العدل الالهي
محمد العقيلي - القطيف - 01/07/2014م
السلام عليكم سماحة السيد...
حسن انسان شيعي
خالد سني
مايكل مسيحي
حسن يعتقد انه شيعي والتشيع هو الدين الصحيح وخالد يعتقد ان حسن مخطئ وانه هو على الصواب...
حسن وخالد لم يحددا دينهما السبب الظاهري الوحيد في كونهما سني او شيعي هو ولادتهما لابوين سنيين او شيعيين..
ولو سلمنا بان كل شخص ينتهي به المطاف حيث يصل علمه واختياره.
فاننا نقع في مشكلة احصائية وهي قلة عدد الذين يتحولون من دين لاخر ومن مذهب لاخر..
طيب مايكل يقول بنفس المشكلة...
وينتهي بان يكون ملحد لانه يعتقد انه ليس هناك دين لان كل منهما يتدين حسب بيئته ووالديه...
ولو سلمنا بان التشيع هو المذهب الحق...
فما فضل حسن على خالد ومايكل ..
الفظل الظاهري الوحيد هو كون ابويه شيعيين وتولد في بيئة شيعية.
وهو سبب كونه شيعي... وكيف نضمن ان حسن سينتهي به المطاف بالتشيع لو ولد لابوين سنيين
لكم خالص الشكر سيدنا وكلنا ثقة باجايتك على هذه الشبهة
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

هنا أمران:

الأمر الأول: إن كل شخص اعتمد على بيئته في تحديد دينه أو مذهبه فإن كان مستضعفاً بمعنى أنه لم يقدر على الوصول إلى الحق، او بحث مجهداً نفسه فلم يصل إلى الحق فهو معذور عند الله ويعامله الله بلطفه ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيد [فصلت: 46]، وأما إذا كانت الطرق العلمية للوصول إلى الحق ميسورة له فلم يسلكها، أو سلكها وعاند في الحصول على النتيجة فهو غير معذور.

الأمر الثاني: أن من وُلد في بيئة شيعية وبذلك أصبح شيعياً فهو وإن لم يكن له فضل بلحاظ إرادته واختياره، ولكن ولادته في هذه البيئة نعمة إلهية نظير أن يولد الإنسان عن زواج بين أبوية، فإنه لا فضل له من هذه الجهة لأن هذا الأمر ليس باختياره، لكن ولادته عن زواج نعمة أنعم الله بها عليه في مقابل من ولد عن طريق الزنا والعياذ بالله، أو من ولد في بيئة متدينة  مع غمض النظر عن الدين نفسه  لا ترتكب الفواحش والجرائم فإنه وإن لم يكن له فضل بلحاظ إرادته واختياره إلا أن ولادته في هذه البيئة نعمة إلهية يكون بها متميزاً على غيره، وهذا ما أشار إليه الإمام الحسين في دعاء يوم عرفة: «ثم أسكنتني الأصلاب آمناً لريب المنون واختلاف الدهور والسنين فلم أزل ظاعنا من صلب إلى رحم في تقادم من الأيام الماضية والقرون الخالية لم تخرجني لرأفتك بي ولطفك لي وإحسانك إليّ في دولة أئمة الكفر الذين نقضوا عهدك وكذبوا رسلك، لكنك أخرجتني للذي سبق لي من الهدى الذي يسرتني، وفيه أنشأتني»، فإن ظاهر هذا الدعاء أن ولادته في دولة الإسلام نعمة يتميز بها على غيره ممن ولد في زمن الجاهلية وإن لم تكن هذه النعمة باختياره وإرادته، فولادة الإنسان في بيئة شيعية موالية نعمة يتميز بها على غيره وإن لم تكن باختياره وإرادته.

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك