قاعدة السنخية
mahdy alabkary - 01/02/2010م
السلام عليكم سيدنا..

ذكرتم أن مقتضى قاعدة السنخية أن تكون العلة في تحقق الفعل المعجز طبيعية إلا أنها غير معروفة عند الناس لافتقادهم عنصر العلم، وقد تكون معروفة ولكنهم يفتقدون القدرة على طي الزمان بسبب فقدانهم للإرادة القدسية..  إلخ، هذا الكلام لا إشكال فيه لكنه يبتني على قاعدة السنخية التي لم تتضح معالمها جيدًا، إذ أننا لو قلنا بأن هذه القاعدة صحيحة لطرأ على أذهاننا عدة تساؤلات، مثلاً كيف يقول الفلاسفة  أن إنسانية الإنسان بروحه لا بجسده وأن جميع أفعاله هي في الحقيقة أفعال روحه بتوسط جسده والحال أن مقتضى قاعدة السنخية أن تكون معلولات الروحة مجردة مثل علتها، إلا أننا نجد الكثير من معلولاتها مادية كالأكل والمشي ونحو ذلك، فأين هي قاعدة السنخية هنا؟ وإذا كان الله تبارك وتعالى مجردًا عن المادة فمقتضى قاعدة السنخية أن تكون جميع مخلوقاته مجردة والحال أن كثيرًا من مخلقوات مادية فأين هي قاعدة السنخية هنا؟
الجواب

المقصود بقاعدة السنخية أن المعلول وجود نازل من وجودات العلة فمثلاً الإحراق وجود نازل من وجود النار، ولذلك فهذه القاعدة تختص بالموجودات المادية لآن وجود المعلول فيها مترشح من وجود العلة، ولا ترد هذه القاعدة في علاقة الله غز وجل بمخلوقاته حيث أن الموجودات الإمكانية من ابتكار وضعه وليست مترشحة من وجوده لكي يعتبر المسانخة بينهما.

وأما عليه النفس للأفعال المادية فلا إشكال فيها لأن النفس ذات عنصرين ملكوتي وملكي فهي من جهة العنصر الغيبي الملكوتي تصنع الأمور غير المادية كالأفكار والمشاعر، ومن جهة عنصرها الملكي المادي تصنع الأفعال المادية.

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك