نص الشريط
تأملات في زيارة الأربعين
المؤلف: سماحة السيد منير الخباز
المكان: مسجد الرسول الأعظم - مطرح
التاريخ: 20/2/1427 هـ
تعريف: أربعين الإمام الحسين (ع) ظهراً
مرات العرض: 5111
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (3622)
تشغيل:

قال الرسول محمدٌ : ”الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة“

في زيارة يوم الأربعين، نقرأ فقرتين من فقرات الزيارة، ونتأمّل فيهما.

الفقرة الأولى: حول الشهادة والسعادة وطيب الولادة.

ورد عن الصادق حينما قال في وصف جده الحسين : ”قد أكرمته بالشهادة، وحبوته بالسعادة، واجتبيته بطيب الولادة“، وهنا ثلاث جمل:

الجملة الأولى: ”أكرمته بالشهادة“.

الشهادة عند علماء العرفان لها ثلاث مراتب: شهادة تنزيلية، وشهادة حقيقية، وشهادة حقيقية حقة.

الدرجة الأولى: الشهادة التنزيلية.

هي أن يعطى الإنسان ثوابَ الشهداء، فمن مات في طريق الحج مثلًا مات شهيدًا، أي: يعطى ثواب الشهداء. ورد عن النبي : ”من مات على حب آل محمد مات شهيدًا“، أي: يعطى ثواب الشهداء.

الدرجة الثانية: الشهادة الحقيقية.

هي إعطاء الإنسان الذي يُقْتَل في سبيل الله مقام الشهود على الأمة الإسلامية، الإنسان عندما يُقْتَل في سبيل الله، فهو ما بذل نفسه في سبيل الله إلا لأجل أنه مصلحٌ للأمة، انطلق للقتل بدافع الرقابة على مسيرة الأمة، والرقابة على خط الأمة الإسلامية، فإذا مات وقُبِضَت روحه يعطيه الله مقام الشهود، بمعنى أنَّ روحه تبقى مرفرفة على الأرض، تنظر إلى الأمة كيف عملها، كيف مسيرتها، كيف نتائجها، كيف عواقبها، الشهيد قبل أن يُقْتَل كان شهيدًا على الأمة، ولذلك هو يقاتل في سبيل الله، وبعد أن يُقْتَل يبقى على ما كان عليه قبل موته، كان قبل موته يراقب مسيرة الأمة، ويحاول أن يصلحها بدمه وجراحه، وبعد أن يُقْتَل يبقى على هذا المقام، يعطيه الله مقام الشهود، تبقى روحه مرفرفة تراقب مسيرة الأمة الإسلامية، ولذلك سمّي شهيدًا وشاهدًا، لأنه يراقب مسيرة الأمة حيًا وميتًا.

الإمام أمير المؤمنين عندما حاز شرف الشهادة الحقيقية لم يتغير وضعه، كان رقيبًا على الأمة في حياته، وبعد موته هو مراقبٌ أيضًا لأوضاع الأمة بروحه التي ترفرف، ولذلك القرآن يقول: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا، الأموات الآخرون تنفصل أرواحهم وتذهب إلى عالم آخر، وأما الشهداء فأرواحهم ترفرف وتراقب أحوال الأمة.

الدرجة الثالثة: الشهادة الحقيقية الحقة.

الشهادة الحقة هي أن يعطى الإنسان شهادةً شموليةً، ليست روحه تشهد فقط، بل جميع ما يتعلق به يكون شاهدًا، كيف؟ تعال للحسين بن علي: الحسين بن علي قُبِضَت روحه بعد أن قُتِل، روحه بقيت ترفرف على الأمة الإسلامية وتراقب مسيرتها، لكن الشهادة ما أعطيت لروح الحسين فقط، بل كل ما يرتبط بالحسين أعطي شهادةً، تربته تشهد، رأسه يشهد، قبره يشهد، ذريته تشهد، الحسين أعطي شهادةً شموليةً، كل ما يرتبط بالحسين فهو شاهدٌ.

رأسه بقي أربعين يومًا يراقب المسيرة كلها، ويشهد على كل ما رأى، ويشهد على كل ما حصل، فرأسه أعطي مقام الشهادة. وتربته أعطيت مقام الشهادة، لماذا يقال: يستحب السجود على تربة الحسين؟ تربة الحسين تشهد على كل من سجد عليها، تربة الحسين تشهد على كل من توسّل بها، كل من تبرّك بها. كذلك أيضًا قبره، قبره شهيدٌ على هذه الملايين التي تزحف عليه منذ يوم مقتله وإلى يومنا هذا، كم مليونًا وفد على قبره منذ ذلك اليوم إلى هذا اليوم؟! قبره يشهد هؤلاء الملايين الزاحفة، ويكون شهيدًا على عملها يوم القيامة. ذريته: الله جعل الإمامة في ذريته، تسعة أئمة من أولاده بقوا شهداء على الأمة، ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا. إذن، الحسين رأسه يشهد، روحه تشهد، قبره يشهد، ذريته تشهد.

إمام    الهدى    سبط    iiالنبوة
له   تربةٌ   فيها  الشفاء  iiوقبة
وذرية     ذرية    منه    تسعة

 
والد   الأئمة   مولى  له  iiالأمر
يجاب بها الداعي إذا مسه الضر
أئمة  حق  لا  ثمان  ولا  iiعشر

ووراء هذه الشهود كلها دمه، دمه يشهد يوم القيامة، هو الوحيد من بين الشهداء الذي يشهد دمه يوم القيامة على ما رأى من مسيرة الأمة. أنت تقرأ في زيارة الحسين: ”أشهد أن دمك سكن في الخلد“، لماذا سكن في الخلد؟ ليعطى مقام الشهادة. وأنت تقرأ في مصيبة الحسين: فرفع دمَه إلى السماء فما رجعت منه قطرةٌ. إذن، رأسه شاهد، تربته شهادة، قبره شاهد، ذريته شهود، دمه يوم القيامة يشهد، إذن الحسين أعطي درجةً من الشهادة لم تعط لأحد، لا لنبي ولا لرسول ولا لوصي، أعطي درجةً من الشهادة شهادةً شموليةً نسمّيها بالشهادة الحقيقية الحقّة، كل ما يرتبط بالحسين فهو شاهدٌ. لذلك، كان الحسين سيد الشهداء، لأنه أعطي مرتبةً لم تعط لغيره، ”أكرمته بالشهادة“.

الجملة الثانية: ”وحبوته بالسعادة“.

ما هي السعادة؟ ربما يتصور الإنسان أن السعادة أنه في الآخرة سيد شباب أهل الجنة، هذه هي السعادة. ليست هذه السعادة فقط، بل السعادة الحقيقية هي في الدنيا، أن يعيش الإنسان في الدنيا مطمئنًا، من عاش مطمئنًا فقد حصل على السعادة. كل إنسان لا يعيش في الدنيا مطمئنًا، بل يعيش قلقًا، إما قلقًا من المرض، إما قلقًا من الرزق، إما قلقًا من الظلم، إما قلقًا من الكوارث الطبيعية، كل إنسان عنده ذرة من القلق، عنده نصيب من القلق.

أما أولياء الله، فهم يعيشون في الدنيا سعادةً حقيقيةً، وهي سعادة الاطمئنان. هذا الولي لا يشكو قلقًا، لا يشكو خوفًا، لا يشكو اضطرابًا، بل هو مطمئن، ومن عاش مطمئنًا فهو الذي عاش طعم السعادة. الإنسان قد يحصل على مليارات الأموال، لكن القلق ينغّص عليه أن يستمتع بهذه الميارات من الأموال، الاطمئنان هو السعادة، ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، اطمئنان كامل.

وهذا ما تفسّره الآية المباركة: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، [...] أي خوف، هذه هي السعادة الحقيقية، ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي، الحسين حصل على مرتبة الاطمئنان، السعادة الحقيقية، الحسين سار في مراتب السلوك إلى الله: التوكل والرضا والتسليم، هذه مراتب عند علماء العرفان للسلوك إلى الله، الحسين وصل إلى هذه المراتب، عندما سقط من على فرسه قال: ”اللهم رضا بقضائك، وتسليمًا لأمرك، يا غياث المستغيثين“.

مرتبة التوكل هي الثقة بالله، أن الله لا يفعل بنا إلا ما هو صالحٌ لنا. مرتبة الرضا أن يعتبر الإنسان النقم نعمًا، أولياء الله هكذا، أولياء الله يرون البلايا المختلفة، سواء كانت بلايا في الأولاد أو في الأموال، يرونها نعمًا أنعم الله بها عليهم ليزلف درجاتهم في الجنان، ولا يرونها نقمًا، فيرضون بها، هذه مرتبة ثانية. ومرتبة التسليم هي الفناء في الله، بحيث لا يرى إلا وجود الله، لا يرى لنفسه وجودًا، ولا يرى لنفسه إنية، ولا يرى لنفسه نفسية، لا يرى إلا وجودًا حقيقيًا واحدًا، ألا وهو وجود الله عز وجل، ومن حاز المراتب الثلاث كان سعيدًا مطمئنًا في حياته، ”وحبوته بالسعادة“.

الجملة الثالثة: ”واجتبيته بطيب الولادة“.

ربما يقول قائل: هذا ليس خاصًا بالحسين؛ فإن كثيرًا من الناس وُلِدُوا ولادةً طاهرةً، وُلِدوا ولادةً شرعيةً، فليس الحسين فقط وُلِدَ بطيب الولادة، فما معنى هذه الفقرة؟ الكثير من الناس وُلِدُوا ولادةً طيبةً طاهرةً شرعيةً، فما هو المقصود بطيب الولادة؟

أول شخصين وُلِدا في بيت الإسلام هم الحسن والحسين «صلوات الله وسلامه عليهما»، الحسين أحرز وحصل على طيب الولادة بمعنى أنه وُلِد في بيت الطهارة، وُلِد في بيت الطيب، ولادته تقطر طيبًا، وتفيض طيبًا، لأنها ولادةٌ في بيت الطيب، وفي بيت الطهارة، الطهارة الحقيقية، ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا. وُلِد من أبوين معصومين، أول شخصين يولدان من أبوين معصومين هما الحسن والحسين، فهما اللذان أحرزا طيب الولادة، أي: ولادة كلها طيب، من أب، من أم، من طريقة، من أجداد، من أمهات، ولادة كلها طيب، ليس فيها شيء من غير الطيب أبدًا.

الفقرة الثانية: حول النور الحسيني.

قوله كما ورد عنه: ”أشهد أنك كنتَ نورًا في الأصلاب الشامخة، والأرحام المطهّرة، لم تنجّسك الجاهلية بأنجاسها، ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها“. هذه الفقرة فيها جملتان:

الجملة الأولى: الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة.

عبّر عن الأمهات بالمطهرة، وعبّر عن الآباء بالشامخة، فما هو الفرق؟ أما من جهة الأمهات فأمهاته منذ أمه فاطمة الزهراء وحتى حواء، أمهاته كلهن طاهرات من الشرك، لا توجد واحدة من أمهاته لم تكن موحدة، جميع أمهاته من فاطمة إلى حواء أمهات موحّدات، فهن طاهرات من الشرك، وهذا معنى ”لم تنجّسك الجاهلية بأنجاسها“ لأن نجس الجاهلية هو الشرك، جميع أمهاتك طاهرات من نجس الجاهلية ألا وهو الشرك.

وأما من جهة الآباء فالمسألة أعظم، لم يكن آباء النبي طاهرين عن الشرك فحسب، لم يكن آباء النبي وآباء الحسين منزّهين عن الشرك فحسب، بل إن الشجرة المتصلة من النبي إلى إبراهيم خليل شجرةٌ كلها أولياء، كلها أوصياء، أنبياء وأوصياء وأولياء ومعصومون، شجرة واحدة، القرآن الكريم يقول: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا ليس إبراهيم فقط، بل آله أيضًا اصطفاهم، ﴿وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ، هذه الذرية كلها مصطفاة، فهل آل عمران غير آل إبراهيم؟ لا، هم شجرة واحدة، لأن الآية تقول: ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، شجرة واحدة متصلة من إبراهيم الخليل إلى النبي محمد ، فيها الأنبياء والأوصياء والأولياء والمعصومون، إذن هي شجرة شامخة، أصلاب شامخة.

ولذلك، بعض المفسّرين يقول: عنوان أهل البيت في آية التطهير - ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا - يشمل الشجرة كلها، من إبراهيم الخليل بما فيها أنبياء وأوصياء وأولياء، وحتى القائم المهدي «عجل الله فرجه».

الجملة الثانية: أشهد أنك كنتَ نورًا.

ما معنى أن الحسين كان نورًا؟ ما معنى النور؟ هناك فرق بين الوجود الإنساني والوجود النوري النوراني، ﴿نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ، هناك وجود نوراني غير الوجود الإنساني. الإنسان يتنقل بين عوالم: عالم الذر، ثم عالم الأجنة، ثم عالم الطفولة، ثم عالم الإدراك، أربعة عوالم يمر بها الإنسان، كلما انتقل إلى عالم نسي العالم الذي قبله.

الإنسان في عالم الذر يعيش حياة معينة، ينتقل ويصبح جنينًا، ينسى ما كان في عالم الذر، يخرج من عالم الأجنة، يصبح طفلًا، ينسى ما كان له في بطن أمه، يخرج من الطفولة إلى عالم الإدراك، يعني في عمر خمس سنوات أو سبع سنوات - على اختلاف الناس - يصبح مدركًا، وينسى ما كان له أيام الطفولة. الإنسان روحه تتنقل من عالم إلى عالم آخر، وكلما دخلت عالمًا نسيت ما قبله من العالم الأول؛ لأنها روح محدودة، والمحدود تفرض عليه الحدود أن ينسى ما قبل ذلك. متى يتذكرها الإنسان؟

إذا قُبِضَت روحه، الإنسان بمجرد أن يموت يرجع الشريط، يراه كله، منذ كان من عالم الذر إلى أن قُبِضَت روحه، كل المعلومات يتذكرها، ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ، العوالم الأربعة التي مررت بها الآن تدركها، كنت قد نسيتها، الآن تدركها. ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ، الآن تتذكرون كيف أتيتم فرادى، كيف ولدتم، كيف كنتم في عالم الذر، كما خلقناكم أول مرة.

إذن، الوجود الإنساني وجودٌ ينسى، لكن الوجود النوراني لا ينسى. الإمام في عالم الذر، ثم الإمام جنينًا، ثم الإمام طفلًا، ثم الإمام مدركًا، الإمام في كل مرحلة من مراحل وجوده يتذكر جميع العوالم التي مرَّ بها في وجوده وتنقل ما بينها؛ لأن وجوده وجود نوراني، وجود تسبيحي، كان هذا الوجود وجودًا مقترنًا بالتسبيح، هو يسبّح وهو روح في عالم الذر، وهو جنين، وهو طفل، وهو مدرك، ”خلقكم الله أنوارًا، فجعلكم بعرشه محدقين، حتى منَّ علينا بكم، فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه“، وجود تسبيحي يحتفظ بذاكرته بجميع العوالم التي مرَّ بها.

ولأنَّ هذا الوجود التسبيحي النوراني وجودٌ مقترنٌ بالجسد، كان روحًا ثم صار جسدًا، صار جسدًا في بطن أمه ثم صار طفلًا، هذا الجسد الشريف يختلف عن الأجساد، لأن هذا الجسد الشريف اقترن بالتسبيح والتهليل منذ أن كان نطفةً وحتى صار جسدًا يافعًا، لذلك أصبح هذا الجسد الشريف مقدّسًا. المقدّس هو كل ما يقترن بذكر الله، كل وعاء لذكر الله فهو مقدّسٌ، ﴿فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى، تراب مشى عليه موسى بن عمران، هذا التراب صار مقدّسًا؛ لأن الله أفرغ فيه ذكره «عز وجل»، ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، مقام إبراهيم كان محلًا لذكر الله، كما أن مقام إبراهيم صخرة وصار مقدّسًا، وتراب سيناء رمل وصار مقدّسًا، جسم الحسين لأنه كان وعاءً لذكر الله عز وجل منذ أن كان نطفة وحتى صار يافعًا، فجسمه مقدّس.

ولذلك، أنت تقرأ في الزيارة: ”السلام على أرواحكم وأجسادكم“، الجسد أيضًا نسلّم عليه لأنه جسد مقدّس، أجسادهم مقدسة أيضًا لأنها اقترنت بالتسبيح، وقداسة أجسادهم امتدت إلى ترابهم، هذه التربة التي احتضنت أجسادهم أصبحت تربةً مقدسةً؛ لقداسة أجسادهم. ولهذا، ترى النبي المصطفى يأخذ تربة الحسين ويشمها، هل هناك شخص يشم ترابًا؟! التراب لا يُشَمَّ، ولكن النبي شمها؛ يريد أن ينبّه الأمة الإسلامية على أنها تربة مقدسة، حتى أن أفضل إنسان على الأرض كان يشمها ويحترمها، تربة مقدسة اكتسبت القداسة من قداسة جسم الحسين .

أربعين الإمام الحسين (ع)
الليلة الواحدة والعشرين