نص الشريط
الطقوس الحسينية وصناعة الحزن
المؤلف: سماحة السيد منير الخباز
المكان: مأتم السيدة الزهراء (ع) - صفوى
التاريخ: 1/1/1436 هـ
تعريف: {فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} - التوبة، 82 -. المحاور: 1- الفرح والحزن بالمنظور القرآنيّ. 2- الفرح الانفعاليّ والحزن الهادف. 3- خَطّ المظلوميّة وأهدافه عند الأئمّة (ع).
مرات العرض: 4495
المدة: 01:01:14
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (5164) حجم الملف: 14 MB
تشغيل:


بسم الله الرحمن الرحيم

﴿فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ

صدق الله العلي العظيم

تميز المذهب الإمامي على المذاهب الإسلامية بأن له سمةً شعائريةً، أي أن لهذا المذهب مجموعةً من الطقوس التي يحث عليها ويدعو إليها في مناسبات وفيات الأئمة الطاهرين وذراريهم «صلوات الله عليهم أجمعين»، مما أثار فكرة لدى بعض الأقلام بأن الفكر الإمامي فكر يتفنن في صناعة الأسى والحزن، إذ أنه يستوعب ويستغل أيام السنة لممارسة الحزن والأسى بألوان مختلفة وصور متعددة، وهذا الأسى والحزن يترتب عليه عدة آثار:

الأثر الأول: أنه مصادم لطبيعة الإنسان وجبلته، فإن طبيعة الإنسان تميل نحو الفرح والغناء والزغردة، ولذلك نلاحظ أن الطفل منذ صغره يميل إلى الطرب والغناء، وليس من طبيعة الإنسان الميل إلى الحزن والأسى، فتكريس الحزن من خلال الفكر الإمامي ظاهرة تتنافى وتتصادم مع طبيعة الإنسان في ميله للفرح والزغردة والغناء ونحو ذلك.

الأثر الثاني: أن تكريس الحزن والأسى يقتل الإبداع لدى الإنسان، إذ أن الإنسان لكي يعطي وينتج ويبدع يحتاج إلى أن يعيش أجواء الفرح، فإن أجواء الفرح هي التي تساهم على الإبداع والعطاء، وأما أجواء الحزن التي يكرسها المذهب الإمامي فهي تقتل روح الإبداع وتزرع روح التشاؤم والإحباط، ولذلك تجد أن الشعوب الحية المتحضرة هي التي تستغل أدنى المناسبات لإظهار الفرح والابتهاج، لا أنها تكرّس ألوان الأسى والحزن كما يصنعه الفكر الإمامي.

الأثر الثالث: أن الفكر الإمامي يفتح الباب على مصراعيه أمام مظاهر الحزن، من لطم وبكاء ومواكب وصرخات وما أشبه ذلك، لكنه يقف أمام مظاهر الفرح، فيحظر الغناء والرقص والفن، والحال أن فتح المجال لصور الحزن ومنع المجال أمام صور الفرح والابتهاج يتنافى مع الموضوعية والتوازن.

هذه الفكرة تحتاج إلى أن نسلط عليها الضوء في هذه الليلة، وأمامنا محاور ثلاثة للحديث عنها:

المحور الأول: الفرح والحزن بحسب المنظور القرآني.

الفكر الإمامي فكر يستقي قيمه ومبادئه من القرآن الكريم، فكيف تعامل القرآن الكريم مع نزعتي الفرح والحزن؟

من أجل أن تتضح لنا الرؤية القرآنية في التعامل مع ظاهرتي الفرح والحزن نذكر عدة عناصر:

العنصر الأول: هل أن طبيعة الإنسان الميل للفرح؟

نحن عندما ندرس حقيقة الإنسان وشخصيته هل سنرى أن الإنسان بطبعه يميل نحو الفرح ولا يميل نحو الحزن، أم أن هذا التحليل يتنافى مع طبيعة الإنسان؟

الفكر النفسي الفلسفي عندما يحلل طبيعة الإنسان يقول بأن حقيقة الإنسان تتألف من ثلاث قوى: قوة فاعلة، وقوة انفعالية، وقوة فطرية مختزنة.

1/ القوة الفاعلة: هذه القوة دورها الفعل، كالعقل والإرادة مثلاً، فالعقل دوره التفكير، والإرادة دورها التصميم وإعمال القدرة.

2/ القوة الانفعالية: هي المشاعر والعواطف، وهي لا تميل إلى الفرح ولا إلى الحزن، بل هي أرض خالية، ودورها هو الاستجابة للمثير الخارجي، فإذا جاء مثير استجابت له المشاعر، وقد يكون المثير فرحًا فتستجيب له المشاعر، وقد يكون حزنًا فتستجيب له المشاعر أيضًا، وعلى ذلك فإن الإنسان من خلال القوة الثانية - وهي القوة الانفعالية - ليس لديه انحياز نحو الفرح ولا انحياز نحو الحزن، وإنما يملك مشاعر دورها ووظيفتها أن تستجيب للمثير، سواء كان المثير فرحًا أم حزنًا.

3/ القوة الفطرية: هذه القوة هي التي تختزن الميول والنزعات، فهل الإنسان بفطرته يميل نحو الفرح والغناء ولا يميل نحو الحزن؟

عندما نأتي لنحلل هذه القوة الفطرية الموجودة عند الإنسان تحليلاً فلسفيًا نرى أن هذه القوة تميل نحو شيء واحد، وهو الجمال فقط، ولكن الجمال متعدد الصور، فقد يكون جمال الصوت، وقد يكون جمال الصورة، وقد يكون جمال القيم، وقد يكون جمال العمل، وبناء على ذلك فالنزعة البشرية تميل نحو شيء واحد ليس فرحًا ولا حزنًا، وهذا الشيء الواحد هو الجمال.

إذن فالإنسان يميل نحو الجمال؛ لأن الجمال مظهر للكمال، وهو يسعى نحو الكمال، كما قال عز وجل: ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ، ولكن غاية ما في الأمر أن الفرح قد يكون مظهرًا للجمال فيميل إليه الإنسان، وقد يكون الحزن مظهرًا للجمال فيميل إليه الإنسان، فليس في الإنسان ميل إلى الفرح على حساب الحزن ولا إلى الحزن على حساب الفرح أبدًا، بل قد يكون الفرح قبيحًا والحزن جميلاً، وقد يكون الحزن هو القبيح والفرح هو الجميل.

مثلاً: عندما يموت عظيم من عظماء الإنسانية فإن الحزن لفقد هذا العظيم جميل، لأنه نوع من الحسن والجمال الذي يميل إليه الإنسان، ولكن قد يُقْتَل بريءٌ، فيكون الفرح لقتله قبيحًا لا يميل إليه الإنسان، فلو كان الفرح مظهرًا للقبيح لا يميل إليه الإنسان، ولو كان الحزن مظهرًا للشيء الجميل مال إليه الإنسان، وبناء على ذلك فإن هذا المدعى - أي: أن الإنسان بطبعه يميل إلى الفرح، فإذا دعيناه إلى الحزن فإننا نحارب بذلك طبعه وجبلته - خيال لا صحة له.

القرآن الكريم عندما يتحدث عن قارون - الذي كان صاحب ثروة - نجده يقول: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ أي أننا أعطيناه خزانات من الأموال، وكل خزانة مفتاحها يحملها أربعة أو خمسة رجال من شدة ثقله، ثم يقول القرآن: ﴿إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ، أي أنك رأيت أن عندك ثروة ونعيمًا فصرت فرحًا بذلك، والحال أن الفرح هنا يكون مظهرًا للقبيح، إذ أن الفرح بالثروة على حساب المبادئ والحقوق أمر قبيح ترفضه النفس البشرية، ولذلك قال القرآن: ﴿إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ثم أتت الآية الثانية لتفسر لنا ذلك وتبيّن أي الفرحين الذين لا يحبهم الله، فقالت: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ، أي أن الفرح الذي يقود إلى الفساد في الأرض وظلم الناس والبخل وعدم الإحسان قبيح، وليس مطلق الفرح جميلاً.

العنصر الثاني: هل يحتاج الإنسان إلى الفرح؟

لو أغمضنا النظر عن حقيقة الإنسان، فهل يحتاج الإنسان إلى الفرح؟ هو لا يميل إليه، لكن هل يحتاج إليه حاجة ضرورية، ولا يحتاج إلى الحزن أصلاً، بحيث يكون الحزن مسألة عبثية، بينما الفرح يشكّل حاجة ضرورية لدى الإنسان؟

نقول: الإنسان مخلوق هادف خُلِقَ لهدف معين، فإذا حددنا الهدف من وجود الإنسان استطعنا أن نحدد ما يحتاج إليه الإنسان وما لا يحتاجه، وهذا الهدف هو الإنتاج والعطاء، وأما الإنسان الكسول الذي لا عطاء له فهو مضيّعٌ للهدف من وجوده، كما قال تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ، ويقول القرآن الكريم: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا.

بما أن الهدف من وجود الإنسان أن يكون منتجًا معطيًا، إذن ما يحتاجه الإنسان هو آليات الإنتاج والعطاء والإبداع، فهل الفرح من آليات الإنتاج، وهل الحزن من عوائق الإنتاج، حتى يقال بأن الإنسان يحتاج إلى الفرح لا إلى الحزن؟

نقول: المسألة ليست مسألة كلية، فإن ما يحتاج إليه الإنسان هو التفاؤل، إذ لا يمكن أن يكون منتجًا حتى يكون متفائلاً، ولذلك ركز القرآن الكريم على روح التفاؤل، حيث قال: ﴿لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وقال: ﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ، فمهما خيمت عليك - أيها الإنسان - الهموم والغموم كن متفائلاً، إذ قد يعيش الإنسان فشلاً في الدراسة أو العمل، أو في علاقة زوجية أو اجتماعية مثلاً، لكن ينبغي ألا يخيّم عليه هذا الفشل، بل عليه أن يفتح نافذة التفاؤل في قلبه.

إذا كان التفاؤل هو المطلوب فهل الفرح هو الذي يبعث على التفاؤل بينما الحزن يعوق التفاؤل؟

نقول: لا، فقد يكون الفرح عائقًا أمام الإنتاج، وقد يكون الحزن عاملاً باعثًا نحو الإنتاج، إذ أن الفرح الذي يستغرق الإنسان ويطغى على كل جوارحه وحركاته وسكناته قد يعوقه عن الإنتاج والإبداع، بينما قد يكون الحزن أحيانًا هو الباعث نحو الإبداع والعطاء، ولكن كيف نحوّل الحزن إلى عامل إبداع؟

الخنساء بعثها الحزن إلى أن تصبح شاعرة من أبرز شعراء الجاهلية، حيث فقدت إخوتها، فبعثها الحزن نحو هذا الأدب المبدع، ولذلك من أقسام الشعر الذي أبدع فيه الشعر العربي: أدب الحزن المتمثل في أدب الطف، فإن أدب الطف صار عاملاً للإبداع والبروز، ولذلك على مدى الزمن نجد أن أدب كربلاء أبرز شعراء لامعين على مستوى الأدب العربي، كالسيد حيدر الحلي، والسيد جعفر الحلي، والشيخ صالح الكواز، ومن أروع قصائد الشاعر الجواهري قصيدته في الحسين التي يقول فيها:

فداء لمثواك من مضجعِ   تنور    بالأبلج   iiالأروعِ

إذن الحزن أحيانًا يكون باعثًا نحو الإبداع، فإنه يبعث الفنان إلى أن يرسم لنا لوحة بديعة، ويبعث الشاعر إلى أن يبدع لنا قصيدة رائعة، وقد يبعث الكاتب أحيانًا إلى أن ينثر لنا حروفًا رائعة، فليس الفرح دائمًا محركًا نحو الإبداع، وليس الحزن دائمًا عائقًا أمام الإبداع.

العنصر الثالث: هل ألغى القرآن الفرح؟

هناك من يقول: إن الإنسان بطبعه يميل إلى الغناء والرقص واللهو، ولا يميل إلى الحزن، فعندما يدعوه الفكر الإمامي للحزن في أيام عاشوراء، فإنه بذلك يحارب ويلغي طبيعة في الإنسان، وهي الميل إلى الغناء والرقص واللهو، ولكن هذا الكلام ليس دقيقًا؛ لأن فيه خلطًا بين الصفة النفسية والصفة الخارجية.

بيان ذلك أن الفرح من صفات النفس وليس من صفات الجوارح، إذ هناك صفة جوارحية وهناك صفة جوانحية، فمن أمثلة الصفة الجوانحية: العلم والشجاعة، بينما الصفة الجوراحية من أمثلها الصلاة والصدقة، فهل الفرح من شؤون النفس أم من شؤون الأداء والعمل؟

نقول: الفرح من شؤون النفس، وأما الغناء فهو تعبير عن الفرح وليس هو الفرح، فإن الفرح - كما ذكرنا - موقعه النفس، بينما الغناء تعبير عنه، ولذلك يعبر الغناء أحيانًا عن الألم، وليس الغناء دائمًا تعبيرًا عن الفرح، ولذلك يقول الشاعر:

لا تحسبوا أن رقصي في الهوا طربًا   الديك   يرقص   مذبوحًا   من  iiالألمِ

فالغناء والرقص والزغردة مجرد تعبير فقط، وهذه المظاهر والصور قد تعبر عن الفرح وقد تعبر عن الألم، إذ الفرح من الصفات النفسية الجوانحية، بينما الغناء والرقص من الصفات الجوارحية، وهي مجرد تعبير، ولذلك لا بد من أن نفرز بين هذين الجانبين لنتحدث عنهما على حدة.

1/ الجانب الجوانحي: هل الفكر الإمامي - وهو فكر القرآن الكريم - الفرح والبهجة النفسية؟

نقول: لا، فإن القرآن الكريم يؤكد على عنوان يعبّر عنه بانشراح الصدر، حيث يقول: ﴿قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، ويقول: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ، وفي آية ثالثة: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ، ويقول أيضًا: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ.

انشراح الصدر مطلوب، وهو عبارة عن الشعور بالراحة والاستقرار، وهذا هو الفرح الحقيقي، وليس الفرح الحقيقي هو الغناء والرقص، بحيث إذا لم يغنِ الإنسان ولم يرقص فهو غير فرحان! بل الفرح الحقيقي أن يكون صدر الإنسان منشرحًا، وهو ما ركز عليه القرآن الكريم، ولذلك فإن الفكر الإمامي لا يحاربه.

2/ الجانب الجوارحي: هل حارب القرآنُ الفنَ؟

التعبير عن الفرح - أو الحزن - يسمى بالفن، فهل ألغى الفكر الإمامي الفنَ حتى يقال بأنه يحارب طبيعة في الإنسان عندما يرسّخ الحزن والأسى ويقاتل بعض مظاهر الفرح؟!

نقول: الفكر الإمامي هو فكر القرآن، فهو يحث الإنسان على الفرح بمعنى انشراح الصدر والشعور بالراحة والاستقرار، وأما الفن فله صور، كالمسرح والصوت الجميل وريشة الفنان والنحت والغناء، وعلى ذلك فالغناء مجرد مفردة من مفردات الفن وصورة من صوره، فليست محاربته محاربةً للفن كله.

لذلك نقول بأن الفكر الإمامي لم يحارب الفن، بل إنه يعترف بقيمة المسرح، وريشة الفنان، وحسن الصوت والأداء، ويقر بذلك ويدعو له، وإنما ألغى الفكر الإمامي صورًا معينة، كالغناء الذي هو - كما ذكرنا - مجرد صورة من صور الفن وليس الفن كله، وكذلك تجسيم ذوات الأرواح، فإنه - عند بعض الفقهاء - حرام، وهو صورة من صور الفن، وليس الفن كله.

إذن الفكر الإمامي لم يحارب الفرح الذي هو عبارة عن صفة من صفات النفس، وهي انشراح الصدر، ولم يحارب الفن أيضًا، والذي هو تعبير عن الفرح أو تعبير عن الحزن، وإنما حرّم بعض مفرداته وصوره، كالغناء مثلاً وتجسيم ذوات الأرواح، لا أنه ألغى الفن وحاربه برمته كي يقال بأن الفكر الإمامي يحارب طبيعة الإنسان ويلغيها.

إذن بالنتيجة: القرآن الكريم عندما تناول ظاهرتي الفرح والحزن لم يعتبر الفرح شيئًا متأصلاً في الإنسان، بل المتأصل في الإنسان النزعة نحو الجمال لا إلى الفرح، وعندما تحدث القرآن الكريم عما يحتاجه الإنسان ذكر أن ما يحتاجه هو التفاؤل وليس الفرح، وكما قد يكون الفرح سببًا للتفاؤل قد يكون الحزن أيضًا سببًا للتفاؤل، والقرآن الكريم عندما تحدث عن الفن وما وراء الفن ركّز على انشراح الصدر، وهو الفرح، وأطّر الفن أيضًا بحدود معينة.

المحور الثاني: الفرق بين الفرح الانفعالي والفرح الهادف.

هناك من يدعو إلى إقامة بعض المهرجانات في الأعياد من أجل إفراح الناس وجعلهم يرقصون ويغنون ويفرحون، ولا شك في أن الفرح مطلوب، خصوصًا في أيام الأعياد، ولكن ما هو الفرح المطلوب؟

نقول: هناك فرق بين الفرح الانفعالي والفرح الهادف، ونحن ينبغي لنا أن نسعى إلى الفرح الهادف لا إلى الفرح الانفعالي، إذ أن الفرح الانفعالي لا قيمة له ولا ميزة حتى نركز عليه، بل حتى الحيوانات تفرح فرحًا انفعاليًا، فأي ميزة بقيت للإنسان؟!

بيان ذلك أن الحيوانات عندما يُوَفَّر لها غذاؤها تبتهج، فالطيور مثلاً عندما يُوَفَّر لها الماء والغذاء تجدها تغرد وتبتهج وتفرح بتناول غذائها، فهذا الفرح الانفعالي ليست له قيمة ولا ميزة حتى نركز عليه، ولذلك نحن نركز على الفرح الهادف.

الإنسان مخلوق هادف معطاء، يقول عنه القرآن الكريم: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا، فبما أن الإنسان وجود هادف لا بد أن تنعكس الهدفية على خطواته وحركاته وسكناته ومشاريعه كلها، فالمطلوب من الإنسان أن يكون هادفًا في شؤونه كلها، حتى في فرحه وحزنه، فما هو الفرح الهادف وما هو الحزن الهادف؟

القرآن الكريم وضع لنا خطوطًا تشرح لنا الفرح والحزن الهادفَيْن:

الخط الأول: استشعار المسؤولية.

يجب ألا يطغى عليك الفرح بحيث ينسيك المسؤولية، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في قصة قارون، حيث قال: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ، هؤلاء لم ينهوا عن مطلق الفرح، وإنما نهوا عن الفرح الذي ينسي الإنسانَ المسؤولية، حيث أن قارون فرح بنعمته وثروته ونسي أن هناك حقوقًا في ثروته، ونسي أن هناك دار أخرى تنتظره، وهذا الفرح الذي ينسي الإنسانَ الدارَ الآخرة، وينسيه حقوقَ المحرومين، ويبعثه على الظلم والاعتداء على الآخرين، فرحٌ مذمومٌ ممقوتٌ، وأما الفرح الممدوح فهو الذي يعيش استشعار المسؤولية، ولذلك قال القرآن الكريم: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ، ثم قال: ﴿وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ، فلا يوجد مانع من أن تفرح وتبتهج، ولكن ليكن فرحك في إطار معين.

الخط الثاني: التوازن.

أنت ليس المطلوب منك تفرح فرحًا ينسيك الحزن ولا أن تحزن حزنًا ينسيك الفرح، بل المطلوب منك حالة التوازن، كما قال تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ * لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ، أي: حتى لا يطغى عليك - أيها الإنسان - الأسى ولا الفرح، فالخط الثاني من خطوط الفرح الهادف هو التوازن.

بيان ذلك أن الإنسان إذا أراد أن ينشئ مشروعًا تجاريًا أو ثقافيًا مثلاً، فلا بد له من أن يقرأ متغيرات الظروف، إذ أن الظروف ليست دائمًا على نسق واحد، ولذلك من قرأ متغيرات الظروف استطاع مشروعه الصمود والبقاء، وأما من لم يقرأ متغيرات الظروف فإن مشروعه يفشل، حيث أن التخطيط الذي يقرأ متغيرات الظروف هو الذي يجعل الإنسان متوازنًا لا فرحًا ولا حزينًا.

لذلك القرآن الكريم يخبرنا بأن هناك مصائب، ويقول لنا: لا تظنوا أن الأمور تمضي كما تشاؤون، ولا تظنوا أن الوضع مهيأ لكم وأن الدنيا معدة لكم، ولذلك يجب أن تخططوا من البداية كيفية تجاوز هذه المصائب، كما قال تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ، ثم علّل القرآن وضع هذه المصائب بقوله تعالى: ﴿لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ، أي: حتى يصبح الإنسان متوازنًا.

الخط الثالث: القرآن الكريم يقرن الفرح بالإنجاز.

الإنسان العاقل يفرح إذا أنجز، لا أنه يرقص ويهوس لمحض الفرح بلا أي هدف، أو يصنع أفراحًا على المصائب التي هو فيها! إذا أنجز الإنسان وأعطى وقدّم عطاء وإنجازًا للمجتمع فإن من حقه أن يفرح، ولذلك يقول القرآن الكريم: ﴿الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ، أي أن المؤمنين لأنهم قدموا إنجازًا وحصلوا على نصر الله فرحوا بإنجازهم، ويقول القرآن الكريم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا أي أن عندكم عطاء وإنتاجًا، فلماذا تخافون؟!

الخط الرابع: القرآن كما يبعث نحو الفرح الهادف يذم الحزن الذي يبعث على التشاؤم.

لا يقبل القرآن بحزن يبعث على التشاؤم، بل إنه دائمًا يبعث إلى التفاؤل، ولذلك يقول مخاطبًا المؤمنين: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ، أي أنك - أيها المجتمع الإسلامي - تستطيع بطاقاتك الخلاقة وقدراتك العملاقة أن تتجاوز الظروف والمحن، فلماذا تخاف وتحزن؟! لا تقل: «والله داعش هجمت على المؤمنين وقامت بإبادات جماعية»! هذا لا يبعثنا على التشاؤم، ولا يبعثنا على التراجع أبدًا، بل هذا يبعثنا على الصمود والوقوف بقوة؛ لأننا الأعلون، فالقرآن يبعث على التفاؤل وعلى روح العطاء والتضحية والبذل، ولا تجعل للحزن مجالاً ليتسرب إلى قلب الإنسان ويتشبع فيه فيجعله إنسانًا متشائمًا أبدًا، فكما أن الفرح الذي ينسي الإنسانَ المسؤوليةَ مذمومٌ، كذلك الحزن الذي يبعثه على التشاؤم مذمومٌ أيضًا.

الخط الخامس: القرآن الكريم لا يذم البكاء دائمًا.

هناك من يستنكر على الشيعة بكاءهم كثيرًا كل سنة ويقول: إلام أوصلكم هذا البكاء؟! وماذا قدم لكم هذا البكاء؟! وماذا أعطى لكم هذا البكاء والنحيب والحزن؟!

نحن نقول: الفكر الإمامي هو فكر القرآن، والقرآن يمدح البكاء في بعض الحالات، فليس البكاء باعثًا على الحزن والأسى دائمًا، بل قد يكون البكاء منطلقًا نحو الحياة، إذ أن الإنسان الذي تخيك عليه الهموم والغموم قد لا يستطيع أحيانًا أن يخرج من صومعته إلا بالبكاء، فالبكاء يغسل الهموم ويطهّر روح الإنسان من الأسى، ويفتح الإنسان على الحياة، ويبعث منه إنسانًا معطاء منتجًا، فالبكاء أحيانًا وسيلة ضرورية للعطاء وللانفتاح على الحياة.

القرآن الكريم عندما يتحدث عن الباكين يقول: ﴿وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا، فها هم عمالقة التاريخ - محمد وآل محمد - كانوا بكّائين، فمثلاً: علي بن أبي طالب كان إنسانًا بكّاء، لكنه هو المتقدم في مختلف المجالات، فهو الجندي المحارب، وهو القاضي بين الناس، وهو الأديب البليغ، وهو الحاكم العادل، وهو في نفس الوقت البكّاء، فالبكاء ما حجب عليًا عن العطاء والإنتاج، بل جعل من علي إنسانًا معطاء بكل صور العطاء.

هو البكّاء في المحراب iiليلاً

هو  النبأ  العظيم وفلك iiنوح

 
هو الضحّاك إن جد الضرابُ

وباب  الله  وانقطع  iiالخطابُ

لذلك القرآن عندما يتحدث عن المنافقين يقول بأنهم يحتاجون إلى علاج، وعلاجهم هو البكاء، فيقول: ﴿فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ * فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا، فالبكاء يخرج المنافق من الإحساس بالذنب والخطيئة ويجعله إنسانًا متوازنًا معطاء، فهو وسيلة للعطاء.

المحور الثالث: تراث أهل البيت وظاهرة البكاء والحزن والأسى.

عندما نراجع تراث أهل البيت نجد أحاديث كثيرة تحث على البكاء على الحسين، وتحث على طقوس الأسى على الحسين، وتحث على الصرخة واللطم والمأتم والموكب، فهل هذه الأحاديث تريد أن تصنع منا أناسًا جنائزيين بكّائين من دون أن يكون لنا عطاء وإنتاج، أم أن لهذا التراث أهدافًا كبرى وأهدافًا عملاقة ملحوظة؟

هذه الأحاديث الوفيرة الصادرة من أهل البيت «صلوات الله عليهم أجمعين» وراءها أهداف عملاقة، منها:

الهدف الأول: تأجيج روح المعارضة للظلم والطغيان.

الأئمة منذ الإمام علي إلى الإمام العسكري كانوا في صراع مع الحكومات الظالمة آنذاك، ولم يكن أمامهم أساليب لاستثارة الناس وتحريكهم وبعثهم نحو رفض الظلم والطغيان إلا هذه الطقوس، فالبكاء واللطم على الحسين وكذلك موكبه وقبره كلها وسائل سياسية اتخذها الأئمة ليؤجّجوا روح المعارضة للظلم والطغيان.

لذلك الباحثون الغربيون - وكذلك الباحثون الإسلاميون - يقولون: عندما نقرأ تاريخ المسلمين لا نجد فرقة معارضة للظلم كفرقة الشيعة، وهذا ما يشهد به فعلاً تاريخ الإسلام، فإن المذهب الذي يشكل معارضة دائمًا للظلم والطغيان هو المذهب الشيعي، وهو المذهب الذي قدم - منذ يوم الإمام علي - دماء وتضحياتٍ وبطولاتٍ على مدى التاريخ، فالمذهب الإمامي تحول إلى خط معارضة للظلم والطغيان، وهذا الخط إنما تولد عن هذه الطقوس التي حث عليها أهل البيت «صلوات الله عليهم»، لأنها أساليب عاطفية تجتذب عامة الناس، وتبعث فيهم روح المظلومية، وتؤجّج فيهم روح رفض الظلم والطغيان.

وهذا ما أراده الأئمة الطاهرون «صلوات الله عليهم أجمعين»، كما ورد في الحديث عن النبي : ”إن لولدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدًا“.

الهدف الثاني: تخليد العظماء.

من الحقائق البشرية على مر التاريخ الإنساني أن المجتمع البشري يخلّد العظماء، ويحزن لفقدهم، وإذا مرت ذكرى عظيم فإن المجتمع البشري يحيي تلك الذكرى إجلالاً لذلك العظيم، ولذلك الشعب الياباني كل سنة يجدد ذكرى هيروشيما، ويحزن لها، ويتفاعل معها، ومع ذلك لم يتخلف الشعب الياباني عن الإنتاج والعطاء، بل هو شعب منتج معطاء، وإن كان يحزن سنويًا في يوم ذكرى هذه الكارثة، فالحزن والبكاء تخليدٌ للذكريات وتخليدٌ للعظماء، وليس الحزن والبكاء مجرد عاطفة وحزن يمنع من الإنتاج والعطاء، ولذلك فإن الإمامية في كل سنة - تخليدًا لعظمة هذا الثائر الذي ضحى بكل أبنائه وبكل ما عنده في سبيل مبادئه وقيمه - تحتفل بإحياء هذه الذكرى وتمارس هذه الطقوس.

الهدف الثالث: إظهار المودة.

المسلمون يحبون الحسين، لكن المحبة شيء والمودة شيء آخر، إذ أن المودة إظهار المحبة وإبرازها، وهي التي أمر بها القرآن الكريم حيث قال: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى، وهذه المودة تتحقق بالحزن لحزنهم والفرح لفرحهم، ولذلك ورد في الحديث الشريف: ”شيعتنا منا، خُلِقُوا من فاضل طينتنا، يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا“.

إذن هذا التراث وراءه أهداف منظورة، ولأجل ذلك تجد أن الأئمة شديدو الحرص على إحياء ذكرى الحسين ، فكانوا يحرصون على استقطاب الشعراء والمعزين والبكّائين في سبيل إحياء ذكرى عاشوراء، كما ورد عن الإمام الرضا: ”من ذكر مصابنا وبكى لما اُرْتُكِب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن جلس مجلسًا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب“، ويقول الإمام الصادق كما ورد عنه: ”يا فضيل، أتجلسون وتتحدثون؟ قلتُ: بلى سيدي، قال: إني أحب تلك المجالس، فأحيوا فيها أمرنا“، وكان الإمام الصادق يستقبل الشعراء، فهذا السيد إسماعيل الحميري ينشد أمامه:

امرر على جدث الحسين وقل لأعظمه الزكية

يا  أعظمًا  لا  زلتِ  من  وطفاء ساكبة iiروية

وإذا   مررت  بقبره  فأطل  به  وقف  iiالمطية

وابكِ   المطهر   للمطهر   والمطهرة   النقية

كبكاء   معولةٍ   دنت   يومًا  لواحدها  iiالمنية

وكان الإمام الرضا أكثر الأئمة الذين أصروا على إحياء ذكرى عاشوراء، حيث يقول: ”يا بن شبيب، إن كنت باكيًا فابكِ الحسين؛ فإنه قُتِل وذُبِح كما يُذْبَح الكبشُ“.

الفكر الإماميّ ونظريّة السُّلطة السِّياسيّة