نص الشريط
علي وفاطمة (ع) المثل الاسمى في العلاقة الزوجية
المؤلف: سماحة السيد منير الخباز
المكان: مسجد الحمزة بن عبدالمطلب | سيهات
التاريخ: 8/1/1443 هـ
مرات العرض: 4534
المدة: 01:08:36
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (288) حجم الملف: 19.6 MB
تشغيل:


بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

صدق الله العلي العظيم.

انطلاقا من الآية المباركة نتحدث في ثلاثة محاور:

  • الزوجية في الرؤى المتنوعة.
  • مشروع الزواج السعيد.
  • المثل الأسمى للزواج الأكمل زواج علي وفاطمة .
المحور الأول: الزوجية في الرؤى المتنوعة.

ما هي حقيقة الزوجية في علم النفس، في علم الاجتماع، لدى الحركة النسوية، لدى الفكر الديني؟

هناك رؤى متنوعة في تحديد علاقة الزوجية، وفي قراءة علاقة الزوجية.

الزوجية في نظر علم النفس:

كما يذكر جون غراي أن الزوجية تبتني على أمرين:

الأول: أن علاقة الزوجية بالنسبة للرجل والمرأة علاقة متساوية من حيث القيمة، أي لا فضل للمرأة على الرجل، ولا فضل للرجل على المرأة، وإن كانت متنوعة من حيث الأسلوب نتيجة اختلاف الطبيعتين: الذكورة، والأنوثة.

الثاني: نجاح العلاقة الزوجية بقدرة كل طرف على فهم الطرف الآخر وعلى الوصول إلى أعلى درجات الانسجام والتفاهم بينهما، فإن الاختلاف الطبيعي بين الطرفين مدعاة لعلاقة زوجية مثالية، وليس مدعاة للتنافر والاختلاف.

الزوجية بنظر علماء الاجتماع:

الكثير من علماء الاجتماع المحدثين الآن تغيرت نظرتهم عن السابق، يقولون لا مناص لنا من الاعتراف بأن ما بعد الحداثة تغيرت أنماط الزوجية وانعكس ذلك على بنية الأسرة وعلى العلاقة الزوجية، وبالتالي لم يعد الحافز للزواج الآن كما كان الحافز قبل 40 أو 50 سنة، كان الحافز قبل 50 سنة مجموعة من المسؤوليات والواجبات يراعيهما الرجل والمرأة، وأما الآن فليس هناك مسؤوليات أو واجبات شرعية أو قانونية تفرض على الرجل والمرأة قبل الدخول في العلاقة الزوجية، فالعلاقة الزوجية اليوم علاقة حرة بدون واجبات وبدون مسؤوليات مسبقة، وإنما يتفق الزوجان على تقسيم الأدوار بينهما بما يريدان.

الزوجية لدى الحركة النسوية:

بعض الحركات النسوية انتقدت الزوجية التقليدية، واعتبرت أن الزواج سجن للمرأة يقضي على طموحاتها ويقتل أحلامها، وهو من أهم الأسباب لمعاناة المرأة للمشاكل النفسية والاجتماعية، بل النسوية الراديكالية تطورت وتطرفت في نقدها لبيت الزوجية ودعت إلى التنكر للزوجية وفتح العلاقات الجنسية بأنماطها العديدة دون حدود.

نتج عن هذا في بعض الدول الغربية كثير من الكوارث والآفات، فعندما ترجع إلى موقع livescience يذكر أنه على مستوى الولايات المتحدة 4% من الرجال يرعون طفلا لا يرتبط بهم، بل طفل لرجل آخر، مرتبط نسبا برجل آخر.

الزوجية في الفكر الديني:

نأخذ ثلاث آيات من القرآن الكريم لنعرف معنى الزوجية بحسب المنظور القرآني:

الآية الأولى: 

وهي الآية التي افتتحنا بها ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً نلاحظ التعبير القرآني الدقيق، ثلاث مفردات تستحق التأمل:

المفردة الأولى: قال: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أي أن الزواج يعتبر آية من آيات الله، كيف يكون الزواج آية من آيات الله كوجود الشمس وكوجود السماء والأرض ﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ يعتبر الزواج آية من آياته، لماذا؟

لأن كلا الطرفين من خلال بيت الزوجية يجسدان القيم الفطرية، الإنسان بفطرته يميل إلى الحب، إلى الرحمة، إلى السكينة، كل هذه القيم الفطرية يجسدها الإنسان من خلال بيت الزوجية، إذن بيت الزوجية تجسيد للجوهر الإنساني الفطري، ولذلك اعتبره القرآن آية من آيات الله.

المفردة الثانية: قوله: ﴿خَلَقَ لَكُم ماذا تعني ﴿لَكُم؟

الرازي في تفسيره يفسر اللام بلام الانتفاع، ﴿خَلَقَ لَكُم أي لنفعكم، يعني أن المرأة خلقت لنفع الرجل، أو أن المرأة خلقت لخدمة الرجل، هذا معنى ﴿لَكُم، بينما أغلب المفسرين يقول بأن هذه اللام ليست لام الانتفاع، هذه لام التعدية، فمثلا تقول: هذه الأجرة لهذه السيارة، أي أن هذا جعل لهذا، لا أنه للمنفعة، الأجرة بإزاء السيارة، معادلة بينهما، تقول: هذا الكتاب لهذه المدرسة، أي أن هناك معادلة بين هذا الكتاب وهذه المدرسة.

إذن ﴿خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا أي خلق أزواجا من أنفسكم لكم، بينكم وبينهم معادلة، أنت زوج وهي زوجة، هي كمال لك وأنت كمال لها، لا أن اللام لام الانتفاع.

المفردة الثالثة: ﴿مِّنْ أَنفُسِكُمْ، بعض المفسرين كما ذكرنا في الليالي السابقة قال: من أنفسكم يعني من جنسكم، يعني أن الزوج والزوجة من جنس واحد وهو جنس الإنسانية، المفسرون الآخرون قالوا لا، تعبير ﴿مِّنْ أَنفُسِكُمْ إشارة إلى عمق العلاقة بين الزوج والزوجة، فكأن الزوجة جزء من نفسه، وكأن الزوج جزء من روح الزوجة، ﴿خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ولذلك قال: ﴿لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا لأنها جزء منكم ﴿لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.

عندما تأتي إلى قوله تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ما معنى اللباس؟ ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ كما يقول القرآن، متى يحتاج الإنسان إلى اللباس؟

يحتاج إلى اللباس ليحصل على الدفء من البرد، ويحصل على الوقاية من الحر، يعني أن الزواج لباس يقيك من شره الجنس ومن الانزلاق والانحراف، اللباس زينة للإنسان يتزين به، إذن الزواج زينة، زينة الرجل زوجته وزينة الزوجة زوجها، اللباس يعطيك حالة من الدفء، إذن الزواج دفء، المرأة حضن دافئ لزوجها والرجل حضن دافئ لزوجته، إذن التعبير ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ إشارة إلى الستر والزينة، والحماية والدفء، وكل ذلك يتعنون بعنوان اللباس الذي يحتاج إليه الإنسان لهذه المضامين.

ويقول تبارك وتعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ.

إذن من خلال هذه الآيات الثلاث نفهم أن الزواج أو العلاقة الزوجية في الفكر الديني يقوم على عدة معالم:

المعلم الأول: المعلم العاطفي.

دعم الاستقرار العاطفي بين الطرفين، جاء رجل إلى رسول الله ، قال: يا رسول الله إن لي زوجة إذا دخلت استقبلتني، وإذا خرجت شيعتني، وإذا رأتني مهموما قالت: ما يهمك! إن كنت تهتم لرزقك فغيرك يكفله، وإن كنت تهتم لآخرتك فزادك الله هما، قال : «بشرها بالجنة، وقل لها إنك عاملة من عمال الله ولك في كل يوم أجر سبعين شهيدا»، هذا بالنسبة لمحبة المرأة للرجل، وأما محبة الرجل للمرأة، يقول الرسول : ”إن قول الرجل لزوجته أحبك لا يذهب من قلبها أبدا“، يحتاج الرجل أن يسعف استمرار المودة والمحبة بمثل هذه التعبيرات والمشاعر الدافئة التي تحرك شعور المودة والمحبة بين الطرفين، قلب الزوج وقلب الزوجة.

المعلم الثاني: المعلم الإنساني.

كيف يتعامل الرجل والمرأة من خلال الأسرة؟

كثير منا يلقي المسؤولية على الزوجة، هي تدبر الأسرة وتدير الأمور، وهي التي تقوم بالطبخ، كله على المرأة، هذا ليس من ميزات الزواج بحسب الفكر الديني أبدا، الفكر الديني يرى الزوجية علاقة تعاون حتى في إدارة شؤون المنزل، يرى الزوجية شراكة حتى في إدارة شؤون الأولاد، الزوجية شراكة وتعاون.

لاحظوا ما ورد عن سيرة علي وفاطمة ، تقاضى علي وفاطمة «ع «إلى رسول الله فقضى لفاطمة ما دون الباب، وقضى لعلي ما بعد الباب، فقالت فاطمة : «لا يعلم ما داخلني من السرور إلا الله وذلك بإكفائي رسول الله تبعة تحمل رقبة الرجال»، كيف تم ذلك؟ الحديث يقول: ضمن علي لفاطمة أن يستقي ويحتطب ويكنس البيت، وضمنت فاطمة لعلي الغسل والطحن بالرحى، إذن هناك حالة تعاون وشراكة بين الزوجين حتى في إدارة أمور المنزل.

المعلم الثالث: العلاقة الجنسية بين الزوجين.

البعض يخجل أن نتحدث عن هذا الجانب، هذا ضروري وهذا من معالم الفكر الديني، وظيفة الزوجين إيجاد جو جنسي هادئ، العملية الجنسية ليست عملية جراحية يمارسها الطرفان، ليست المرأة دمية يفرغ فيها الرجل شهوته متى أراد وبأي كيفية أراد، بل العملية الجنسية تحتاج إلى محفز عاطفي بالنسبة للمرأة يسبقها، وتحتاج إلى محفز جمالي وإثاري بالنسبة للرجل تسبق العملية، ليكون جوا هادئا يشبع الطرفين ويورثهما العفة والسكينة، والهدوء والاطمئنان.

رأى رجل من أصحاب الإمام الكاظم أن الإمام يخضب لحيته، فقال: ما بالك سيدي؟ قال : «حسن التهيئة لها»، أي أنا أتزين لزوجتي، «أيسرك أن تراها كما تراك؟»، أي هل يعجبك أن ترى زوجتك كما تراك بدون نظافة وتريد علاقة معها؟ تزين لها كما تتزين لك، ونظف نفسك لها كما تنظف نفسها لك، ولذلك يقول : «أيسرك أن تراها كما تراك؟»، قال: لا، قال : «إذن عليك بحسن التهيئة لها».

المعلم الرابع: تبادل الشعور بالرضا.

أن يشعر كل من الطرفين بالرضا والقناعة بالطرف الآخر، دخل الرسول على علي وفاطمة بعد يوم من زواجهما، وقال للإمام أمير المؤمنين : «كيف رأيت زوجك؟»، قال: «نعم العون على طاعة الله»، وقال لفاطمة : «كيف رأيت زوجك يا ابنتي؟»، قالت: «خير زوج».

عندما يجد كل من الطرفين أنه راض بالآخر ومفتنع بالآخر رغم بعض الاختلافات البسيطة بينهما فهذا معلم من معالم الحياة الهانئة السعيدة الرغيدة.

المحور الثاني: مشروع الزواج السعيد.

كثير من الشباب الغير متزوج يرغب أن يؤسس مشروعا سعيدا، أن يؤسس بيتا سعيدا، مشروع الزواج السعيد يقوم على عدة ركائز:

الركيزة الأولى: المودة القلبية.

لا يمكن أن تتزوج امرأة أنت لا تحبها أو بالعكس، لابد من وجود الحب في رتبة سابقة بين الطرفين.

جاء رجل إلى الإمام الصادق ، قال: إني أريد أن أتزوج امرأة إلا أن أبوي لا يريدان الزواج منها، ويريدان أن أتزوج غيرها، قال الإمام الصادق : «تزوج امرأة تهواها، ولا تتزوج امرأة يهواها أبواك»، أنت من سيتزوج وليس أبواك، نعم احترام الأبوين والمحيط الأسري مطلوب، إلا أنه ما لم تكن هناك علقة عاطفية بينك وبين الفتاة التي تريد أن تتزوجها، مقتنع بوجود علقة عاطفية بينك وبينها لن يكون هذا الزواج ناجحا.

الركيزة الثانية: أن يعرف كل طرف الآخر معرفة تفصيلية.

ورد عن الرسول محمد : ”إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا ذلك تكن فتنة في الأرض وفساد كبير“، وورد عن الإمام الصادق : ”الكفاءة أن يكون عنده دين ولديه يسار“.

ومن جانب المرأة ورد عن الرسول : ”خير نسائكم الودود الولود العفيفة العزيزة“، وورد عن الإمام الصادق : ”خير نسائكم طيبة الريح التي إذا أنفقت لم تسرف وإذا أمسكت لم تفرط“، إذن هناك صفات للرجل والمرأة.

الآن في زماننا كيف تتزوج امرأة لا تعرفها؟ مستحيل، لابد أن يكون هناك معرفة تفصيلية، لابد أن تكون هناك صفات مدروسة لمدة طويلة بين الفتى والفتاة، بين الرجل والمرأة، من هذه الصفات:

أولا: ما هو مفهوم هذا الرجل عن الحياة الزوجية والأسرية، ما هي مفاهيمه عن الأسرة وبناء الأسرة.

ثانيا: هل يمتلك هذا الرجل القدرة على فهم مشاعر المرأة واحتوائها وحل الخلافات معها، والعكس أيضا المرأة تركز والرجل يركز، هل هذه المرأة قادرة على فهم الرجل واحتواء مشاعره وحل الخلافات معه أم لا، هذه صفة لابد من التأكد منها.

ثالثا: كما لابد من التأكد من ثقافته الدينية، ما مقدار ثقافته الدينية.

رابعا: لابد من التأكد من الوازع الديني، هل يمتلك وازع ديني أمام أكل الحرام، أمام التبرج، أمام الدخول في المعاملات المحرمة.

إذن هناك أمور أربعة لابد من تأكد كل من الطرفين تجاه الآخر: فهمه للحياة الزوجية، قدرته على احتواء المشاعر، ثقافته الدينية، وجود الوازع الديني في شخصيته الذي يقف حاجزا أمام الانزلاق وارتكاب المعاصي، كل من الطرفين يبحث هذه النقاط الأربع في الطرف الآخر قبل أن يقدم على عقد الزواج.

الركيزة الثالثة:

جون غراي لديه كتاب اشتهر قبل 30 أو 25 سنة «الرجل في المريخ والمرأة في الزهرة» هذا الكتاب يعتبر أحد أكثر عشرة كتب تأثيرا في الربع الأخير من القرن العشرين، ويعتبر من أكثر الكتب مبيعا على مستوى العالم، ترجم إلى 45 لغة في 100 دولة، وهذا الكتاب ساهم في إصلاح كثير من العلاقات الزوجية وأوجب تحسنها عند من يقرؤه، سواء كان امرأة أو رجل.

ثم رأى المؤلف أن الأوضاع تغيرت، الآن العالم يتغير كل يوم بسرعة، فكيف ما قبل 30 سنة إلى الآن؟ فلما تغيرت الأوضاع أصبح فهم الرجل للمرأة وفهم المرأة للرجل أكثر تعقيدا مما كان، وبالتالي فإن المرأة والرجل في زماننا تجاوزا الأدوار التقليدية لآبائهم ولأسرهم، واختلفت المفاهيم بين ما قبل 20 سنة والآن، اختلفت المفاهيم، اختلفت الرؤى، اختلفت الأفكار، فألف كتابا آخر وهو «ما بعد المريخ والزهرة» هذا الكتاب الجديد يحاول أن يحقق مهارات لتحسين العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة، ماذا ذكر في هذا الكتاب؟

هناك بنود ثلاثة نحن نستقيها من هذا الكتاب، نتأمل فيها:

البند الأول: تعرض أولا لبعض الفروقات المائزة بين الرجل وبين المرأة، حتى تعرف زوجتك وزوجتك تعرفك لابد أن تعرف الفروق الطبيعية المائزة بينهما، نختار منها بعض الفروق:

الفرق الأول: الرجل حالته المزاجية مستقرة عادة، يعني أن الرجل لا يغضب وينفعل بسرعة، أما المرأة حالتها المزاجية متقلبة تعيش هدوء وهياج مثل الموج نتيجة لتغير أوضاعها الجسدية، نتيجة مرور الدورة الشهرية قد تتغير ميولها وبعض نظراتها، وقد تتغير بعض عواطفها، فهي تعيش حالة مزاجية متذبذبة يجب أن يفهمها الرجل حتى يتعامل معها في كل ظرف بدقة وإمعان.

الفرق الثاني: الرجل يتواصل مع المرأة لهدف وراء هذا التواصل، لكن المرأة تعتبر نفس التواصل هدف، يعني كونها متواصلة مع زوجها هو في حد ذاته بالنسبة للمرأة هدف ومطلوب.

الفرق الثالث: أن الرجل يبرز مشاعره بشكل واضح وصريح، بينما المرأة لا تريد الكلام الواضح، المرأة تنتظر من الرجل أن يفهم مشاعرها وحاجاتها من دون أن تتكلم، من دون أن تبرز إشارة، تريد من الرجل أن يفهمها ويفهم ما تريد من دون أن تكون هناك كلمات أو طلب أو إشارة لأي شيء من الأمور.

الفرق الرابع: أن الرجل يسعد بالعلاقة الحميمة بينه وبين زوجته، بينما سعادة الزوجة ليست في أي علاقة، سعادة الزوجة في العلاقات الرومانسية التي هي عبر إيحاءات وكلمات ومواعيد رومانسية معينة، يختلف نظر كل منهما للعلاقة المحققة للسعادة لكل منهما.

الأمر الأخير: التبادل.

ليست علاقة المرأة بالرجل مثل علاقة البيضة والدجاجة، بعض الزوجين هكذا ينتظر منها أن تقدره حتى يحبها وهي تنتظر منه أن يحبها حتى تقدره، ويعيشون دور البيضة والدجاجة أيهما أولا البيضة أولا أم الدجاجة أولا، المسألة مسألة تبادل بين الطرفين لا أن ينتظر كل منهما الآخر، يتبادلان في آن واحد وفي وقت واحد، الرجل يبدي للمرأة محبته ومشاعره في الوقت الذي تبدي المرأة له تقديرها واحترامها، فالعلاقة علاقة تبادلية لا أن الرجل ينتظر دورا من المرأة والمرأة تنتظر دورا من الرجل.

البند الثاني: هناك فرق بين توأم الدور وتوأم الروح - حسب تعبيره - الزواج في الماضي توأم الدور أي أن الزواج بحسب ما يفهمه جيلنا مثلا، نفهم الزواج أدوار، هناك أدوار للمرأة وهناك أدوار للرجل، تتفق المرأة مع الرجل على تقسيم الأدوار بينهما، إذن العلاقة الزوجية علاقة توأم الدور، الزوج والزوجة يشكلان توأم الدور.

بينما الآن يقول جون غراي اختلفت الصورة، الآن العلاقة الزوجية توأم الروح وليست توأم الدور، لماذا؟

لم تعد المرأة تحتاج إلى الرجل في النفقة المادية كما كانت في السابق لأن المرأة الآن عاملة، لم تعد في حاجة للرجل لتوفير المادة أو توفير الحماية للأسرة أو حل المشاكل الأسرية، اختلف الأمر، الآن المرأة تنظر للرجل بنظر آخر، كيف ذلك؟

عالم النفس الأمريكي أبراهام ماسلو رسم خارطة للحاجات، وقال هناك حاجات أولية وحاجات ثانوية، اعتبر من الحاجات الأولية حاجة الإنسان للطعام، حاجته للأمان، حاجته للانتماء، للتقدير، هذه سماها حاجات أولية لا يستغني عنها الإنسان، وهناك حاجات ثانوية، حاجة الإنسان للحب، حاجته للعاطفة، حاجته للجنس، هذه اعتبرها حاجات ثانوية.

أما الآن الزوجة تنظر للحاجات الثانوية لا للحاجات الأولية، الزوجة الآن لا تحتاج للزوج أن يوفر لها النفقة المادية، أو أن يوفر لها الحماية الاجتماعية، لأنها موظفة مستقرة في وظيفتها، هناك رافد يكفلها، ولكن دينيا يجب على الزوج نفقة الزوجة، ولكن هنا نتحدث عن الرؤية الثقافية العامة، فلم يعد الدافع توفير الجانب المادي، كما أن الزوج لا ينظر للمرأة الآن في الدور المنزلي، تغسل وتنظف وتطبخ، استغني عن هذا الدور في المنزل، هناك طرق لأداء أدوار المنزل بلا حاجة للزوجة، إذن ما الذي يدفع المرأة للزواج إذا كان الزوج ليس محتاجا للدور المنزلي، كل العمل المنزلي يمكن تأمينه من جهات أخرى، والزوجة ليست بحاجة للجانب المادي، إذن ما الذي يدفع كلا منهما للآخر؟ حاجة كل منهما للإشباع العاطفي، حاجة الزوج والزوجة للإشباع العاطفي هو المحفز والمحرك نحو بيت الزوجية، وكيف يتم ذلك؟ أي كيف نحافظ على استقرار بيت الزوجية من خلال إشباع النهم العاطفي؟

البند الثالث: كلا الطرفين - الرجل والمرأة - يحتاج إلى الحب والتقدير ولكن الأسلوب يختلف، تفهم هذا فهو موجود في مجتمعاتنا بصورة واضحة، كثير من حالات الطلاق والانفصال تنتج عن عدم فهم مثل هذه النقاط، كيف يتعامل معها وكيف تتعامل معه، هذه نقطة مهمة جدا في العلاقة الزوجية.

المرأة تحتاج إلى الحب والتقدير ولكن ما هو أسلوب الحب والتقدير، هل هو توفير الأموال، هل هو أن يضرب على صدره لحماية الأسرة، هل هو بأن يتعهد لها بأن لا يتزوج عليها، هل هو هذا؟ لا، هي تطمح لشيء آخر أكثر من هذا، المرأة الآن تعتبر الأسلوب المناسب لإبراز الحب والتقدير أن يتفهم الزوج مشاعرها ويثني على جمالها وعطائها، ويشاركها في مشاريعها فعندما تتحدث عن وظيفتها ومشاريعها وتحدياتها وصعوباتها يشاركها في الحديث ويصغي إليها جيدا، يتعاطف معها ويشاركها في الرأي، يحسسها أن حاجاتها حاجاته وهمومها همومه، هذا ما تطمح له المرأة الآن وإلا تعتبر أن الزواج علاقة مملة وقد تطلب الطلاق بعد فترة جدا بسيطة من الحياة الزوجية كما في كثير من الفتيات.

الزوج أيضا اختلف ليس كما السابق يقولون قلب الرجل في معدته، قبل 20، 30 سنة كلما طبخت المرأة أحبها، أما الآن اختلف لا يحتاج إلى طبخ المرأة فالمطاعم موجودة، ليس قلب الرجل في معدته الآن، اختلفت الرؤية واختلف النظر، الرجل الآن يحتاج إلى أسلوب آخر وهو أسلوب التقدير له، أن تبدي المرأة ثقتها بزوجها وإعجابها بشخصيته وثنائها على مواقفه، الزوج يحتاج أن يسمع من زوجته الرضا بشخصيته، والزوجة تحتاج أن تسمع من زوجها الثناء على جمالها وعطائها، إذن الأسلوب اختلف.

أن تظل المرأة تذم الزوج وتبرز عيوبه هذا خطأ كبير يفصم العلاقة الزوجية، يجعل الزوج ينفر منها بل يبغضها، أن يتعامل الزوج مع المرأة كأنها خادمة يحتاج إليها فقط في وقت إشباع شهوته هذا ينفر المرأة منه ويجعل الهوة سحيقة بينه وبين امرأته.

لأجل ذلك لابد أن نعرف أن مشروع الزواج السعيد يبتني على هذه الركائز التي تعرضنا لها.

كما أننا نحتاج إلى وئام وسلام الأسرة، نحتاج إلى وئام وسلام المجتمعات، نحتاج إلى أن تعيش أوطاننا ومجتمعاتنا الوئام والأمن والسلام، إذا نظرنا إلى المجتمعات الآن التي فيها احتراب واقتتال طائفي نشكر الله تعالى أن مجتمعاتنا تعيش أمنا وسلاما ووئاما من هذه الجهة، لا يمكن للأوطان والمجتمعات أن تعيش أمنا وسلاما إلا إذا عاشت الروح الوطنية، إلا إذا عاشت روح المواطنة، ما هي روح المواطنة؟

نحن نقتبس من كلمة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى في مؤتمر مكة الأخير في شهر ذي الحجة، نقتبس من كلمته هذه الكلمات الذهبية الثمينة، عندما قال: ليس بين الشيعة والسنة إلا التفاهم الأخوي والتعايش الأمثل والتكامل والتعاون في سياق المحبة الصادقة، مع استيعاب كل طرف للخصوصية المذهبية للطرف الآخر في دائرة الإسلام الواحد.

هذه التعبيرات تعبر عن المواطنة، المواطنة الحقيقية تعني التفاهم الأخوي، تعني التعايش الأمثل، لم يقل التعايش السلمي، التعايش السلمي يكون بين أديان مختلفة، بين أعراق مختلفة، الشيعة والسنة أبناء دين واحد وعرق واحد، لذلك التعايش ليس فقط تعايش سلمي، بل تعايش أمثل، والتعاون والتكامل بمعنى أن يشعر كل طرف أن الطرف الآخر عضو يكمله وعضو يتممه، هذا هو الذي يحقق روح المواطنة.

قبل هذه الكلمة من الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي انعكست في كثير من الأعمال والوظائف والشركات، تضاءلت الروح الطائفية في كثير من الأعمال والشركات والوظائف، بين المدير والموظف، بين الطالب والأستاذ، بين الموظف وأخيه الموظف، تضاءلت الروح الطائفية التي يسهم تضاؤلها بمرور الوقت في ترسخ روح المواطنة، وترسخ روح المواطنة يعني أنا كرئيس أو كمدير أو كموظف أتعامل مع الآخر على أساس الكفاءة، من يمتلك الكفاءة العلمية والعملية هو الأحق بهذا المكان بغض النظر عن مذهبه، بغض النظر عن قبيلته، بغض النظر عن انتمائه، المدار على الكفاءة لا على المذهب ولا على العرف والقبيلة، هذا الذي يرسخ روح المواطنة، لذلك انطلاقا من الروح الوطنية نرجو من جميع إخواننا في سائر المآتم والمجالس والمساجد تطبيق الاحترازات الصحية، وتطبيق الشروط الصحية والتعاون مع الجهات المعنية والمسؤولة بكافة أنواعها في كل المجالات، كل ذلك حرصا على أمن المواطنين وسلامتهم وصحتهم، وهذا ما ينجح هذا الموسم المبارك، أي نجاح هذا الموسم المبارك يتوقف من كل منا على إبداء روح التعاون مع المسؤول وتطبيق الاحترازات والأخذ بعين الاعتبار أن سلامة الوطن وبعده عن هذه الجائحة وعن شراسة هذا الوباء هو الهدف للكل، وهو المنظور بالنسبة إلى الكل.

المحور الثالث: المثل الأسمى للزواج الأكمل زواج علي وفاطمة .

ما هي مظاهر هذا المثل الأسمى في زواج علي وفاطمة ؟

المظهر الأول: مظهر الرضا والقناعة.

الزواج يحتاج كفاءة، يعني أن ينظر الزوج إلى أن الزوجة كفؤ له وليس أقل منه، وتنظر الزوجة إلى أن الزوج كفؤ لها وليس أقل منها، بمجرد أن ينظر الآخر أنه دونه سوف يتعامل معه بروح التعالي والامتنان وهذا يفقد العلاقة الزوجية قيمتها وحرارتها، لابد أن ينظر كل طرف إلى الآخر أنه كفؤ له، وهذا ما كان بين علي وفاطمة ، لذلك ورد في رواية الحسين ابن خالد عن الرضا : ”لو لم يخلق علي لم يكن لفاطمة كفؤ من آدم فما دونه“.

المظهر الثاني: مظهر المعلم الكمالي.

ماذا يعني المعلم الكمالي؟ يعني أنك عندما تقرأ قوله تعالى: ﴿خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وفي آية أخرى يقول: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ ماهو الفرق بين الزينتين، الزينة في المسجد والزينة المذمومة؟

﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ يعني أن هناك زينة حقيقية وهناك زينة ظاهرية، الزينة الحقيقية هي أن تنظر للحياة عبرة للآخرة، والزينة الظاهرية هي أن تنظر للحياة مجالا لإشباع الشهوة، علي وفاطمة كانا ينظران إلى الزينة الحقيقية لا إلى الزينة الظاهرية، كيف ينظران إلى الزينة الحقيقية؟

نضرب مثالا: لما تقدم علي لخطبة فاطمة كيف تم الزواج؟ دفع لها مهرا بسيطا 480 درهم، وعندما أراد أن يؤثث بيت الزوجية، قميص، وقطيفة حمراء، وعباءة، وحصير هجري، وقعب للبن، وشن للماء، وقربة لاستقاء الماء، ورحى لطحن الدقيق، وخشبة لتعليق الثياب عليها، وسرير من السعف مزمل بشريط، وفراشان من خيش مصر أحدهما محشو بالليف والآخر محشو بخز الماعز، هذا كل أثاث بيت علي وفاطمة ، أثاث متواضع بسيط جدا جاء به إلى بيته وفرش الأرض بالرمل الناعم، ولما عرض هذا الأثاث على رسول الله وهذه ابنته وحبيبته دمعت عيناه، وقال: «بارك الله لقوم جل آنيتهم من الخزف»، وتم ذلك الزواج، بني على التواضع، بني على النظر للحياة أنها عبرة، بني على النظر للحياة أن الزواج ليس فرصة لإشباع النهم العاطفي كما يرى الغرب، وليس فرصة لإشباع النهم الجنسي كما يرى طرف آخر، الزواج بناء للحياة، الزواج تخريج لأجيال يبنون الحضارة ويبدعون ويعطون، الزواج إخراج لعمالقة أفذاذ كما أخرج علي وفاطمة .

المظهر الثالث: المعلم الإنساني.

كيف كانت علاقة الحب بين علي وفاطمة ؟

تعرضنا للرواية في ليلة سابقة، كيف يتحدث علي وكيف تتحدث فاطمة ، فاطمة في آخر لحظاتها تقول: «يا ابن العم هل رأيتني خاطئة أو كاذبة أو خالفتك منذ عاشرتك؟» قال: «حاشا لله أنت أبر وأتقى من أن أوبخك»، ويقول علي عنها: «والله ما أغضبتها قط ولا أكرهتها على أمر قط حتى قبضها الله إليه وكنت إذا نظرت إلى وجهها تنكشف عني الهموم والأحزان»، هذه تنم عن عمق العلاقة، علاقة المحبة والمودة بين الطرفين.

المظهر الرابع: المعلم التربوي.

جسد علي وفاطمة قدوة للأجيال، في مجال تعليم الأجيال على أن الزواج شراكة وتعاون ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ جسد علي وفاطمة التعاون، ضمن علي لفاطمة أن يستقي ويحتطب ويكنس البيت، وضمنت فاطمة لعي أن تغسل وأن تطحن الرحى بيدها، إذن هذا مثال التعاون لجميع الأجيال.

المظهر الخامس: المعلم الروحي.

ورد عن الرسول محمد : ”العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان“، العقل الصحيح هو الذي يستثمر عالم المادة للوصول إلى ارتقاء الروح وسمو النفس، هذا هو العقل ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ، وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وهكذا كان علي وفاطمة ، يقول الإمام علي لرجل من بني سعد: «أتعرف كيف كانت فاطمة؟» قلت: كيف كانت؟ قال: «إن فاطمة بنت محمد استقت بالقربة حتى أثر في صدرها وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ملابسها فأصابها من ذلك ضر شديد، فقلت لها: يا فاطمة هلا أتيت أباك رسول الله وسألته خادما يزيل عنك ما بك من ضر وحر، فجاءت إلى أبيها رسول الله وإذا عنده حداث فخجلت ورجعت إلى البيت، فلما كان الليل أقبل الرسول إلى بيتنا وكنا تحت لحافنا، فدخل وسلم، قال: «السلام عليكم» قلنا: عليكم السلام يا رسول الله، قال: «اجلسا على مكانكما» فجلس عندهما، فقال: «يا فاطمة ما خبر مجيئك اليوم إلى البيت؟» فاستحت أن تتكلم، فقلت: يا رسول الله أنا أخبرك بما كانت تريده فاطمة، إن فاطمة كذا وكذا وكذا وقد أصابها ضر شديد فأقبلت إليك تسألك خادما يعينها، فالتفت إليها، قال: «يا بني ألا أخبركما بما هو خير لكما من الخادم؟» قالت: نعم يا أبه، قال: «إذا قمتما إلى فراشكما فكبرا الله أربعا وثلاثين مرة، واحمداه ثلاثا وثلاثين مرة، وسبحاه ثلاثا وثلاثين مرة، فإنه خير لكما من الخادم» فابتسمت وقالت: رضيت من الله ورسوله، رضيت من الله ورسوله»، وكان تسبيح فاطمة الزهراء من المستحبات المؤكدة بعد كل صلاة وفريضة، الذي نهلته السيدة الزهراء من أبيها المصطفى .

أراد الرسول أن يكون علي وفاطمة قدوة في العبادة، شعلة في الارتباط بالله تبارك وتعالى، وهذا ما كان، علي يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وفاطمة يقول عنها ابنها الحسن: «ما رأيت أعبد من أمي فاطمة كانت إذا قامت إلى محرابها لا تنفتل حتى تتورم قدماها من طول الوقوف بين يدي ربها».

أسرة علي وفاطمة أسرة أخرجت الأفذاذ والعمالقة أخرجت الأقوياء والأبطال، من الآباء إلى الأبناء إلى الأحفاد، البطولة تتجلى في أفعالهم وتشرق في أقوالهم، عندما ننظر إلى هؤلاء الشباب يوم كربلاء وننظر إلى أناشيدهم وأقوالهم تتجلى فيهم بطولة علي وفاطمة ، وشمائل علي وفاطمة ، أحدهم يبرز ويقول:

تالله   إن  قطعتم  iiيميني
إني أحامي أبدا عن ديني
وعن إمام صادق iiاليقيني

ويبرز الآخر ويقول:

أنا  علي ابن الحسين ابن علي
نحن   وبيت  الله  أولى  بالنبي
أضربكم بالسيف أحمي عن أبي

ويبرز طفل من هؤلاء وهو يحمل شمائل علي وفاطمة :

إن  تنكروني  فأنا نجل iiالحسن
سبط النبي المصطفى iiوالمؤتمن
هذا  حسين  كالأسير  iiالمرتهن
بين أناس لا سقوا صوب المزن

مؤسسة الأسرة والشخصية الناجحة
الزهراء (ع) المثل الأعلى للشخصية المعطاء