بسم الله الرحمن الرحيم
هناك قسم من الروايات التي انتشرت في هذا الزمان تتضمن أسرار آل محمد، وهي الروايات التي تتحدث عن مقامات كمالية لهم لا يتحملها ذهن الإنسان الإمامي فضلاً عن ذهن غيره، فهذا النوع من المقامات التي لو سمع بذكرها الإنسان الإمامي لربما حصل له ارتياب أو تردد في ثبوت الإمامة فإنها أسرار لا تُلقى إلا للعلماء أو المؤمنين الذين يمتلكون عقيدة راسخة تمكنهم من تحمل هذه المعتقدات، فنشر هذه الروايات بهذه الطريقة المنثورة لا يخرجها عن كونها أسراراً ينبغي الاقتصار في طرحها على من كان قادرا على ضبطها واستيعابها.
وقد يقال بأن الزيارات الواردة عن أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين التي أمر الشيعة بقراءتها وترويجها مثل الزيارة الجامعة الكبيرة الواردة عن الإمام الهادي لا تعتبر من الأسرار التي لا ينبغي نشرها.
والجواب: كل عبارة صدرت عن المعصوم وكانت تحتمل أكثر من وجه فلا تكون من الأسرار، وإنما الأسرار ما كانت عبارة صريحة وواضحة الدلالة على ثبوت مقام لا تتحمله الذهنية العامية التي لا تمتلك عقيدة راسخة. وما ورد في هذه الزيارات الشريفة فهي أمور قابلة للتوجيه واختلاف المعاني. مضافاً إلى أن معانيها الواقعية ليست خارجة عن الحد الذي لا تتحمله الذهنية العامة من الناس.