نص الشريط
المغترب والدور الرسالي
المؤلف: سماحة السيد منير الخباز
التاريخ: 5/1/1432 هـ
مرات العرض: 2942
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (1417)
تشغيل:


بسم الله الرحمن الرحيم

﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ[1] 

صدق الله العلي العظيم.

انطلاقا من الآية المباركة نتحدث في محورين:

  • في هدف الدين من الحياة.
  • في الدور الرسالي للمغترب.

المحور الأول:

هناك سؤال طالما طرح: هل أن الدين يقتصر هدفه على بناء الفرد؟! أم يشمل هدفه بناء الحياة؟!

لا أشكال أن الإنسان له دوران في هذه الحياة:

  1. دور العلاقات الاجتماعية المبنية على أسس وقيم.
  2. دور بناء الحضارة المادية.

والدين قطعاً أهتم بالدور الأول لأن الدين أهتم ببناء القيم السلوكية للإنسان كما في قوله عز وجل: ﴿﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[2] لكن السؤال: هل الدين أهتم بالدور الثاني: وهو بناء الحضارة التكنولوجية بناء الحضارة المادية أم أقتصر اهتمامه على الدور الأول وهو بناء القيم الخلقية؟!

هنا عندنا اتجاهات ثلاثة:

الاتجاه الأول: الاتجاه العرفاني:

علماء العرفان يقولون: الهدف الأساس لدين هو «بناء الروح» بناء التكامل الروحي لا بناء الحضارة المادية ويبنون هذا على أمرين:

الأمر الأول: هو أن الإنسان يعيش دائما في الآخرة، كيف يعيش دائما في الآخرة؟!

الإنسان عندما كان في رحم أمه في بطن أمه هل كان يعرف أن وراء رحم أمه عالم أخر تعيش فيه أمه؟! لم يكن يعرف يعلم بذلك الإنسان عندما كان في رحم أمه كان يعتقد أن العالم هذا الرحم فقط ولم يكن يعلم أنه في الوقت الذي يعيش فيه في الرحم هو يعيش في عالم أوسع من الرحم وأن الغذاء يأتي له من العالم الأوسع لا من الرحم لم يكن يعلم عن ذلك لكن حينما خرج من رحم أمه عرف الحقيقة وأنه كان يعيش ليس في رحم فقط بل كان يعيش في عالم أوسع نفس الشيء للإنسان إذا خرج من الدنيا نسبة الدنيا للآخرة نسبة رحم الأم لدنيا الإنسان وهو في هذه الدنيا هو يعيش في الآخرة وهو لا يعلم لأن الآخرة هي عبارة عن العالم الأوسع من هذا العالم المادي.

نحن الآن نضن أن العالم هو ما نراه من سماء وأرض ولكن بمجرد أن نموت نلتفت إلى أن هذا العالم نقطة صغيرة في عالم أوسع وأن هذا العالم الذي كنا نعيش فيه نفس الشيء بالسنة للرحم إلى عالم الدنيا تماما لذلك موت الإنسان يعتبر ارتفاع للحجاب لأنه الحجاب يرتفع وينكشف أمامه عوالم أخره هو كان يعيش فيها لكن لم يكن يشعر بها لقد كنت في غفلة من هذا لم تكن تعلم أن العالم أوسع﴿لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ[3]  عرفت الآن أن العالم أوسع من عالم الدنيا.

الأمر الثاني:

بما أن الإنسان يعيش في الآخرة هو في باله يعيش في الدنيا «لا» العرفاء يقولون: الدنيا منطقة من مناطق الآخرة مثل الرحم منطقة من مناطق الدنيا، الدنيا هذه كلها منطقة من مناطق الآخرة بما أن الإنسان يعيش في الآخرة دائما وهو يعتقد أنه يعيش في الدنيا لكنه يعيش في الآخرة لذلك فالهدف الأساس من وجود الإنسان هو أعمار الآخرة لا أعمار الدنيا، الدنيا طريق مثل الرحم طريق وممر والهدف الأساس هو: أعمار الآخرة ويستدل علماء العرفان على هذه النظرية بقوله عز وجل: ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ «يعني هي الحياة الحقيقة» لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ[4] هذا الاتجاه الأول: الاتجاه العرفاني.

الاتجاه الثاني: الاتجاه العلماني: العلمانية تقول: الدين هدفه بناء القيم الخلقية والإنسانية الدين هدفه أن يتحول الإنسان إلى متواضع صادق أمين عادل يحترم الآخرين وليس هدف الدين إقامة حضارة مادية الدين أعتمد على التجربة الإنسانية والخبرة العقلية في بناء الحضارة ولم يتكفل الدين بنظام حضاري الدين ليس عنده نظام دوله ليس عنده نظام حضارة الدين هدفه أن يبني القيم الخلقية والإنسانية للإنسان العلمانية عندما تطرح هذا المفهوم ترتكز على أمرين:

الأمر الأول: هل التدين يخدم التمدن؟! أم التمدن يخدم التدين؟!

ربما يتصور الإنسان أنه كل ما أصبح متدين أصبح اقدر على بناء الحضارة من غير المتدين وهذا ليس صحيح التدين ليس له علاقة بالحضارة لا علاقة له بالتمدن ليس كلما أصبح الإنسان متدين أمتلك قدرة على بناء الحضارة التكنولوجية أكثر من غير المتدين ليس كذلك بل الأمر بالعكس التمدن يخدم التدين أي أن الإنسان إذا عاش في حضارة مادية مستقرة ووفرت له وسائل العيش الكريم سيكون توجه إلى الله وإقباله على الله أقوى لأنه ليس مشغول بالحاجات المادية بينما الإنسان إذا عاش في اقتصاد منهار وأصبح مشغول في البحث عن لقمة العيش لم يستطع أن يتوجه إلى ربه فالتمدن يخدم التدين إذا أصبح الإنسان حضاري أصبح متدين وليس إذا أصبح متدين أصبح حضاري ربما يؤيد هذا بما ورد عن النبي محمد : ”اللهم بارك لنا في الخبز «لا يقصد هذا الخبز الذي نأكله الخبز يعني كناية عن الثروة» ولا تفرق بيننا وبينه فلولا الخبز ما صلينا ولا صمنا ولا أدينا فرائض ربنا“ يعني الإنسان إذا يعيش في فقر لا يستطيع أن يتوجه إلى الله تبارك وتعالى.

الأمر الثاني: مما يؤكد أن التمدن يخدم التدين وليس التدين يخدم التمدن لأنه التدين مثل ما هو لم يتغير قبل ألف سنة هو موجود التدين ولكن لم يكن موجود التمدن لو كان التدين يساهم في بناء الحضارة فأن التدين كان موجود قبل ألف سنة وربما كان التدين قبل ألف سنة أكثر من التدين الآن ومع ذلك التدين الذي كان موجود قبل ألف سنة لم يخلق حضارة ولم يخلق تكنولوجية وإنما الذي ساهم في خلق التكنولوجية وصنع الحضارة هو التقدم العلمي للإنسان لا تقدم التدين لذا الإنسان إذاً تؤكد العلمانية بناء على هذا أن الدين لا يهدف إلى بناء حضارة مادية أوكل هذا الدور إلى عقل الإنسان وإنما يرتكز الدين على بناء القيم الخلقية والإنسانية لذا الإنسان هذا «الاتجاه العلماني».

الاتجاه الثالث «الاتجاه الإسلامي»: الاتجاه الإسلامي ماذا يقول؟!

الاتجاه الإسلامي يقول: بأنه الدين هدفه بناء الحياة لا بناء الفرد فقط كما يهدف الدين إلى بناء القيم الإنسانية التي تضمن العلاقات الاجتماعية فأن الدين يهدف أيضاً إلى بناء حضارة مادية إلى بناء اقتصاد عامر هذا هو الاتجاه الإسلامي، ما هو دليلنا نحن على هذا الاتجاه أن الإسلام يريد أن يبني الحياة لا أنه يبني الفرد فقط لا أنه يبين القيم الخلقية فقط ما هو دليلنا على ذلك؟!

الدليل الأول: أن الهدف الذي طرحه القرآن لا يتعلق ببناء الفرد بل الهدف الذي طرحه القرآن يتعلق ببناء العدالة على الأرض قال: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ «لماذا؟! لأجلل بناء الفرد» لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ[5]  يعني لتحقيق العدالة الاجتماعية، الهدف من الرسالات السماوية كلها ليس بناء الأخلاق فقط بل الهدف من الرسالات السماوية تطبيق العدالة على الأرض الدين عندما يقول هدفي تطبيق العدالة على الأرض لابد أن يضع نظام لتطبيق العدالة وإلا كيف تطبق العدالة؟!

الماركسية أيضاً تنادي بتطبيق العدالة النظام الرأسمالي ايضاً ينادي بتطبيق العدالة من ينادي بتطبيق العدالة لابد أن يطرح رؤية ونظام لتطبيق العدالة حتى تنسجم فلسفته مع نظامه فالدين عندما يدعو لتطبيق العدالة على الأرض إذا هو تكفل بوضع نظام على ضوئه تتحقق العدالة العامة على الأرض هذا الوجه الأول.

الوجه الثاني: الحضارة حنا عندنا نقول حضارة، ما معنى الحضارة؟!

الحضارة لها دعائم ثلاثة:

  1. الفنون: هذه دعامة من دعامات الحضارة.
  2. العلاقات: هذه الدعامة الثانية.
  3. الاقتصاد.

العصب الأساس الرئيس لكل حضارة هو «الاقتصاد» إذا نريد أن نعرف هل الدين له حضارة أو لا لابد أن نسأل هل لدين نظام اقتصادي أو لا؟! الاقتصاد هو العصب عصب الحضارة مركز الحضارة هو «الاقتصاد» هل لدين نظام اقتصادي؟! هل لدين فلسلفه اقتصادية تختص به أم لا؟! إذا الدين له فلسفلة اقتصادية إذاً الدين يهدف لبناء حضارة مادية كما يهدف لبناء الفرد.

عندنا الآن الأنظمة الرئيسية ثلاث:

  1. النظام الرأسمالي: هو الذي يسود العالم اليوم.
  2. النظام الماركسي والاشتراكي: الذي تضائل دوره.
  3. النظام الإسلامي.

هذه الأنظمة أين تختلف؟! هذه الأنظمة تختلف في تشخيص المشكلة، ما هي المشكلة الاقتصادية؟! اختلاف الأنظمة في تشخيص المشكلة الاقتصادية نحن نرى انهيار في عالم الاقتصاد نرى بلدان تعيش مجاعات وفقر مقذع مع أنها تملك ثروات، ما هي المشكلة الاقتصادية؟!

النظام الرأسمالي: يعتقد أن المشكلة الاقتصادية هي في قلة الموارد الطبيعية بمعنى أن الطبيعية أصبحت قاصرة عن تلبية حاجات الإنسان الموارد الطبيعية أصبحت ضيقة لا تستطيع أن تلبي حاجات الإنسان المتنوعة لذلك يقع التزاحم والتسابق بين رجال الأعمال وبين المشاريع الاستثمارية على حيازة الثروة لأن موارد الطبيعية أقل مما يحتاجه الإنسان هذه المشكلة بنظر الاقتصاد الرأسمالي.

الاقتصاد الماركسي: عنده المشكلة في التناقض بين شكل الإنتاج وبين نظام التوزيع، هل نظام التوزيع نظام فردي كل فرد يملك؟! أو نظام التوزيع نظام تأميمي بمعنى أن الثروات تؤمن فتكون للمجتمع بأسره لا للفرد التناقض بين شكل الإنتاج ونظام التوزيع هو مصدر المشكلة الاقتصادية هذا «النظام الاشتراكي».

النظام الإسلامي: الإسلام يرى أن جوهر المشكلة في الإنسان نفسه الإنسان هو المشكلة، كيف الإنسان يصبح مشكلة؟! يقول تبارك وتعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ «32» وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ «33» وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ[6]  المشكلة ليس في الطبيعية المشكلة في من؟! المشكلة في الإنسان وإلا الطبيعة ثرية ليس كما يقول النظام الرأسمالي أن الطبيعة ضيقة لا الطبيعة ليست ضيقة الطبيعة مملوءة بالثروات والكنوز ليست المشكلة في الطبيعية المشكلة في الإنسان﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ، ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا[7]  المشكلة هي في الإنسان كيف المشكلة في الإنسان؟! المشكلة في الإنسان أن الإنسان خلق ولديه غريزة حب الحياة وغريزة حب الحياة تفرض على الإنسان غريزة السيطرة يريد الإنسان أن يسيطر على الأشياء وأن يتملك لذلك هذا الإنسان إذا تعطيه مجال يتملك أنت وعشيرتك كلها لأنه لا يشبع نهمه شيء لا يقف من أمامه نهمه شيء أبداً﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى «6» أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى[8] .

إذاً المشكلة هي في الإنسان هذه النزعة التملكيه هذه النزعة السلطوية هذه النزعة الفردية التي تسيطر على الإنسان ومن خلالها يريد أن يتملك الأشياء كلها هذه النزعة الفردية تتعارض مع المصالح العامة فهنا المشكلة وهي: «كيف نوفق بين النزعة الفردية والمصلحة العامة؟!» هذه هي المشكلة بنظر الدين، الطبيعية غير قاصرة ليس التناقض بين شكل الإنتاج ونظام التوزيع كما يقول الاشتراكيون تناقض عند الإنسان نفسه الإنسان يعيش تناقض بين نزعته الفردية واحترامه للمصلحة العامة، بما أن هذه هي المشكلة كيف نحل المشكلة؟! فالإسلام شخص المشكلة وضع لها حل أي وضع نظام اقتصادي ومتى ما وضع الإنسان نظام اقتصادي فقد وضع حضارة مادية وساهم في بناء حضارة مادية، كيف وضع نظام اقتصادي؟!

الإسلام وضع عدة ركائز يقوم عليها النظام الاقتصادي أشير إليها بأجمال:

الركيزة الأولى: الاستخلاف: الإسلام يرى أن هذا الكون بثرواته ملك لله والإنسان مجرد خليفة ووكيل وليس أصيل ولا مالك يقول القرآن: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ[9]  ويقول القرآن: ﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ[10] ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ[11]  أنتم مجرد خلفاء وإلا الثروة ليست لكم ويقول القرآن الكريم: ﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ[12]  إذاً الركيزة الأولى هي نظرية الاستخلاف وهذه فسلفه الإسلام للحياة الإسلام يرى أن الحياة هي ملك لله والإنسان دوره دور الوكالة والاستخلاف لأجل ذلك لابد أن يكون النظام الاقتصادي للإنتاج والتوزيع مأخوذة من المالك الحقيقي إلا وهو الله عز وجل لا من الخليفة والوكيل إلا وهو «الإنسان».

الركيزة الثانية: أن الإسلام يرى الملكية الفردية مثلما يرى النظام الرأسمالي الإنسان من حقه أن يتملك ولكن الملكية الفردية عامل من عوامل التنافس المشروع وعامل من عوامل الامتحان وليست هدفاً في حد ذاته لاحظوا القرآن الكريم يقول: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ[13]  ويقول القرآن: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ[14] .

الركيزة الثالثة: ما نظر الإسلام للثروة؟! ما نظر الإسلام للطاقة المادية؟!

هنا عندنا طائفتان من النصوص:

الطائفة الأولى: تذم الثروة تذم الدنيا مثلاً: ما ورد عن الإمام علي : ”حب الدنيا رأس كل خطيئة“ وما ذكر في القرآن الكريم: ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ[15]  الإنسان إذا قرأ هذه النصوص يستوحي منها أن الإنسان ليس له علاقة بالدنيا لا يريد أعمار الدنيا يريد أعمار دار أخرى ليس لها علاقة بالدنيا لكن هناك نصوص أخرى تظهر لنا فلسفة الإسلام للثروة فلسفة الإسلام للحياة أقروا معي هذه النصوص:

عن النبي محمد : ”نعم العون على تقوى الله الغنى «الثروة هذه عون على تقوى الله» ونعم العون على الآخرة الدنيا“ الدنيا عون على الآخرة، وورد عن الإمام الصادق : ”لا خير في من لا يحب جمع المال من حلال“ في شخص يقول أنا زاهد في الدنيا لا أحب جمع الأموال ولا أشتهي الأموال هذه يعتبره الإمام الصادق إنسان مريض الإنسان السليم هو الذي يحب جمع الثروة من حلال﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا[16]  ”لا خير فيمن لا يحب جمع المال من حلال يكفى به وجه ويقضى به دينه ويصل به رحمه“، وجاء رجل إلى الإمام الصادق قال له: سيدي أنا نحب الدنيا ونحب أن نوتاها قال له: لماذا تحب الدنيا ماذا تصنع بها؟! قال: اجمع بها المال ونتصدق وأصل رحمي وأحج بها قال هذا ليس طلب للدنيا أنه طلب للآخرة ”، إذا هذه النصوص ماذا تصنع بها؟! أو ما ورد عن النبي :“ أجر الغني الشاكر كأجر الفقير الصابر" هذا الغني الذي شكر الله على الغنى أجره وثوابه مثل الفقير الذي صبر على ألم الفقر ماذا تصنع بهذه النصوص؟!

إذاً أنت لابد أن تكون عندك رؤية توفيقية بين النصوص والرؤية التوفيقية بين النصوص تقتضي أن يقال الإسلام يحث على جمع الثروة يحث على إقامة الحضارة المادية لكن لا بما هي هدف بل بما هي وسيلة الحضارة المادية مطلوبة الثروة مطلوبة لكن الهدف من هذا كله تطبيق العدالة الإلهية على الأرض هذا هو الهدف فالحضارة المادية يدعو إليها الإسلام لأنه هو عنده نظام اقتصادي عنده فلسفة اقتصادية تختص به لكن هذا النظام الاقتصادي وهذه الحضارة المادية إنما دعا إليها كطريق ووسيلة لإقامة العدالة السماوية على الأرض﴿لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ[17] ولذلك الإسلام يركز على الجمع لأن نحن قلنا المشكلة الأساسية في نظر الدين والمشكلة الاقتصادية في نظر الدين هي «التعارض بين النزعة الفردية والمصلحة العامة»

لذلك الركيزة الرابعة في النظام الاقتصادي الإسلامي هي: التوفيق بين النزعة الفردية والمصلحة العامة: فالإسلامي قول الحل عندي أنا لماذا؟! لأنني أمر أبنائي بالتضحية بهذه النزعة الفردية من أجل المصلحة الاجتماعية وأعوضهم عن هذه التضحية برصيد أخروي، فنظرية التعويض: التعويض عن التضحية بالرصيد الأخروي هذه النظرية تصلح علاج لتعارض بين النزعة الفردية والمصلحة العامة ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ «7» وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ[18]  ويقول: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ[19]  ويقول القرآن: ﴿مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ «لماذا؟!» ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ «120» وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ[20]  لا يوجد شيء غير معوض.

إذاً نظرية التعويض هي الحل لمشكلة التعارض بين النزعة الفردية والمصلحة العامة نحن نريد أن نستنتج هذه النتيجة بما أن للإسلام نظام اقتصادي وفلسفة للحياة وتشخيص للمشكلة الاقتصادية إذاً الإسلام دين ودولة إذاً الإسلام له نظام حضاري إذاً الإسلام من أهدافه بناء الحضارة المادية كما أن من أهدافه بناء الفرد وبناء القيم الإنسانية.

المحور الثاني: نتناول الدور الرسالي للمغتربين:

نحن نملك عدد هائل من أبنائنا وبناتنا المغتربين في الخارج في أوربا في أمريكا في استراليا في الدول الأخرى من اجل الدراسة من أجل العمل اغتراب مؤقت اغتراب دائم هذا العدد الهائل من أبنائنا المغتربين هل هو ظاهرة سلبية أو ظاهرة أجابية؟!

طبعا ظاهرة أجابية، هل الدين يؤيد ذلك أم له موقف في ذلك؟! بالعكس الدين يدعم ذلك، لماذا؟!

نحن نريد الآن أن نتحدث عن أبنائنا المغتربين من خلال أمرين:

الأمر الأول: الاغتراب لأجل الدراسة أو لأجل العمل أمر يشجع عليه الدين، لماذا؟! لأنه هذه الظاهرة لها منطلقات مهمة:

المنطلق الأول: أن هذه يعبر عن الامتداد الحضاري للإسلام ذكرنا في المحور الأول أن الإسلام يهدف إلى بناء حضارة اغتراب أبنائنا تعبير عن الامتداد الحضاري للإسلام لولا وجود المسلمين في بلاد الغرب وفي بلاد الشرق لما رأيت أثر للإسلام في تلك البلاد، إذاً اغتراب المسلمين وسفرهم وإقامتهم مؤقت أو دائم في الغرب والشرق ظاهرة إسلامية لأنه هذه الظاهرة تعبير عن الامتداد الحضاري للإسلام وأن الإسلام يمتد إلى جميع أرجاء الأرض.

المنطلق الثاني: لأن هذا مظهر للعزة لعزة الإسلام والمسلمين، كيف مظهر للعزة؟!

إذا نحن عندنا طبيب متدين، عندنا مهندس متدين، عندنا عالم نووي متدين، عندنا معماري متدين عندنا فنان متدين إذا سافر أبنائنا المتدينون إلى الغرب واكتسبوا هذه الكفاءات وعادوا إلينا عودتهم تعني أن التدين وضع بصماته على مختلف الحقول تأتي على حقل الطب تجد المتدين، تأتي على حقل المهندس تجد المتدين، تأتي على حقل الفيزياء تجد المتدين إذا سوف يضع التدين والإسلام بصماته على مختلف حقول الحياة والطبيب المتدين يعكس تدينه في طبه والمهندس المتدين يعكس تدينه في عمله فالتدين سوف يضع بصماته على كل حقول الحياة وهذا مظهر لعزة الإسلام﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ[21]  هذا المنطلق الثاني.

المنطلق الثالث: أن الاغتراب لأجل الدراسة أو العمل سعت في الأفق الثقافي ترى كثير منا مع الأسف لماذا يتخبط في ثقافته؟! لأنه متقوقع في هذه البلد صح أو لا؟! التقوقع في منطقة خاصة التقوقع في أفق خاص يجعل الثقافة ضيقة يجعل الذهن منغلق على أفق معين بينما إذا خرج الإنسان إلى الغرب أو الشرق وأنفتح ذهنه على ثقافات متنوعة وعلى أديان مختلفة وعلى عادات وتقاليد متنوعة أتسع افقه الثقافي واتسعت ذهنيته الثقافية فأصبح بذلك مصقول الموهبة ناضج الخبرة ناضج الثقافة.

تغرَّبْ عن الأوطان في طلب العلى

تَفَرُّج    غمٍّ،    واكتساب   معيشة

 
وسافر  ففي  الأسفار خمس فوائد

وعلم،    وآداب،   وصحبة   ماجد

ولذلك ورد عن الإمام أمير المؤمنين : ”أعقل الناس من جمع عقول الناس إليه“ اللي يستفيد خبرة أكثر اللي يرى مجتمعات أكثر ويكتسب خبرة أكثر ويكتسب ثقافة أكثر فهو أعقل الناس ”أعقل الناس من جمع عقول الناس إليه“.

المنطلق الرابع: أن الاغتراب تمثيل وتجسيد لدين هذا المغترب لا يمثل نفسه إنما يمثل دينه يمثل بلدة يمثل قيمه وتراثه الإنسان إذا أغترب لا يذوب في المجتمع الأخر الإنسان المغترب نحن نخاطب أبنائنا المغتربين بناتنا المغتربات، المغترب أنيط بعنقه دور رسالي خطير وهو تجسيد دينه وتجسيد قيمه عليه أن يجسد دينه عليه أن يجسد قيمة في ذلك المجتمع الأخر.

ومن هنا تتبين قوة الشخصية الإنسان إذا كان في بيته لا تتبين قوة شخصيته لأنه عايش بين أهله وبين أخوانه متى تتبن شخصية الإنسان؟! إذا انفصل عن الأسرة وعاش وحده في بلاد تختلف عن بلدة من حيث العادات والقيم والثقافة هنا يعيش الإنسان صراع بين الحفاظ على هويته ودينه وبين التأقلم مع المجتمع الجديد فتتبين رجولته تتبين قوة شخصيته الإنسان صاحب القوة الشخصية وصاحب الإرادة الصامدة هو الذي يستطيع أن يوفق بين الحفاظ على هويته وبين التأقلم مع المجتمع الغربي الجديد.

أما الإنسان الذي يذوب في المجتمع الغربي وينسى ثقافته وينسى هويته هذا الإنسان لا يمتلك شخصية أو الإنسان اللي بالعكس يعيش هناك منعزل لا يختلط بأحد لا يقيم علاقة مع أحد لماذا؟! لأنهم غير متدينين وأنا إنسان متدين هذا أيضاً إنسان ليس قوي الشخصية قوة الشخصية وقوة الإرادة أن تقوم بالتوفيق بين الحفاظ على هويتك وبين التأقلم مع هذا المجتمع، كيف تتأقلم معه وأنت متدين؟! الإمام الخميني «قدس سره» عندما سافر إلى فرنسا قبل الثورة وجلس في محيط معين أشهر مر عيد من الأعياد المتعارف في فرنسا فقال لمن معه كيف يتعامل الفرنسيين مع هذه العيد قالوا يتعاملون معه بهذا الورد كل شخص يحمل باقة ورد يوزعها مثلا على أصدقائه على جيرانه قال إذاُ نحن أيضاً نقوم ببقات ورد على جيراننا لنظهر لهم أننا متأقلمون مع عالمهم وأننا نحبهم ويحبوننا فنحن من جهة نحافظ على هويتنا وتراثنا ومن جهة نتأقلم مع المجتمع الأخر بما لا يصطدم مع الدين بما لا يصطدم مع المبادئ هنا تتبن قدرة الإنسان في التأقلم وفي التوفيق بين هذين الأمرين.

الأمر الثاني: مما يتعلق برسالة المغترب وبالدور الرسالي للمغترب، نحن نحتاج إلى لجنة أو مؤسسة ترعى المغتربين يعني نحن عندنا الآن الجمعيات الخيرية واللجان الأهلية حبذا لو تفتح الجمعية الأهلية أو الجمعية الإلهية لها لجنة أسمها «لجنة راعية المغتربين» لأنه هذه نقطة مهمة في حياتنا تؤثر على مجتمعاتنا تؤثر على سلوكنا ظاهرة المغتربين «لجنة العناية والاهتمام بالمغتربين» لماذا؟!

أولاً: المغتربون قد يحتاجون إلى حاجات مادية ماسة لا تستطيع المنحة أو البعثة من الدولة توفيرها لهم أو لا تستطيع الأهل أو الأسرة توفيرها لهم بدل هذا ما يتلكآ في دراسته ويعيش منعطفات خطيرة هذه اللجنة تقوم بمساعدته في تغطية بعض الحاجات المادية هذا أولا ً.

ثانياً: المغترب يحتاج إلى رصيد روحي متجدد لأنه المغترب يعيش عالم من الإثارة وعالم من الأغراء يعيش عالم ومجتمع يفرض عليه كثير من الإثارات والإغراءات الشهويه وبالتالي حتى يتحدى هذه الإغراءات وحتى يتحدى هذه الشهوات يحتاج إلى رصيد روحي بين فترة وأخرى لذلك نحن نحتاج أن نرسل علماء خطباء مبلغين نرسلهم إلى أبنائنا المغتربين في الأماكن المختلفة ليقدموا لهم دروس روحية يقوون بها على مواجهة التحديات والإغراءات والإثارات.

ثالثاً: هذا الطالب إذا يريد أن يسافر إلى الغرب يأخذ كورس عن البلد الذي سوف يسافر إليها تقاليدها وعاداتها وأنظمتها أيضاً يأخذ كورس في مهارة التعامل مع الناس كيف تتعامل مع الآخرين من ديانات أخرى وثقافات أخرى؟! تكون عندك مهارة التعامل تتعلم كيف مهارة التعامل، أيضاً أنت تحتاج قبل أن تغترب إلى أن تأخذ كورس عن دينك أنت لا تذهب وأنت لا تعرف شيء عن دينك لو شخص تحدث معك عند دينك كل شيء لا تعرفه! لا تعرف إلا أن تصلي وتصوم ليس هذا الدين! مثل ما تحتاج إلى كورس عن أجواء البلد الذي تريد أن تسافر إليها كورس عن مهارة التعامل مع الأجناس الأخرى والألوان الأخرى تحتاج إلى كورس عن دينك ثقافتك تراثك قيمك حتى تقوم بتجسيد ذلك تجسيد واضح ”كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم“ كما ورد عن الإمام الصادق : ”كونوا زين لنا ولا تكونوا شيناُ علينا“.

مجموعة شباب من منطقة الحلة أسسوا مركز أسمه «مركز الصادق» لتعليم للانفتاح على الحضارات دولا الآن صار لهم سنتين أو ثلاث يأخذوا مجموعة من الشباب والشابات إلى بريطانيا أيام الصيف يدرسوا دورة لغة يدرسوا ثقافة دينية ثقافة متنوعة يحاولون القائمون على هذا البرنامج أن يدربوا أبنائنا وبناتنا على: كيف يكون المسلم المغترب مجسد لدينه ولثقافته ولقيمه؟!، وكيف يستطيع التوفيق بين الحفاظ على هويته وبين التأقلم مع المجتمع الآخر؟!، نحن نحتاج إلى مثل هذه المراكز نحتاج إلى مثل هذه الخطوات التي تساهم معنا في تقويم هذه الظاهرة ظاهرة المغتربين من أبنائنا وبناتنا.

نرجع إلى النقطة الأساسية لنقول: الإسلام يا أخون لا يتمركز في أرض ولا يتمركز في شعب ولا يتقوقع في مكان عليك أن تمد جذورك عليك أن تبث تراثك عليك أن تنشر قيمك في كل مكان الإسلام لا يتقوقع في مكان معين أبداً إذا أنت الآن تعيش في بلد ولا تستطيع أن تصنع لك مشروع استثماري اقتصادي في هذه البلد تسافر لبلد أخرى لتفتح هذه المشروع الاستثماري كذلك أنت كما تسافر لأجل فتح المشاريع الاستثمارية تسافر وأنت تنشر دينك وقيمك لا من خلال الكلام بل من خلال السلوك والاستقامة ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا[22] لماذا أنت متقوقع في الأرض؟! تحرك أمتد إلى مكان أخر ولذلك نرى حركة الأنبياء والمرسلين حركة امتداديه تمتد لمناطق عديدة النبي موسى أنطلق من ارض مصر إلى أرض فلسطين وأقام دولته هناك، النبي محمد أنطلق من أرض مكة إلى أرض يثرب وبنا دولته في مدينة يثرب لأنها كانت أكثر أهليه وكفاءة لإقامة الدولة الإسلامية.

الإمام أمير المؤمنين نقل الخلافة من المدينة إلى الكوفة أعتبر الكوفة هي عاصمة الخلافة لأنها كانت الموطن لتشيع آن ذاك إذاً الانتقال من ارض لأخرى أكفى منها هو مقتضى الحكمة ومقتضى حسن الإدارة لذلك الإمام الحسين رأى أن منطلق ثورته ليس المدينة وليس مكة وإنما منطلق ثورته أرض أخرى أرض أبيه أمير المؤمنين فسافر لتلك الأرض لكي يكون قبره شعلة لزوار شعلة لثائرين شعلة للأحرار ويبقى قبلة لثائرين والأحرار على مدى الإعصار إلى أن وطئ كربلاء المقدسة وأصبحت كربلاء هذه الأرض الطاهرة قبلة للأحرار وقبلة لثوار في كل زمان.........

وصلى الله على محمد وآل محمد

[1]  سورة الملك، آية 15.
[2]  سورة آل عمران، آية 134.
[3]  سورة ق، آية22.
[4]  سورة العنكبوت، آية64.
[5]  سورة الحديد، آية 25.
[6]  سورة إبراهيم، آية32 - 33 - 34.
[7]  سورة الأحزاب، آية 72.
[8]  سورة العلق، آية6 - 7.
[9]  سورة فاطر، آية39.
[10]  سورة فاطر، آية16.
[11]  سورة آل عمران، آية144.
[12]  سورة الحديد، آية7.
[13]  سورة يونس، آية14.
[14]  سورة الأنعام، آية165.
[15]  سورة العنكبوت، آية64.
[16]  سورة الفجر، آية 20.
[17]  سورة الحديد، آية 25.
[18]  سورة الزلزلة، آية7 - 8.
[19]  سورة الزمر، آية10.
[20]  سورة التوبة، آية20 - 121.
[21]  سورة المنافقون، آية8.
[22]  سورة النساء، آية 97.

حوار حول النسبية والقداسة والحرية
نزعة التأويل في الفكر الإمامي