رد شبه غسل اليد إلى المرافق
منصور علي الصاوي - 15/02/2015م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى في كتابة الكريم {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} الآية تقول بغسل اليد إلى المرافق، لماذا الشيعة الإمامية يقومون بغسل اليدين من المرافق إلى أطراف الأصابع ويقومون بمسح الأرجل إلى الكعبين؟

أفيدونا أفادكم الله
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

في الآية مدلولان:

المدلول الأول: قوله ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ. فهل المقصود ب «إلى» الغاية؟ أو التحديد؟

فإن لفظة «إلى» تستخدم في اللغة العربية بمعنيين:

1- الغاية كما يقال «ذهبت من البيت إلى الجامعة»
2- للتحديد كما يقال «اغسل الطاولة إلى نصفها»

فليس المقصود ب «إلى» هنا الغاية بأن يبتدئ بطرف الطاولة وينتهي بالنصف، بل المقصود بأنه ليس عليه أن يغسل الطاولة كلها بل يكفي في غسلها أن يغسل نصفها، فإن بدأ من النصف إلى الأطراف فإنه قد حقق المأمور به، فما دامت «إلى» تستخدم بمعنيين فلأجل ذلك إذا سبقتها كلمة «من» فتكون ظاهرة في الغاية كما إذا قيل «اغسل من كذا إلى كذا»، وأما إذا لم تسبقها كلمة «من» فمفادها التحديد كما في الآية المباركة، فإنَّه لم يسبقها كلمة «من» حتى تكون «إلى» ظاهرة في الغاية، بل هي ظاهرة في التحديد، والمقصود بالآية أنَّ غسل الوجه يجب فيه استيعاب الوجه كلِّه.

وأمَّا في غسل اليد فلا يجب استيعاب اليد كلِّها، بل المقدار الواجب غسله هو الذراع وليس جميع اليد، فلمّا أراد أن يعبِّر عن أن المقدار الواجب غسله هو خصوص الذِّراع لا جميع اليد قال ﴿إِلَى الْمَرَافِقِ والمقصود ب «إلى» هنا تحديد المقدار المغسول وأنه لايجب أزيد من ذلك بحيث يصل الغسل إلى الكتف، لا أن المراد ب «إلى» هنا الغاية إذ لم تسبقها كلمة «من».

المدلول الثاني: في قوله ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ.

فإنَّ هذا موافقٌ لمذهب الشيعة؛ من أنَّ الشيعة يقولون بأنَّ الأرجل معطوفةٌ على الرؤوس، فالوظيفة هي المسح وليس الغَسْل، لذلك فإن غَسل الأرجل مخالفٌ لظاهر الآية المباركة، والمسح يبدأ من الأصابع إلى قبة القدم على رأي بعض الفقهاء، أو إلى مفصل الساق على رأي آخر، والجميع يعدُّ مسحاً إلى الكعبين، بمعنى أنه لا يجب استيعاب الرجل بالمسح بل يكفي المسح إلى الكعبين.

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك