القيم الإسلامية في الاحتفال بليلة النصف

بسم الله والصلاة على المصطفى وآله المعصومين

نحن ننتظر جميعا عيد الاحتفال بميلاد الإمام الحجة أرواحنا فداه في ليلة الجمعة الآتية، وكلنا أملٌ في أن يكون الاحتفال مظهراً لجميع أهدافنا العليا:

الهدف الأول:

أن يكون مظهراً لولاءٍ هو أقدس ولاء وأشرفه؛ وهو ولاء آل البيت ، الذي قال عنه القرآن الحكيم: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى، ومن أجل ذلك فإن دورنا في هذه الليلة المباركة تزيين كل بيت من بيوتنا في المنطقة بأجمل زينة، ولنعلق أقدس شعار على كل بيت؛ وهو ”يا قائم آل محمد“، وحثُّ أولادنا على المشاركة الفعالة في مراسيم الفرح والبهجة في هذه الليلة العظيمة، تطبيقا للحديث الشريف: ”شيعتنا منا، خلقوا من فاضل طينتنا“.

الهدف الثاني:

بما أن هذه الليلة المباركة من ليالي القدر، فالمندوب إحياؤها بالعبادة، فدورنا المبادرة لقراءة أدعية الليلة، وزيارة الإمام الحسين وصلاة الليل، وكل ذلك نيابة عن الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف، وحثُّ أهالينا على ذلك.

الهدف الثالث:

إبراز قيمنا وحضارتنا وتراثنا الذي هو تراث الإسلام، وذلك من خلال الالتزام بنظافة شوارعنا وساحاتنا، وإلقاء الأوساخ والفضلات في الأماكن المخصصة لها، وتسيير حركة المرور لأصحاب البيوت، بحيث لا يتضرر مريض، ولا يتعطل صاحب حاجة، بوضع خطة مرورية محكمة.

الهدف الرابع:

أن تكون هذه الاحتفالات مصداقاً لإحياء أمر آل البيت لما ورد عن الصادق ”إن تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا“، وذلك من خلال الانضباط والتركيز على قيم الائمة الطاهرين ومن أعظم قيمهم البعد عن المحرمات، والتنزه والورع عن الشبهات، فقد ورد عن الرسول الأعظم : ”حلال بيّن، وحرام بيّن، وشبهات بين ذلك، فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات“، وذلك يقتضي منا جميعاً التشديد في منع اختلاط النساء بالرجال بكل طريقة، سواءً في البيوت التي تقوم بتوزيع المأكولات، أو الجوائز، أو البوابات، أو المواقع المنصوبة في الشوارع، أو الساحات لذلك الغرض.

ولهذا فالأفضل لنا جميعاً، ومن أجل ضبط الأمور وسد باب المحاذير الشرعية؛ اختيار الساحات الكبيرة، التي يمكن التحكم في مداخلها ومخارجها، وكلنا أمل في الآباء الكرام، والشباب المتدين، أن يكونوا في موضع المسؤولية، بالتشديد في منع هذا الأمر، فان التشدد في منع المنكر من أعظم القربات، قال تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، كما أن من الشبهات البغيضة في نظر المتشرعة مسألة الموسيقى، فإن الطريقة الموافقة للاحتياط، والبعد عن الشبهات؛ أن نقتصر في هذه الليلة في بيوتنا وشوارعنا وساحاتنا وحسينياتنا على الأناشيد الدينية التي تتلو فضائل آل البيت الخالية من الموسيقى والمؤثرات الصوتية حذراً من الوقوع في محذور الموسيقى اللهوية، وتخلصاً من الأفعال المحبطة للثواب والأجر، خصوصاً وأن إشاعة البهجة والفرحة لا تتوقف على هذه الأصوات والضمائم.

الهدف الأخير:

أن يكون احتفالنا مظهراً للاستعداد لنصرة الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف، الذي نعبر عنه دائماً في أدعيتنا ”واجعلنا من أنصاره وأعوانه“، ولا معنى لنصرة الإمام إلا بتحقيق قيمه، ومنها منع اختلاط الجنسين، وسد باب الموسيقى اللهوية، كما أن كل مؤمن منا يطمح أن يكون هذه الليلة مشمولاً لدعاء المهدي عجل الله فرجه الشريف، وأن يكون بلدنا المبارك بولاء آل البيت مباركاً بمرور خطوات الامام عجل الله له الفرج وذلك كيف يحصل؟! إذا لم نكن أهلاً لدعائه، وبركته، وإنما نكون أهلاً لذلك إذا كنا مواظبين على نشر قيمه، قيم الدين الحنيف، ومن أعظمها منع الاختلاط بكل وسيلة.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق، لبلوغ رضا صاحب الليلة الشريفة؛ مولانا الإمام أرواحنا له الفداء الذي لا ينفك رضا الله عن رضاه.