نص الشريط
كلمة سماحة السيد لموكب عزاء القطيف
المؤلف: سماحة السيد منير الخباز
التاريخ: 10/1/1431 هـ
مرات العرض: 2830
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (3683)
تشغيل:

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ

من أبرز شعائر الله: هذه الشعيرة العظيمة - المواكب الحسينية - التي دأب علماؤنا الأبرار ومراجعنا العظام منذ مئات السنين على إحيائها وتأييدها، وهي مصداق لما ورد عن الصادق : ”إن لجدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدًا“.

إن من أوضح وأبرز مصاديق تلك الحرارة الحسينية وذلك اللهيب الحسيني خروجكم جميعًا أنتم بعواطفكم، بمشاعركم، بصدوركم، بجهودكم، خرجتم لتعظيم شعائر الله، وخرجتم انطلاقًا من الحرارة الحسينية التي تلتهب في قلوبكم ومشاعركم. إننا انطلاقًا من قوله : للفضيل بن يسار: ”أتجلسون وتتحدثون؟ قلت: بلى سيدي. قال: إني أحب تلك المجالس، فأحيوا فيها أمرنا. من جلس مجلسنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب“، فإن هذه المواكب العظيمة إحياء وإظهار لأمر أهل البيت.

يا إخوتي الأعزاء، هذه المواكب الطاهرة لا تنفصل عن نظر العلماء وعن تأييدهم وإرشادهم، فقد كانت المواكب في بلادنا الحبيبة منذ زمن قديم يرعاها العلماء. المرحوم العلامة الشيخ منصور المرهون «رحمه الله» هو الذي خرج - كما تعرفون من آبائكم - بموكب يوم الأربعين، ومشى في الشوارع، وكان خروجه بذاك الموكب سببًا لإحياء يوم الأربعين بعد أن كان يومًا مهملًا مغمورًا.

لذلك، إنني أشكر شكرًا جزيلًا إخوتي من أهل العلم، ومن المشايخ الكرام، الذين خرجوا هذا اليوم تعظيمًا لشعائر الله، وإحياءً لأمر آل محمد، وتلبية لنداء الحسين : ”أما من ناصر ينصرنا، أما من معين يعيننا“. نصرتنا للحسين في هذا اليوم بهذه المواكب التي نعلن فيها تأييدنا للحسين، وكلنا ننادي: أبا عبد الله، أنت في كربلاء، وروحك ترفرف علينا هنا، وتسمع أصواتنا ونداءنا ”إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك، ولساني عند استنصارك، فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري“. نحن لم نخرج إلا تلبية لندائك واستجابة لصرختك، وإنّا نصرخ من عمق قلوبنا ومن عمق أرواحنا: لبيك يا حسين! لبيك يا حسين!

سيبقى صوت الحسين صوتًا يخيف الظالمين، ويرهب الطغاة، وسيبقى صوت الحسين صوتًا يجمعنا، ويؤلف بيننا، فإن صوت الحسين جمع المسلمين كلهم على مقاومة الظلم والطغيان. لسنا الوحيدين الذين يحتفلون بذكرى الحسين، بل إن المسلمين في شرق الأرض وغربها في هذا اليوم يرفعون الأعلام السوداء ويحتفلون بذكرى الحسين، ونحن مع المسلمين، ونحن مع الحسينيين، ونحن مع العلويين، الذين يحيون ذكرى الحسين.

الملايين اليوم تزحف نحو كربلاء إحياءً لذكرى الحسين، ونحن معهم بقلوبنا وبأرواحنا وإن لم نكن معهم بأجسادنا. إنني لأشكر الإخوة القائمين على إعداد هذا الموكب العظيم. أشكر الإخوة من شباب مسجد الإمام الحسين، ومن شباب مسجد الإمام المسألة، على تلبيتهم واستجابتهم لإحياء هذا الموكب الموحد الذي يجمع المواكب كلها.

إنني أشكر الإخوة جميعًا، والشباب جميعًا، على مساهمتهم في إحياء هذا الموكب العملاق، وأتمنى يا إخوتي في كل سنة أن يزداد عدد الموكب، وأن يزاد عدد المشايخ الذين يقومون بطليعة هذا الموكب، ويقومون بإداراته ورعايته والنظر فيه، وإنني لأشجعكم جميعًا لتلبية نداء الحسين في كل عام، على أن يبقى هذا الموكب صورة حية رائعة عن تآلفنا وتقاربنا، وصورة حية رائعة مشرقة عن حبنا للحسين، وصورة حية رائعة عن تلاحم المشايخ وأهل العلم مع أبناء المجتمع الحسينيين في إحيائهم لشعيرة الحسين.

جعلنا الله معًا مع الحسين، جعلنا الله معًا مع الحسين، اللهم ارزقنا في الدنيا زيارة الحسين، وفي الآخرة شفاعة الحسين. اللهم ثبت لي عندك قدم صدق مع الحسين، وأصحاب الحسين، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين .

والحمدلله رب العالمين

المهدي(عج) نبع الهداية
قصيدة كربلاء لازلت كرباً وَبلاء