هل الملائكة مجردين عن الزمان اولمكان؟!
بدون إسم - القطيف - 01/02/2010م
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة آية الله السيد منير الخباز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نأمل التكرم بالإفادة عن نقطتين وردتا في محاضراتكم القيمة أبان شهر محرم الحرام لعام 1431هـ

النقطة الأولى:قولكم في إحدى الليالي –وأظنها الليلة الخامسة – أن الملائكة مجردين عن الزمان والمكان وهذا مردود بأدلة كثيرةمنها أن الملائكة يموتون كما جاء في الروايات فهم محدودين بزمان وكذلك محدودين بمكان ذلك أن جبرائيل عليه السلام في قضية الإسراء والمعرج بالنبي الأعظملم يستطيع أن يتجاوز المكان الذي وصل إليه نبينا محمدفكان قاب قوسين أو أدنى.والحاصل أن من لا يجرى عليه زمن أو مكان هو القديمولا قديم إلا الله سبحانه وتعالى والتسليم بما طرحتم يعني التسليم بوجود القديم مع الله والعياذ بالله من هذا الاعتقادلذا فإنني أجزم بكون سماحتكم أراد معنى أخر خلاف الذي تبادر إلى عقلي وعقول بعض الأصدقاء من قبيل أن الملائكة والجن ليسوا من سنخ البشر فنرجوا من سماحتكم التوضيح وفك الالتباس ؟!

النقطة الثانية:توجيهكم لكلام الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه بأن الإمام الحجة(عج)يستفيد من التجارب البشرية خلال غيبته وهذه شجاعة أحييكم عليها حيث أنكم قبل عدة سنوات طرحتم هذه النقطة في إحدى محاضراتكم دون توضيح بشأن الخلاف عليهاوالآن أشرتم إلى ذلك وأخذتم في توضيحها الواقع أن التوضيح لم يكن مقنعاً لقاصر مثلي دونكم علماً وفهماًو ورعاً وبصيرة وهذه ليست مجاملة لشخصكم الكريم بل حقيقة يجب أن تقال و وصف للشيء بما هو هو نعم قد أكون فهمت سماحتكم بشكل خاطئ لذا نرجوا التوضيح؟!

النقطة الثالثة:لقد استشهدتم براوية في بحار الأنوار مفادها أن الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين يزدادون علماً وقد يكون هذا العلم هو التجارب الحياتية التي تتراكم يومياً لبني آدموما كنا نفهمه من تأويل تلك الرواية أن الأئمة يزدادون علما بالله تعالى من الله تعالى وفي هذا كتب بعض علمائنا الأبرار من أعلام المنطقة الماضين رضوان الله تعالى عليهم أن سبب التفاضل بين المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين يعود إلى تفاوت معرفتهم بالله تعالى فهم صلوات الله عليهم في كل آن يزدادون علماً بالله هذا من جهةمن جهة أخرى فإنهم يعملون بالبداء الذي يستجد ولذا قال بعضهم - ما معناه-في تفسير قضية استئذان جبرائيل عليه السلام من النبي الأعظمبعد أخذ الإذن من الله تعالى حتى يكون سادس الخمسة تحت الكساء :حتى يعلم هل أتي الوحي المباشر للنبيبمنع جبرائيل من أن يكون سادساً أو لاسماحتكم يعلم جيداً الفرق بين الوحي المباشر والوحي الغير مباشر.
وعليه قد يكون التوجيه الأنسب لخطاب الشهيد الصدر أنه صاغ خطابه بما يتلاءم والعقول المادية في تلك الحقبة التي لعبت فيها التنظيمات اليسارية بعقول الشباب.

لا ننسى أن نشيد بمواضيعكم القيمةوأنها جداً موفقة جعلها الله في ميزان حسناتكم.
والله يراعكم
 
الجواب
الإجابة1: كما أن المادي ذو درجات مختلفة كالفرق بين الوجود الخارجي و وجود الصورة في الدماغ فكلاهما مادي ولكن مع الاختلاف الدرجة فكذلك المجرد فإنه ذو درجات مختلفة فالمجرد التام التجرد هو الله عز وجل .وأما الروح البشرية فهي مجردة من حيث الجوهر لا من حيث الربط والاتصال لاتصالها بالجسم المادي وعلومها به ,وكذلك الملائكة فإنهم مجردون من حدود العالم المادي فلا يمنعهم الزمان لا أن لم تجرداً تاماً حتى يكون ذلك نقيضاً لعروض عوارض المحدودية الإمكانية عليهم.
 
الإجابة2: ما ذكرتموه أخيراً من توجيه كلام السيد الشهيد –قده- وهو النظر للتفسير المادي دون التفسير الواقعي الغيبي صحيح وقد ذكرته في كتاب آفاق مهدوية ولكن لا يمنع التوجيه الآخر ,ومحصلة أن الحكمة الإلهية شاءت لكل نبي أو إمام أن يبتلى ويمتحن بمقدار ما أعطى الله لرسولمقام الخاتمية ابتلاه بأذى قومه حتى قال ما أوذي نبي مثل ما أوذيت لتحقيق حال الشكر منه لتلك النعم الكمالية فكذلك حينما شاءت حكمته تعالى جعل الإمامية في ذرية الحسينابتلاه بفاجعة كربلاء لكي يكون صبره على القتل شكراً لتلك النعم العظيمة.
 
وكذلك الأمر بالنسبة للمهدي(عج)فإنه بإزاء ما أعطاه من نعمة ظهور الدين على يده ابتلاه بالغيبة الطويلة المتضمنة للآلام الشديدة امتحاناً له وليكون صبره عليها شكراً للنعمة التي أنعم الله بها عليه لا لدخل ذلك الامتحان في إمامته أو لياقته بالدور الذي يقوم به.
 
الإجابة3: لا إشكال في أن المقصود بالزيادة في علومهم الزيادة في العلم بالله عز وجل فإن ذلك هو مناط التفات بين العباد الا أن من طرق العلم بالله العلم بأسرار الوجود الإمكاني بجميع عوالمه المادية والمجردة والعلوية والسلفية لا من حيث جانبها الملكي بل من حيث جانبها الملكوتي وهو الرابط الخفية بخالقها ,الرواية بإطلاقها تشمل مثل هذه العلوم.  
السيد منير الخباز
أرسل استفسارك