البحث الرجالي والبحث الفهرستي
شبير - عمان-أستراليا - 11/04/2014م
”البحث عن مصدر الحديث، أي الكتاب الذي ورد فيه، وهذا أمر يختلف عن سابقه، فقد يكون الحديث ضعيفاً من حيث السند ولكنّه يرقى إلى مستوى الاعتبار بسبب وروده في أصل صحيح أو كتاب معتبر، فلا يخلط بين الأمرين، ولقد كان قدماء علمائنا يعتمدون على الحديث إذا ورد في كتاب مشهور لمؤلف معروف، مثل كتاب الحسن من محبوب أو محمد بن أبي عمير أو الحسين بن سعيد وغيرهم، وهذا موضوع محقّق في محلّه لا نريد الدخول فيه، أشرنا إليه إشارة عابرة، لكي يظهر لك الفرق بين البحث الرجالي والبحث المصدري الفهرستي للحديث...“

http://ar.lib.eshia.ir/46118/1/191

السلام عليكم ورحمة الله، سماحة السيد هل البحث الفهرستي ممكن - خصوصا بعد ضياع التراث والأصول القديمة -؟ وهل انقطع البحث الفهرستي في الحوزة العلمية؟
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

هناك نوعان من البحث:

النوع الأول: هو البحث عن رواة الحديث من حيث وثاقتهم وعدمها، وربما يؤدي البحث إلى توثيقهم أو تضعيفهم أو كونهم مجهولين، وقد تكفلت بهذا النوع من البحث كتب الرجال ككتاب النجاشي، وكتاب الشيخ الطوسي، وكتاب الكشّي، وكتاب ابن الغضائري، وخلاصة العلامة، وغير ذلك.

النوع الثاني: هو البحث عن الأصول، فهناك كتب كُتبت في زمان الأئمة تتضمن جمع أحاديثهم سُمّيت بالأصول الأربعمائة؛ لأنها أربعمائة كتاب، وهذه الأصول الأربعمائة هي التي أخذ عنها الأحاديث الكتب الأربعة «الكافي، من لا يحضره الفقيه، التهذيب، والاستبصار» وبعض هذه الكتب المسمّاة بالأصول الأربعمائة كانت مشهورة بين الشيعة، ونتيجة لشهرتها بين الشيعة لا يُبحث عن الرواية الواردة فيها، وأن رواتها ضعاف أم غير ضعاف؛ والسر في ذلك أنه إذا كان الكتاب مشهوراً بين الشيعة منذ زمان الأئمة وكان بمرأى وبمسمع من الأئمة وأصحابهم ولم يُعترض عليه فيكون ذلك شاهداً على صدور رواياته وإن كان رواتها ضعافاً لو عرضناهم في البحث الأول، إلا أن شهرة انتساب الكتاب إلى مؤلفه وشهرة العمل به في زمان الأئمة أو زمان أصحابهم القريبين من زمان النص يغني عن البحث عن حال الرواة لأحاديث هذا الكتاب، فالبحث المتعلق بالأصول أي بالكتب التي كانت مشهورة بحيث يؤخذ برواياتها من دون حاجة للبحث عن حال الرواة فيها هو المسمى بالبحث المصدري.

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك