حكم المرتد
سيد محمد أحمد العلي - سيهات - 27/08/2014م
السؤال: تعليل سبب قتل المرتد و إحلال دمه ؟
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

المرتد على قسمين:

  1. المرتد الملي: وهو من كان من أهل الكتاب ثم دخل في الإسلام ثم ارتد عن الإسلام. وهذا يستتاب ثلاثاً، فإذا لم يتب حُجم عليه بحد القتل.
  2. المرتد الفطري: وهو من كان مسلماً من الأصل، ثم ارتد عن الإسلام، وحكمه إقامة الحدّ عليه.

والمرتد إنما يحكم عليه بإقامة الحد بشروط، لا بمجرد ارتداده بينه وبين نفسه، ومن تلك الشروط:

  1. أن يعلن الارتداد.
  2. أن لا تكون في حقه شبهة.

فلو عرفنا أن هذا الرجل الذي ارتدّ إنما ارتدّ لقصور في عقله، ولشبهة لم يستطع الإجابة عنها، فإنه لا يحكم عليه بالقتل؛ فإن الحدود تُدرأُ بالشبهات، وإنما يقام الحد على رجل أُقيمت الأدلة والحجج المقنعة عليه ولم يكن له منطق علمي مقابل هذه الحجج والأدلة ومع ذلك أصرّ على الارتداد.

وأما الحكمة فقد تعرضت إليها الآية المباركة القائلة ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فإن الحكمة من ردع المرتد بقتله هي وأد الفتنة الفكرية؛ فإن من الأهداف الإسلامية العليا التي طرحها القرآن الكريم أن يكون المجتمع الإسلامي مجتمعاً موحداً، ومن الواضح أن فتح الباب أمام ظاهرة الارتداد في المجتمع الإسلامي تخلق فتنة اجتماعية بين مؤيد ومعارض، والآثار السلبية للفتنة الاجتماعية أهم بكثير من المحافظة على حياة هذا المرتد؛ فإن الفتنة  كما ذكر القران الكريم  ﴿أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ حيث إن الفتنة تجرّ إلى الاقتتال والاعتداء والفرقة والتناحر، وكذلك صيانة المجتمع الإسلامي عن الفتنة الفكرية؛ لأن فتح الباب أمام ظاهرة الارتداد سيوجب افتتان الطبقة الضعيفة من الناس التي لا تحمل رصيداً فكرياً كافياً سيوجب افتتانها بكلمات المرتدين، وبالتالي حتى لو وجد إعلام إسلامي كافٍ ووافٍ، إلا أن الضَّعَفَة من الناس سيفتتنون بإعلان ظاهرة الارتداد.

فمن أجل صيانة المجتمع الإسلامي عن الفتنة الاجتماعية والفتنة الفكرية وُضِع هذا الحد للمرتد الذي يعلن ارتداده ولم تكن لديه شبهة محتملة في حقه.

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك