تعارض بين رواية وآية
حيدر محمود حسن - الكويت - الرميثية - 07/12/2014م
السلام عليكم...

آية الله السيد منير الخباز حفظكم الله وسددكم...

سيدنا هل هناك تعارض بين هذه الآية {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} وهذه الرواية «من أتاه كتب الله له بكل خطوة حسنة... فإذا أتاه وكل الله به ملكين يكتبان ما خرج من فمه من خير ولا يكتب ما يخرج من فيه من شيء ولا غير ذلك فإذا انصرف ودعوه وقالوا:... والله لا ترى النار بعينك أبدا ولا تراك ولا تطعمك أبدا»؟
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

لا منافاة بين الرواية والآية؛ فإن المقصود بالآية هو أن جميع البشر في يوم القيامة يمرون على الصراط الفاصل بين الجنة والنار، ومن خلال هذا الصراط، يشاهدون الآيات الجمالية لله عز وجل في الجنة، والآيات الجلالية في النار؛ فإنه كما أن الجنة مظهر لصفات الله وأسمائه الجمالية، فإن النار أيضاً مظهر لصفات الله وأسمائه الجلالية، وبالتالي فالمرور على هذا الصراط هو من جملة المسيرة التكاملية للإنسان في الآخرة، سواء كان مؤمناً أم كافراً أم فاسقاً، فالملحوظ في الآية هو المرور على هذا الصراط الذي يشهد به الجنة والنار، وهذا لا يتنافى مع مدلول الرواية أو النصوص الأخرى التي تدل على أن المؤمن حتى وإن مرّ على النار أو رآها فإنه لا يشعر بلهيبها ولا يصل إليه خطرها وضررها.

كما أن المقصود بنفي الرؤية هو رؤية النار المفزعة؛ فإن هناك فرقاً بين رؤيتين: فهناك رؤية مفزعة للنار، وهذه يُصان منها المؤمن لإيمانه، وهناك رؤية تأملية في النار؛ حيث إن المؤمن يرى النار آية من آيات الله كما يرى الجنة آية من آيات الله، وهذا النوع من الرؤية كمال للمؤمن وليس أمراً مفزعاً له كي يقع التنافي بين مدلول الآية والرواية.

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك