المعاريف
ali - 11/03/2014م
السلام عليكم و رحمة لله و بركاته
تحية طيبة بعد

يذكر بعض الأعلام إن الشخصيات التي كانت شبه مشهورة ، إذا لم نعثر على جرح ضدهم ، و لم يكن هنالك توثيق بحقهم ، فهذا كاشف عن إنهم من الثقات و إن لم يوثقوا لأنهم من المعاريف ، و المعروف لا يحتاج إلى توثيق ؟

السؤال : ما هي الأدلة التي تدعم هذا القول ، و من صاحب هذه النظرية .
و السؤال الثاني : ما هو قولك بهذه القاعدة .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو مبنى شيخنا الأستاذ فقيه عصره الشيخ التبريزي قدس سره، حيث يرى أن معروفية الراوي بين الطائفة كأحمد بن محمد بن خالد وغيره من شيوخ الإجازة كاشف إنّي عن وثاقته ما لم يرد فيه قدح أو غمزٌ.
والدليل على ذلك وجهان:
الوجه الأول: إن مقتضى المعروفية في أيّ طائفة أو أي مجتمع تسلط الأضواء على الشخص المعروف، ورصد عثراته، وأخطائه وجمع عيوبه ونقائصه، فهذا هو مقتضى العادة، فإذا وجدنا شخصاً معروفاً ومع ذلك لم يقدح فيه أحد بشيء، فتكون معروفيته في فرض عدم القدح فيه كاشفاً عقلائياً عن وثاقته، وهذا الطريق العقلائي لاكتشاف الوثاقة حجة من باب عدم الردع عنه شرعاً. بل قد يقال إنه طريق من طرق الاطمئنان، بمعنى أن مقتضى دليل حساب الاحتمالات ظهور العيب في الشخصية المعروفة بمقتضى كونها محطاً للأنظار، فعدم ظهور العيب مع المعروفية موجب للاطمئنان بالوثاقة ومن الواضح أن الاطمئنان الناشئ من منشئ عقلائي حجة.
الوجه الثاني: ما دل من النصوص على أن حسن الظاهر إمارة شرعية على العدالة فضلاً عن الوثاقة، ومعروفية الشخص بين الطائفة بكونه من الأجلاء أو كونه من المشائخ مصداق من مصاديق حسن الظاهر، وحيث إن حسن الظاهر مع عدم معارضته بقدح كاشف شرعي عن العدالة فضلاً عن الوثاقة فهو كذلك في معارف الرجال.
السيد منير الخباز
أرسل استفسارك