُرْبَىعلي وفاطمة وحسن وحسين، أيضاً الحاكم في كتابه «المستدرك» أيضاً يقول: ﴿الْقُرْبَىعلي وفاطمة وأبنيهما لماذا نحن مع الرأي الثاني؟!

لقرينتين:

  1. قرينة عقلية.
  2. قرينة نقليه.

القرينة النقليه:

عندنا رواية معتبرة الحاكم روى عن البخاري عن بن عباس لما نزلت هذه الآية وهي: ﴿‏قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى قال بن عباس يا رسول الله من قرباك؟! قال: علي وفاطمة وأبناهما، أفترض هذه الراوية ليست موجودة القرآن يفسر بعضه بعض هذه الآية قالت: ﴿‏قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىولم تفسر لنا من القربى جاءت آية أخرى تفسرها وهي آية المباهلة قال تعالى: ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَالقربى هم هؤلاء وبإجماع المسلمين أنه لما نزلت آية المباهله خرج رسول الله وخلفه فاطمة وخلف فاطمة علي وبيده حسن وحسين.

القرينة العقلية:

علماء الأصول يقولون: قرينة مناسبة الحكم للموضوع يعني ما هي المناسبة بين أجر الرسالة وبين محبة أهل البيت؟! الرسول يقول:: ﴿‏قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ «عَلَيْهِ» يعني ماذا؟ يعني على تبليغالرسالة أنا تحملت المشاق والمتاعب والمصاعب لمدة 23 سنة هذه المصاعب والمتاعب التي تحملتها ما هو أجرها؟! أجرها محبة القربى ما هي المناسبة بين تبليغ الرسالة وبين القربى؟! لا تتحقق مناسبة إلا إذا كان المراد بالقربى من خدم الرسالة المحمدية وليس كل العشيرة وإلا لا توجد مناسبة الآية تقول أنا قمت بأتعاب وهي تبليغ الرسالة ولي أجر وأجري﴿الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىلا مناسبة بين الأجر وبين العمل لا مناسبة بينهما إلا إذا كان المراد بالقربى من خدم الرسالة ومن ساهم في بقاء الرسالة وهم علي وفاطمة وأبنائهما وإلا فلا مناسبة بين العمل وبين الأجر.

إذن العقل بنفسه يقول القربى: هم خصوص المعصومين وإلا لا مناسبة بين الأمرين من بني هاشم من مات كافر وهو أبو لهب يعني تشمله الآية؟! من بني هاشم من أسلم بالسيف كالعباس عم النبي بالسيف أسلم، من بني هاشم من خان أهل البيت وهو عبيد الله بن العباس خان الإمام الحسن وسلم نفسه إلى معاوية بن ابي سفيان يعني هؤلاء يجب حبهم؟! لا، إذن لا مناسبة بين العمل وبين الأجر عليه إلا أن يراد بالقربى خصوص المعصومين .

قال الكميت:

وجدنا  لكم  في  آل حاميم آية

فمالي   إلا   آل  أحمد  iiشيعة

 
تأولها    منا    تقي   iiومعرب

ومالي إلا مذهب الحق مذهب

لماذا فرض القرآن مودة أهل البيت؟!

لوجهين:

الوجه الأول:

لحاظ الحب على نحو الموضوعية كما يعبر العلماء يعني الإنسان بفطرته خلق وهو يحب الفضائل كل إنسان يحب الفضائل القرآن الكريم يقول: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ما هي فطرة الله؟! آية أخرى تبينقال تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا «7» فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا خلق الإنسان وهو يحب الفضيلة لأحجل ذلك فرض القرآن حب آل البيت لأن آل البيت ليسوا لحماً ودماً وإنما هم مجموعة من الفضائل والقيم القرآن فرض حبهم لأن حبهم حباً للفضائل والقيم فأمر القرآن بحبهم أمر بالاستقامة على الفطرة والمشي على الفطرة من حب الفضائل والقيم.

أما سمعت بولس سلامة شاعر مسيحي ماذا يقول في الإمام علي :

لا    تقل   شيعة   هواة   iiعلي

أنا من يعشق البطولة والإلهام

فإذا    لم    يكن    علي    iiنبيا

سماء  اشهدي ويا أرض iiقري





 
إن   في   كل   منصف   iiشيعيا

والعدل     والخلاق     iiالرضيا

فلقد      كان     خلقه     iiنبويا

واخشعي    إنني    أحب   عليا

الوجه الثاني:

لحاظ الحب على نحو الطريقية يعني القرآن والسنة لم يفرض حبهم إلا أن حبهم طريق لمرجعيتهم الرسول يريد من المسلمين أن يرجعوا إلى أهل البيت أهل البيت هم المرجعية في تفسير القرآن وفي الفقه في تعاليم السماء في الحكم، الرسول يريد أن يبين للمسلمين أن المرجعية لأهل البيت لأجل بيان ذلك فرض حبهم لأنه حبهم طريق للرجوع إليهم هذه المرجعية التي أكدها النبي في حديث الثقلين: ”أني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعديوقد أنبأني اللطيف الخبير بأنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض“ أهل البيت هم المرجع في تفسير القرآن بل المرجع في الدين مساوياً لمرجعية القرآن الكريم.

ولذلك ورد عن النبي في مسند أحمد وفي مستدرك الحالكم: ”من مات على حب آل محمد مات شهيداً، من مات على حب آل محمد مات مغفور له، من مات على حب آل محمد مات مؤمن مستكمل الإيمان، من مات على حب آل محمد مات تائباً، من مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله“

وفي هذا الصدد نرجع إلى أول كلمة قلنها في بداية المحاضرة كلمة عابس بن أبي شبيب الشاكري قال: ”حب الحسين اجنني“ بني شاكر قبيلة كوفية عريقة كانت من القبائل الموالية للإمام علي ، الإمام علي يوم صفين مدح القبيلة:

لو  كان  عدتها ألفاً   لعبد الله حق عبادته

شيخ القبيلة في زمانه هو عابس وعابس كان من جنود الإمام يوم صفين ومن جنود الإمام الحسين يوم كربلاء عابس بن أبي شبيب الشاكري عندما جاء مسلم إلى الكوفة لأخذ البيعة للحسين أول من بايع مسلم عابس بايعه عن قبيلة بني شاكر كلها وقف على مسلم بن عقيل وقال: ”يا سفير الحسين والله أني لا أخبرك عن غيري وإنما أخبرك عما أنا موطن نفسي عليه أني أبايعكم إذا أجبتم وأقاتل عدوكم معكم واضرب بالسيف دونكم حتى ألقى الله تعالى وأنا كذلك لا أريد بذلك إلا رضا الله“.

عاشوراء مهد الحرية
كربلاء مدرسة العزة