تناقض بين محاضرتين
محمد عبد الله - Qatif - 23/07/2013م
في محاضرتكم العام الماضي ذكرتم ما نصه : (( نعم لا مانع من وجود زوجة له أو قريبين منه بشرط عدم ادعائهم لذلك، كما ورد في الرواية عن الصادق عليه السلام > وما بثلاثين من وحشة < ولكن إن الإمكان شيء والوقوع شيء آخر، فإن الوقوع يحتاج إلى دليل قاطع ، وقد أمرنا في التوقيع الوارد عن السومري رضوان الله عليه من قبل الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف بعدم تصديق من يدّعي المشاهدة، سواء ادعى انه زوجة أو ولد أو غيره )).
وفي هذا العام وفي محاضراتكم ذكرتم أن المقصود بالمشاهدة وادعاءها هو السفارة، فكيف نوفق بين الكلمتين؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
يمكنكم الرجوع إلى كتابنا الحقيقة المهدوية وكتابنا آفاق مهدوية، فقد تعرضنا في هذين الكتابين إلى المعاني المذكورة للفظ المشاهدة، كما تعرضت لذلك في بعض المحاضرات الموجودة في الموقع، فقد تعرضت فيها إلى المعاني المختلفة للمشاهدة، والمعنى الأقرب من هذه المعاني هو ان المراد بالمشاهدة الصلة القريبة التي لها تأثير على عامة المؤمنين، فمثلاً لو أن إنسانا التقى مع الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف في مسجد السهلة أو في المسجد الحرام وأرشده الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف لأمر من الأمور التي تخصه سواء كان أمرا دينيا أو أمراً دنيوياً، فهنا ليس لهذه الصلة تأثير على عامة المؤمنين وإنما هو تأثير خاص على من التقى به، بخلاف ما لو جاءنا شخص يدعي السفارة عن الإمام، أو جاءنا شخص يدعي أنه ابن الإمام أو زوجة الإمام، فإن هذه الصلة ـ سواء كانت على نحو السفارة أو على نحو البنوة أو على نحو الزوجية ـ صلة لها تأثير على عامة الناس؛ لأنه لا محالة ستكون الزوجة باباً إلى الإمام ويكون الإبن باباً إلى الإمام كما يكون السفير باباً إليه .
ولأجل ذلك لا تنافي بين ما ذكرناه من أن المقصود بالمشاهدة في هذه الرواية هو السفارة وبين قولنا بأن هذه التوقيع الشريف أمرنا بتكذيب من يدعي المشاهدة، باعتبار أن المقصود بالمشاهدة هو معنى يجمع هذه المصاديق كلها ألا وهو الصلة القريبة التي يصح التعبير عنها بالباب، وأن المراد بالمشاهدة من يُعدّ باباً للإمام بحيث يكون لكلامه تأثير على عامة الناس، وبالتالي لا تنافي بين الموضعين من الكلام، وإنما ذكرنا السفارة باعتبار أنها أجلى مصاديق الصلة البابية، وإلا فمن مصاديقها أيضا الزوجة والولد وأشباه ذلك.
السيد منير الخباز
أرسل استفسارك