إشكالات منهجية
مهدي - القطيف - 19/12/2009م
(أرجو إيصال هذه الرسالة إلى سماحة السيد)
السلام عليكم سيدنا وعظم الله أجوركم...
ذكر بعض الأصدقاء في حديث لي معه حول محاضرات سماحتكم لهذه السنة أنكم تكثرون مناقشة السيد الطباطبائي قدس سره فقلت له أن هذا لا ينافي احترام سماحتكم للسيد الطباطبائي بل يدل على اهتمامكم بآرائه وما مناقشاتكم له إلا مجرد نقاشات علمية لا تخدش في شخصيته...
ما لفت نظري هو أنني عندما راجعت ما ذكرتموه في مناقشة السيد في الليلة الأولى حول قوله تعالى: (بقية الله خير لكم) وفي الليلة الثانية في قوله تعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) لاحظت أمرًا هو – في نظري القاصر – خطأ منهجي في تفسير سماحتكم للآيات المباركات، فأرجو منك توضيح الأمر...
الأمر الذي لاحظته هو أنه لا تنافي بين آراء السيد الطباطبائي وبين آرائكم فيصح أن تشمل الآيات كلا المعنيين إلا أن الملاحظ أنكم تعبرون بـ(والصحيح كذا وكذا...) بعد أن تذكروا رأي السيد الطباطبائي ثم تبين سبب اختيارك للرأي الفلاني في قبال رأي السيد الطباطبائي وكأن رأيه خاطئ...
فأي منافاة بين أن يكون مفهوم الآية المباركة (بقية الله خير لكم) شاملاً للربح وللإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف؟! فظاهر الآية أن المراد هو الربح كما ذكر السيد الطباطبائي ولكن الروايات والقرينة التي ذكرتموها تؤيد أن المراد هو الإمام المهدي عجل الله فرجه ولا مانع من جمع المعنيين في معنى كلي، وربما كان تفسير الآية هو الربح وتأويلها هو الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف.
أما الآية الثانية (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) فمن الواضح عدم تنافي المعنيين باعتبار أن الإمام المهدي عجل الله فرجه من مصاديق الإنسان المنقطع إلى الله ولا دليل على حصر هذا المفهوم فيه، نعم قد تكون الآية منطبقة عليه أكثر من غيره وهذا لا ينافي شمولها...
هذا الكلام مجرد ملاحظات أرجو من سماحتكم التعليق عليها إما بجواب خاص يرسل إلى بريدي أو بجواب عام ينشر عبر المنبر الحسيني المبارك، وهذا من باب قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} وأرجو ألا تعتبروا كلامي تعديًا على مقامكم فهذه مجرد شبهات خطرت على ذهني وإلا فأنا لا أستطيع مناقشة سماحتكم..
وبما أن الحديث عن المنهج العلمي في تفسير القرآن فلا بأس هنا أن أذكر شبهة أرجو من سماحتكم الإجابة عنها أيضًا وهي:
كيف يعقل أن نفسر القرآن بالروايات والأحاديث مع أن الروايات أمرتنا بعرضها على القرآن للتأكد من صحتها وإلا ضربنا بها عرض الحائط؟! ألا يلزم من ذلك الدور إذا يعتمد تحديد التفسير الصحيح للقرآن على الرجوع إلى الروايات ويعتمد تحديد الروايات الصحيحة من السقيمة على عرضها على القرآن؟!
 
الجواب
ج- مع احترامي الكبير للسيد صاحب الميزان قدس سره وأنا ما زلت استفيد كثيراً من المعلومات منه إلا أنه في الآية الأولى استند في تفسير﴿بَقِيَّتُ اللَّهِ بالربح على قرينة السياق ,وقد ذكر علماء البلاغة أن السياق قرينة ما لم تقم قرينة لفظية على الخلافة والقرينة اللفظية على خلافه قائمة وهي قوله﴿إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَفإن الربح بقية للمؤمن وغيره,فالتخصيص بالمؤمنين قرينة على كون المراد غير الربح.
 
وحمل الآية على كلا المعنيين يتوقف على وجود جامع عرفي بينهما وليس بينهما جامع فإن الربح بقية مادية والمنتظر بقية روحية,والروايات ذكرت أنه المهدي من باب التفسير لا التأويل.
 
وأما الآية الثانية فقد ذكرت في مجلس صفوى أنها تحمل التفسير المصداقي وهو كون المنتظر أحد مصاديق المضطر ,وتحمل التفسير المفهومي أي كون المراد منه خصوص المهدي أو خصوص المهدي أو خصوص الحجة في كل زمان بحسبه يؤيد الثاني قوله:﴿وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِفإنها قرينة على كون المضطر من به تتحقق خلافة الأرض لأمة النبي وهو ما ينطق على المهديفقط.
 
ج- أن الروايات التي أمرتنا بعرض الأخبار على كتاب الله لا ينافي تفسير القرآن بالرواية ,فإن الرواية إن كانت مخالفة للكتاب على نحو التباين أو مخالفة لروح القرآن تطرح, وإذا كانت مفسرة أو مقيدة أو مخصصة أخذ بها قرينة على القرآن وهذا هو المستفاد من حديث الثقلين.
السيد منير الخباز
أرسل استفسارك