إلتباس، في الامور الحسبية
جاويد بن محمد حسن - AZ - 24/03/2015م
بسم الله الرحمن الرحيم

{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ}

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى سماحة العلامة المحقق السيد منير الخباز دام ظله الوارف.

الحمد لله نتابع محاضرتكم القيمة ودروسكم الحوزوية ونتعلم منها الكثير الكثير.

نرجو من سماحتكم أن يتفضل علينا بالإجابة على المسائل التي إلتبست علينا في محاضرتكم القيمة ونحن نعتبرها درسا.

المسألة الاولى:

عرّفتم الامور الحسبية بما يلي:

هي كل أمر عُلِم من الشارع المقدس أنه يطلبه ولم يعين له مكلفا خاصا.

لم يعين الشرع من يقوم بالأمر الحسبي «مثلا الجهاد وغيره» على وجه الخصوص فعلى أيّ أساس يرجع أمر الجهاد وما شابهه من الامور الحسبية الى الفقيه الجامع للشرائط إذنا وإستشارة.

لكي يكون الفقيه الجامع للشرائط مرجعا لأمر الجهاد فلابد أن لا نعد الجهاد من الامور الحسبية ولا نحسبها منها.

إن عد الجهاد من الامور الحسبية فلا يمكن أن يدخل في إطار ولاية الفقيه لأن الشارع المقدس لم يعين لهذا الأمر لا الفقيه ولا غيره على وجه الخصوص.

نرجو توضيح الملتبس؟

المسألة الثانية:

قال المرحوم آية الله العظمى الشيخ التبريزي قدس سره في صراط النجاة ص 671 السؤال 2408:

لا فرق، لكن السيد «قدس سره» لم يصرح بأن نطاقها الواسع من الامور الحسبية، والله العالم.

ألا يتناقض توضيحكم لكلام أستاذ الفقهاء بتوضيح تلميذه؟

نرجو من سماحتكم توضيح كلام الميرزا رحمه الله تعالى

المسألة الثالثة:

من الامور التي إلتبس علينا هو ما نقلتم من الورقة ما يلي:

يجب الجهاد الإبتدائي.....

راجعنا المنهاج ولم نجد لهذه العبارة أثرًا ونرجو من سماحتكم إرشادنا الى محل العبارة ذاتها؟

خادمكم الشيخ جاويد بن محمد حسن.

آذربيجان \\ مدينة باكو

25/3/2015
الجواب


بسم الله الرحمن الرحيم

المسألة الأولى:

الجهاد ينقسم إلى قسمين:

1. جهاد دفاعي.

2. وجهاد ابتدائي.

أما الجهاد الدفاعي فهو كما إذا هجم عدو على دار الإنسان أو على عرضه أو على ماله أو هجم على البلد التي هو فيها بحيث تكون أنفس الناس وأعراضهم وأموالهم في معرض التلف، فهنا يجب على الإنسان أن يدافع وإذا قُتل كان شهيدا، وهذا النوع من الجهاد المسمى بالجهاد الدفاعي مما لا يتوقف على إذن الفقيه.

نعم إذا اختلف الناس في طريقة إدارة الجهاد الدفاعي فحينئذ للفقيه الولاية من أجل رفع المنازعات والاختلافات حتى يكون الجهاد الدفاعي مؤثرا ومحققا لأهدافه، فولاية الفقيه حينئذ في كيفية إدارة الجهاد الدفاعي لا في أصل الجهاد الدفاعي فإنه لا يحتاج إلى إذن فقيه وإنما يُحتاج إلى إذنه في كيفية إدارته إذا لزم من عدم الرجوع إليه وقوع الاختلاف والمنازعة ونقض الغرض.

والجهاد الابتدائي هو جهاد الكفار ابتداءً وهم في بلادهم من دون أن يكون لهم هجوم على بلد إسلامي بدعوتهم إلى الشهادتين فإن لم يستجيبوا حوربوا.

وهذا الجهاد الابتدائي وقع محل خلاف بين فقهاء الإمامية:

فمنهم من يرى أن الجهاد الابتدائي واجب في عصر الغيبة وجوباً كفائيا على المسلمين إذا ملكوا العدة والعتاد، وحينئذ إذا استطاعوا أن يقوموا بالجهاد الابتدائي من دون إذن الفقيه فيجب عليهم، وأما إذا كانت إدارة الجهاد الابتدائي متوقفة على إذن الفقيه باعتبار أن عدم استئذانه يوجب الفوضى والهرج والمرج فيجب استئذانه في ذلك، وهذا هو رأي السيد الخوئي قدس سره.

والرأي الثاني أن الجهاد الابتدائي منوط بالإمام المعصوم ، فمع عدم وجود الإمام المعصوم أو مع غيبته فالجهاد الابتدائي غير مشروع، وهو رأي كثير من فقهاء الامامية.

الرأي الثالث أن الجهاد الابتدائي من الأمور الحسبية بمعنى أنه إذا كان الجهاد الابتدائي محققاً لمصلحة عامة للمجتمع الإسلامي فنحرز رضا الشارع به وبما أن الشارع لم ينصب ولياً خاصا للجهاد الابتدائي في زمن الغيبة والمفروض أن الجهاد الابتدائي يحتاج إلى قيادة وولي يقوم بإدارته، فالقدر المتيقن للولي الذي يرضى الشارع بإدارته وينفذ إذنه هو الفقيه الجامع للشرائط.

المسألة الثانية:

ما ذكره السيد الخوئي قدس سره هو أن للفقيه الولاية في الأمور الحسبية، ومثل للأمور الحسبية بالولاية على المجانين والقصر والأوقاف العامة والخاصة، ولكنه لم يطرح أمثلة أوسع من ذلك والشيخ التبريزي قدس سره بين أن أمثلة الأمور الحسبية لا تنحصر فيما ذكره سيدنا الخوئي قدس سره بل تشمل أيضا الأمور السياسية والاقتصادية والإدارية إذا توقف عليها حفظ نظام المجتمع الإسلامي.

المسألة الثالثة:

لقد ذكر السيد الخوئي قدس سره مجموعة من العبارات في منهاج الصالحين يستفاد منها وجوب الجهاد في عصر الغيبة على نحو الوجوب الكفائي، فقال في الصفحة الأولى عندما قسم طوائف من يجب قتاله إلى ثلاث فقال: الطائفة الأولى المشركون غير أهل الكتاب فإنه يجب دعوتهم إلى كلمة التوحيد فإن قبلوا وإلا وجب قتالهم وجهادهم إلى أن يسلموا أو يقتلوا... ثم قال لا خلاف في ذلك بين المسلمين قاطبة، ويدل عليه...

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك