قول الملحدين عن القرآن الكريم
علي - 14/10/2012م
يقول الملحدون عن القران الكريم أنه ينسب إلى الله سبحانه وتعالى انه لا يعلم الأشياء إلا بعد حدوثها واستدلوا بآيات منها قوله تبارك وتعالى ( الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً ) فما هو تعليق سماحتكم؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
 
ذكر علماء الكلام أن هناك فرقاً بين العلم الذاتي والعلم الفعلي، فالعلم الفعلي له تبارك وتعالى علم أزلي لا يتغير بتغير المعلوم فكما لو أن إنسانا مثلاً صمم برنامجاً في جهاز الكمبيوتر لديه على أن يبدأ هذا البرنامج بالعمل بعد شهر مثلاً، فإن علمه بالبرنامج وتفاصيله وكيفية سريانه على مدى شهور معينة حادث من الأول وليس علما جديداً ولكن بعد أن بدأ تفعل البرنامج وأصبح يُطبّق في مؤسسة من المؤسسات بشكل يومي وعلى مراحل في مقام التطبيق، فهنا علم آخر وهو العلم الفعلي، بمعنى العلم بأن المرحلة الأولى في هذا اليوم، والعلم بأن المرحلة الثانية في اليوم الثاني، والعلم بأن المرحلة الثالثة في اليوم الثالث، فهذا العلم الفعلي يختلف عن العلم الذاتي، فعلم الإنسان بالبرنامج منذ صنعه وتخطيطه علم ثابت لا يتغير بتغير المعلوم، بينما العلم الثاني وهو العلم الفعلي يعني العلم بتفعيل البرنامج في كل يوم بحسبه فهو يسمى بالعلم الفعلي وهو يتغير بتغير المعلوم، فإن علمه بفعلية المرحلة الأولى، يتغير إلى علمه بفعلية المرحلة الثانية وهكذا.
 
والله تبارك وتعالى له علمان:
 
علم ذاتي أزلي أبدي بجميع الأمور لأن هذا الكون هو برنامج صنعه الله تبارك وتعالى، ومسيرة الوجود هي برنامج خطّط له الله تبارك وتعالى فهو يعلم به بدئا وختاماً بسائر تفاصيله من أول يوم.
 
علم فعلي، فهو قبل أن يخلق زيداً من الناس كان يعلم بتفاصيل حياته إلى حين موته، وبعد أن خلقه علم بأن هذا اليوم هو يوم ميلاده، وهذا اليوم هو يوم طفولته، وهذا اليوم هو يوم شبابه، وهذا اليوم هو يوم موته، وهذا هو ما يسمى بالعلم الفعلي الذي يتغير بتغير المعلوم، وهو ما أشارت إليه الآية المباركة ﴿الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا، فعلم هنا تشير إلى العلم الفعلي لا إلى العلم الذاتي.
السيد منير الخباز
أرسل استفسارك