المطاعم في البحرين
سميح حسين - البحرين - 25/03/2014م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود الاستفسار من سماحتكم عن المطاعم بشكل عام الوجبات السريعة والتي في الفنادق الراقية والأكل بشكل عام، علما بأن حسب اطمئناننا أن اللحوم في مطاعم الوجبات السريعة تأتي من ماليزيا والدول الإسلامية والعربية تتأكد من ذلك، والمطاعم الأخرى حسب علمنا أنها تشتري اللحوم من اللحم المحلي وهذه المطاعم تخبرك إذا كان يوجد لحم خنزير مثلا وتوضعه منفصلا عن طعام المسلمين.

السؤال: هل ينبغي علينا القلق والتشكيك خصوصا وأننا في بلاد الملسمين والقاعدة الشرعية أن الأكل في سوق الملسمين حلال؟

توجد في البحرين جمعية التوعية تزكي بعض المطاعم فهل أنا ملزم بكلامها؟ خصوصا وأنا كثيرمن المطاعم لا يملكها أشخاص شيعة وأنما من السنة؟ فهل الجميع حرام حتى تزكيها جمعية التوعية؟

أتمنى الحصول على الحكم الشرعي من سماحتكم متمنيا لكم مزيدا من الصحة والعافية والخير في الدنيا والآخرة
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

المدار في الإمارية على التذكية هو يد المسلم أو سوق المسلمين مع غمض النظر عن اختلافهم في المذهب، نعم إذا أحرز أن هذا المسلم ممن لا مبالاة له بالدين ولا بالحلال ولا بالحرام فإنه يشكل الاعتماد على يديه أو على إخباره في إحراز كون اللحم مذكى، أما إذا لم يعلم هل أنه ممن يبالي أو أنه ممن لا يبالي فحينئذ تجري في حقه امارية يد المسلم أو امارية سوق المسلمين إذا لم يحصل له علم إجمالي بوجود الميتة بنحو الشبهة المحصورة الداخلة أطرافها في محل الابتلاء.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الإنسان المسلم إذا لم يعتمد على حجة شرعية في مقام تناوله للأطعمة أو الأشربة فإن روح اللامبالاة توجب أثراً وضعياً في نفس الإنسان وهو قساوة القلب، كما أشار إلى ذلك الإمام الحسين في خطابه للجيش السفياني المواجه له يوم عاشوراء، فقال ”مُلئت بطونكم من الحرام فقلوبكم كالحجارة أو هي أشد قسوة“، ولكن إذا كان الإنسان متحرزاً واعتمد على الحجج الشرعية في الأطعمة والأشربة، ثم انكشف بعد ذلك أن ما تناوله لم يكن مذكى واقعاً فلا يترتب على ذلك أثر وضعي روحي، نعم قد يترتب على ذلك أثر بدني وهذا لا فرق فيه بين المذكى وغيره، فلو افترضنا أن الإنسان مثلاً شرب عصيراً بناء على أنه طاهر إما بإخبار ثقة أو بناء على أصالة الطهارة، ثم انكشف أن العصير ملوّث وفيه بعض القذارة والنجاسة فإن أثر القذارة وهو الأثر التكويني وليس الأثر الروحي ينعكس على البدن شاء الإنسان أم أبى، بل قد يأكل الإنسان لحماً مذكى، ولكنه يكون متعفناً فيؤثر في بدنه، فهناك فرق بين الأثر التكويني البدني والأثر الروحي القلبي، فإن الأثر البدني التكويني قد يحصل حتى لو كان اللحم مذكى، وأما الأثر الروحي الغيبي فهو منوط بالتحرز من قبل الإنسان وعدمه، فإن كان متحرزاً وقاه الله، وإن لم يكن متحرزاً فقد يكون مبتلى بهذا الأثر الوضعي.

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك