لماذا خلقنا الله لعبادته ولإعمار الأرض
سلمى الشهاب - 22/11/2012م
سؤالي بصورته المباشرة أنه لماذا خلقنا الله؟
وبتفصيل أكبر: لماذا خلقنا الله لعبادته ولإعمار الأرض؟ ولم جعل هذه الدنيا اختبار ومسار لخوات اختارها لعباده؟
ولماذا لأجل ذلك أوجد لنا الجنة والنار؟ والقبر واللحد؟ وفقد الأخلاء؟ والمرض والسقم والإعاقات والشرور والخير والرحمة؟
ما الحاجة لخلقنا ونقلنا عبر هذا الصراع الإنساني في الدنيا وهو الغني عن كل هذا؟
 
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الله تبارك وتعالى هو كمال محض ومقتضى كماله تبارك وتعالى أن يخلق الخلق من أجل وصولهم إلى الكمال، فخلقه للخلق من أجل وصولهم للكمال تفضّل منهن وهذا التفضل كمال، فمقتضى كماله إعطاء الكمال، وإعطاء الكمال بخلقه للخلق من أجل أن يصلوا إلى الكمال، إلا أن الوصول إلى الكمال يتوقف على الحركة؛ لأن الوصول الدفعي إلى الكمال لا ينسجم مع إحساس الإنسان بالكمال نفسه كما هو مشاهد في كثير الكمالات الدنيوية التي يصل إليها الإنسان؛ فإن الإنسان إذا وصل إلى العلم بعد حركة يقوم بها يشعر بطعم العلم وكماليته بخلاف ما لو أعطي العلم دفعة واحدة من دون أن يمر بهذه الحركة، وان الإنسان يصل إلى منصب إداري أو ثروة مثلاً عبر حركة شديدة فإنه يشعر حينئذٍ بأهمية ما وصل إليه، ومن اجل أن يصل الإنسان إلى الكمال عن استحقاق وجدارة بحيث يشعر بأهمية هذا الكمال ويتفاعل معه خضع الإنسان إلى الصراع بين الجانب الشهوي والجانب العقلي بما يمثله الجانب الشهوي من نفس أمارة أو شياطين موسوسة أو أصدقاء سيئين أو إعلام مضلل أو بيئة فاسدة، فإن كل هذه مجرد صور متعددة للعنصر الشهوي، وبإزاء ذلك يوجد العنصر العقلاني بما يمثله من فطرة سليمة، وتربية أسرية، وبما يمثله من مساجد ومنابر وحجج من أنبياء ورسل وعلماء وفقهاء، فهناك حركة صراع بين هذين العنصرين الشهوي والعقلاني بما يمتلكه كل عنصر من أدوات ووسائل، فإذا مرّ الإنسان بهذا الصراع ووصل إلى الكمال الروحي المطلوب كان ذلك موجباً لأن يكون الإنسان مظهراً إلهياً ووجهاً من وجوه الله تبارك وتعالى في الأرض.
السيد منير الخباز
أرسل استفسارك