مسألة حول معجزة انشقاق القمر
علي محمد آل هلال - القطيف - 24/08/2014م
السلام عليكم سيدنا الفاضل حفظه الله ورعاه..

طرح احد الشباب المؤمنين سؤال حول معجزة انشقاق القمر لرسول الله ، حيث يقول اذا كان انشقاق القمر ظاهري ومادي وليس معنوي وان المعجزات لرسول الله واهل بيته سلام الله عليهم أجمعين عامة وكافة للناس وليست خاصة بأهل قريش مثلا فكيف لم توثق هذه الحادثه في الحضارات الأخرى التي تهتم بتوثيق هذة الأحداث وهل لم يصل الينا توثيق الا من خلال الكتب الإسلامية؟ واذا سجلتها الحضارات الأخرى فأين مصادرها؟

حفظكم الله تعالى وسددنا واياكم لكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

لا إشكال أن معجزة انشقاق القمر هي معجزة مادية، بمعنى أن القمر انشق انشقاقاً واقعياً، ولكن عدم توثيق الحضارات الأخرى أو المصادر غير الإسلامية لهذه المعجزة قد يرجع إلى عدة أسباب، منها:

  1. أنها كانت آنية، ولم تكن مستمرة، فالإنشقاق حصل في وقت سريع، ثم رجع القمر إلى التئامه كما كان، فكون الحدث آنياً ربما يكون مانعاً من توثيقه.
  2. لم تكن وسائل الرصد والمتابعة في الحضارات الأخرى سابقاً كما هي عليه الآن حتى يكون عدم توثيق هذا الحدث دليلاً على عدم وجوده.
  3. لم تذكر المصادر الإسلامية أن هذا الإنشقاق كان انشقاقاً عاماً لجميع أجزاء القمر كي يقال بأن هذا حدث سوف يكون واضحاً ملفتاً للنظر، بل لعله كان انشقاقاً في جزء من القمر، وهذا المقدار من الإنشقاق قد لا يكون بيّناً واضحاً للآخرين بحيث يقوموا بتوثيقه وتسجيله.

مضافاً إلى أن تبين هذا الحدث إنما هو في الفضاءات الصافية الخالية من تلبد الغيوم والسحاب، ولم تكن الفضاءات في الحضارات الأخرى  خصوصاً الحضارات الغربية  بنحو من الصفاء والوضوح بحيث تتبين فيها هذه المعجزة.

نعم لو كان الهدف من هذه المعجزة إثبات الرسالة لجميع الخلق لكان مقتضى ذلك أن يتبين هذا الإنشقاق لكل من نظر إلى السماء في تلك الفترة، ولكن هذه المعجزة فقط كانت لرد دعوى المشركين في مكة المكرمة حول عدم نبوة النبي وقصوره في الاتصال بعالم الغيب.

أرسل استفسارك